ذكريات غلام حسين دربندي النوروزية

التضحية في بداية العام

حاوره: مهدي خانبان بور
أعده: موقع التاريخ الشفوي الإيراني
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2016-03-28


كان الجنرال غلام حسين دربندي في فترة الحرب المفروضة قائد المركز الطبي ل 92 خوزستان. و في الوقت الحالي هو عضو في لجنة العميد الشهيد صياد شيرازي التثقيفية و رئيس لجنة " راهيان نور". فيما يأتي نقرأ مذكراته عن النوروز في فترة الدفاع.

 

لن ننساك أبدا

كان الجميع في الجبهة يسعى أن يكون في " أحسن حال" الذي نرجوه في دعاء السنة الجديدة و يحاولون أن يكون حالهم أفضا حالا و أحسنه. و أدركنا معنى هذا الدعاء أكثر يوم كنا في البيت و بجانب العائلة.

يحاول الجميع في الجبهة التسابق في فعل الخير. و حين تصل أيام النوروز، يعود الشباب لاظهار ابتكاراتهم. و تعلو النشاطات في الجبهات و الثكنات. و يجمعون سفرة "الهفت سين " و هي تعني وجود سبع أشياء تبدأ بحرف السين في السفرة  مثل " سيم خاردار " الأسلاك الشائكة و " سنبه" المغزل و" سنك" الحجارة و " سوزن" الإبرة و " سوت" الصافرة. و الى جانبها صور الأصدقاء و من استشهد، يريدون قول أننا لن ننساكم أبدا.

أول تجربة

أذكر أول نوروز مرّ علي في الجبهة،كان في العام 1981. كنا في مدينة يطلق عليها الهوفل شمال سوسنكرد و شمال نهر الكرخة الأعمى و بقرب الدهلاوية. كنا نستعد للهجوم لنخرج العراقيين من مرتفعات الله أكبر. كان أول نوروز و لا يعرف الشباب ما عليهم فعله.

ما إن بدأت السنة الجديدة حتى بدأ الشباب باطلاق النار في الهواء معلنيين عن فرحهم. ظن العراقيون أننا نريد شن هجوم. فأطلقوا علينا النار بكثافة. عاد الجميع الى الثكنات. لساعات بقيت القذائف و المدفعية تقصفنا، الى درجة أننا طلبنا من الشباب عدم اطلاق النار. و في القادم من الاعوام كان القادة يكتبون أمرا بعدم اطلاق النار في بدايات السنة و لا يخرجون من ثكناتهم.

نوروزان في الحرب

في العام التالي، العام 1982 حين أنهينا عمليات طريق القدس، كنا نستعد لعمليات الفتح المبين. بدأت منتصف ليلة الأول من الشهر. أرسلنا الشباب الى أهواز، أخذوا الحلويات و الفاكهة. تخيل أنها بداية العام الجديد، و القلق الناشئ من العمليات، فنحن نريد البدأ بها في نفس تلك الليلة، لا نعرف ما الذي سيحدث، أضافة الى ذلك أن العدو سبقنا وهجم علينا قبل يوم من الرقابية و أرادوا أخذ المنطقة لولا مقاومة لواء 55 الجوي و الحرس الثوري. على أي حال كشفت خطتنا. و رغم ذلك كنا نتبادل التبريكات بحلول السنة الجديد، غير مدركين من سنفقد غدا.بالطبع في العام 1982 كانت الأيام الفاطمية مثل الآن و حافظ الشباب على حرمتها.

و بدأت عمليات الفتح المبين برمز يا زهراء (س) رغم انكشافها، و رأينا في شهر فرودين " أول شهر في السنة الإيرانية" أي انتصارات حققناها و كنا فرحين، الى حدّ أن الإمام الخميني – رضوان الله تعالى عليه- في رسالة وجهها بمناسبة عمليات الفتح المبين قال " أٌقبل أياديكم التي تعلوها يد ملائكة الله و أفتخر بهذا التقبيل."

 

في شهر اسفند في العام التالي العام 1983، قمنا بعمليات خيبر و حررنا جزيرتي مجنون الشمالية و الجنوبية، كنا سعداء. أذكر أني كنت في نفس العام في معسكر كميل بجانب هور العظيم.كنا مع الشهيد غلام رضا طرق حين ساعة دخول السنة الجديدة مع فرحة النصر ننقل قواتنا الى جزيرة مجنون. اتذكر وصول حوامة لنقلنا الى الجزية. و لكبر حجمها و الخوف من اصابتها نهارا أو مساء استغنوا عن فكرة نقلنا بها. و هكذا مر العام.

لنذكر شهداء فروردين أكثر من البقية

في العام التالي 1983 كنا في الجفير و طلايية. لنذكر الشهداء و الجرحى من تلك الفترة. إنك تقوم بعمل جيد عبر نقل ذكريات النوروز. لتنسق مع مركز الشهيد لترى من استشهد في شهر فروردين من الجيش و الحرس و البسيج و بقية الشرائح.

لأذكر أحد الشهداء و كان له دور في الجبهة مشعلا حماسة بطولية و هو الطيار الشهيد الجنرال حسين خلعتري، إستشهد في بداية فروردين 1985، شارك في الكثير من العمليات برا و بحرا و جوا، و عرف بحسين ماوريك، لأنه كان يقصف بصواريخ ماوريك. إستشهد في سنقر. و لم تقم له ذكرى سنوية. فالجميع يبحث عن فرحة العيد.حتى أقيمت له في رامسير ذكرى سنوية، و حضرت عائلته و قيلت الذكريات عنه.

نفس الشهيد كان ينظر الى الحرب برؤية انسانية و حين يتسلم مهمته عابرا الحدود، ساعة يجد سيارة على جسر، مخرجا طفلا يده منها مرسلا له تحية، يفكر، و ذكر ذلك في مذكراته، لو أن طائرة العدو حلقت فوق مدينتي، و قصفت بيتي، و يقتل ابني، ما الذي سيحدث لي؟ هذه العائلة لديها نفس هذا الشعور الآن.لذلك يفكر بأن يبتعد حتى تمر السيارة ليقصف الجسر و يفعل ذلك. و ترد المضادات الجوية بآلاف الطلقات و الصواريخ عليه، فعل ذلك لتعبر السيارة التي تحمل طفلا.سوف أنهي حديثي بجملة من وصيته تلخص كل شيئ. كتب في وصيته: " لو تعلقت ذرات من ترابي وطني على حذاء جندي العدو، أغسلها بدمي، لن أدعها تعبر الى بلاده." و جملة أخرى منه قال: " لو كان لدي أفضل من روحي لأهديته لشعبي." 

النص الفارسي



 
عدد الزوار: 4907



http://oral-history.ir/?page=post&id=6256