نقد كتاب " الحكمة و السياسة"، جزء من مذكرات الدكتور نصر غير موثقة
فاطمة مرادي
ترجمة: أحمد حيدري مجد
2016-02-22
خاص موقع التاريخ الشفوي الإيراني، عقدت الندوة السابعة لنقد التاريخ الشفوي للثورة الإسلامية تحت عنوان نقد كتاب " الحكمة و السياسة" : مجموعة التاريخ الشفوي و الصوري المعاصر، مذكرات الدكتور سيد حسين نصر" و شارك فيها كل من حسين دهباشي مدون الكتاب، و مرتضى ميردار و علي تاج الديني كناقدين، و ذلك في صالة سلمان هراتي.
و كتاب " الحكمة و السياسة" هو كتاب يشمل مذكرات الدكتور سيد حسين نصر الذي تولى عدة مناصب في الفترة البهلوية الثانية منها رئاسة جامعة آريامهر و رئاسة مكتب فرح ديبا.
قال جعفر كلشن، المؤرخ و مدير الجلسة: " كتاب " الحكمة و السياسة" : صدر بعناية و متابعة حسين دهباشي و هي مذكرات الدكتور نصر، حيث يعتبر من رجالات العصر البهلوي و لأهمية مذكراته، حصل الكتاب على انتباه مركز التاريخ الشفوي."
و طلب من علي تاج الديني، الناقد و الباحث، أن يتحدث عن وجهة نظره حول الكتاب. فقال: " من الظاهر أن الكتاب عمل عليه بصورة جيدة. وجود الصور المناسبة و الخط الذي تمّ اختياره للكتاب ساعد في طرح فكرته."
و قال مكملا: " من ناحية المضمون، الكتاب ممتاز جدا، و هو متميز عن الكتب التاريخية الأخرى التي كتبت عن الدكتور نصر، نتعرف في الكتاب على رواية الدكتور نصر حول أسباب سقوط النظام البهلوي و نصيب الدكتور نصر في الثورة الإسلامية. لم يكن هناك قبل هذا الكتاب رواية صريحة على لسان الدكتور نصر في هذا الشأن."
كان دائما على علاقة بشخصيات حكومية رفيعة
و قال تاج الديني عن شخصية الدكتور نصر: " يملك شخصية تاريخية و مؤثرة، فنسبه من أمه ، هو حفيد الشيخ فضل الله نوري و أبوه، الطبيب الخاص للعصر البهلوي، و مندوب في البرلمان و وزير الثقافة. و تقلد أخواله و أعمامه مناصب حكومية مهمة، فعمه أبو المسرح الإيراني و نفس نصر، لديه قرابة مع جمشيد آموزكار. سافر في شبابه الى أمريكا للدراسة. و بعد حصوله على الماجستير من جامعى إم آي تي و دكتوراة في الفلسفة عاد الى إيران. كانت تربيته خاصة و عن طريق أبيه و أقربائه كان دائما يجلس شخصيات حكومية رفيعة."
و أضاف: " و لأن حسين نصر كان يحب السنن الدينية و الفكر الديني، كان على علاقة بكبار المراجع منهم العلامة الطباطبائي و العلامة الشعراني و آية الله المطهري. و حول حركة نزع الحجاب، كان نصر معارضا لكشف حجاب أمه و لم يعط رأيه للثورة البيضاء."
لم أدرس التاريخ!
و قال حسين دهباشي، مدون مذكرات حسين نصر، عن نقاط ضعف الكتاب: " إحدى نقاط ضعفي تركت أثرها في الكتاب، هي أني لم أدرس التاريخ أكادميا، و بالطبع أنهبت دورة في داراسة التاريخ الشفهي."
و أضاف: " ما تمنيته هو أن أكون في قلب مثل هذه المجموعة المركز الفني لأعمل على مثل هذا الكتاب، حتى إذا واجهت مشكلة، أستعين بالزملاء، و لكن علي القول رغم ما يظهره الكتاب، فقد قمت بكل أعماله و هو عمل فردي و ليس عملا جماعيا."
و قال دهباشي: " يمكننا في نقد الكتاب التعامل معه باسلوبين، و هي حول حقيقة الافتراضات أو عدمها التي يتطرق لها كل من المحاور و المُحاور، أو ننقد الكتاب من ناحية الأسلوبية."
و أضاف: " إخترت من بين الأساليب أسلوب شيكاغو، و إذا تقرر أن يوجه نقدا، فمن الأفضل أن يوجه حسب الاسلوب الذي اخترته."
و طلب مدير الندوة كلشن من مرتضى ميردار، مسؤل القسم التاريخي في مركز وثائق الثورة الإسلامية طرح رأيه عن الكتاب.
نقد الكتاب، ليس تقليلا من مستوى العمل
شكر مرتضى ميردار دهباشي على عمله و قال: " ليس نقد الكتاب تقليلا من مستوى العمل الذي قام به دهباشي، بل هو صادر عن أهمية الكتاب و شخصية الدكتور نصر، و هو من رجال السياسية المعروفين في العصر البهلوي. قام دهباشي رغم كل الصعوبات الموجودة في التاريخ الشفوي، بالسفر الى خارج البلاد و استطاع أخذ حوار مع الدكتور نصر، لأن الأشخاص الذين يعيشون في الغرب، بنظرون بصورة عامة الى المُحاورين، نظرة أمنية."
و أضاف: " يجب نقد آراء و فكر الدكتور نصر في اطار التاريخ و الثورة الإسلامية، لا في مجال الفلسفة و العلوم الإسلامية، لأن عملنا يختص بمجال التاريخ الشفوي. "
و دعى مدير الندوة كلشن الناقد تاج الديني للحديث: " ما يميز الكتاب، بالنسبة الى بقية الكتب التاريخية التي تطرقت الى الدكتور نصر، هو الكتاب الأول الذي يروي فيه الدكتور نصر ذكرياته و لم يكن لدينا قبل ذلك روايات صريحة من على لسان الدكتور نصر."
و أوضخ دهباشي قائلا: " قبل حواري مع نصر، قرأت كل نتاجاته الموجودة في إيران. إضافة الى النتاجات الموجودة في جامعة هاروارد، الوثائق الجاسوسية، و وثائق وزارة الخارجية الأمريكية و الملفات الصوتية التي جمعتها من قبل."
و أكمل قائلا: " أعددت الملفات الصوتية من قبل، و أضعها أمام باحثين في التاريخ أتواصل معهم، و يعدون لي أسئلة جديدة أطرحها على الدكتور نصر."
و أضاف: " ملف الساواك حول الدكتور نصر في مركز الثورة الإسلامية، هي مختارات من مجموعة كبيرة من الوثائق و لا يمكنني الوصول لها كلها."
و تحدث تاج الديني عن مكانة و شخصية الدكتور نصر قائلا: " الدكتورنصر، ألف العديد من الكتب في مجال العرفان و الفلسفة و حقول أخرى، مثل الأصولية في الغرب و لكن الكتاب لم يركز على ذلك، و رغم أن الكتاب صدر من مركز مهم و هي المكتبة الوطنية."
و ضمن فعاليات الندوة وجه ميردار حديثه لدهباشي: " من الأفضل، لو وقع الراوي في نهاية الكتاب حتى لا ينكر مادة منه، فمن الممكن أن يقول هذه القصص ليست لي؟"
و أجابه دهباشي: " أسلوبي في تدوين الكتاب، على أسس مكتب شيكاغو و الدكتور نصر، قد وافق على صدور الكتاب. و سبب انزعاج نصر، إضافة الهوامش و التعريفات. اختلاف الحوار التاريخي مع التاريخ الشفهي هو أننا نظهر عطشنا للحوار ، بالطبع في حوارات التاريخ الشفهي لا نجبر أحدا على الإجابة و يمكن ترك الحكم للقارئ، و لكني وضعت هامشا على الاسئلة و الأجوبة و جاءت بكشل نقدي."
و أضاف: " أنهيت دورة التاريخ الشفهي في جامعة كولمبيا و أنزت الحوار على أسلوب التاريخ الشفهي لمدرسة شيكاغو، و طبق هذا الاسلوب، لا معنى لتوقيع الراوي. و ما أضفته من هامش كان انطلاقا من أني ابن الثورة الاسلامية لا البهلوية."
و قال مسؤل قسم التاريخ الشفوي لمكتب أدب الثورة الإسلامية المركز الفني، حجة الإسلام سعيد فخرزاده، حول اختلاف رؤية التاريخ الشفوي في إيران عن بقية الدول: " رؤية التاريخ الشفوي في إيران لوجود الرؤية الدينية، هو مغاير لبقية الدول."
ثم سأل تاج الديني دهباشي: " في أماكن من الكتاب، يدعي نصر أنه كتب كتابا لجلال آل أحمد و في الهامش علقت أن الكتاب صدر قبل ظهور نصر بثلاث أعوام، و لكن في بعض المواضيع، لم تكتب هامشا على ادعاءات نصر. هل سبب ذلك موافقتك لآرائه؟ لماذا نقدت في مكان بعض المواضيع و أخرى تركتها؟"
التاريخ على أساس الروايات يختلف عن الرواية الواحدة
و قال كلشن مجيبا تاج الديني: " كتاب " الحكمة و السياسة" أخذ فيه القارئ بصورة عامة و المستويات."
و أضاف: " التاريخ على أساس الروايات يختلف عن الرواية الواحدة! هذا الكتاب كتب على أساس مذكرات نصر و هو حاصل حضوره و أفكاره، من يعرف التاريخ جيدا، يمكنه استخراج ما أعطاه نصر، لا أن يستند بها."
و قال دهباشي مجيبا تاج الديني: " أوضحت في المقدمة أن يقلل القارئ من توقعاته."
و ضمن اشارته الى المقدمة و اسلوب الكتاب قال: " برنامج حوارات التاريخ الشفهي و منها إيران المعاصرة، و بسبب خطأ ذاكرة الراوي و الأخطاء اللفظية، هناك الكثير من الطرق المضللة، و هذه الحوارات ما هي إلا رؤية من يُحاوَر."
800 ساعة حوارية
و قال دهباشي: " هذا الكتاب يعتبر من المشاريع الكبيرة، لأن ما يقارب 800 ساعة حوارية سجلت و يمكن اخراجها كرسالة دكتوراة. نقدت نص الحوار على ثلاث مراحل: 1- المفردات و العبارات غير الفارسية و التي تحتاج الى شرح-2- المعلوامت الاخصائية المتعلقة بالعلوم الطبيعية و الاقتصادية و العسكرية -3- الأحداث الاجتماعية -4- الادعاءات و الاخطاء التاريخية الواضحة."
و أشار مرة أخرى الى مقدمة الكتاب، و أضاف:" سوف أضيف وجهات نظر المؤرخين في الطبعة الجديدة، كملحق."
و قال دهباشي: " لا يعني صدور الكتاب من المكتبة الوطنية أنه كامل من جميع المستويات، يجب أن ينقد الكتاب من عدة مستويات."
و قال تابج الديني:" يدعي نصر أنه كان واسطة بين العلماء و القصر، و أنه تلميذ العلامة الطباطبائي و كان الواسطة للقاء بين الطباطبائي و هنري كوربن. و في مجال تأليف الكتب المدرسية دعى المرحوم الدكتور بهشتي و باهنر. قدم منح كثيرة للطلاب و الطلبة و سلم الكثير من الأساتذة شهادة دون دخولهم قسم التحقيق. لديه الكثير من المقالات التي ترصد و توقف انتشار الفكر الغربي أو الفلسفة الشرقية مثل اليابانية. و طبعت مقالاته في مجلة " جاودان خرد". صرف الملايين من مركز بهلوي لاعمار و اصلاح الاماكن الدينية. يرى الدكتور حسين نصر أن له نصيب في الثورة الإسلامية."
و قال مرتضى ميردا عن شخصية الدكنور نصر: " يتكلم كثيرا عن " الأنا"، في رؤية الغرب أن " الأنا"، قد تكون لها معنى هناك و لكن في إيران " الأنا" لا معنى لها."
و أشار الى الصفحة 27 من الكتاب: " يقول الدكتور نصر: " أراد الله أن أولد فيلسوفا." و في الصفحة 1471 يقول: " أنا أحد أعمدة الثقافة الإيرانية." و في نفس الصفحة يقول: " لم أستشر في مهرجان ال 2500 عاما." كيف يمكن أن يكون نصر ضمن التغيرات الثقافية، و لا يستشار؟"
و أجاب أحد الحضور على تساؤل ميردار: " بسبب مخالفة الدكتور نصر مع إقامة مهرجانات ال 2500 عاما، لم تتم استشارته."
و قال مرتضى ميردار مشيرا الى الصفحة 309 و 311: " الدكتور نصر، يرى أن الدكتور شريعتي هو العامل الأساس لليسارية و اختلال الحق بالباطل."
و أجاب حسين دهباشي: " يرى الدكتور نصر الدكتور شريعتي بعين منافس و هو لماذا تغيبني الجمهورية الإسلامية و تغيب خدماتي."
و أشار ميردار الى الصفحة 225 و قال: " يقول الدكتور نصر أنه في فترة رضا شاه، لم يكن متشددا بالنسبة الى القضايا الدينية، في حال و طبق الوثائق، رضا شاه، كانت سياسته ضد الدين."
و قال تاج الديني: " كان الدكتور نصر من معارضين تغيير الخط في إيران."
و قال ميردار، مشيرا الى الصفحة 180:" كان للدكتور نصر دور في حركة تغيير التاريخ الرسمي للبلاد و الخط."
و قال ميردار مشيرا الى الصفحة 129: " يدعي الدكتور نصر أنه زور صفة آبة الله للإمام الخميني (ره)، و لكن و طبق الوثائق، كانت هذه الصفة للإمام الخميني (ره) في العام 1944 و كان عمر نصر في تلك الفترة ثمان أو تسع سنوات."
و تساءل علي زاده أحد المشاركين في الندوة:" الدكتور نصر، ليس لديه معرفة أساسية من السنة الإسلامية، كمثال يشير الدكتور نصر في كتابه " الحكمة و السياسة" الى مرقد في بغداد لا يعرف اسمه!"
و لكن ميردار قال: " الدكتور نصر مطلع على السنن الإسلامية، و لكن أن يكون نصر سبب إطلاق سراح الإمام الخميني (ره) بعد نهضة ال15 من خرداد فهذا تحريف للتاريخ."
و في النهاية قال مدون الكتاب الكاتب دهباشي: " طبقا لاسلوب التاريخ الشفهي، هناك موضوعات تطرح في الحوار التاريخ الشفهي موثقة حيث الراوي ( الدكتور نصر)، كان فيها و تدخل، و بعض ذكريات الدكتور نصر لا وثيقة لها."
عدد الزوار: 4931
http://oral-history.ir/?page=post&id=6198