مناقشة " علاقة التاريخ الشفوي و العلوم الإجتماعية"

التاريخ الشفوي، لا يتشكل فقط بحضور المؤرخين

فاطمة مرادي
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2016-01-27


موقع التاريخ الشفوي الإيراني: أقميت الندوة الثانية من سلسلة الندوات العلمية في حقل التاريخ الشفوي و الدراسات بين الفروع العلمية، تحت عنوان علاقة التاريخ الشفوي و العلوم الإجتماعية، و حضر الندوة كل من الدكتور علي أصغر سعيدي و الدكتور شهرام يوسفي فر و الدكتور محمد جواد مرادي نيا و فائزى توكلي، و ذلك في قاعة برهام في مركز التوثيق الوطني الإيراني.

و رحبت في بداية الندوة فائزة توكلي مقدمة الندوة قائلة: " نحتاج الى مركز مستقل، حتى نعمل على الوثائق الموجودة في الأرشيف." ز طلبت من الدكتور علي أصغر سعيدي، عالم في الإجتماع و أستاذ جامعة طهران، أن يتحدث عن علاقة الدراسات الإجتماعية ذات المنحى الاقتصادي و التاريخ الشفوي.

الدكتور علي أصغر سعيدي: " دخل موضوع التاريخ الشفهي، بالنسبة الى الماضي الى مرحلة نمو ملحوظ، هناك الكثير من المراكز النشطة في مجال التاريخ و الحرب."

و عبر عن هواجسه قائلا: " لماذا يطرح موضوع التاريخ الشفهي، كنظرية و أسلوب؟ يتحدد كل يوم في حقل العلوم الإجتماعية موضوعاته، و طرح على الأقل منذ منتصف القرن العشرين في حقل العلوم الإجتماعية، في كل الدول. و لكن في إيران، نمى موضوع التاريخ الشفهي بعد الثورة الإسلامية. جمع قصص أحداث مواقف جعلنا نتعرف على جزئيات الأحداث و هناك الكثير من النقد السطحي الموجه للتاريخ الشفهي."

و أكمل قائلا: " العلاقة بالوثيقة هي حركة الحدث بالحدث و الأهم من كل ذلك مصداقية الوثيقة، و كيف نحصل عليه. و في كل أساليب الخدمات الإجتماعية، كمثال عن روضة الأطفال، يجب أن نوجه الاسئلة عن وضع روضة الأطفال لنفس الأطفال لا من المربين. لأن الأطفال هم الأساس. أو كمثال في حقل الاقتصاد يمكننا الاخذ من التاريخ الشفهي، هناك موضوعات غير موجودة في الوثائق."

ثم أشار الدكتور سعيدي الى مكانة العائلة في تشكل التاريخ الشفهي و قال: " لدينا تنوع أسري في مجتمعنا، العوائل العاطفية و المتطلبة و ...، و هي تروي لنا الكثير من الأمور التي لا تقدمها الوثائق لنا."

و في قسم آخر تحدث عن شخصية العاملين:" حول سيرة حياة الشخصيات العاملة وحدها القصص التي يمكنها مساعدتنا، لأن ليس لدينا وثيقة عنهم."

و أنهى أستاذ الجامعة حديثه ب: " كان لدي بحث عن شخصية إيرواني، مدير الأحذية الوطنية. حين كان إيرواني مديرا لهذا المصنع، تكفل برعاية 22 طفلا يتيما و بعد مصادرة أمواله بعد الثورة، أخذ الأطفال ال 22 معه الى لندن، و الآن نفس ال22 طفلا، لهم عوائل مستقلة، هل كان هذا دليل على طلب منافعه الخاصة، أو هو عمل كدعامة إجتماعية، أو لا، لأن إيرواني أصبح يتيما في سن السادسة فقام بذلك؟ من الممكن القيام بالاعمال الخيرية و هي تفعل الاقتصاد."

ثم تحدث مدير مركز التاريخ الإيراني الدكتور شهرام يوسفي فر، قائلا: " من النادر أن تدرس الفروع الأخرى في حقل التاريخ الشفوي، و إن كان عدم العلم بالمجتمع الإيراني لا يمكن أحد من دخول التاريخ الشفوي، و يطرح هذا السؤال، هل هناك لبس في أن علم الاجتماع له علاقة بالتاريخ الشفهي؟"

و حدد ما يقف أمام عمل التاريخ الشفوي ب:" مجتمعنا، مجتمع تاريخ و الكثير من قضايا مجتمعنا ترجع الى التاريخ، و حلول هذه القضايا، تستلزم فهم شرائح مخفية و بغير هذه الصورة لن نستطيع ذلك."

و أكمل: " لإيجاد حل عقلاني، يجب أن يكون لدينا قراءة تاريخية. القراءة التاريخية في عصرنا ضعيفة جدا. لم تكتب بعد رواية كاملة عن التاريخ المعاصر و علينا الحصول على السبب في التاريخ المعاصر و نحصل على ما يقتضيه الزمن و يعود هذا الى فقر المعلومات. و دلائل هذا الفقر عبارة عن وجود ظلال وجه بيروقراطي و أمني على تبادل المعلومات و ما يحتاجه المؤرخ، و ليست بين يديه. النقطة الثانية، عدم العناية بموضوعات التاريخ المعاصر بين أصحاب الرأي. لقد أظهر التاريخ الشفوي نفسه في العلوم الاجتماعية، لأن عن طريق دراسات التاريخ الشفوي زادت المعرفة الإجتماعية."

و أضاف:" يطرح هذا السؤال لمن نتجه للتاريخ الشفوي و أي قصص تكتب؟ و ما هي الأذواق الحاكمة أو الفضاءات الحاكمة الدخيلة! لأن المذكرات الخاصة جذابة و الشخصيات المشهورة أيضا."

و قال يوسفي فر في تعريف التاريخ الشفوي: " أحد أهم التعريفات المطروحة للتاريخ الشفوي هو إقدام مبرمج، تنظيمي، يتمركز و يوثق للقادمين و القادمون هم الباحثون."

و أكمل قائلا: " في الفترة المعاصرة، لا يتعدى موضوع التاريخ الشفوي و المعاصر الأجيال الثلاث. في الفترة المعاصرة مع تشكل مناسبات إجتماعية جديدة، دولة متمركزة و عدة أرشيفات و أشكال من التدوين التاريخي، تتيح كلها سياسة إجتماعية و ثقافة جديدة ، و الحكومة تلعب دورها أكثر مما كان في السابق."

و أضاف: " باهتمام كتاب، باحثين و الحكومة، نحتاج الى رأي أفراد لتوضيح الاحداث من الناحية القانونية، حتى نصل في النهاية الى قاعدة إجتماعية مكملة للوثيقة."

و أضاف أيضا: " لقسم التاريخ الشفوي في مساعدية الأرشيف الوطني الإيراني، مهمة جمع بعض الذكريات و الوثائق، و لكن واجه مشكلة في عملية الجمع. و هناك سؤال يطرح، أي معونة يقدمها العاملون في حقل العلوم الإجتماعية لإيجاد الوثيقة التي تساهم في ارتباط وثيق بين العلوم الإجتماعية و التاريخ الشفوي؟"

و قال يوسفي فر: " في حين جمع الوثائق نتوقع و عن طريق خبراء العلوم الإجتماعية أن نعرف أي وثيقة نختار و أيها تجيب على هواجسنا، و في النهاية هذا التعاون سيؤسس لترابط الحقل الإجتماعي و التاريخ الشفوي."

 و قالت مديرة الندوة الثانية من سلسلة الندوات العلمية في حقل التاريخ الشفوي و الدراسات بين الفروع العلمية، تحت عنوان علاقة التاريخ الشفوي و العلوم الإجتماعية: " يرى الدكتور نورايي أن تعمل كل الحقول ضمن التاريخ الشفوي." و دعت الدكتور مرادي نيا للادلاء برأيه.

و أشار الدكتور محمد جواد مرادي نيا الى تجاربه في حقل التاريخ الشفوي مع التاريخ الإجتماعي، قائلا: " في مرحلة تاريخية كان التاريخ الشفوي متعلقا بالخبة و ليس لديهم ما يقولوه عن العامة، و لكن هذه الفترة انقضت و نحن الآن أمام موجة في كل العالم."

ثم تطرق الى خمس نتاجات له: " في كتاب " مذكرات آية الله بسنديده" تطرقت الى الأخ الكبير للإمام الخميني (ره)، حياته، مراحل حياته في الداخل و الخارج، و لو لم تصدر هذه المذكرات، لما وصلت الكثير من المعلومات للشعب الإيراني. و لكتابة كتاب " مدينة خمين في الثورة" استعنت بالمشاهدات و الوثائق، لأن هناك خلئ كبير في المعلومات من العام 1961 و حتى العام 1978 و لملأ الخلئ استعنت باسلوب التاريخ الشفهي. حاورت الكثير لتدوين النص، مثل : ضابط الشرطة و الفلاح و إلخ... ، و كانت الحوارات برفقة التحليل النفسي و الاجتماعي و قد ادت الى نتائج جيدة."

و تطرق مرادي نيا الى النموذج الثالث للتاريخ الشفوي من نتاجاته و هو في مجال علم الرجال و قال: " كتاب " أحمد خيمني" و بسبب مكانة قائد الثورة لم يكن لديه منصب في الحكومة. إحتجت لتدوين الكتاب الى محاورة 18 شخصا ممن على معرفة جيدة به. و في حقل التاريخ الشفوي و لتعريف جمعية أو مجموعة سياسية ، أخذت " الجمعية الائتلافية الإسلامية" ، بدأت هذه الجمعية نشاطاتها في العقد الرابع و التحقت بحركة الإمام. و لتعريف عمل هذه الجمعية التقيت بشخصيات مثل أماني و المرحوم عسكرأولادي و سعيد محتشمي بور. عملي الآخر هو سيرة حياة السيد محمد كمراي. ذهبت من أجل الكتاب الى حفيده، فخر جهان كمراي، و كتب لي عن يوميات جده و لقاءاته مع الشخصيات المهمة و الأحداث الأهم التي وقعت في فترته، و كنت أمام دائرة معارف من تاريخ إيران ."

ثم تحدثت الدكتورة شفيقة نيك نفس مشيرة الى حقل الدراسات الإجتماعية أن التجربة فيها قليلة، و قالت: " التاريخ الشفوي هو جمع معلومات من الطبقة الدنيا، و لكن من الجيد تحدث شخصيات معروفة."

ثم وصلت الندوة الى طرح الأسئلة. و طرح أردشيريان و هو طالب في مرحلة الدكتوراة: هل يؤثر النظام السياسي على التاريخ الشفوي أم لا؟ و أجابه الدكتور مرادي نيا: " لكل مجتمع اطار خاصة به للتاريخ الشفوي و ليس أمام الباحث إلا مراعاة هذا الإطار."

و قال الدكتور سعيدي: " في حقل التاريخ الشفوي ليس الامر محصورا بالمؤرخين فقط، ليت مدراء المصانع قبل توليهم مهمة الإدارة أن يقرأ تاريخ المصنع، و من ثم يبدأ إدارته. يخطأ البعض حين يتعامل مع التاريخ الشفوي كحكاية."

و قال الدكتور يوسفي فر مجيبا على سؤال فيروز، الخبير في العلوم الإجتماعية و العامل في مركز الوثائق الوطنية الإيرانية، حين طرح لماذا لم تتكون محاورة جامعة من التاريخ الشفوي في حقل العلوم الإجتماعية، قال: " بامكان الخبراء اصطياد قسم من الذكريات التي تحدث إثر التحولات الإجتماعية و هي في طريق الزوال، كمثال قسم من الأعمال اليدوية و بسبب التقدم التكنولوجي هي في حالة زوال، أو ليس لدينا حوار مع الناشطين في مجال السلام، كذلك الأمر في مجال التراث المعنوي و يتجه الباحثون الى الشخصيات المشهورة."

و تمنت مديرة الندوة فائزة توكلي في النهاية أن يكون لكل مركز قسم للتاريخ الشفوي.

 

المصدر الفارسي



 
عدد الزوار: 5190



http://oral-history.ir/?page=post&id=6142