مؤبد + 10 أعوام
تدوين هادي عابديفاطمة مرادي
ترجمة: أحمد حيدري مجد
2015-12-30
موقع التاريخ الشفوي الإيراني، أقيمت الندوة النقدية الخامسة لنتاجات التاريخ الشفهي للثورة الإسلامية بحضور يحيى آريا بخشايش، يوم الأحد 20 ديسامبر 2015 في صالة سلمان هراتي.
صدر كتاب مؤبد +10 أعوام من دار سورة مهر و هو مجموعة مذكرات العميد أكبر فتورايي، و يدور عن فترة طفولته و نشاطاته السياسية ضد النظام البهلوي و فعالياته بعد الثورة في أرومية وقد قام بتدوينه هادي عابدي في 240 صفحة.
أدار الندوة الكاتب و الخبير في قسم التاريخ الشفوي حميد قزويني، و قال في بداية الندوة: " كتاب مؤبد + 10 أعوام، من مجموع الكتب الصادرة عن التاريخ الشفهي عن مكتب الأدب القاوم للمحافظات المركز الفني في آذربايجان الغربية و حصل على المركز الأول في المهرجان الرابع لنتاجات مراكز المحافظات للمركز الفني في اصفهان. ثم طلب من الناقد يحيى آريا بخشايش طرح رؤيته عن الكتاب.
ليس الهدف من نقد الكتاب تقصي الأخطاء
قال الناقد آريا بخشايش: " ليس الهدف من نقد الكتاب تقصي الأخطاء، بل الأخذ بعين الاعتبار نقاط القوة و الضعف." و ضرب كمثال طالب رسم قام بعرض عمله كاتبا تحت عمله: " كل من يرى نقصا، ليضع علامة اكس!" ليرى عمله حتى نهاية النهار أنه مليأ بعلامة اكس. فذهب حزينا الى استاذه و عرض عليه ما حدث. فقال له الأستاذ: " ارسم نسخة أخرى و اكتبت تحتها، كل من يجد خطأ فيها، ليمسك الخطئ." و لكن لم يأخذ أحد خطأ على اللوحة. القصد من النقد، هو الاصلاح لا أخذ الاخطاء.
و أكمل آريا بخشايش: " كسب كتاب المؤبد + 10 أعوام المركز الأول في المهرجان الرابع لنتاجات مراكز المحافظات للمركز الفني في اصفهان. و قد أقيمت له ندوة نقدية سابقا في المجمع الفني لإرشاد مدينة أورمية و في معرض الكتاب الثالث عشر لأرومية و لكن رغم كل ذلك لم يكن له صدى." و أضاف: " هادي عابدي مؤلف الكتاب، حين كان يحاور الرواي، أكبر فتورايي، كتب أنه أخذ منه سبعة أشهر و في مكان آخر قال عاما و نصف."
و قال آريا بخشايش: " أرسل كتاب مؤبد + 10 أعوام في أبريل 2012 لطبعه الى المركز الفني و لكن بعض الحوارات أرخت بعد إبريل 2012 ."
التدوين و الحوار أكثر من الحد المتوسط
قال آريا بخشايش: " الكتاب من ناحية التدوين و الحواريصل مستواه أكثر من الحد المتوسط و هو أمر يمدح و عابدي، المؤلف، في قسم الحوار مع الراوي، قدم معلومات جديدة للمتلقي. و لكن الكتاب، في قسم البحث و الهوامش أقل من الحد المتوسط."
ثم تقدم المؤلف عابدي بالشكر من الزملاء في التاريخ الشفوي في المركز الفني و قال عن النقد الموجه لعمله: " أقبل ما طرح و آمل أن تكون الأعمال القادمة أفضل."
مؤبد + 10 أعوام هو عمل مشترك بين المركز الفني و دائرة إرشاد آذربايجان الغربية
و قال عابدي عن كيفية تعرفه على فتورايي و هدفه من الكتاب: " كان هاجسي جمع مذكرات من شارك في الحرب و النضال السياسي. و عبر لقاء جمعني مع السيد زنجاني في محافظة آذربايجان الغربية، إقترح عليّ تأليف هذا الكتاب. بالطبع هذا الكتاب، عمل مشترك بين المركز الفني و دائرة الارشاد لآذربايجان الغربية و دفعت تكاليف حوارات الكتاب دائرة الارشاد."
و أضاف عابدي: " في البداية التقيت مع أكبر فتورايي. و قد عارض الفكرة في البداية، و لكن و عبر توضيحي لطابع العمل و وساطة أحد الأصدقاء قبل في النهاية و أخذ الحوار معه ثلاث أشهر و دونت في ثلاث أشهر و نصف و بصورة عامة أخذ العمل سبع أشهر. و لكن طوال فترة مراجعتي فتورايي و الاصدقاء في المركز الفني في طهران، أضاف السيد قاسمي بور، موادا على الكتاب."
و أضاف عابدي: " أتفق مع رؤية السيد آريا، حجم العمل البحثي في الكتاب متوسط و لست راضٍ عنه. و كان من المقرر أن يكون عملا تدوينيا و ليس بحثيا، و من جانب، الضغط من المركز الفني عليّ لكي أجهز العمل بسرعة، لم يكن مهما أن يخرج العمل أكثر انسجاما. من جانب آخر كان من المهم بالنسبة لي أن أجمع معلومات أكثر و أن يدخل المتلقي في علاقة أكبر مساحة مع موضوع الكتاب، تعرف المتلقي على منطقة هامشية للبلاد لم يعرفها الناس جيدا. و الآن أنا أعيش حالة قلق من عدم عملي أكثر على نص الكتاب. في الوقت الحالي لدي معلومات دقيقة سوف أعرضها في الطبعة الثانية."
ثم طلب مدير الندوة من آريا بخشايش أن يقدم رأيه عن النص، و المراجعة.
يعرف عابدي أسلوب التاريخ الشفهي
قال آريا بخشايش عن نص الكتاب: " يقدر عمل عابدي على مستوى حوار الكتاب. يعرف عابدي جيدا أسلوب التاريخ الشفهي و خاصة في تقسيم الكتاب و موضوعه، لا يشعر القارئ بالتعب و يرافق الرواي في حركته. نجد في الفصل الأول مرحلة الولادة حتى سجن أكبر فتورايي و في الفصل الثاني من السجن حتى اطلاق سراحه و في الفصل الثالث من اطلاق السراح حتى تقاعد فتورايي في العام 1985."
و أضاف: " شرح عابدي أوضاع الجيش البهلوي بصورة جيدة، و إطار الكتاب يرافق منطقية مراحله. سلط الضوء جيدا على فضاءات التعذيب و السجن و قام المدون بلقاء أصحاب المناصب، أكثرهم وجها لوجه و البعض هاتفيا. بالطبع للتاريخ الشفهي صعوباته و قام بما يجب عليه فعله."
و قال الناقد آريا بخشايش: " كتب في الهامش أسماء الشخصيات مثل: محمد مهدي كتيبة و فضل الله صلواتي و هوشنك أكبري و آخرين مع تاريخ الحوار، و لكن هناك تناقض في تاريخ بعض الحوارات، تاريخ أول حوار المتعلق بمحمد مهدي كتيبة في تاريخ ديسمبر 2012 و آخر حوار يتعلق بالسيد صداقت في 17 فبراير 2013 . و أضاف: " قدم الكتاب في ابريل 2012، و لكن تاريخ الحوارات جاءت في ديسمبر و فبراير 2012."
الإلتزام باسلوب الرواي
و قال آريا بخشايش عن نقاط قوة كتاب مؤبد + 10 أعوام: " إلتزم عابدي بتدوين النص على حسب اسلوب و سياق الرواي و لم يتدخل في أسلوبه الأدبي."
و أضاف: " يحكم فضاء التاريخ الشفهي جو الحوار و يمكن للرواي أن يطرح قضاياه بسهولة و حافظ عابدي على أفكار و رؤى الرواي و في الواقع أعطى أهمية لتاريخ الفكر."
و قال آريا بخشايش عن مرفقات الكتاب: " أضاف عابدي في نهاية الكتاب وثائق و صورا و رفع من قيمة تأثير الكتاب و أخرجه من حالة نص خالص."
الحجم المتناسب مع الموضوع
و قال الناقد آريا بخشايش عن حجم و غلاف الكتاب: " تناسب حجم الكتاب مع الموضوع. الكتاب ليس حجيما و ليس قليلا لكي يبعد القارئ عنه." و أضاف: " العلامة في أعلى الغلاف غير متناسق و لو غير لون الغلاف، نظرا الى العنوان، لكان لافتا أكثر."
و طرح قزويني سؤالا على آريا بخشايش مشيرا الى النص: " كان المدون وفيا بالنسبة الى الراوي، في حال أنه في حوارات التاريخ الشفهي، تراعى أدبيات المحاور، مدونين الحوار. كيف رأيت وفاء عابدي بالنسبة الى أدبيات الرواي؟"
أجاب آريا بخشايش: " كان فتورايي يحب أن يكون معلما و من أجل ظرف ما توظف في الجيش. تحدث فتورايي بصورة جميلة في النص و هذه الأدبيات، تدل على أدبه و احترامه و حين يخرج عن تدوين النص، يدل على أن فتورايي لم يكن شخصا عسكري و خشنا و هذا واضح في النص."
و طلب قزويني من عابدي أن يوضح كيف قدم الكتاب في ابريل 2012 للطباعة، و حوارات الكتاب جاءت بعد هذا التاريخ؟
قال عابدي: " راجع الرواي الكتاب قبل الطباعة و قمت بادخال ملاحظاته، و لكن و على أساس خطأ، فقدت النص و أجبرت على الاعتماد على الملفات السابقة و أعدت كتابة النص."
و أضاف: " منذ تقديم النص الى الطباعة، قبل صدوره ما يقارب ثمان أشهر، و الراواي كان على اتصال معي مقدما ملاحظاته لادخالها على الكتاب، و على هذا جاءت بعض التواريخ فيما بعد ابريل 2012."
يخاطب الكتاب جميع المستويات
و قال عابدي عن اسلوب الكتاب: " كنت وفيا في عملي بالنسبة الى مفردات صاحب المذكرات، و لكن في النص، أدخلت اسلوبي في الكتابة. ففتورايي تركي الأصل و لديه دراسة اكاديمية. كان الحوار معه فصيحا. في بعض الاماكن ابتعدت عن اسلوب فتورايي حتى أخرج من حالة جمود النص. أخذت بعين الاعتبار كل المستويات في كتاب مؤبد + 10 أعوام من المثقف و الأقل ثقافة حتى يرافق أحداث الكتاب."
من هواجسي كان اختيار عنوان الكتاب
و سأل قزويني عابدي عن كيفية اختيار عنوان الكتاب " مؤبد + 10 اعوام" ؟
قال عابدي: " كانت من هواجسي اختيار عنوان الكتاب و أخذ فترة طويلة. في النهاية و أثناء مراجعتي لمركز الوثائق، وقع نظري على الحكم الصادر في حق فتورايي: " الحكم المؤبد + 10 اعوام" ، و اخترت هذا العنوان للكتاب."
و قال عابدي عن شخصية الراوي: " صادفت القليل بصادق في الحديث. لم يكن فتورايي يبالغ في عمله. كان لديه القدرة على الاستحواذ على بعض الاعمال، و لكنه كان حذرا."
مقدمة الكتاب كانت بمثابة الميزان
سأل آريا بخشايش عابدي: " لماذا اخترت عنوان " مجموعة مذكرات" للكتاب؟ ما هو قصدك من " مجموعة مذكرات" ؟ في التاريخ الشفهي هو حديث عن حوار، من جانب الراوي ومن جانب آخر المدون و لا يمكن تحديد دور و نصيب الاثنين في الكتاب."
و أضاف: " نلاحظ ضعفا في المقدمة، لأن المقدمة تلعب دور الميزان للكتاب. من جانب المدون و الكاتب و من جانب آخر المشتري و القارئ، و لا نجد في المقدمة مقدار ساعات الحوار و لا زمان و مكان الحوار و كيفية الحصول على المعلومات و الحفاظ عليها، و سبب تقاعد فتورايي في 1985 . فللمقدمة دور مهم للقارئ."
و قال عابدي عن عدم وجود المقدمة، و تغيير بنية الحوار و اختيار عنوان " مجموعة مذكرات" للكتاب: " مؤبد + 10 أعوام هو أحداث على لسان الراوي، كان فتورايي حين الحوار يحلل موضوعات و أحداث فعلية و لم يكن لها مكان في الكتاب، مثل أحداث معسكر قوشجي. لم يكن فتورايي دخيل في تشكل بعض الاحداث و عبر استشارة السيد قاسمي بور، مسؤل مكتب الثقافة و الدراسات الملتزمة في المحافظات رجحنا أن يكون الكتاب كراواي."
و قال مدير قسم التاريخ الشفهي لمكتب أدب الثورة الاسلامية حجة الإسلام سعيد فخر زادة: " من يعمل في حقل التاريخ الشفهي، يعرف أن الحوار جدلي و ليس حوار صحفي أو إعلامي. في الحوارات الصحفية، الهدف طرح السؤال و اخذ اجابته و ليست جدلية. في حال أننا نحاور في كتب حقل التاريخ الشفهي بجدلية. النقد و الأسئلة والأجوبة تربك خط الراوي و يبات الكتاب غير مفهوم بالنسبة للقارئ العادي و إذا أردنا حذف الإضافات و ابقاء بنية السؤال، سيختفي أصل الحوار." و أضاف: " في بعض المواقع، طرح السؤال يسبب انقطاع النص. في بعض الأحيان المحاور و صاحب المذكرات يحددان حدبثهما و تأتي الأسئلة لمساعدة النص حتى يتحول الى قسم و يصلح." و أكمل قائلا: " لإسلوب أفضل في النص، يجب حذف الاسئلة الزائدة ليصبح النص أكثر انفتاحا."
و قال مسؤل القسم الثقافي و الدراسات الملتزمة في المحافظات قاسمي بور عن الاسلوبية في نص الكتاب: " كان الراوي عسكريا و متحفظا جدا في كلامه. "
و قال عابدي عن مقدمة الكتاب: " كتبت المقدمة من رؤيتي و كنت أضع القارئ العام أمامي."
و عن اختيار عنوان " مجموعة مذكرات" قال : " ليس الكتاب عن حدث خاص في البلاد لذلك جاء " مجموعة مذكرات" و لم أتدخل في مجيئ العنوان على الغلاف."
و سأل آريا بخشايش عن عدم وجود جدلية الحوار في نص الكتاب قائلا: " لماذا رغم وصول ميراث قدره 25 ألف تومان لفتورايي، كان يسكن منزل أخيه؟ و ليس هناك سبب على محاولة انتحار الراوي. أو نجد في الكتاب، أن الراوي يتحدث عن انتحار علي محبي و يرى هذا العمل خارج القيم الدينية؟ في حال أنه هو نفسه أراد الانتحار! لماذا لم يأخذ المحاور الحديث الى فضاء جدلي؟"
و أجاب عابدي: " أضع احتراما للقارئ، و لكن ليس عليّ نقل كل التفاصيل له. الراوي شخصية محجوبة و له عقائده الخاصة. لم يخرج من مدينة أرومية حتى سن الثامنة عشر و رغم حصوله على ميراث جيد، لم يستخدمه بسبب الاطار الثقافي و الخجل الذي يحيط به و عاش في منزل أخيه حتى وظف في الجيش. فكرة الانتحار جاءت حين كان تحت التعذيب و يعلق على ذلك و يأخذ سكين صغيرة للانتحار."
ثم يطرح مدير الندوة سؤلا على عابدي: " كل شئ يجب أن يكون شفافا للقارئ و ليس عليه أن يخمن. " و أضاف:" يجب أن يوقف أمام التناقضات في النص. "
و قال آريا بخشايش: " ليس هناك رأي شخصي في الوثيقة التاريخية." و قال عن العناوين الفرعية: " لو تمّ اخيار عناوين فرعية مثلا في الصفحة 69، لكان أفضل."
و أضاف: " وضعت بعض الأسماء و الموضوعات بين قوسين، و في مكان لم يحدث ذلك، الأسماء القديمة و الجديدة للمدن في الكتاب، ليست موحدة، و بدل استخدام مفردة حجاج استخدمت مفردة زوار. جاء حديث اضافي بعد الفعل و هي مشكلة من ناحية تركيب الجمل في اللغة الفارسية. فهرست الاعلام مهم جدا بالنسبة للباحثين في مجال التاريخ، لم يأت في نهاية الكتاب و كذلك الحال مع المصادر."
تكرار استخدام المصادر
و قال آريا بخشايش: " أهم نقاط ضعف الكتاب في الهوامش، استخدام مصادر واحدة أو وحيدة. كمثال المدون استخدم كتاب مذكرات عزت شاهي عدة مرات و تكرار المصدر واضح."
و أضاف حول الهوامش: " في قسم الهوامش، جاءت سير أشخاص لم يكن لهم حضور مهم في حياة الراوي، مثل : محمد رضا سليمي، في حال من كان له دور مؤثر في حياة فتورايي: علي محبي، كانت سيرته مختصرة."
و أجاب المؤلف عابدي: " كان السبب في الاستعجال على الطباعة، لم أقم بمراجعة أكثر المصادر و من جانب ثاني لم يكن لدي مكتبة جيدة لأعود لها."
و قال عن الهوامش: " وضعت أمامي قارئا عاما و محاولتي هي وضع أكثر المعلومات المتوفرة في الهوامش. و لكني أحسست بنقص المادة عن علي محبي، لأن أفراد عائلة علي محبي لم يكونوا راضين بالحوار معهم و بسبب اصراري قبل بحوار ملخص عبر الهاتف."
و قال عابدي عن عدم وجود فهرست الاعلام في نهاية الكتاب: " كنت أتباع الأمر و أكد مكتب ادب الثورة الاسلامية للمركز الفني أن لا حاجة لفهرست الاعلام في الكتاب."
و قال قاسمي بور: " فصل علي محبي في كتاب مؤبد + 10 أعوام، هو فصل لامع، لأن حياة علي محبي ليست متاحة."
و قال فخر زادة مخاطبا عابدي في نهاية الندوة أن حوارا جمع فتورايي و صياد شيرازي في العام 1985 في أرومية، و أجاب عابدي: " لم يطلعني على هذا الحوار."
عدد الزوار: 4720
http://oral-history.ir/?page=post&id=6065