الكفاح الإسلامي الجامعي خارج البلاد في حوار مع باقرنجاد
حاوره: محمد مهدي موسى خان
ترجمة: أحمد حيدري مجد
2015-11-14
موسى خان: سؤالي الأول لمَ هذه المدة الزمنية التي فصلت بين الجزء الثاني و الثالث؟
باقرنجاد: بسم الله الرحمن الرحيم. في البداية شكرا لك لأنك اعتنيت بالكتاب. لا أجدني مؤلفا للكتاب، بل هو كما جاء في مقدمة الأجزاء الثلاث هذا الكتاب هو ملك للأشخاص الذي ضحوا و عملوا مخلصين و منحوا حياتهم لنصرة الثورة و الإسلام في أعوام 1965 الى 1965. كان هاجسي الدائم أن أوثق هذه الجهود. و أما عن سؤالك لماذا وقعت فاصلة سنوات بين الجزء الثاني من الكتاب و الجزء الثالث؟ إنتهيت من عمل الجزء الثالث في بهمن 1392. و لكن حصلت أمور حول بعض الأشخاص في الكتاب و بعد بحث و تبادل الآراء توصلنا لحل.
موسى خان: أسماء من كانت؟
باقرنجاد: في الأكثر كان اسم السيد مهدي هاشمي. بهذا المعنى نظرا الى نشاط مهدي هاشمي بعد الثورة، كان اسمه في الكتاب بارزا. و قلت لهم كل ما جاء في الكتاب مرتب حسب الوثائق التاريخية للاتحاد و لا دخل لي فيها و لم أتدخل. كل ما هو مذكور ترونه في الوثائق. طرح رأي و هو أن الإمام الخميني (ره) منذ البداية لم يكن رأيه فيه جيدا و يراه قاتلا. و كان جوابي أن الامانة تستوجب عدم حذف الوثيقة. لو كان مثل هذا الرأي موثقا عن الإمام (ره)، سوف أطبعه دون شك مع بقية وثائق الكتاب. في النهاية و لأن ما نقل عن الإمام (ره) لم يوثق، ( قرأت صحيفة النور)، و لم تقدم وثيقة ( حتى لو سلموني تسجيلا صوتيا للإمام (ره) لعرضته كوثيقة)، في النهاية كان الصلاح بابعاد وثيقة الروحانيون المبارزون خارج البلاد المتعلقة بسيرة السيد مهدي هاشمي و قسما من بيان رقم 5 للروحانيون المبارزون. و كتبت رأيي في صفحة 13 ( المقدمة) في هذا الجزء و أدعو القارئ للرجوع إليها.
و عن إجابة سؤالك الاول يجب أن أقول وقعت فاصلة أربع سنوات و نصف بين طباعة الجزء الثاني و الثالث بسببين. الأول بروز القضايا الشخصية لم تترك لي مجالا لإكمال الجزء الثالث و الثاني الفضاء السياسي الملتهب في العام 2009 و خوفا من أن بعض وثائق الاتحاد في الجزء الثالث قد تسبب سوء تفاهم. و تأخر الجزء الثالث بهذه الأسباب.
موسى خان: عملت في الجزء الثالث على المرحلة الثانية عشر من عمل الإتحاد و هي تحتوي على وثائق كثيرة. هل اختلفت هذه المرة جمع الوثائق عن الجزئين السابقين؟ هل حصلت على وثائق جديدة بعد طباعة الجزئين؟
باقرنجاد: نفس الأسلوب السابق استخدم للجزء الثالث. الكثير من وثائق هذا الجزء هي نفسها التي جمعت سابقا. سبب كثرة الوثائق ، هو الموقع السياسي لهذه المرحلة أي العام 1977 و 1978 إذ حدثت عدة أحداث فيها. و تحت تأثير أحداث الداخل خرجت فعاليات الإتحاد للعلن و من الطبيعي هناك الكثير من الوثائق الإتحادية.
بالطبع في الفترة الفاصلة بين الجزء الثاني و الثالث، وجد صديقان و هما الدكتور حميد مهدوي، المسؤل الثقافي لجمعية غيسن و الدكتور جعفر نيكويي من المسؤلين السابقين لاتحاد و جمعية ميونيخ ( كلا المدينتان تقعان في تلك الفترة في ألمانيا الغربية) وجدوا بين ممتلكاته الشخصية وثائق تتعلق بهذين الجمعيتين و سلموها لي. عليّ أن أذكر أن أسلوب كتاب الكتاب لم تكن على هذا النحو أن توضع الوثائق المتعلقة بالجمعية في الكتاب، إلا إذا كان بين الوثائق وثيقة ترتبط بكل الإتحاد. من بين هذه الوثائق التي أحضرها الأصدقاء رسائل مرسلة من مركز الإتحاد للجمعيات المتعلقة به. هذه الرسائل كانت بالنسبة لنا بمثابة مكانة الإتحاد و ما يصدر عنه و لإكمال أخبار هذا الجزء ساعدتنا كثيرا.
أمر آخر،هناك كتاب آخر و هو " إتحاد الجمعيات الإسلامية الجامعية خارج البلاد برواية الوثائق" (1) أخذنا بعض الوثائق منه لإكمال المعلومات. مجموع هذه المواد ساعدتنا في اكمال الفترة الثانية عشر من نشاط الإتحاد تقريبا و صدر في كتاب. و بالطبع جاء في آخر الكتاب الحوارات التي قام بها موقع التاريخ الشفهي معي و ألحقت به. الهدف، هو اعلام القارئ عن كيفية جمع الكتاب و الوثائق المتعلقة به و الموضوعات لكي لا يشك في أن هناك مصصلحة في طرح بعض الأسماء.
موسى خان: هناك عدد كبير من الصور في هذا الجزء. كيف تمّ جمع الصور؟
باقر نجاد: بعض الصور تتعلق بتشييع جنازة الدكتور شريعتي في لندن و بعض الصور تتعلق باضراب الطعام المربوط بالمهندس جواد كريمي و التي سلمنا إياها. و بعض الصور أخذتها من الدكتور صادق طباطبائي الذي أدعو له بالسلامة. صور إضراب الطعام من باريس، من صفحة 256 و حتى 269. و أربع صور من القدس في الصحفة 270 و 271 جاءت في ملحق عدد 3 (2). عليّ ذكر أن أصل صفحات صحيفة اطلاعات و كيهان المتعلقة بإضراب الطعام وضعت في الكتاب. و البقية إما جاءت ضمن مطبوعات الإتحاد أو طبعها لنا أحد أعضاء الإتحاد سابقا و سلمنا إياها.
موسى خان: جاء في الكتاب أسماء عدة مجموعات و منظمات و على خلاف أسلوب الكتاب لم يكتب في الهامش عنهم. مثلا هل يعرف القارئ المعاصر بعد مرور 36 عاما اسم " منظمة الطلاب الإيرانيين الإسلامية " (ص137) أو اسم " روحانيون مبارز إيران" (ص 141) ؟
باقر نجاد: نعم أوافقك الرأي، يجب شرح بعض المجموعات في الهامش. أعتقد أني تغاضيت عنها. في الجزء الرابع بالتأكيد سأكتب توضيحا عن " منظمة الطلاب الإيرانيين الإسلامية". و لكن ألخص هنا أن " منظمة الطلاب الإيرانيين الإسلامية" كانت معروفة ب " على جماليين".كان على و محمد جمالي و هما أخوان ينشطان في شيكاغو في إتحاد الطلاب الإيرانيين. كان يدعمون مجاهدين خلق بقوة و تواجها مع أعضاء جمعية الطلاب الإسلاميين في أمريكا و كندا.كانت هذه المجموعة لها شعبية في أوروبا و خاصة في مدينة برلين. كانوا يشوهون اسم الإتحاد و لا أعرف سبب ذلك في الوقت الحاضر. حاول اعضاء الجمعية الإسلامية الطلابية في أمريكا و كندا لإيجاد وحدة معهم.لذلك عقدت عدة جلسات معهم، و لكن دون نتيجة. حتى وقع في العام 1975 تغييرا إيدلوجيا في منظمة خلق. أتخذت مجموعة علي جمالي موقفا ضد هذا التغيير الإيدلوجي و حدث صدام داخل الإتحاد الذي تحكم أفكاره الماركسية. و قام أعضاء الإتحاد بحذفهم بصورة علنية. بالطبع أعلنت هذه المجموعة عن انسحابها من الإتحاد. بعد انفصالهم، أطلقت هذه المجموعة على نفسها " منظمة الطلاب الإيرانيين الإسلامية". في مايو 1978 دخل الإضراب يومه الرابع، و لكن بعد ذلك انقطعت اخبار نشاطاتهم. خاصة بعد انتصار الثورة، الكثير من المجموعة عاد الى خارج البلاد و بصورة عملية انتهى نشاطهم. كمثال يمكن ذكر فرع " حركة الحرية خارج البلاد" مع قدوم أكثر أعضاءها الى إيران بعد الثورة، لم تعد تنشط.
موسى خان: في الجزء الاول و الثاني هناك حوارات عديدة. و لكن في هذا الجزء من الكتاب قليلا ما نجد حوارا، ما هي الأسباب؟
باقر نجاد: رؤيتنا الاولى هي عدم ادخال الحوارات في الكتاب.و مرات نضع في الهامش نقل أقوال، لهذا السبب كانت أقوال الأشخاص داعمة لموضوعات الكتاب. إضافة الى أن الوثائق كانت أقل في الجزء الاول و الثاني. كنا متأخرين زمنيا. أحيانا كان ربط الوثائق مع بعضها صعب جدا. و اجبرنا لربط الموضوعات أن ندخل الحوارات. و بالطبع أن المحاورين نسوا الكثير من الاحداث. و حين لا تحتاج الوثيقة الى إثبات نستغني عن الحوارات. الوثيقة تتحدث بذاتها.
موسى خان: يمرّ تقريبا أكثر من شهر على صدور الجزء الثالث من الكتاب. هل لمست انعكاسه في الصحف و المواقع؟
باقر نجاد: على الظاهر أن إذاعة بيام بثت خبر صدور الكتاب. بالطبع الأصدقاء رحبوا كثيرا بخبر صدور الكتاب عبر اتصالاتهم. لأنهم رؤوا ثمرة نشاطاتهم. و عن المواقع، نشر موقع مركز الشهيد بهشتي خبر صدور الجزء الثالث و كتب عن الأجزاء الثلاث.
موسى خان: في نهاية الحوار حدثنا عما يجول في خاطرك؟
باقر نجاد: في النهاية يجب أن أذكر أن سبب اصدار الكتاب علاوة على ما جاء من إجابة على سؤالك الاول، هناك هدفان، الاول ألاّ يبقى قسم من تاريخ الثورة غافلين عنه و ثانيا، أن الإمام الخميني (ره) كان ينظر الى إتحاد الجمعيات الإسلامية الأوروبية و الامريكية و الكندية كأركان نضالية، و لكن بعد الثورة لم يعتنَ بتاريخ نضال و نشاط هذه الجمعية. بمعنى آخر أردت توثيق نشاطات الاعزاء للجيل القادم. و في النهاية أريد شكر كل الأصدقاء الذين ساعدوني في هذا العمل.
موسى خان: شكرا لك للسماح لنا بأخذ هذا الحوار، و كما في الحوارات السابقة تحملت أسئلتنا بصبر و رحابة صدر، شكرا.
- كتاب " إتحاد الجمعيات الطلابية الإسلامية خارج البلاد برواية الوثائق" كتبه أكبر قاسملو و صدر عن مركز وثائق الثورة الإسلامية العام 2010.
- من اصدارات الإتحاد في أكتوبر 1977.
عدد الزوار: 4586
http://oral-history.ir/?page=post&id=5919