"في الزقاق و الشارع" مع الدكتور عباس منظربور

حاوره: محمد مهدي موسى خان
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2015-11-09


  • موسى خان: للبداية، أرجو أن تعرفنا بنفسك؟

ولدت في زقاق حمام كلشن في منطقة 12 الحالية لطهران بالقرب من منزل الشيخ محمد رضا تنكابني والد السيد فلسفي الخطيب المعروف. حتى الصف الثاني الإبتدائي درست في مدرسة توفيق في الإمامزاده يحيى. و في عام الثالث الدراسي انتقلت الى مدرسة في شارع إسماعيل بزاز ( مولوي حاليا). في عامي الرابع و حتى السادس الدراسي سجلت اسمي في مدرسة دانش في زقاق آب منكل. بينما قضيت فترة دراستي المتوسطة في مدرسة بهلوي و تقع أعلى ميدان شاه ( قيام حاليا). في تلك الفترة على كل رواد الفصل السادس في طهران الذهاب الى مدرسة دار الفنون، و ذهبت لها مجبرا.

  • موسى خان: أي فرع دخلت؟

كنت أريد الدخول في الفرع الأدبي. و لكن أبي أجبرني على دخول الفرع العلمي. و علي ذكر أني كنت في تلك الفترة مسؤل فرع الشباب لحزب التودة في مدرسة دار الفنون. بعد نجاحي في الديبلوم، شاركت في امتحان دخول الجامعة و نجحت في فرع طب الأسنان في جامعة طهران. و في الجامعة كنت من نشطاء و مسؤلي فرع الجامعة لحزب التودة. و لكن قبل إنقلاب 28 مرداد 1332 ( 18 أغطسطس 1953) قطعت علاقتي مع المنظمة. أعتقد أن القوى الأمنية للحكومة نفذت الى فرع الشباب و الجامعيين. بعد نهاية دراستي ذهبت للخدمة العسكرية الى القسم الطبي الفرقة الثامنة في خراسان. كانت فترة جميلة، لأني تخلصت من قيود و لم يكن عندي نشاط سياسي. إضافة الى ذلك كنت ناجحا في عملي. بعد انتهاء فترة التجنيد دخلت وزارة الصحة و سلموني مسؤلية قسم طب الأسنان في مستوصف مدينة فومن. بعد ذلك قضيت ثمان سنوات في مستوصف دماوند من العام 1958 و حتى العام 1965 . ذهبت في العام 1965 الى منطقة بلشت (باكدشت) ورامين و بقيت حتى العام 1977 براتب تقاعدي قدره 8000 تومان، كنت هناك.

  • موسى خان ما الذي دفعك الى كتابة الكتاب؟

سؤال جميل، خطئي حين كنت تلميذا أني دائما ما كتبت الإنشاء بصورة جيدة. في العام السادس في دار الفنون كنت الوحيد الذي يحصل على العلامة الكاملة في حصة الانشاء. و قبل الثورة كتبت في صحيفة كيهان.

  • موسى خان: ماذا كتبت؟

موضوعات نقدية إجتماعية. لذلك لم أكن بعيدا عن عالم الكتابة. كان النثر الذي أكتبه من رؤية المرحوم إيرج أفشار نثرا جديدا و قريبا من لغة الشارع. قال أحد أدباءنا حين ذهبت الى رؤية المرحوم أفشار، و كان يقرأ، قلت له لماذا لا تعتني بنا. فقال المرحوم: " لدي كتاب بين يدي إذا لم أنهيه لن أقوم بعمل ثاني". كان كتاب ( في الزقاق و الشارع ).

ما يقارب عقيدن من الزمن أصيبت زوجتي بالسرطان و سافرت لسويسرا للعلاج. و بعد عملية جراحية تحسنت حالتها لخمسة عشر عاما ثم عاد السرطان لها. للعناية بها و معالجتها ذهبت الى ابنتي في بريطانيا. إعتنيت بها خمسة أعوام و لكن في النهاية توفيت. حين كنتُ أعتني بزوجتي و وحيدا في الخارج، و بناء على اقتراح ابني الأكبر بدأت بكتابة ذكرياتي. كتبت لكي يقرأ لي ابني. و لكن في سفرة للسيد قديم زاده رئيس مجموعة النشر التابعة لوزارة الثقافة و الإرشاد و كان حاضرا في منزل ابني و رأى مدوناتي و أعجب بها، صدر الجزء الأول من ذكرياتي عن طريق وزارة الإرشاد. و بعد فترة طلب مني كتابة الجزء الثاني و فعلت ذلك حتى وصلت الى ثلاث أجزاء. في العام 2007 صدرت الاجزاء الثلاث في كتاب واحد تحت عنوان ( في الزقاق و الشارع". (1)

  • موسى خان: قبل صدور ذكرياتك، هل اطلعت على نماذج مشابة لها؟

لجلال آل أحمد مقالة عن رحيل نيما أرى في المقالة تشابهات. على ذكر أن آل أحمد كان يأتي الى شارع إسماعيل بزاز لدكان ابن عمي حبيب و كان صديقا له. كنت أراه هناك. كان لحبيب محل كباب لطيف جدا و كما كتبت في الكتاب (ص 439) أن آل أحمد كان يزور المحل في الإسبوعين مرة.

  • موسى خان: هل هناك مجال للحديث عن المرحوم مرتضى أحمدي؟

رحمه الله كنت أعرفه.

  • موسى خان: كان ينقل من كتابك لكتابة نصوصه؟

لا، كنا نتحدث مع بعض و لكن طريقه يختلف.

 

  • موسى خان: ماذا عن عمله في الاصطلاحات الطهرانية القديمة؟

جمع المرحوم الاصطلاحات التي استخدمت في المنازل التي راجت بين محافل النساء و النصوص الشعرية التي كانت رائجة. كتبت الكثير من الكتب عن طهران، مثل كتاب المرحوم جعفر شهري ( و في كتابه الكثير من الاخطاء ) و يصف الظاهر من طهران فقط، و لكن مع الأسف لم يعتني بالاجواء الغالبة على العلاقات الإجتماعية و السلوك الشعبي. في كتاب ( في الزقاق و الشارع) تمّ الإعتناء بهذا الجانب من طهران القديمة. لم أهتم بالبنايات الطهرانية بل سعيت أن أصف العلاقات بين الناس كما كانت. و عليّ القول يجب إحترام المجتمعات السابقة. أتذكر أن أبي و عمي كانا يملكان مطعم كباب في شارع إسماعيل بزاز، ذهبا لتحديد الوزن الشرعي للكباب الى السيد ميرزا محمد حسين تنكابني، عم الشيخ محمد تقي فلسفي. و بعد معرفة رأيه في الأمر، و حين إعداد سيخ الكباب يعودان للوزن الذي حدده لهما. هكذا أكثر الناس تراعي القضايا الدينية.

  • موسى خان: ما الذي تقصده من الكتابة عن تاريخ طهران؟

لا قصد لي، كنت عاشقا، أعشق التاريخ. أحب التاريخ كثيرا. أرشفت قسما من التاريخ مع الأسف لم يجد العناية الكافية من قبل الكتاب. و مع الأسف أقول لم أجد أحدا كتب غيري عن ثقافة المناطق مثل منطقة إسماعيل بزاز.

  • كريمي: أعتقد أنك كتبت التاريخ بصورة أخرى، من رؤيتك أن التاريخ هو حياة الناس، لا حياة من يقبض على زمام الأمور و الملوك.

نعم بالتحديد، أول شخصية ستصادفها في الكتاب السيد رضا. شخصية رغم ثروته التي حصل عليها عن طريق الوراثة لا يتمسك بها و شخصيات أخرى ستجدها في الكتاب  شخصيات عادية من المجتمع كانوا في تلك الفترة. لا بأس من ذكر ذكرى عن عم السيد رضا. كان ميرزا أحمد عم رضا خبازا في العام 1934 و لديه سيارة و كلما يأتي نخرج لرؤيته. أتذكر في مرة كان ميرزا أحمد دون بذلة و لكنه بثياب رسمية يخبز الخبز و يظهر كتفاه كبيران جدا. وضع في التنور ما يقارب العشرين خبرة و بعد نضجها يرميها حتى رضي عن الخبزات الاخيرة. علمنا فيما بعد أن هذه الخبزات خصصها لمائدة خطوبة محمد مع فوزية.

 

  • موسى خان: ما لفت انتباهي في الكتاب، موضوع الفتوات و أبطال المحلات في طهران القديمة. ما هو سبب إهتمامك بهذه الطبقة الإجتماعية؟

دليل واحد كان أبي منهم. مع الأسف مفردة (فتوة) تعادل (شبيح) الآن ( في اللغة الفارسية يقال للفتوة لوطي)، تختلف الكلمتان. أنا مع الفتوة. كما قلت في بداية الكتاب أول شخصية جاءت هو رضا و كان فتوة و طوال الكتاب تصادف شخصيات الفتوات فيه. لو ألقيت نظرة على تاريخ بلادنا أثّر الفتوات كثيرا في مجتمعنا، مثل يعقوب ليث كان يأخذ من الأثرياء و يعطي للفقراء. أذكر هذه النقطة كان الفتوات في المدن و مطالباتهم مدنية. كان يعقوب سمكري و هو عمل مدني. في فترة حافظ نجد زقاق رندان (لا أبالية) و عنون المرحوم زرين كوب كتابا بهذا العنوان. كان هذا الزقاق حقيقي و كان الفتوة فيه. في حرب الشاه شجاع و أمير مبارز الدين وقف الفتوات مع الشاه شجاع، و إكمالا لها نجدها في الحركة الدستورية. كان ستار خان و باقر خان من فتوات مدينة تبريز و يعترف الجميع بدورهما في تلك الحركة. و العرفان الإيراني يتعلق بالمدينة و ليس القرى. كمثال جاء مولانا من مدينة بلخ و عطار لديه جذور مدنية. من جانب آخر كان أبي على علاقة مع فتوات كثر. حسين رمضان يخي من الفتوات المعروفين. كان اعلى كثيرا من طيب الحاج رضائي لأن طيب أقل فتوة منه. كنت و أبي على مقربة من طيب و لكن عليّ القول ما كتب و قيل عن شخصيته الآن غير صحيحة.

  • موسى خان: ماذا عن شعبان جعفري؟

لم أذكر في كتابي شعبان جعفري بسوء كثير. حين كان طفلا كان في خانقاه. عيبه في اعتقادي هو ذهابه الى أحمد آباد و شتم مصدق. لم يكن شعبان إنسانا سيئا. زعل مني الكثير من  حزب التودة على وصفي له، و لكني وصفت من رأيته. لقد قدم خدمات لأصدقائه و معارفه. على فكرة كانت لديه دماء فتوة و لكن الفتوة الأساس في خانقاه " مصطفى ديوانه" كان ( بادكان). كان أحد الفتوة الحاج محمد صادق بائع الأواني الصينية و كان يذهب لرياضة المصارعة التقليدية الى الزورخانه " علي تك تك" مقابل شارع دردار. و الآن الرياضيون من أجل الرياضة يأخذون المال و لكن الحاج محمد صادق بائع الصيني و أمثاله يدفعون أتعاب الزورخانه ( الصالات الرياضية التقليدية).

  • كريمي: لو أردنا أن نقدم تعريفا عن الفتوات، من كان يوصف بالفتوة؟ و ما هي خصائصه؟

في الدرجة الأولى الفتوة هو من الكسبة، أي لديه عمل و لا يعمل للحكومة، أي شخص و في أي زمن يعمل مع الحكومة يخرج من دائرة الفتوة منهم شعبان فاقد العقل (جعفري). طوال التاريخ هناك حكام ظلمة و شعب مظلوم و الفتوات يدافعون عن المظلومين. ثانيا يحترم الفتوة كبار السن و شرف الناس كثيرا. ثالثا يقدمون المساعدة على حد قدرتهم للناس و لا يتوقعون مجازاة.لم أر فتوة صالحا و لكني سمعت أنه يجلس في بداية الشارع لكي يتأكد بأن لا أحد يزاحم الناس.

  • موسى خان: إذن الفتوات يقرون الأمن في الأحياء؟

نعم، كمثال من يريد الذهاب الى مكة و بسبب طول السفر (أحيانا يطول السفر لستة أشهر) يؤمنون عوائلهم عند الفتوة ليحميهم. نموذج بارز شخصية " داش آكل".

 

  • كريمي: ذكرت في كتابك أن ثقافة الفتوة تختص بالثقافة الطهرانية، هل يعني ذلك أن الفتوات في الفترة البهلوية لم يكونوا في بقية المدن؟

ما جاء في الكتاب يتعلق بطهران بعد الثورة الدستورية.

  • كريمي: هل يمكن رؤية هذه الظاهرة في مكان آخر؟

لا أعرف مكانا آخر. أذكر هذه النقطة أنه بعد إنقلاب 28 مرداد 1332 ( 18 أغسطس 1953 ) لم أصادف فتوة بالمعنى الحقيقي.

  • كريمي: هل الإنقلاب هو السبب في إزاحة هذه الطبقة من المجتمع؟

أعتقد عليك ألا تستخف بتأثير الثقافة الامريكية. قبل الإنقلاب كان في الجبهة الوطنية و أيضا في حزب التودة شباب فتوات. بعد الإنقلاب و دخول النظام الأمريكي في حياتنا، بات المال و الثروة أهم عامل. بعد الحرب العالمية الثانية ضخّ الأمريكان أكثر أفلامهم و مستشاريهم الثقافيين في إيران. هذه الثقافة تعنى بالماديات كانت تعارض ثقافة الفتوة و لذلك أزيح الفتوات من مشهد المجتمعات. لتعلم أن الفتوات لا يتركون صلاتهم أبدا حتى لو سكروا مع ذلك لا يتركون صلاتهم.

  • كريمي: هل ثقافة الفتوة تتعلق بالرجال فقط؟

لا، علي ذكر فتوات من نساء، نموذج على ذلك، عمتاي. العمة الكبرى، عمتي معصومة كان لديها خمس أطفال و مات زوجها. كانت خياطة، كانت تخيط الثياب و تذهب الى حي سيئ السمعة في تلك الفترة ( شهر نو) . و تحت غطاء بيع الثياب تمر على بيوت في الحي. و لو رأت فتاة أو امرأة خدعت و أحضروها هنا تشتريها، لأن أصحاب البيوت هناك كانوا قد اشتروهن، لم تكن تملك مالا لكن سكان الحي يحترمونها كثيرا و يساعدونها. بعد شرائهن تعود بهن الى المنزل و تعلمهن آداب الصلاة و الدعاء و الصيام و كذلك فن الخياطة. و أهل المنطقة يعرفون عمتي، حصلت لهن على أزواج. و بعد الزواج تصبح كل واحدة من النساء و أينما ذهبن، مركزا للإيمان و الدين. هذا شكل فتوة عمتي معصومة.

عمتي الأخرى خديجة، توفي زوجها و إختفى زوج ابنتها و عاشت عندها ابنتها و أطفالها الثلاث، و لكي تعيش عمتي خديجة كانت تعمل كخمس رجال في مطعم عمي لبيع الكباب. كانت تجهد نفسها بالعمل الى درجة تصبب العرق تحت رجليها. عملت الى ربت أحفادها الثلاث و لم تأخذ مساعدة من إخوانها. أرى هذه المرأة فتوة، رأيت الكثير من نموذج هذه النساء و مع الأسف و لأننا مجتمع ذكوري لم نكتب الكثير عن نسائنا.

  • كريمي: أشخاص مثل طيب عادة ما تكون لديهم أعمالا دينية.

كما قلت لم يكن طيب فتوة بمعنى الكلمة. كتبت عن مفهوم الفتوة في الكتاب، بالطبع كان طيب يساعد الآخرين و لكن يأخذ منهم " إتاوة".

  • موسى خان: ماذا تقصد "بالإتاوة"؟

خصص مكان لبيع الخضروات في ميدان أمين السلطان، و يقع بعد مولوي. يأتي إليه أصحاب الدكاكين و أصحاب الدخل المحدود لشراء خضرواتهم. يحضر هو و معه ثلاث تابعين له و يجلسون في مدخل ميدان بيع الخضروات و كل من يشتري و يخرج عليه تقديم إتاوة لممثلي طيب. كان الجميع يعلم و مجبر على الدفع. شاهدت بنفسي كيف طلبوا من عجوز دفع ريال كضريبة على شراء الخضار و لم تكن تملك المبلغ، أخذوا الخضروات منها و رموها في الوحل و ضربوا المرأة على رأسها و طردوها. و سمعت فيما بعد أنه نفس التابعين ضربوا رجلا عجوزا من أجل مبلغ أقل من ريال و لقي حتفه، أوصي بقراءة قسم الفتوة في الكتاب و هي قصص حقيقية. ( 76- 372).

  • موسى خان: في كتابك تحدثت عن مكان آبمنكل. تحدثت كثيرا عنه، و من المعروف أن هذا المكان أصيل و فيه شخصيات معروفة بالإيمان و دينية، هل هذا واقع؟

الى حد كبير صحيح، كانت فيه هيئات دينية و لكنها ليست كثيرة، عشت فترة طويلة في آبمنكل و أعرف الكثير من ناسها. مثل السيد "إسحاق" المعروف بكتابة الدعاء على مستوى طهران و كان يعيش هناك و أشرت له في الكتاب (ص 110) ، أعتقد كان فتوة باسم جواد مهتاب (ص 194) كان فيه كسبة متدينيين و لكن كان هناك بلطجية أيضا يعرفون من أسمائهم و ألقابهم منهم "أبول دريده" و " أكبر لانتوري" كان شريرا و منح هذا اللقب. كان " رضا حرومزاده" شريرا الى درجة أن هذا اللقب لم يكن اعتباطا حين حدد له. كان في المنطقة أناس طيبيين و أشرار.

  • كريمي: ذكرت أنه بعد 28 مرداد تلاشت ثقافة الفتوة من المجتمع، و لكن لدينا سينما تحت عنوان " فيلمفارسي" اعتنت بهذه الشخصيات بصورة قوية، مثل فردين و ناصر الملك مطيعي، ألا تعطي هذه الشخصيات ظاهرة تعامل الفتوات؟

لا أبدا، هذه الأفلام ما هي إلا نسخة سطحية من الافلام الهندية، أعتقد أن الفيلم الوحيد الذي حمل خصائص الفتوة هو فيلم " الظباء".

  • كريمي: إذن لماذا استقبل الناس هذه الأفلام السطحية؟

لأن هذه الأفلام تسرد الحكايات بصورة حالمة و تفصلها مسافة عن واقع المجتمع، و الناس أصحاب السطح المتدني يشبعون رؤاهم بهذه الأفلام، لذلك استقبلوها.

  • موسى خان: من الأماكن المهة في يوم 15 خرداد 1342 (1963) كان شارع ري، هل كنت هناك في هذا التاريخ؟

في هذا التاريخ ذهبت الى ألمانيا للدراسة و لم أكن في طهران، و لكني كنت أقرأ و أتابع الأخبار.

  • موسى خان: بعد أن عدت هل سألت سكان المنطقة عما حدث؟

سألت زوجتي، حين سافرت الى ألمانيا تركت زوجتي و أطفالي عند أختي في مدينة قم، كان منزل أختي محاذيا لمنزل آية الله الخميني، لا يفصل المنزلين إلا جدار، و كان السيد مصطفى الخميني صديقا لزوج أختي، و لديه محل لبيع اللحوم بقرب حرم السيدة معصومة (س) و يحضر اللحم الذي يطلبه منزل آية الله البروجردي. قال لي أن آية الله الخميني كان يأتي الى دكانه بنفسه و يشتري مقدارا قليلا من اللحم. في تلك الفترة و على عكس الكثير كانت الحياة بسيطة. في ليلة الخامس عشر من خرداد، حين حضر الشرطة الى منزل آية الله الخميني، و سمع زوج أختي صوت الشرطة من باحة منزله صوت يقول: " أنا الخميني، دعوا الباقين" بعد ذلك أخذوا السيد، كان خادمه يصرخ " يا أبا الفضل لقد أخذوا السيد" من تلك الحادثة تجمع الناس في الصحن و تزاحموا و وقعت حادثة 15 خرداد.

نقل لي زوج أختي حدثا خاصا عن آية الله الخميني. كان زوجي أختي يذهب كل إسبوع الى منزل آية الله بروجردي لأخذ حسابه منه، و في مرة رأى عددا من النساء و الاطفال في باحة المنزل، حين دخل يقول له خادم المنزل هناك ضيوف عند السيد انتظر قليلا. و يقف خلف الباب منتظرا، في هذه الأثناء يتناهى اليه صوت يعرفه يتكلم بصوت عالي مع آية الله بروجردي و يدافع عن حقوق النساء و الأطفال المنتظرين في باحة المنزل، بعد فترة يخرج رجل وضع عباءته على رأسه، تبع زوجي أختي الرجل الخارج يريد التعرف عليه، في شارع ارم حين أنزل الرجل عباءته من رأسه رأى أنه آية الله الخميني. فيما بعد فهم الراوي أن النساء و الأطفال المحتشدين في باحة البيت هم عوائل الضباط المعدومين من التودة و جاء آية الله الخميني للدفاع عنهم و عن حقوقهم عند آية الله بروجردي.

  • موسى خان: سؤالي الأخير كيف كانت ردود الفعل مع صدور كتاب " في الزقاق و الشارع" ؟

كانت اتصالات كثيرة توحي باهتمام الناس، و كما قلت الجزء الأول من الكتاب صدر بمساعدة مسؤل النشر في وزارة الإرشاد، و لكنهم طلبوا مني بسرعة انجاز الجزء الثاني، حصل على إهتمام أهل القلم بصورة أن مدير دار كارنامه المرحوم زهرائي اقترح علي كتابة كتاب عن " الفتوة" و " البلطجية" و اقتراحات أخرى لكن الأجل لم يسمح له. وصل الآن كتابي الى الطبعة الخامسة، و يسعدني أن الشباب اعتنوا بالكتاب و آمل أن يكون للكتاب نصيب في تعريف الشباب على التاريخ الإجتماعي لبلادهم .

  • موسى خان: أشكرك على تحملك لأسئلتنا و الإجابة عليها .

  1. منظربور، عباس. في الزقاق و الشارع، طهران وزارة الثقافة و الارشاد، الطبعة الثالثة، 1386.

 

المصدرالفارسي



 
عدد الزوار: 4783



http://oral-history.ir/?page=post&id=5897