التاريخ الشفوي بأي منهجٍ؟

اختاره: موقع تاريخ إيران الشفوي
المترجم: السيد محسن الموسوي

2025-09-25


من وجهة نظر عامة، يبدو أن التاريخ الشفوي يمكن النظر إليه من ثلاثة مناهج. 

النهج الأول هو اعتبار التاريخ الشفوي أسلوبًا أو أسلوبًا لجمع المعلومات. في هذا النهج، يُفترض أن يكون التاريخ الشفوي مثلثًا، أحد أضلاعه هو المُقابل، والجانب الثاني هو المُقابل أو المؤرخ الشفوي، والجانب الثالث هو وسيلة النقل أو التسجيل الصوتي أو البصري التي تُنشئ وتُحقق التفكير بين المُقابل والمُقابل. ووفقاً لهذا الرأي، إذا غاب أي من هذه الجوانب في عملية إنتاج المعلومات، فإن التاريخ الشفوي لا يحدث.

إن معظم ممارسي التاريخ الشفوي ومؤسسات البحث ومنظمات التوثيق داخل إيران الذين لديهم نوع من النشاط في هذا المجال البحثي على أجندتهم ينظرون إلى التاريخ الشفوي ويديرونه بهذا النهج. حتى جمعية التاريخ الشفوي، التي تأسست في أوروبا عام ١٩٦٨، عرّفت التاريخ الشفوي، مع تأكيدها على تقنيته، بأنه حوار فاعل وواعٍ وهادف بين المُحاور والمُحاور لإعادة بناء وتمثيل موضوع مُحدد، ويتم ذلك من خلال مقابلات صوتية ومرئية. ثم تُفهرس وتُوثّق وتُنقل إلى الأرشيف.[1]

في النهج الثاني، يُعتبر التاريخ الشفوي أسلوبًا أو طريقةً لجمع المعلومات. وفي هذا النهج، تُدرس أساليب متنوعة لجمع المعلومات من خلال تصميم أسئلة على شكل حزم مُعدّة مسبقًا، والأسلوب المباشر للمحادثة وجهًا لوجه على شكل أسئلة ارتجالية وغير مُخطط لها، وكلٌّ منها يُسهم في تطوير الحوار.

إن المقالات والمؤلفات التي قدمت وما زالت تكتب حتى الآن حول مقدمة في المنهجية والظاهراتية وتصميم حزم الأسئلة في الاجتماعات والمؤتمرات تعالج التاريخ الشفوي من منظور منهجي وتقوم بتقييم كل طريقة من حيث فعاليتها وتحقيقها للغرض.

يوصي هذا النهج بأن يعتمد التاريخ الشفوي على مفاهيم ومناهج البحث في علم النفس والأنثروبولوجيا والإحصاء وعلم الاجتماع التاريخي. تجدر الإشارة إلى أن الإطار النظري والمنهجية المتبعة في هذه التخصصات لتحليل البيانات، قبل ظهور أفكار ما بعد الحداثة في ثمانينيات القرن الماضي، كانت تعتمد في الغالب على المؤشرات الكمية والمناهج الوضعية. ولا يمكن إنكار أن تطبيق هذه الطريقة في النظام النظري والمنهجي لعلم الاجتماع والتاريخ قد خلق العديد من المشاكل التي أدت في نهاية المطاف إلى الاختلاف في تفسير الأحداث التاريخية المتشابهة.

ورغم أن البعض لا يزال يعتبر هذه الطريقة في التعامل مع البيانات مناسبة للتحليل، إلا أنه مع ظهور المناهج ما بعد الحداثية وأهمية المؤشرات النوعية والتفسير التأويلي للأحداث والظواهر التاريخية، فقد أصبح علم الاجتماع التاريخي خلال العقود الثلاثة الماضية تخصصاً يختلف عن البحث التقليدي لعلم الاجتماع في الماضي، من الناحيتين النظرية والمنهجية.وعليه، فمن الضروري أن يتحول موقف البحث في هذا المجال الجديد بطريقة تمكن الباحثين الاجتماعيين من جهة والباحثين في التاريخ الشفوي من جهة أخرى من دراسة القضايا التي واجهتها البحوث التاريخية والاجتماعية المستقلة.

النهج الثالث هو اعتبار التاريخ الشفوي نوعًا من المعرفة التاريخية، حيث تُعدّ المؤشرات النوعية أكثر أهمية من أي شيء آخر. يتطلب تحقيق هذه المعرفة التاريخية وفهمها الإجابة على أسئلة مهمة، منها ما إذا كان للتاريخ الشفوي مفهوم منفصل عن التاريخ وفهمه العام؟هل التاريخ الشفوي مفهوم حديث أم متجذر في التقاليد الشفوية وأساليب البحث القديمة؟ وأسئلة كهذه.

للإجابة على هذه الأسئلة، من الأهم معرفة معنى ومفهوم التاريخ قديمًا، وما مكانته مقارنةً بالعلوم الأخرى؟ باختصار، متى ظهرت تطورات مفهوم التاريخ، وما المسار الذي سلكه حتى أصبح علمًا؟ ما العلاقة التي يمكن إقامتها بين التاريخ بمعناه العام والتاريخ الشفوي؟وأخيرا، ما هي الآلية التي نستطيع من خلالها الوصول إلى الحقيقة في التاريخ الشفوي؟

في نهاية هذا القسم، تجدر الإشارة إلى نقطتين:

أولاً، في جميع المناهج الثلاثة، يلعب الحوار والمقابلات دورًا محوريًا في جمع البيانات وتنظيمها وتجميعها وإنتاج النص التاريخي. بمعنى آخر، أي نشاط تاريخي شفوي يُوثّق ذاته من خلال الحوار.

وهناك سبب آخر وهو أن اعتماد السائل أو المحاور أو بمعنى آخر المؤرخ الشفوي في إنتاج النص يكون في المقام الأول على أقوال المصادر الموثوقة وليس على الوثائق المكتوبة، دون أن يعتبر المؤرخ الشفوي نفسه مستغنياً عن الرجوع إلى الوثائق المكتوبة أو يتبنى سياسة تجاهلها والاعتراض عليها.[2]

النص الفارسي

 

[1] - انظر: مارشال، كاثرين وروس مان، كر چن ب.؛ روش تحقيق كنوني، ترجمة علي بارساييان وسيد محمد اعرابي، تهران، دفتر بزوهش‌هاي فرهنگي، 1377؛ وكذلك ز. بلتو؛ برتي، روش تحقيق در انسان شناسي؛ ترجمة محسن ثلاثي، تهران، انتشارات علمي، 1375.

[2] - رسولي بور، مرتضى، تجربه‌ها و تأملات در تاريخ شفاهي، مؤسسه مطالعات تاريخ معاصر ايران، 1394، ص29.



 
عدد الزوار: 88



http://oral-history.ir/?page=post&id=12827