رسالة صادقة في ذكرى صديقين سماويين

سميرا نفر
المترجم: السيد محسن الموسوي

2025-03-05


ندخل إلى منزل كل ركن فيه يحكي عن التضحية والتفاني. الأم الطيبة تستقبلنا بعيون تشبه بحراً من الحزن والفرح. تحكي لنا قصة ابنيه أحمد ومحمود، وهما شقيقين، وصديقين، وحبيبين. أحمد الذي كان بعلمه الطبي بمثابة بلسم لجراح المحاربين، ومحمود بحماسه الشبابي وطموحاته الكبيرة. لكن كلاهما كانت تجمعهما وجهة مشتركة؛ جبهات الحق أمام الباطل. وفي كل جملة من جُمَلِها يموج حب أمومي، الذي لم يتمكن حتى موت أبنائها من إطفائه. تتحدث عن أيام الانتظار، وليالي الأرق، وشوقها. تتذكر وصية أحمد التي قال فيها: "يا أمي إذا استشهدتُ فلا تبكي علي، بل ابكي على أهل البيت(ع)". لقد نفذت وصية ابنها بقلب مكسور، وكم كانت تلك اللحظات صعبة! اللحظات التي انهارت فيها السماء عليها وأصبحت الأرض فارغة تحت قدميها؛ الأم التي قدّمت جناحيها للسماء وكانت فخورة بمسيرهما. في تلك اللحظة، خطر ببالي أن كل هذا الصبر والتضحية يتطلب الحب؛ حب عميق وإيمان وطيد؛ حب كانت تتمتع به جميع أمهات الشهداء وسيظل مشرقاً حتي الأبد في تاريخ هذه الأرض. وفي نهاية هذه الزيارة غادرنا بيت والدة الشهيد بقلوب مليئة بالاحترام والإعجاب. بيت تجلت فيه المحبة، والإيمان، والتضحية بأجمل صورة.

النص الفاارسي



 
عدد الزوار: 18



http://oral-history.ir/?page=post&id=12453