راوي مذكرات جمعية بعيدة عن التوترات السياسية الغير مُفيدة

حميد قزويني

2024-09-07


يُعتبر السيد محمود دعايي شخصية هادئة و ثابتة و متواضعة في ساحة الإعلام، رحلت عنّا عن عمر يناهز 81 عاماً بعد نشاط في مجال الثقافة و السياسة استمر لعدة عقود.

منذ سني شبابه الأولى و أثناء تحصيله العلمي في حوزة مدينة قم العلمية، التحق (انضم) إلى حركة رجال الدين و منذ أواسط العقد 1340 هجري شمسي أي بعد هجرته إلى مدينة النجف التحق بمجموعة مُقرّبة من الإمام الخميني.

عندما كان في إيران تعاون مع بعض الصحف (والمجلات) السرية و بعد إقامته في العراق أسس و أدار راديو صوت حركة رجال الدين، و منذ العام 1359 استمر بالقيام بنشاطات سياسية مختلفة، كما أدار إلى العام 1368 جريدة الإطلاعات (المعلومات) بعد قرار بذلك أصدره الإمام الخميني و بعد ذلك استمر في عمله هذا بقرار أصدره قائد الثورة الإسلامية، وعلى هذا يُعتبر أقدم ناشط إعلامي في تاريخ الثورة الإسلامية و الجمهورية الإسلامية على حد سواء.

كان المرحوم محمود دعايي هادئاً رصيناً في تعامله مع الآخرين، وكان خلال سنوات الحرب حلقة الوصل بين الكثير من القوى الثقافية و السياسية و ارتبطت حول إسمه شبكة علاقات واسعة.

لهذا السبب ربما كانت رواياته عن الأحداث المُختلفة لاتحمل بين جنباتها لوناً من التعصب أو التشدد و كانت دائماً تُراعي جانب الحذر و تسعى إلى حفظ جميع القوى. لم يعتبر المرحوم نفسه شخصيةً مؤثرة و في كل مكان تُروى عنه ذكرى ما كان يستخدم اصطلاحات تُقلل من نفسه (لاتُعطيه حقه).

مع أن المرحوم دعايي كان يرفض دائماً نشر نص كامل لمذكراته بسبب بعض الإعتبارات الأخلاقية، إلا أنه كان جاهزاً بشكل دائم لمواجهة السائلين من المراكز الإعلامية و مراكز الأبحاث لكي يُطلعهم على مشاهداته و معلوماته عن الحوادث (القضايا) المُتعلقة بالثورة الإسلامية و الحوادث التي تلتها.

كان المرحوم من خلال بيان ذكرياته و تحليل الوقائع يسعى لجلب الإنتباه إلى الزوايا الأقل مُشاهدة و كان يسعى كذلك إلى اجتناب الحُكم المُتصلّب و العاجل على الأمور.

يعتقد بعض الفلاسفة أن التاريخ يتأثر دائماً بالحالة المزاجية للمؤرخ و نظرته للأمور، بالإضافة إلى العوامل النفسية الفردية و الإجتماعية، وإن هذا التأثير يُظهر نفسه من خلال اختيار الروايات و اختيار الحوادث التاريخية و ترتيبها. وبالطبع فإذا لم يكن الأمر كذلك، فإن معظم أقسام فكر الإنسان تتأثر بالشروط المُحيطة و بالمُعطيات التي تدخل ذلك الفكر.

على هذا الأساس إذا نظرنا نظرة كُليّة إلى مذكرات السيد دعايي التي تم نشرها نستطيع اعتباره راوي مذكرات جمعي و أخلاقي، ابتعد في ذلك عن التوترات السياسية الغير مُفيدة و سعى إلى حفظ الدعائم الكُليّة للثورة و النظام و كان قلبه على علاقة بوحدة القوى و تعزيز قيم (مُثل) الثورة.

ذكراه عزيزة و لروحه الطمأنينة

 

النص الفارسي



 
عدد الزوار: 67



http://oral-history.ir/?page=post&id=12075