تعذيب الأسرى
إعداد: فائزة ساساني خاه
ترجمة: أحمد حيدري
2022-12-09
في الطريق إلى القرنة، أعرب بعض الجنود ةكانوا يرتدون قبعات سوداء وربما كانوا من الجيش الشعبي، عن حبهم لنا وطمأنتنا. عندما سلّمنا جنود الجيش الشعبي إلى ضباط القبعة الحمراء، هز أحد جنود الجيش الشعبي رؤوسهم وقالوا: "هؤلاء كلاب الجيش".
في الطريق، كان أصحاب القبعات الحمر تشتم مَن اقتربوا من الشاحنة التي تقل السجناء. كان راكب دراجة يقترب من السيارة على مسافة متر واحد. قام أحد الجنود بسحب سلاحه بسرعة وشتمه، مما أجبره على الابتعاد عن الشاحنة. حين يشتمون، يستخدمون كلمة "كلب".
في منتصف الليل وصلنا الى ثكنة في مدينة البصرة. أخذونا إلى حجرة صغيرة. بالطبع، لم تكن صغيرة جدًا، لكنها لا تتسع لأربعمائة سجين. كان المكان ضيقًا لدرجة أنه إذا نهض شخص، فلن يجد مكانًا للجلوس فيه.
للصلاة، كان الجميع يضعون أيديهم على أكتاف من أمامهم ويقيمون بنفس التراب. سألنا الجنود العراقيين عن اتجاه القبلة. لم تكن لديهم مشكلة في الصلاة وأظهروا لنا اتجاه القبلة. في وقت النوم، نتكأ على بعضنا.
أبقونا في البصرة عدة أيام. كل صباح، عند الخروج، كان الجنود يقفون بجانب الدرج وفي أيديهم الأسلاك ويضربون الجميع. ثم نصطف، بحيث يكون كل سجين على بعد ثلاثة أمتار من الأسرى الذين كانوا أمامه وخلفه، وعلى بعد مترين من الأسرى الذين كانوا على جانبه الأيمن والأيسر. في البداية اعتقدت أنهم يريدون استجوابنا من خلال عدم السماح لنا بالجلوس معًا، لكن بعد ذلك أدركت أنهم يفعلون ذلك من أجل الدعاية. يريدون أن يظهر عدد السجناء كبيرًا عند التصوير.
بعد القيام والجلوس، كان المصورون العراقيون وغير العراقيين يأتون ويصورون قرابة ساعتين. خلال هاتين الساعتين كنا مرتاحين إذ لا يتعرض أحد للضرب أثناء التصوير. عندما انطلقت الكاميرات بدأ الضرب. في البداية كانوا يضربوننا على جوانبنا ويرفعوننا.
أثناء الإفطار، يأتي الجندي بكيس من الخبز، ويقف عند الباب، ويلتقط الخبز ببطء ويرمي به واحدًا تلو الآخر بين السجناء لإذلالهم. يستغرق هذا حوالي ساعة. كان الخبز نادرًا ولم يكن كافياً للجميع. بالطبع، كان السجناء أنفسهم يقسمون الخبز على أنفسهم ويعطون كل واحد قطعة.
قدموا وجبة في الظهيرة. ومع ذلك، لم يكن الطعام قضية مهمة. والأهم من ذلك هو عدم وجود مرحاض. يأخذ جنديان السجين من كتفيه ويأخذانه إلى الحمام ويعيدانه ويأخذان الشخص التالي. كانوا يتأخرون عن عمد حتى ينزعج الشباب. وبهذه الطريقة، لا حلّ لدخول الحمام لأربعمائة أسير. خلف نافذة السجن كانت الصحراء. كسر الشباب الزجاج. كان عدة أشخاص يقفون بجانب بعضهم البعض خلف النافذة ويذهب الشخص الذي يتبول ويتبول من النافذة. من أجل قضاء الحاجة، يوجه عدد من الشباب ظهورهم لحجب اشخص لكي لا يُرى.
كان لدي ساعة سيكو 5 باهظة الثمن. لكي لا تقع الساعة في أيدي العراقيين قررت كسرها. تحطم الزجاج لكن العقارب كانت لا تزال تعمل. أخرجت العقارب ورميتها من النافذة.
في ظهر اليوم الثاني، سكبوا بعض الأرز مع القليل من يخنة الكرفس، والذي كان فارغًا من الماء، في "قصعة" للأسرى الثمانية. القصعة صحنًا مشابهًا لصينية ذات مقابض من الجانبين، وكان عمق قاعها حوالي سبعة سنتيمترات. كما أنّ الجنود كل عشرة أشخاص يأكلون في قصعة واحدة.
نظرًا لعدم اصطحابنا إلى الحمام خلال هذا الوقت، اتفقنا مع الشباب على عدم تناول الطعام. قلنا: لا يأكل أحد. إذا قال العراقيون لماذا لا تأكلون، نقول لأنكم لا تأخذنا إلى الحمام"
تقدم العقيد وقال للسجناء بفارسية ركيكية: ليش؟ لماذا لا آكل؟ "
لم يقل لماذا لا تأكلون، لأنه لا يعرف الفارسية جيدًا. قال: لماذا لا آكل؟ ردا على ذلك قلنا: لا يوجد مرحاض.
قال: لا أوافق.
قلنا: إذاً لن نأكل.
فجأة جاء أربعون جنديًا حاملين كرباج وبدأ الضرب. ضربوا حتى أصيبوا بالتعب. كنت ترى أحيانًا جنديين يضربان أسيرا واحدا، وكانا يضربان ويضربان. ولما سئم الجنود من الجلد التفت العقيد إلى الشباب وقال لهم: هل أكلتم؟
رأينا أنه لا يوجد خيار، إما أن نأكل أو نتعرض للضرب. بدأنا في الأكل. كانت حبات الأرز تطفو في مرق الكرفس. ليس ثمة ملعقة وكان علينا أن نأكل بأيدينا. لم نتمكن من تناول الطعام بأيدينا. كنا نضع اللقمة في فمنا، ويسقط نصفها. كان مرق الكرفس يقطر من أيدي وشفاه الأسرى. وعندما انتهى الطعام أمر العقيد بملء الأطباق من جديد وإحضارها. أحضروا الأطباق مرة أخرى وأمر بتناول الطعام. من يستطيع الأكل قد أكل وآخرون لم يتمكنوا من الاكل. 1
- المصدر، زنكوئي، مجيد، مذكرات محمد علي بردل، أوستا علي، طهران، سورة مهر، 1399، ص 279.
عدد الزوار: 1440
http://oral-history.ir/?page=post&id=10933