أسرار الحرب المفروضة حسب رواية الأسرى العراقيين -15

مرتضي سرهنكي
ترجمة: حسن حيدري

2022-10-21


بعد يوم واحد من الهجوم الفاشل للقوات العراقية في مدينة الشوش في 20 آذار (مارس) 1981، حضر طاقم تصوير تابع لقصر صدام حسين الرئاسي إلى مقر الفيلق للإبلاغ عما يسمى تقدم هجوم الأمس، والذي بثته الإذاعة العراقية  بجدل كبير،في حال تعرضنا لضربة قوية وهزيمة مباغتة من مقاتلي الإسلام في هذا الهجوم. ومهما بحث المصورون، لم يجدوا أدلة على الخبر الذي أعلنه القائد العام للقوات المسلحة. من المثير للاهتمام،أنه أراد عدد من قادتنا تولي قيادة هذا الفريق الإخباري. حيث أُمروا بالتصوير من مسافة ليست قريبة جداً لمركباتنا المدرعة التي أحرقها مقاتلوكم ودمروها بالكامل، حتى لا يتضح في الصورة أن آلات الحرب تتعلق بالعراق نفسه. بدأ المصورون العمل وحذر القادة باستمرار من تصوير المعدات المحترقة والمدمرة بالكامل حتى لا يتضح ما إذا كان الفيلم مزيفاً.

واتضح من المشاهد أن التصوير استند إلى خطة سابقة. لم يكتفوا بصنع هذا القدر من الأفلام فحسب،بل قدموا خطة لقادة الكتائب لكي يكونوا بحالة هجومية.ووفقاً لهذه الخطة، تم تجهيز وإعداد مجموعة من الجنود ذوي البنية الجيدة بجميع المعدات وأمروهم بالحركة الهجومية والقتالية. كانت المشاهد في بعض الأحيان سخيفة لدرجة أن حتى الجنود كانوا يضحكون. أخذ المصورون هذا المشهد وغادروا المكان.

وعندما رأيت هذه المشاهد، كان أول ما يخطر ببالي هو فقر وقمع الشعب العراقي المسلم، ثم لؤم صدام ووقاحته.بهذه الدعاية الكاذبة نجح صدام حسين في إقناع الناس بأن جيشه وحرب القادسية على وشك الانتصار. كان يأخذ فدية من دول المنطقة ويخبرهم أنه دخل هذه الحرب نيابة عنهم. إنهم يوفرون بلا وجل الاحتياجات العسكرية وغير العسكرية لقادسية صدام حسين. ومن المؤسف أن حكام ما يسمى بالدول الإسلامية يرقصون بأداة الغطرسة العالمية وولادة الصهيونية غير الشرعية، وهم متواطئون مع صدام حسين في جرائمه البشعة. لدي تحليل للوضع والغرض من وراء قادسية صدام حسين، ومعظم ما قلته هو جزء من هذا التحليل. أود أن أقدم لكم شرحاً موجزاً عما يدور في خلد هؤلاء.

كما تعلم جيداً،أن الصهيونية راسخة بشكل رهيب في العالم. ومعظم حكام وسلاطين العالم تحت تصرف الصهيونية ولا يشربون حتى الماء بدون إذنهم.

الهدف الأول للصهيونية هو القضاء على الإسلام. لتحقيق هذا الهدف، لا يترددون في أي جريمة . لهذا الغرض، تستخدم قواها الخاصة مباشرة والقوى الثانوية، التي تكون قوتها في بعض الأحيان أكبر من القوة الرئيسية، وهي الصهيونية نفسها. العراق هو أحد هذه القوات الفرعية التي انجرفت إلى الحرب مع دول الجوار ولديها مهمة لمنع انتشار الإسلام في المنطقة بشكل جدي. مما لا يخفي عليكم،أن العدو الرئيسي للصهيونية هو الإسلام وإيران الإسلامية. إن احتمال قيام خادم آخر لأمريكا والصهيونية بعد صدام بهجوم عسكري على بلدك ليس ضعيفاً،هل تعرف لماذا؟ لدي سبب.وعندما لا تعلن القنوات الإخبارية العالمية ولو عن انتصار واحد من انتصارات مقاتليكم، لكنها بدلاً من ذلك تنشر الأخبار الكاذبة عن القائد العام للقوات المسلحة العراقية إلى العالم بأبهة عظيمة، فهذا نوع من الحرب النفسية. أنهم يخوضون معكم أي مع الإسلام هذه الحروب النفسية. في رأيي الحرب النفسية مقدمة للحرب العسكرية.مصانع الذخيرة الضخمة آخذة في التوسع لمثل هذه البرامج. اسمحوا لي أن أكون واضححاً للغاية: إن أفكار العالم وطريقة تفكيرهم واتخاذ قراراتهم كلها تنبع من الصحافة ووسائل الإعلام الجماهيرية للصهيونية والإمبريالية.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 1168



http://oral-history.ir/?page=post&id=10821