أسرار الحرب المفروضة حسب رواية الأسرى العراقيين -3

مرتضي سرهنكي
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2022-08-05


كنت قائد سرية الدبابات في منطقة العمليات، وكان لموقعنا الحساس للغاية تأثير كبير على مصير الحرب،وهذه الأهمية العسكرية جعلت الضباط يركزون ويغطون المنطقة بالكامل بقيادتهم حتى لا يكون هناك أدنى خرق لاختراق قواتنا. كانت هذه المنطقة معبر الرقابية. أتت جهودنا في هذا المجال تؤتي ثمارها. تمكنا من حشد القوات وترتيبها والسيطرة على المنطقة. كما قمنا أيضاً بزرع الألغام لمسافات طويلة. وتم تركيب الأسلاك الشائكة. هذه، بالإضافة إلى التحصينات القوية التي تم بناؤها في المنطقة، مما جعلتنا نشعر بالأمان التام. كنا على يقين من أنه إذا أرادت قواتكم اختراق مواقعنا، فستحتاج إلى خطة وعمليات معقدة ومحسوبة للغاية وسيتعين عليها تكبد خسائر فادحة.في رأينا، احتمالية النجاح كانت ضئيلة جداً، والاستيلاء على معبر الرقابية سيكون مكلفاً للغاية بالنسبة لكم.

تم تنفيذ عمليات النقل العسكرية بسهولة وأمان، وتغيرت معنويات الأفراد لأنهم كانوا آمنين.كانت الذخيرة موجودة في مكان آمن، وهذا بحد ذاته شجعنا كثيراً.كل هذا الذي قلته لكم يؤكد انتصارنا، ووفقاً للحسابات، فإن قواتكم لم تكن قادرة حتى على الوقوف ضدنا لأكثر من بضع ساعات وفي نفس الوقت علمنا أن لديكم هجوماً في المستقبل. تم تلقي أمر من القادة الأعلى لأخذ زمام المبادرة والبدء في العمل قبل هجومكم حتى يظل هجومكم عقيماً.

وفي تمام الساعة الثانية عشرة ليلاً من يوم 17/3/1982 صدر أمر القيادة العامة بشن هجوم شديد وواسع النطاق.

كان الهدف من هذا الهجوم هو صد وتدمير قواتكم على الجانب الآخر من نهر الكرخة في منطقة الشوش، والسيطرة الكاملة من قبل قواتنا على الضفة الغربية لهذا النهر، بالإضافة إلى تدمير الجسور العائمة التي نصبتها قواتكم وقطعت أي مساعدة عسكرية تتم عبر مدينة بُستان.ثم بعد الانتصار، ستقام تحصينات قوية على ضفاف النهر لقمع قواتكم وإجبارها على التراجع إلى الجانب الآخر من النهر حسب الخطة.

كانت جميع قواتنا في حالة تأهب قصوى.فُتحت الطرق في حقول الألغام لمرور القوات الداخلية. وفي ليلة 19/3/1982 أو 20/3/1982 - لا أتذكر جيداً- بدأت وحدات جيشنا هجومها المكثف والثقيل.في هذا الهجوم كنت مسؤولاً عن الدبابات في الموقف الذي يثير قلقنا. مرت اللحظات الأولى بشكل جيد، لكن الوضع تغير تدريجياً.

كانت وحدة  الدبابات الخاصة بي تتحرك أمام وحدتين أخريين من الدبابات على جانبي وحدتي.كان إسم قائد سرية الدبابات اليسرى النقيب..... لقد كان ضابطاً متمرساً كنت قد دربته.وأيضاً القائد على اليمين ضابطاً مقتدراً. لقد أصبح للتو قائد سرية الدبابات. كانت هاتان الوحدتان تتقدمان بالتوازي على جانبي وحدتي. وكان قائد الكتيبة هو العقيد الثاني ... الذي كانت تربطه علاقة شخصية بصدام حسين - ولا يزال في خدمته. كان هذا العقيد يعمل بجد في العملية.ويجب أن ينتصر بأي ثمن حتى يحصل على أوسمة وشارات التشجيع من قادة حزب البعث.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 1628



http://oral-history.ir/?page=post&id=10688