مهران، مدينة المرايا ـ 25

خسرو محسني
ترجمة: حسن حيدري

2022-04-21


بعد أن وصلنا إلى الخط  وضعنا أحد المقاتلين لمهام الدوشكا على أحد المرتفعات القريبة من العراقيين حيث كان يتمركز الجيش هناك. لكن بشق الأنفس. بسيارة ذهبنا نحو المرتفعات. كان الطريق منخفض الارتفاع وفي متناول العراقيين ولم تتمكن السيارة من العبور بسهولة. وبقدرة الله والثقة به وصلنا إلى تلك المرتفعات تحت وابل من الرصاص وقذائف الآر بي جي التي أطلقها العراقيون. جاءت قوات الجيش لاستقبالنا وعانقونا. تقدم قائدهم، وهو ملازم أول. ذهبنا إلى القمة معاً وحددنا موقع استقرار الدوشكا. علمت من وجوه أبناء الجيش أنهم سعداء للغاية بوجودنا. دعاني قائد الجيش إلى معقله وقام بواجب الضيافة. لأنّ الطريق كان في حالة اضطراب، لم يكن لديهم الكثير من الإمكانيات. عدت مع جنديين وحصلنا على بعض الإمدادات العسكرية والفواكه والكومبوت والأطعمة المعلبة والخبز الجاف، والتمر، والماء و ... وذهبنا إلى المرتفعات. كانت الزاوية السوداء للخيمة الليلية قد برزت للتو من حافة جدار السماء عندما وصلنا إلى الخط. قوات الجيش كانوا سعداء للغاية برؤيتنا مرة أخرى. طلب مني قائدهم قضاء الليلة معهم. كانت ليلة سعيدة وهانئة!

كانت الساعة التاسعة ليلاً عندما طلبت من الأفراد أن يأخذوا الدوشكا ويذهبوا إلى قمة التل. حالما سمعت قوات الجيش ذلك، لم يسمحوا للقوات الذين معي بفعل أي شيء. على الفور، استدعى قائدهم بضعة جنود ووضع هو نفسه الدوشكا علي كاهله، وأخذ جنوده بقية المعدات ورفعوها إلى ارتفاع، عدا عن ذلك، لم يسمحوا لقواتي بالقيام بالحراسة.

كان المكان الذي خططنا له لوضع الدوشكا عبارة عن صخرة كبيرة نسبياً لا بد من سحقها. قام القائد الشجاع والمخلص لتلك القوات بضرب الصخرة بمطرقة بحيث تتطاير قطع الصخور مثل شظايا القاذفات مع كل ضربة. بحلول الساعة الرابعة فجراً كنا نكسر الحجارة تحت قذائف الهاون والرصاص. لكن الحجر لم يتم سحقه بعد. توقفنا عن العمل ونزلنا من التل. صلينا ونمنا من التعب. في  الساعة 6 صباحاً جاء ضابط وأيقظنا من سباتنا وقال:

ـ لنصعد وننظر إلى الخندق.

ـ سألته:

ـ ماذا حدث هناك؟

ـ شاهدوا ماحدث بأعينكم.

بسرعة وصلنا إلى القمة. عندما شاهدنا الخندق، اندهشنا مما حدث. سقطت قذيفتا هاون من عيار 120 ملم على الصخرة مما أدى إلى تكسيرها وإعداد خندق جيد لنا. قائد الجيش الذي كان معي، انهمرت دموعه وأجهش بالبكاء.

ـ أليست هذه معجزة؟!

ودعت أبناء الجيش الطيبين – في تلك المرتفعات - وذهبت إلى محور آخر من الخط. على بعد أمتار قليلة من الخط، كان هناك تل صغير يتمركز فيه شباب وحدة الهاون التابعة للفرقة 60. كانوا يحرقون معاقل العدو. ذهبت إلى السيد إسماعيلي. طلب مساعدته في تجميع الشباب المحملين بقذائف الهاون لإشعال النار في الخط العراقي. قبلت وذهبت إلى الخط الأول، الذي كان على بعد حوالي مائة متر منا. تمركز الجيش على هذا الخط. دخلت داخل برج المراقبة. كانت المسافة بيننا وبين الخط العراقي حوالي 300 متر. بالكاميرا، رأيت خطوط العراقيين، حددت معاقلهم، وعن طريق اللاسلكي أعطيت أوامر بضرب معاقلهم بقذائف الهاون. من جانب، كان إسماعيلي يوجه أفرادنا بضرب خطوطهم ومن جانب آخر، أقمنا، باختصار، عرض ألعاب نارية كبيرة وحولنا الخط العراقي إلى أتون دخان ونار ولهب. لم يلتزم العراقيون الصمت، وكانوا يطلقون آر بي جي كل بضع دقائق.

حل الظلام عندما توقفنا عن العمل وعدنا إلى المخيم مع السيد إسماعيلي. في الصباح، عندما عدنا إلى نفس الخط، علمنا أنّ العراقيين قد انسحبوا، وخلفوا 10 قتلى، وبعدها تمركزت قواتنا هناك.

يُتبع...

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2189



http://oral-history.ir/?page=post&id=10503