الاجتماع الافتراضي الرابع لتاريخ إيران الشفوي

تاريخ إيران الشفوي ما وراء الحدود ـ 1

إعداد: سبيدة خلوصيان
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2022-04-21


في الجلسة الرابعة من سلسلة جلسات التاريخ الشفوي في إيران، والتي عقدت يوم السبت الموافق 1 ديسمبر 2022م، ناقش الدكتور أبو الفضل حسن آبادي والدكتور مرتضى رسولي بور والدكتور أبو الحسني أوراقا تخصّ الموضوع وقد قدّمت المحاضرات السيدة زهراء صفاعُقد اللقاء في غرفة عبر تطبيق  "كلاب هوس".

بدات مقدمة البرنامج قائلة: موضوع هذا اللقاء هو التاريخ الشفوي لإيران ما وراء الحدود، والذي سيناقشه الأساتذة والضيوف. بعد سلسلة اللقاءات التي بدأها الدكتور منفرد برئاسة الدكتور حسن آبادي، بدأ مسار التاريخ الشفوي في إيران، والآن في هذا الاجتماع سنركز على الأنشطة التي جرت في مجال التاريخ الشفوي لإيران في الخارج .

بعد ذلك، طلبت مديرة الجلسة من الدكتور أبو الفضل حسن آبادي بدء المناقشة.

حسن آبادي: في مجال التاريخ الشفوي في البلاد، وكما قلنا من قبل، أدى الحديث عن تشكيل الثورة الإسلامية وخروج الإيرانيين من البلاد إلى ولادة التأريخ، أو بالأحرى شكل من أشكال التاريخ تحت عنوان التاريخ الشفوي الإيراني. تم إنشاء العديد من المراكز الرئيسية في نفس الوقت، ولكن نفس المراكز، خاصة تلك التي تم إنشاؤها في الستينيات، كانت لا تزال تتمتع بالوظيفة الأكثر أهمية. كان المشروع الأول هو مشروع السيد لاجوردي، والذي يعرفه جميع المؤرخين الشفويين تقريباً ومَن يعملون في مجال التاريخ المعاصر. في هذا المشروع، أجريت 134 مقابلة ونشرت نتائجها في 16 مجلداً. يحتوي مشروع لاجوردي أيضاً على أكثر المقابلات التي يمكن الوصول إليها في التاريخ الشفوي، والتي تم نشرها ككتاب على الموقع. كانت معظم موضوعات المشروع تتعلق بالرجال المهمين في حقبة البهلوية الثانية. كما يعد هذا أغلى مشروع استغرق حوالي 14 عاماً.

المشروع الثاني أنتجته مؤسسة الدراسات الإيرانية التي تشكلت عام 1981 بالتزامن مع مشروع لاجوردي. ويمكن القول أنه كان المشروع الأول مشروعاً شخصيًا، فقد تم تشكيل هذا المشروع كأساس بمساعدة الأسرة البهلوية وشارك فيه العديد من الأشخاص، مثل السيدة أفخمي، أول وزيرة قبل الثورة وكانت مسؤولة و المديرة التنفيذية وأجرت العديد من المقابلات بنفسها. تم تشكيل هذا المشروع بترتيب ومنطق معين؛ نظراً لأنها كانت مجموعة فرعية من التاريخ الشفوي لجامعة كولومبيا، فقد تم تدريب أعضاء المركز وشكلوا بنية مقننة كأساس. تم إجراء العديد من المقابلات التي خلالها أنجزت 176 مقابلة على الموقع، بالإضافة إلى مجلة إيراننامه الفصلية، وتم أيضاً نشر عدد من كتبهم وإتاحتها في إيران. كان أهم أعمالهم هو التاريخ الشفوي لتطور إيران في فترة بهلوي.عمل معظمهم أيضاً على التاريخ الاقتصادي والاجتماعي الشفهي.

المشروع التالي هو التاريخ الشفوي لليسار، والذي عمل عليه السيد حميد أحمدي. تم إطلاق هذا المشروع في أواخر يناير 1981 واستمر حوالي 14 أو 15 عاماً. يمكن القول إنّ أقوى مجال للتاريخ الشفوي لإيران في الخارج من حيث التأريخ وترتيب هو هذا المشروع لأنه ملحق من التاريخ الشفوي اليساري حيث نرى بعض المجالات التي نجحت على الأقل في الثلاثين عاماً الماضية. أجرى السيد أحمدي العديد من المقابلات الصوتية والمرئية. لقد أجرى مقابلات مع 115 شخصاً، أي حوالي 1100 ساعة. هذه المقابلات متاحة أيضاً وتوجد مصادرها في جامعة كولومبيا وجامعة هارفارد. بالإضافة إلى ذلك  لدينا عمل السيد شوكت في الولايات المتحدة الأمريكية والتاريخ الشفوي لليسار الذي كتبه السيد تورج أتابكي في أمستردام، وهما في مجال التاريخ الشفوي لليسار الإيراني.

بالإضافة إلى ذلك، تم إجراء مشروع موجز بعنوان "التاريخ الشفهي للعلاقات السياسية الإيرانية الأمريكية"  كانت هذه هي الأكثر أهمية. قامت السيدة هما سرشار بعمل جيد للغاية بشأن اليهود الإيرانيين في التاريخ الشفوي للكليميين في إيران. على الرغم من أنّ هذه المشاريع لا تزال جارية، فقد حان الوقت بالفعل لاستخدام هذه المشاريع. كما كان أكبر مشروع للتاريخ الشفوي في داخل البلاد، هو التاريخ الشفوي للسيد دهباشي، والذي أصبح شائعاً للغاية وتم التحدث عنه فيما سبق. لقد ناقش السيد دهباشي الكثير في هذا المشروع كتاريخ شفوي معاصر. ووفقاً لما قاله، فقد تابع المشروع لمدة 14-13 عاماً وكانت توقعاته الأولية هي مقابلة 211 شخصاً، تمكن في النهاية من مقابلة 58 شخصاً في الخارج. تم نشر 4 مجلدات فقط من الكتب من خلال المقابلات. ونُشرت في هذا العمل مذكرات علي خاني وداريوش همايون وسيد حسين نصر وآذر برزين وتم إيقاف ثلاثة مجلدات خلال مرحلة النشر ولم يتم نشرها. كانت كلها أعمالاً جيدة أيضا. مثل المقابلات مع السيد بديع، واعتماد، وفرهنك مهر وغيرهم من الرواة الذين ما زالوا باقين. المصادر، وكما قال، متوفرة بالإضافة إلى مصادر مقابلات أخرى.

إذا أردنا تلخيص العموميات، سنتحدث الليلة عن بعض المحاور الأساسية. أولاً، كانت معظم الروايات الشفوية، سواء في الداخل أو في الخارج، ترعى بسبب تكلفتها. حصل كل من السيد لاجوردي على دعم جامعة هارفارد والعديد من المؤسسات، والسيد أحمدي. كما يوجد دعم شخصي وحكومي للمشاريع داخل الدولة. النقطة الثانية هي أنّ الباحثين من التقسيم الجامعي قد عملوا بشكل جيد للغاية ولديهم علاقة جيدة جداً مع الجامعات. بالطبع، لم يكن هذا هو الحال داخل البلاد. حيث تم تنفيذ مشروع مؤسسة دراسات إيران في الخارج تحت رعاية جامعة كاليفورنيا وتم تدريب أعضائها. النقطة الثالثة هي أنه نظراً لتولي الجامعات والمحفوظات العامة مسؤولية هذه المشاريع، فإنّ مواردها متاحة لحسن الحظ. الآن، وعلى الرغم من أنه أقل استخداماً، إلا أنه مفيد جداً، بغض النظر عن كيفية القيام به في الخارج أو داخل البلاد.

لدينا العديد من المناقشات الرئيسية: الأول هو علم التأريخ، والذي تمت مناقشته كثيراً، خاصة حول مشروع السيد لاجوردي؛ شكك البعض في ذلك، ورفضه البعض، وكان لدينا أيضاً محور نقاش: هل يمكن أن نتعبرها تاريخية أم لا؟ النقطة الثانية هي الغرض من التأريخ ويجب توضيح هذه الأمور بشكل أكبر حول منزلته ونقاط قوته وضعفه، والنقطة الثالثة هي أهمية هذه المصادر في مجال التاريخ الشفوي والتاريخ المعاصر، مما يسمح للباحثين بشرح المزيد عنها لإستخدامها أكثر.

ثم قدمت مقدمة البرنامج الدكتور مرتضى رسولي بور؛ وقالت: إنه أستاذ جامعي ويتعاون مع موسوعة العالم الإسلامي وموسوعة إيران. كما أنه عضو في هيئة التدريس في مؤتمرات التاريخ الشفوي الإيراني وعقد 11 لقاء علمياً متخصصاً في موضوع مراجعة الصحافة الإيرانية. كتب عدة كتب وبصدد كتب أخر أيضاً. كتب مثل "قصص غير مروية من مصدق" وكتاب "نظرة من الداخل" الذي يتناول المذكرات السياسية للدكتور جواد صدر. سعادة الدكتور هو أيضاً عضو في اللجنة العلمية لقسم الأبحاث في التلفزيون، وكعضو في هيئة تحرير المجلة الربعية المتخصصة  في التاريخ الإيراني المعاصر، أجرى مقابلات مع 420 مسؤولاً ووزيراً وأعضاء سابقين في الجمعية الوطنية، المحافظين ورجال البلاط.

رسولي بور: ذكر السيد حسن آبادي أنّ المشروع الذي يتابعه السيد لاجوردي شخصي ولا أعتقد ذلك. كان هذا المشروع أيضاً تحت رعاية جامعة هارفارد ولم يكن له جانب شخصي. لم يقم السيد لاجوردي بنفسه بإجراء هذه المقابلات بمفرده، ولكن في المقابلات قام السيد ضياء صادقي وأحمد أحرار أيضاً بالمساعدة في نشرها. لقد عملت في الغالب على محتوى هذه المحادثات وانتقدت أحياناً هذه المحادثات المنشورة. بينما شعرت في المؤتمرات في إيران أنّ بعض الناس قد يشككون في عمومية هذه الأشياء، أعتقد أنّ كل هذه الأشياء أكثر إيجابية. في رأيي، هذه هي الخدمات التي تم تنفيذها وكانت مفيدة للغاية. ربما كنا نتوقع الكثير أيضاً. ومع ذلك، في البداية، أخذ الأشخاص زمام المبادرة وعملوا بجد. إذا لم يتم تلبية ما نتوقعه، فإنّ نفس العمل هذا جيد جداً بالنظر إلى الموضوعات التي تحدثوا عنها وكان لها وزن اجتماعي وسياسي. وهذا يعني أنّ الحوار مع الشخصيات السياسية والعسكرية، وخاصة من كانوا في البلاط ولديهم علاقات مع الشاه، هو أمر مهم للغاية، ولكن من وجهة نظر فنية ومضمونية، قد تكون لدينا الكثير من الملاحظات. خاصة السيد لاجوردي نفسه ومعرفته بتاريخ إيران بناءً على ما رأيناه ونراه، وخاصة في المحادثات الأولى مع الأشخاص الذين كانوا في السابق رؤساء للوزارة، مثل المحادثات مع الدكتور أميني والسيد شريف إمامي، تم تنفيذها بشكل سيئ للغاية.

النقطة التالية التي يمكن تعميمها على المراكز الأخرى في هذه الأعمال، كما ذكر السيد حسن آبادي، هي أنهم لم يولوا الكثير من الاهتمام لتجميع وترتيب الحوارات. بمعنى آخر، ترى الكثير من الالتباس في هذا النقاش حول صحة أقوالهم، والتي يجب نشرها في الحوار. كان عمر بعض من تمت مقابلتهم أكثر من 80 عاماً، وكان التداخل في أقوال كل منهم كثيراً. أي أننا نرى أنه في حوالي 40 صفحة من المقابلة، هو تكرار للجلسة السابقة التي تحدث نفس الرجل عن نفس المحتوى ولم يكن المحاور قادراً على توجيه المحادثة في الاتجاه الصحيح.

عيب المحتوى التالي هو أنّ السادة والأشخاص الذين عملوا كان أداؤهم سيئاً للغاية في التعبير. في بعض الأحيان، كانت بعض الأمور تحتاج إلى شرح. على أي حال، إذا كنت سألخص كل هذا، أعتقد أنه وفقاً للسؤال الذي طرحه السيد حسن آبادي، قال،" هل يمكن أن نتعبرها تاريخية أم لا؟ " على أي حال، في رأيي، يمكن أن تكون مجموعة منهم مفيدة للباحثين في التاريخ الإيراني المعاصر.

لا أستطيع التعليق على أهداف العمل المنجز. أعتقد أنه لأي غرض تم إجراء المقابلات، يمكننا استخدامها، وأهمية هذه الموارد في التاريخ الشفوي ليست قليلة. ولكن على الرغم من أنها مهمة للغاية، لم يتم أخذ الكثير من العمل على محمل الجد ولا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به داخل البلد. يجب النظر بمزيد من المرونة إلى هذا الانقسام الذي نشأ داخل البلاد وخارجها ولا يقدّر مجموعة العمل الذي يتم القيام به في الخارج. لا توجد علاقة على الإطلاق بين المراكز الوثائقية والبحثية في التاريخ الإيراني المعاصر. لأنّ العاملين في التاريخ الشفوي في المراكز البحثية يعملون تحت إشراف المراكز الحكومية والمؤسسات الثورية، لم يسمحوا لأنفسهم بالتواصل مع هؤلاء الأشخاص. لا علاقة بين المراكز التي تعمل داخل إيران وما يحدث في الخارج وهذه مشكلة كبيرة جداً. كما أنهم يعتبرون العمل المنجز داخل البلاد على أنهم عملاء لحكومة الجمهورية الإسلامية ويشعرون أنّ المقابلات أجريت وكتبت مع أهداف محددة للجمهورية الإسلامية، والتي في رأيي هذه القضية ليست مهمة للغاية. علينا أن نرى المحتوى والنص. عندما يأتي المحتوى من كلمات شخص ما، يجب نقده بشكل مستقل.

تلى ذلك تقديم الدكتور أبو الحسني وقالت المقدمة: حاصل على شهادة الدكتوراه في تاريخ إيران الإسلامي من جامعة أصفهان وهو مدرس جامعي. قام بالكثير من الأنشطة والأبحاث في مجال التاريخ الشفوي،  من بينها مقالات عن التاريخ الشفوي وحقوق المواطنة، ومقالات أخرى تبحث في جوانب من التاريخ الشفوي.

الدكتور أبو الحسني: قبل بضع سنوات، تحدثنا عن هذا الموضوع مع الأصدقاء في المكتبة الوطنية ومنظمة الوثائق. هناك، قلت إنه كان عليّ تقديم هذه المشاريع واستخراج التفاصيل منها حتى عام 2011 بسبب تجميع أطروحة الدكتوراه الخاصة بي. قدمت أيضاً أمثلة على التصاميم التي تم نشرها والتحليل الهيكلي والعلمي والمحتوى. في تلك الخطة التي قالها الدكتور حسن آبادي، هناك نقاط سأقولها، وسأذكر 4 أمثلة على الأقل للخطط التي قمت بدراستها، والأضرار التي لحقت بها، ومزايا وعيوب تلك الأعمال التي نشرت.

في التاريخ الشفوي للإيرانيين في مؤسسة دراسات هارفارد، كانت النقطة الأولى التي أثارها الراحل لاجوردي نفسه هي أنّ قائمة 350 شخصاً، تمت مقابلة حوالي 140 منهم، ركزت على القضايا السياسية. قالوا إنّ لدينا موارد مالية محدودة ولا يمكننا معالجة قضايا أخرى، وأعتقد أنها خسارة كبيرة. وذلك لأنّ الشخصيات التي تم اختيارهم كرواة المشروع كانت لها جوانب مختلفة وشخصيات متعددة الأبعاد، وفي الواقع، بدأت فرصة التضييع من هنا. أي أنهم اقتصروا على القضايا السياسية. الشيء التالي في هارفارد هو أنه بينما نرى مجموعة متنوعة من الرواة، فإنّ جميع أعمال هارفارد، التي تتوفر الآن نصوص المقابلات والملفات الصوتية لها، تتمحور حول الشخص. أي أنّ السيد لاجوردي أو ضياء صدقي وشاهرخ مسكوب وآخرين ممن شاركوا في هذا المشروع لم يكلفوا أنفسهم عناء تصميم شكل المقابلات والبحوث، بل واستخراج وإخضاع القضايا الأساسية في مجال التاريخ السياسي والمضي قدمًا في الموضوع الموجه.

إذن تلك السمة الأولى وهي الضرر الأول لهذه الخطة، يليه الضرر الثاني. وهذا يعني أنّ كل شيء يتمحور حول الشخص، وللأسف، على الرغم من خلفية السيد لاجوردي في كلية الإدارة، والتي أنشأها بمساعدة كلية هارفارد للأعمال في إيران، حتى في مناقشة استخراج المعلومات حول حياتهم الخاصة، نشأتهم وخلفيتهم الاجتماعية. ما مروا به والعملية التي مروا بها للوصول إلى هذه النقطة كانت غير ناجحة ولم تستوف حتى الخصائص التي وضعناها للمقابلات التي تركز على الشخص والمعايير التي وضعناها لهم على أي حال. سوف يأخذون فقط شرحاً موجزاً ​​لحياة الراوي ثم يبدأون في طرح الأسئلة والعناوين والعناوين الفرعية التي من شأنها أن تشمل السرد.

ما تم تحريره والنماذج المنشورة في إيران له مثالان في التجميع والتحرير. استند أحدهما إلى اجتماعات، مثل مذكرات عبد المجيد مجيدي، والآخر على مواضيع أخري، مثل مذكرات مظفر بقائي. كل هذه المقابلات متاحة الآن، والسمة المميزة للتصاميم الأجنبية عن التصميمات المحلية، والتي تعد نوعاً من المزايا، هي مسألة أرشفتها. لقد فاجأني أنه في السنوات العشر التي كنت أعمل فيها على هذا النقاش، تم توفير كل هذا الأرشيف للجميع على الشبكة العالمية، وتم رفع القيود التي تم ذكرها أحياناً، والآن يمكن للجميع الوصول إليها.

على سبيل المثال، ربما سمعتم أنه منذ فترة قليلة تم إصدار ملف صوتي من جزء من مقابلة مع محسن مبصر، قائد الشرطة في الفترة البهلوية الثانية. في الجزء الذي يتحدث فيه عن نواب صفوي وفترة أسره وادعاءات هذا الراوي عنه، واجهت نفسي العديد من الأسئلة. هل هذا الملف الصوتي له مصداقية أم لا؟ هل هذا صحيح؟ هل يتعلق الأمر بهذا الشخص الذي كان رئيساً للشرطة الإيرانية في ثلاثينيات القرن الثالث عشر أم لا؟ استندت هذه الموضوعات إلى الملفات الصوتية المطابقة للنص، وكانت هذه ميزة إضافية. ومع ذلك، فإنّ مساوئها، بما في ذلك مناقشة تقصي الحقائق التي لم يكن لدى القائم بإجراء المقابلة في وقت المقابلة أو في وقت الصياغة، يجب مراجعتها وإثباتها ودراستها بشكل مستعرض من قبل الباحثين في كل فترة.

أعتقد أنّ إحدى مزايا وعيوب خطة هارفارد هي أنّ جزءاً منها يصف الفضاء العام الذي يحكم السياسة الداخلية لإيران، والبلاط، ومحمد رضا بهلوي نفسه. تعطي هذه المجموعة صورة لرجال العصر البهلوي وتوضح الحقائق من داخل اللجان الحكومية للحكومة البهلوية الثانية في مناقشة الإتحاد، والطلاب الإيرانيين في الخارج في أوروبا، وتكوين الاتحاد، وما إلى ذلك. بناءً على الأمثلة التي تناولتها، رغم أنهم يقولون إنه تم النظر في التاريخ السياسي، إلا أنّ الخطط الاقتصادية للحكومة في الثلاثينيات لا تزال تناقش في بعض الأقسام، وفي هذا القسم يتحدث إلى التكنوقراط، والروايات. وفي بعض الأماكن، تحليلات منطقية وعلمية. كما يقدم أو، على سبيل المثال، حول المقابلة التي أجراها مع الدكتور مهدي حائري يزدي، ومناقشة الحوزة وعلاقة العلماء برضا خان ومناقشة النخب الدينية وموقف قم إلى حد ما.

لكن الخطة فيها مشاكل وهفوات أيضاً، أولها وأهمها تركيزها على الفرد، مما يمنعها من معالجة القضايا الرئيسية. لأنه، مثل بقية الخطط التي نأخذها من كبار السن ونبدأ بأشخاص أكثر خبرة، فإنّ المشكلة الرئيسية التي نراها في رواياتهم هي مناقشة نسيان الأحداث وحتى نسيان الأسماء التي غالباً ما تظهر في هذا العمل. النقطة المهمة هي أنه حتى بعد التجميع والكتابة، لم يحاولوا سد هذه الفجوة. النقطة التي أثارها السيد رسولي بور في مناقشة التعبير هي أنّ جزءاً منه هو عند الحاجة إلى كلمة أو اسم أو مصطلح أو اسم مكان أو إعلان أو فهرس، يجب ذكرها في النص أو في الهامش، والتي لم يتم حتى القيام بها.

حول مثال واحد من مقابلة عبد المجيد مجيدي، تحدث إليه العديد من الأشخاص الذين تمت مقابلتهم، وكان نوع وجنس وطريقة طرح الأسئلة مختلفة. لذلك لم يستخدموا طريقة واحدة ولم يستخدموا حتى طريقة واحدة في التحرير. أي أنه لم تتم ملاحظة مناقشة التفسيرات الإضافية والهوامش، وتم استخدام لغة الكلام واستخدام لغة الكتابة، وما نسميه الترتيب الزمني والتسلسل الزمني التاريخي لم يتم مراعاته في هذه الخطة على الإطلاق، ولم يكن له أي منهما ترتيب منطقي ولا تاريخي.

عند مناقشة وقت المقابلة وجلساتها، التي رأيتها في مذكرات علي أميني، صحيح أنّ مقابلاتنا، بالإضافة إلى كونها منظمة، هي مقابلة مفتوحة وأسئلة منفصلة لشبكة المقابلات الشخصية عن التنظيم، لكن إعداد الموازنة لوقت المقابلة وجلساتها هي واحدة من القضايا التي يجب مراعاتها، لكننا لا نرى ذلك في حالة مذكرات علي أميني، ولم يتم توثيق الروايات. ومن الأمثلة الخاصة على ذلك مذكرات الدكتور مهدي حائري يزدي، التي لم يتم فيها استخدام أي مصادر تكميلية، وبشكل عام، سواء كان الراحل لاجوردي أو شاهرخ مسكوب أو ضياء صدقي، له دور قيادي في المقابلة أكثر من كونه محاوراً نشطاً. أصبحت معظم المقابلات نوعاً من الحديث الذاتي والمونولوج، وقد أدى جهل القائم بإجراء المقابلة، والذي يكون أحياناً عن بديهيات التاريخ الإيراني المعاصر وليس لديه معرفة نسبية به، إلى أسئلة قصيرة وسطحية بدلاً من طرحها كأسئلة رئيسية وصعبة وتكفي الإجابات العامة. ولهذا السبب، فإنّ العديد من الحقائق والقضايا المتعلقة بالتاريخ المعاصر لإيران والسياسات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية ولكن لم تتم معالجتها أو تمريرها بسرعة كبيرة ولم يتم استخلاص أقصى قدر من المعلومات التي في أذهاننا.

في بعض الأماكن، على سبيل المثال في المقابلة مع مظفر بقائي، من الواضح أنّ لدينا قضايا موضوعية. الحجة أنّ أي شخص أمام المحاور لا ينبغي أن يكون المحاور الخاضع والمهزوم للراوي، لكننا نرى أن هذا حدث في مذكرات مظفر بقائي وبدأ الراوي يتكلم ويروي التاريخ كما يشاء. لم يتم الطعن في العديد من ادعاءات الراوي، ولم يتم ذكر أي هامش أو نقطة احتجاج في وقت كتابة هذا التقرير. لدينا أيضاً تناقضات في عمل حائري يزدي أو عبدالمجيد مجيدي، وفي بعض الأماكن على سبيل المثال في المقابلة مع حائري يزدي، مسار المقابلة بأكمله منحرف ويبحث عن قضايا أخرى، ويريد القائم بإجراء المقابلة إظهار جهله، أو الأمية حول الاجتهاد، ويتابع ببطء الأمور المتعلقة بالاجتهاد التي لا علاقة لها بالمقابلات وما إلى ذلك. هناك نقاط أخرى لن أتطرق إليها الآن.

 

يُتبع...

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2606



http://oral-history.ir/?page=post&id=10502