مهران مدينة المرايا ـ 14

خسرو محسني
ترجمة: حسين حيدري

2022-01-27


بعد ساعة من الحديث عن العملية، تقرر أن تعود الكتيبة 417 للراحة وتحافظ وحدتنا علي الساتر. في الساعة التي كان فيها قادة الفرق هناك قصفتنا الطائرات العراقية 20 مرة. كانت الكتيبة 417 مستعدة للتراجع. توجه قائد الفرقة وقادة اللواء الآخرون إلى القاعدة الصاروخية وسلموا الساتر لنا.

قصفت الطائرات العراقية بانتظام الفاو وبساتين النخيل. حاولوا قصف ساترنا، لكن في كل مرة  بشجاعة مقاتلي الدوشكا لم تسمح لهم بذلك، واضطروا أن تقصف قنابلهم علي الأراضي المحيطة بالساتر! جلست أيضاً خلف المدافع المضادة للطائرات وأطلقت النار عليهم فور وصول الطائرات. كانت الساعة العاشرة صباحاً عندما سمعنا فجأة هدير 12 طائرة في جميع أنحاء السماء. هاجمت أربعة منهم ساترنا وسقط أحدهم على المدفع المضاد للطائرات وأطلق صاروخاً. وبفضل الله، مر الصاروخ فوق المضاد الجوي وسقط في المستنقع خلف الساتر. ومع النيران الكثيفة للدفاعات الجوية حول الفاو تحطمت ثلاث طائرات وهرب البقية خوفاً. ونزل طيارو الطائرات المنهارة بمظلات.

لم تتمكن الخدمات اللوجستية للفيلق بعد من جلب من السيارات إلى هذا الجانب من النهر. فقط عدد قليل من سيارات الإسعاف وعدد قليل من سيارات تويوتا كانت تتحرك في اتجاه قاعدة الصواريخ، حيث تنقل الذخيرة والمصابين.

وحدتنا لم تحصل على سيارة بعد. لم تعطنا الطائرات لحظة لإرسال الشباب لالتقاط الذخيرة عبر أروند. تم جلب ما يكفي من الذخيرة إلى هذا الجانب من النهر عن طريق القوارب. كانت مشكلتنا هي المسافة إلى أروند، والتي كانت على بعد حوالي 2 كيلومتر. بدون وجود سيارة، كان حمل الذخيرة عملاً شاقاً. أطلقنا النار على الطائرات منذ الصباح. كانت ذخيرتنا تنفد. اتصلت بقائد اللواء وطلبت ذخيرة. قالوا سوف نرسلها لكم. كانت حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر عندما وصلت السيارة اللوجستية المباركة إلى الصف. أحضروا لنا الطعام والماء والفاكهة. كان الطعام عبارة عن دجاج وأرز، وكانت الفاكهة من البرتقال، وأرسلت بعض الشباب بالسيارة وطلبت منهم ملؤها بالذخيرة والعودة. بعد نصف ساعة، ارتاح بالي مع عودتهم. لقد مرت ساعة منذ تحليق الطائرات. كان صمت وهدوء المنطقة يدعوني للنوم. أشعر بالضيق والوحدة من عدم وصول الطائرات ثانية. جاءني "حاتم صفي نجاد" - أحد أبناء مدينتنا - والذي كان قائد إحدى الوحدات، ومعه طبقان من الدجاج وبعض الفواكه وقال:

ـ تعال لنأكل الغداء معاً.

ذهبت إلى قمة الساتر. جلسنا سوية وشغلنا الراديو الذي حصل عليه حاتم من ضمن الغنائم. بدأنا نأكل مع الإستماع إلي مسيرة العملية التي كان الراديو يبثها. لم نأكل جزءاً من الطعام بعد عندما لفتت انتباهي دورية بيضاء بخط أخضر.

يُتبع...

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 1872



http://oral-history.ir/?page=post&id=10344