ليالي الذكريات في نسختها الثامنة والعشرين بعد الثلاثمئة ـ 2

رواية بطولة قوات سلاح الجو

إعداد : موقع تاريخ إيران الشفوي
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2022-01-01


أقيم برنامج ليالي الذكريات في نسختها الثامنة والعشرين بعد الثلاثمئة في ليلة الخميس 23 من سبتمبر لعام 2021م قدّم البرنامج السيد داود صالحي إلي جانب مزار الشهداء المجهولين التابع لمركز الفنون. حيث قدّم كلّ من العميد الطيار جهانغير ابن يمين والعقيد الطيار علي أكبر زماني مذكراتهم.

في الجزء الثاني من برنامج ليالي الذكريات، قال المقدم: تحليل سلوك طيارينا في سلاح الجو أثناء الحرب لشخص مثلي يعمل في الثقافي  ولأننا علي مسافة من أجواء الشجاعة والبسالة التي قدمها هؤلاء الأبطال في الحرب، لم يسمحوا للعدو أن يتطاول علي وحدة واستقلال أراضينا تحت أي ظرف. كما يقال في الإصطلاح الرائج، إذا قصفونا مرة، قصفناهم أربع مرات. بالتأكيد سيكون مصدر فخر لي ولجمهور تلك الأحداث. على سبيل المثال، ووفققاً لما قاله الراوي، عندما يضرب العراق مصفاة نفط طهران، ينتقل على الفور إلى العراق للانتقام والرد عليهم.

ثم قرأ مقدم الأمسية قصيدة للعقيد الطيار محمد رضا ملكي ثم دعا العقيد الطيار علي أكبر زماني ليشاركه ذكرياته.

بدأ الراوي الثاني للبرنامج حديثه بشكر الأمير ابن يمين وقال: فيما يتعلق بالبعثات والقضايا التي كانت لدينا في الحرب، ما يجب أن نضعه في الاعتبار أنهم قالوا دائماً إنّ سلاح الجو لجمهورية إيران الإسلامية كان مظلوماً وسيظل مظلوماً. كان الأمير ابن يمين أستاذي، وكنت في خدمته في القاعدة الجوية السادسة عندما اندلعت الحرب. قاتلت القوات الجوية لجيش جمهورية إيران الإسلامية مع القوات البحرية العراقية والقوات الجوية والقوات البرية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب. تخيل في سطر واحد أنّ الدبابات العراقية كانت تتحرك 10 كيلومترات في اليوم باتجاه الأهواز. أطلقت القوات الجوية من طراز F-4 صواريخ مافريك [1]، وهي أغلى من الدبابات، على الدبابة لصد الدبابات العراقية. طائرات F-5 المقاتلة من القاعدة الرابعة تصرفت بنفس الطريقة لمنع العراقيين من التقدم داخل بلدنا. صباح الغد رأينا 140 دبابة عراقية محترقة. لكنهم تقدموا 10 كيلومترات إلي الأمام. عندما جاء العراقيون على بعد 12 ميلاً جنوب غرب الأهواز واستقروا خلف الكرخه، صدر أمر بإخلاء القاعدة الجوية الرابعة. لكن لم يقبل أي طيار بالتخلي عن الحرب.

وتابع الراوي: عزيزي السيد صالحي، كانت هناك أيضا إشارات إلى تحرير خرمشهر ومسألة مصفاة كركوك التي تم الرد عليها ضد مصفاة طهران. أحتاج أن أذكر هنا أمير الحرب العراقية الإيرانية العظيم، الأمير محمود اسكندري. كان لدينا عدد لا حصر له من هؤلاء البواسل في القوات الجوية لجيش جمهورية إيران الإسلامية. أطلب دائماً من أصدقائي الانتباه إلى الأسماء الموجودة في الطرق الرئيسية في طهران. كل هذه آثار للقادة الشجعان في هذا البلد، وكثير منهم كانوا طيارينا. كيف لا نتذكر الأمير محققي بطل الحرب العراقية الإيرانية وأحد شجعان القاعدة الجوية السادسة في الأيام الأولى للحرب وهو الآن يرقد  في وحدة العناية المركزة بمستشفي بعثت؟

ثم أشار الراوي إلى انقلاب نوجة وقال: لا أعتقد أنه كان من الممكن فعل ذلك على الإطلاق. عندما أثيرت قضية الثورة، كنت بحضور أساتذة سلاح الجو كملازم طيار في قاعدة بوشهر. اعتقدت أنه قد يكون من الممكن حدوث مثل هذا الشيء. لكن عندما حلقت لمدة 4000 ساعة في كتيبة F4 الجوية لمدة 14 عاماً، أدركت للتو أنّ قدرات هذه الطائرة لا تسمح لطائرة منتصف الليل بالإقلاع من القاعدة الثالثة في همدان والذهاب إلى البرز لتقصف مبني بشكل خاطأ. مثل هذا الشيء لم يكن ممكنا على الإطلاق. لكنهم اعتقدوا أنه مع هذه القضايا، يمكنهم إفراغ سلاح الجو من مجموعة من الطيارين الأقوياء والسيطرة على القوة الجوية. في بداية الحرب، وبفارق ساعتين فقط، قصف الأمير ابن يمين شعيبية البصرة مع ثلاث طائرات أخرى. في اليوم التالي، 140 طائرة - بالطبع، يقول الجميع 140 - لكن يمكنني إخباركم ووفقاً لوثائق خاصة، أنّ أكثر من 200 طائرة شاركت في عملية القوس 99 في الأول من أكتوبر.

وتابع زماني: كلما استمرت الحرب، زادت صعوبة مهماتنا وتضاءلت قوتنا. بدأنا الحرب بـ500 طائرة مقاتلة. ولكن كم عدد الطيارين لدينا؟ كنت ذات مرة قائد قاعدة بوشهر الجوية وكنت أقول، على الأقل في شوارع القاعدة، تسمية الطيارين الشهداء في القاعدة. أقسم أننا عندما كتبنا علامتين لكل شارع أصبح الرقم 168. أي استشهد 84 طياراً للقاعدة الجوية السادسة وحدها. كيف نقول أننا إذا أردنا إعلان بطل حرب خرمشهر وعملية القدس لا نتذكر الأمير محمود اسكندري؟ كنت بجانب هذا الأمير النبيل الذي أسقط ثلاث طائرات F-4 من شمال الكويت وقوات عراقية تمركزت شرق البصرة. قصفت طائرتي وطائرة الأمير اسكندري الجسر الذي بناه العراقيون لإيصال الخدمات اللوجستية لخرمشهر، وإذا كانوا سينسحبون، فسيستخدمون هذا الجسر، في 6 مايو 1982، تم تدمير الجسر وهيّأ لنا أن نأسر 19 ألف أسير في خرمشهر. قتل أكثر من 14 ألف شخص من الجانب العراقي في هذه الحرب. قضايا يعرفها الأحباء أكثر منا. لسوء الحظ، تم استبعاد أحبائنا من التنظيم وقُتلوا في حادث سيارة في كرج. لقد قمت بأكثر من 26 مهمة، بما في ذلك الهجوم على مصفاة كركوك رداً على المصافي في طهران والموصل وأربيل وتكريت ورميلة والحاريثة، و...إلخ.

ثم أشار الراوي إلى الهجوم على مصفاة كركوك وقال إنّ سلاح الجو قاتل بكل قوته. رحم الله الأمير بابائي، قال إنه عندما هاجم العراق مصفاة طهران كنت في قافلة القاعدة الأولى. رأيت الدخان المنبعث من مصفاة طهران. يقول إنهم قصفوا مصفاة طهران وعليكم أن تقصفوا مصفاة بغداد. وبالنظر إلى مخاطر إرسال طائرة في مهمة عسكرية، والتي بلغت نحو 2 في المائة، فقد طلب من المرحوم هاشمي رفسنجاني، رئيس مجلس الدفاع آنذاك، السماح لنا بقصف مصفاة كركوك. بعد ذلك، وافق بما طرح عليه، وأنا برفقة هذا الأمير العظيم، حلقت بطائرة من طراز F-4 الساعة الثالثة مساءً وقصفت مصفاة كركوك. وبُث النبأ عن العملية ليلاً في النشرة الإخبارية الوطنية لإذاعة وتلفزيون جمهورية إيران الإسلامية.

وروى الراوي ذكرى أخرى للأمير اسكندري وقال: طبعاً لم أتشرف بخدمته في مهمة H3 . الأمير اسكندري وأمير براتبور يطيران فوق سماء العراق بثماني طائرات. بالطبع، يجب ملاحظة أنّ البنزين يتم تعبئته في بحيرة أرومية وينتقل من جنوب تركيا إلى شمال العراق إلى سوريا، حيث يأخذون البنزين ويقصفون. حيث شارك الأمير اسكندري في مهمة H3. سمعت مراسل قناة بي بي سي يقول إنه في الطابق الثاني من الفندق شاهدت طائرة من طراز F-4 في الشارع باتجاه إيران بعد أن أسقطت قنابلها على مصفاة الدورة في بغداد وكان قائد تلك الطائرة الأمير اسكندري. بالطبع، كان جميع أساتذتي محترفين بسبب التدريب الذي تلقوه وتجربة الطيران التي تلقوها من قبل. في الوقت نفسه، وفي منطقة توجد فيها مضخة نفطية في الحدود السورية، كانت المهمة صعبة كان هناك حديث عن الأمير محمود اسكندري.

ثم شرح الراوي كيف رحل الراحل اسكندري في عام 2001 وقال: دعني أقول فقط إنّ القوة الجوية قاتلت بكل قوتها بكل ما في الكلمة من معنى وحققت ما تستحقه حقاً. إذا أردنا تقديم شخص في عملية القدس باعتباره الفاتح في حرب خرمشهر، فهو ليس سوى محمود اسكندري. الأمير محققي الحاضر معنا الآن، كان يشجع الطيارين ويبث فيهم روح المقاومة في القاعدة السادسة، قاعدة التفريغ، لا يوجد ضوء واحد  وكان الظلام دامس، كل الطيارين يجب أن يناموا في الملجأ، أخبرهم بمهمة. كانوا ينامون ويأكلون هناك، ويغادرون أيضاً للذهاب إلى الطائرة للقيام بمهمتهم. كنا ننام في الليل، كنا نرى العدد يتناقص. هذه أمور يصعب علينا قولها. آمل أن يدرك شبابنا الثمن الباهظ الذي دفعناه للمحافظة على كرامتنا وعزتنا في هذا الوطن. لن يرى سلاح الجو مثل هذا الجيل مرة أخرى. ندعو الله أن تكون لدينا قوة جوية قوية من جديد، لأنه كما قلت في بداية الحرب وقف سلاح الجو أمام القوات الجوية والبرية العراقية، وكلما كان لدينا قوة جوية قوية نتوقع الدفاع عن بلادنا.

وبعد كلمة الأمير زماني شكر مقدم البرنامج ضيف البرنامج وقال: كان من الممتع بالنسبة لي أنك ذكرت أصدقاءك بهذه المناسبة. ثم قرأ على الجمهور قسماً من كتاب "باز نخجير" من مذكرات العقيد غلام علي شيرازي بقلم موسى غيور الصادر عن دار سورة مهر للنشر:

ثم ذهبنا صباح الغد إلى تلك المنطقة مرة أخرى بطائرة هليكوبتر. قال العقيد ستاري، أخبر الطيار، لماذا نأتي إلى هنا كل يوم؟ كيف تأتي بالسيارة. قلت لهم: تعالوا بالسيارة، لأنّ تسلق الجبل سيراً على الأقدام يستغرق وقتاً طويلاً. ثم تحدثت إلى الطيار وقلت: هل تعلم لماذا نأتي إلى هنا كل يوم؟ قال لا، لهذا السبب أعلم أنّ العقيد جواد بور أمرني بإحضارك إلى هنا. أخبرته أننا سننشر مدفعاً لحماية آبار النفط السفلية. سأل في مفاجأة: في قمة الجبل؟ قلت له سنكون علي إشراف كامل علي المنطقة.

وفي نهاية البرنامج عبّر الأستاذ محمودي، أحد طلاب الأمير علي أكبر زماني، عن ذكريات مدتها 60 ثانية للجمهور، وقال: تشرفت بأن أكون طالب للأمير زماني في قاعدة الجوية السادسة. في عام 2004 وبعد التدريب، تم نقلي من قاعدة الشهيد ستاري الجوية إلى قاعدة الشهيد ياسيني الجوية في بوشهر وكنت في خدمته، بوشهر لديها طقس رطب وحار في حزيران / يونيو. طلبت مكيف هواء من القاعدة. قالوا ليس لدينا مكيف هواء. وصلت إلى خدمته وقدمت ذلك الطل،ب أمر بإعطاء المكيف أو المبلغ. في اليوم التالي، قالوا إنّ وصل راتبك لم يتم تحويله بعد ومازلت طالباً. ذهبنا للصلاة يوم الخميس. اتصل بي الأمير زماني لحضور برنامج ليلة مع القرآن الكريم وقال: هل أنت محمودي؟ هل حصلت على مكيف الهواء؟ قلت لا! اتصل غاضبا بالمسؤول المختص وقال: ألم آمرك بإعطائه المكيف؟ قال: ليس هنام من يكفله. وصاح: كفيله علي أكبر زماني. ستبقى هذه الذكرى وقوة صوته دائماً في ذهني.

--------------------------------

[1] اي جي إم ـ 65 مافريك (AGM مخفف (air-to-ground tactical missileهو صاروخ قتالي جو-أرض مصمم لظروف الطقس السيئة وفعال ضد الأهداف البعيدة والكبيرة نسبياً.

النصّ الفارسي 



 
عدد الزوار: 2589



http://oral-history.ir/?page=post&id=10300