تعريف كتاب "هنا سوريا"

إلهام طاووسي
ترجمة: احمد حيدري مجد

2021-08-12


كتاب "هنا سوريا"، صوت نساء يروين عن عن الحرب في سوريا حيث قامت السيدة زهرة يزدان بناه بتدوينها خلال رحلتين إلي تلك البلاد عن لسان النساء المتضررات من الحرب.

الجزء الأول من الكتاب هو أول رحلة للمؤلف في الخريف والشتاء في عام 2017م، في أحد عشر فصل، وكل فصل يشير إلى مقابلة مع بعض النساء السوريات. في الفصل الثاني من الجزء الأول للمؤلف، يصل لنا صوت النساء المتحدثات عن كارثة صلنفة، وفي الفصل الثالث هو سرد النساء اللائي هاجرن من فوعه وكفريا والعمل في ورشة خياطة للحصول على لقمة العيش لهن  ولأطفالهن.

يشير الجزء الثاني من الكتاب إلى ذكريات الرحلة الثانية لمؤلف الكتاب بحلول صيف عام 2018م، وهي مقسمة إلى أحد عشر فصل. في كل فصل، تعرب السيدة يزدن بناه، في الجزء الثاني، عن ذكريات النساء اللواتي شهدن كارثة انفجار الحافلة لمنطقة الراشدين وكارثة حي البياضة واغتيال الشيخ اللحام والزينبية والشهداء الذين دافعوا عن الحرم . أخيراً، وفي الفصل الحادي عشر من الجزء الثاني،  يجسم حرية الأهالي في فوعه وكفريا.

تم إعداد هذا الكتاب في وحدة التاريخ الشفهي في مكتب الدراسات الثقافية الثورية الإسلامية ونشر أول طباعة له في 1000 نسخة في العام 2021م. الكتاب في أكثر من 700 صفحة، وسعره هو 110.000 تومان.

هنا سوريا، السرد هو حدث كبير، ويظهر أنه في الساعات واللحظات التي عشنا فيها السلام والأمن، في القرب منا وقعت حرب طاحنة بعيدة كل البعد عن القواعد الدولية وهدفها فناء الأطفال والنساء بشكل وحشي. على الرغم من أنّ هدفها كان الانقسامات بين الشيعة والسنة، إلا أنه لم يفرق في مكان القتل والنضال، مسلم كان أو مسيحي، شيعي أو سني.

الكتاب مليء بالألم ومعاناة الأمهات والنساء اللائي شهدن المشاهد الوحشية. لا يمكن علاج الاضطهاد الذي جسده هذا الكتاب بشكل كبير.

هذا الكتاب هو أكثر من قصة درامية، حقيقة مريرة لأولئك الذين سمعوا للتو اسم الحرب، وليس ما يفرض على قلوب وأرواح النساء والأطفال.

ما نقل عن قلوب الأمهات السوريات والآلام والصعوبات التي عصفت بهن طيلة هذه السنوات، جعل مؤلفة الكتاب أن تستفيد من أقل الإمكانيات والفرص لإيصال صوت هؤلاء النساء للعالم.

في مثل تلك الظروف التي عاشها المجتمع السوري، غامرت مؤلفة الكتاب بشكل كبير حيث حتي في فترة الإستراحة لم تفصل وشاحها. كانت ترافق النساء السوريات خطوة بخطوة لتدرك الظروف القاسية التي ذاقتها إثر تلك الحرب الطاحنة. لم تبادر بتشغيل مدفئتها أو تأكل طعاماً أكثر مما يأكلنه السوريات، وكأنما ينتابها عذاب الضمير، النساء شهدن حرب وقد تسللت إلى منازلهم.

إمرأة فقدت بصرها بعد الضغط الذي تحملته بعد مشاهدة جثمان زوجها وأصبحت مشلولة بعدها. ونور التي أصيبت برصاصة وهي في فناء البيت عندما كانت تداعب دميتها. أو المرأة التي تعرضت لهجوم شرس من نساء الدواعش واستشهدت والسبب هو كشف معصمها فقط. كما أنّ مهند يري طيف والده قبل أربعة أيام من استشهاده وهو يذهب نحو الجنة ويسلمه قفل البيت. والسيد حيدري الذي استشهد وهو صائم إثر إصابته بقنبلة. ومعلم يعلم تلاميذه وهو يمتلك قلم رصاص ودفتر واحد فقط. أو السيدة سهام التي لديها سبعة أطفال واستشهد زوجها قبل يوم من تحرير بلدتي نبل والزهراء. رواية إمرأة كانت رئيسة بلدية قرية العقارب وواجهت العدو. جميعها تتحدث عن رواية نساء والظلم الذي تحملته النساء السوريات طيلة الحرب.

كان الحظ حليف الكتاب حيث استطاع أن يجسّد المصاعب والآلام، ويكون شاهداً علي تحرير أكثر من 9600 شخص من أهالي فوعه وكفريا والذين كانوا لسنوات عديدة محاصرين من العدو والأفراح التي عمت المنطقة حينها.

 الصورة الموجودة على غلاف الكتاب هي أيضا لأحد الأشخاص الذين تم تبادلهم مع أسري العدو.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2757



http://oral-history.ir/?page=post&id=10042