ليالي الذكريات في نسختها الرابعة والعشرين بعد الثلاثمئة ـ 1

قسم الشهيد تشمران لأبي الأحرار

إعداد: موقع تاريخ إيران الشفوي
ترجمة: حسن حيدري

2021-6-29


أقيم برنامج ليالي الذكريات في نسختها الرابعة والعشرين بعد الثلاثمئة، في يوم الخميس الموافق 27 مايو 2021م، في باحة مركز الفنون. شارك كل من المهندس مهدي تشمران وحجة الإسلام محمد حسن أبوترابي والسيد سعيد أوحدي. قدّم البرنامج داود صالحي حيث تم الكشف عن كتاب (سلام يا سيد).

في بداية البرنامج تلى العقيد المحررأحمد حيدري آيات سورة القدر مستحضراً ذكرى من أسره، وبعد عزف نشيد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قدم داود صالحي بمناسبة ذكرى مرور 21 عاماً على استشهاد المرحوم السيد علي أكبر أبو الترابي. وقال: عندما لم ترد أنباء عن صحة المرحوم أبو ترابي في 16 ديسمبر 1981م، تم الإعلان رسمياً عن استشهاد ذلك الرجل النبيل. على الفور، كتب الشهيد تشمران، وهو صديق قديم ورفيق المرحوم أبو ترابي، نصوصا وجدانية وعرفانية في وصفه أننا نعتزم أن نبدأ هذا البرنامج بكلمات الشهيد تشمران، لأننا نؤمن أنه من أجل معرفة شخصية شخص عظيم مثل الراحل أبو ترابي، يجب البحث عن الكلمات العرفانية للشهيد تشمران. بعد ذلك، تم نشر مقطع فيديو حول كيفية أسر أبو ترابي وتعذيبه في معسكرات البعث في العراق.

كان الراوي الأول ليالي الذكريات، وهو صديق ورفيق الراحل أبو ترابي المهندس مهدي تشمران. في بداية حديثه قال: في الأيام الأولى للدفاع المقدس وصل الشهيد تشمران والمرشد الأعلى إلى زيارة الإمام الراحل في الـ 27من سبتمبر 1980 دون أي تنسيق مسبق وقدموا نقاطاً إلي سماحته، كلاهما لأنّ ممثل الإمام في المجلس الأعلى للدفاع، بالإضافة إلى تمثيل أهالي طهران في مجلس الشورى الإسلامي، طلبوا الإذن بالذهاب إلى الجبهة. كما فرح الإمام الخميني ودعى ربه من أجلهم وأشار إلى بعض النقاط. في اليوم التالي، ذهب الاثنان إلى الأهواز على متن طائرة C-130 مع حوالي 70 شخصاً آخر.

وتابع الراوي قائلاً: "بعد ذلك تم تشكيل مقرات الحروب غير المنظمة وأول مكان قاتلنا فيه كان منطقة دب حردان [1]في ذلك الوقت، مر العدو أيضاً من منطقة الجفير [2] وكانت قرية سكينة أول مكان يتمركز فيها العدو. لم تكن هناك سواترأو معاقل، وكانت دبابات العدو مرئية بالعين المجردة. ومن بين الذين كان لديهم دوراً بناءاً ونفذوا عمليات متكررة المرحوم أبو ترابي الذي ذكره الشهيد الدكتور تشمران في إفادة خطية له. ونُفِّذت عمليات كثيرة في تلك المنطقة، وفي الأيام الأولى للحرب وصلت أنباءها إلى الأهالي. بعد عدة محاولات وخطوة لصد العدو، تمكنا من هزيمتهم وارجاعهم إلي الخلف  من 6 كيلومتر جنوب الأهواز إلى 26 كيلومتر، حتى أخيراً، ليلتين أو ثلاث ليالٍ قبل تحرير خرمشهر، هرب العدو وتراجع.

وتابع تشمران حديثه: "بعد ذلك فتحنا جبهة جديدة في شمال غرب الأهواز ومرتفعات" الله أكبر "[3]. كانت هذه المرتفعات في أيدي العدو، وبسبب هيمنته، كان يلاحظ أنشطتنا في سوسنكرد. كانت مرتفعات الله أكبر مفتاح تحرير المنطقة. هذه هي الجملة التي نطق بها الشهيد الدكتور تشمران بحضور الإمام الخميني (رحمه الله) في الذكرى الأولى لفتح هذه المنطقة، أي 21 مايو 1981. من خلال القيام بذلك، يمكننا تحرير مدينة بستان وبالتالي قطع الاتصال بين شمال وجنوب قوات صدام على أرضنا. من أجل السيطرة على هذه المرتفعات، كان من الضروري إجراء استطلاع كامل للمنطقة، وكان الراحل أبو ترابي ممن استعدوا بشجاعة للتعرف على هويتهم وذهبوا إلى المعركة. أعتقد أنه جاء إلى الدكتور تشمران ليلاً مع اثنين أو ثلاثة من رفاقه، وبعد محادثات ومبررات إضافية، انتقل إلى المنطقة عبر طرق ترابية. في اليوم التالي تم الإبلاغ عن عدم عودة أي شخص منهم، واعتقد الجميع أنهم استشهدوا جميعاً. وتابع الراوي: قبل أن يكون مناضلااً، كان المرحوم أبو ترابي شخصية روحانية محببة  جداً مع رفاقه ومن حوله، ولهذا السبب حزن الجميع بما فيهم الدكتور تشمران بشدة. كثير من الناس لم يعرفوا أنّ الراحل أبو ترابي رجل دين، ولم يصر على التعريف نفسه، لكنه تصرف بإخلاص ومصداقية. تم تشكيل فريق من حوالي 15 مقاتلاً للذهاب إلى المنطقة والبحث للعثور عليهم وللأسف لم ينجحوا. قال شخص قريب إنهم سمعوا طلقات نارية واعتقلوا، لكن ولأنّ المنطقة كانت منطقة حرب وكان الجو مظلماً وكانت المسافة طويلة جداً، فقد خلصوا في النهاية إلى أنّ المكان هو مكان استشهادهم. وبعد ذلك كتب الشهيد تشمران ذلك القسم واصفاً فيه صديقه ورفيقه وأرسله إلى أهله. هذه الشخصية الرائعة المحبوبة كان مناضلاً جاداً وحقيقياً، وبعد عودته إلى إيران، دعوته مراراً وتكراراً للتحدث في ذكرى استشهاد الدكتور تشمران في 21 يونيو، أحدها كان في كلية الهندسة بجامعة طهران. وكان واضحاً آثار تعذيبه أثناء أسره، وتحمل كل ذلك، وما زالت آثاره ظاهرة على جسده وروحه، وحتى تعبيراته.

واستمر المهندس تشمران في حديثه باستخدام كلمات وقسم الدكتور تشمران التي جمعت في كتاب بعنوان "ملحمة وحب وعرفان" وقال: يتضمن هذا الكتاب مخطوطات كتبها الدكتور تشمران في خوزستان. أي من يوم دخوله حتى ساعة قبل استشهادهم. ولأنّ هذا القسم كتب أيضاً في خوزستان، فهو مذكور في الكتاب.

في نهاية حديثه، قرأ الراوي سطوراً من المخطوطات للجمهور: أشهد أنّ السيد علي أكبر أبو ترابي قاتل بكل كيانه ووجوده في سبيل الله ونشر الإسلام وانتصار الثورة وهزيمة جبهة الكفر حتى آخر لحظة في حياته، فنال درجة الشهادة الرفيعة.

أشهد أنه قبل بمحبة أصعب المهام، وأنه كلما أصبحت مهمته أكثر خطورة، بدا أكثر سعادة ورضا. أشهد أنه كان المثال الأعلى للنقاء والتقوى والحب والشجاعة والتضحية وروحه السامية وإيمانه وإرادته الفولاذية التي تنبعث من كيانه لدرجة أنه أضاء البيئة بأكملها وتم استقطاب المقاتلين تحت قيادته  وحلقت الفراشات حول شمعة وجوده واحترقت.

أشهد أنه كان أول من دخل دب حردان الشهير مع مجموعته المقاتلة وضرب العدو بقوة، مما أجبره في النهاية على التراجع.

أشهد أنّ دعائه ومناجاته الليلية عند الله ودعواته الصباحية والشفاعات والكلمات النارية قبل مغادرته للمعركة، كان شديد الاشتعال وعميق وصادق لدرجة أنه قلبنا جميعاً رأساً على عقب وأثار البراكين في نفوس أصدقائه.

أشهد، ويشهد رفاقه، والسماء عالية ونجومه يشهدون أنّ سيد علي أكبر أبو ترابي في منطقة الأهواز حارب بكل قوته ليل نهار في سبيل الله ضد الطاغوت والكفر والجهل وفي مهمة خطيرة للغاية. دون أدنى خوف، وتغلغل في قلب العدو وترك ملحمة لا توصف خاصة به، وقابل ربه بكفن دموي في أوج كبريائه واستشهاده.

اللهم سرعان ما تقود الصالحين إليك وتحرمنا من نعمة وجودهم، أنت تعلم كيف كان وكيف عامل رفاقه، وكم أحبه المحاربون تحت إمرته. وبعد استشهاده أرادوا أن يهاجموا جبهة العدو بجنون ويقتلوا ليقتلوا ويستقروا بأسرع ما يمكن مع معلمهم وقائدهم أبو ترابي.

---------------------------

[1] هي غابة وقرية تقع على بعد 15 كم جنوب غرب الأهواز، وقد عبرت الفرقة الميكانيكية العراقية الخامسة الحدود ووصلت إلى طريق الأهواز- خرمشهر في اليوم السابع من الحرب، مما تسبب في أضرار كبيرة للأهواز.

[2] الجفير،قرية من توابع مدينة الحويزة في دشت آزادكان التابعة لمحافظة خوزستان بإيران.

[3] الله أكبر هو اسم جبل في مدينة دشت آزادكان، والتي تقع على بعد 10 كيلومتر شمال من دشت آزادكان وبالقرب من مدينة بستان.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 3104


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة