أسرار الحرب المفروضة حسب رواية الأسرى العراقيين-23

مرتضى سرهنكي
ترجمة: حسن حيدري

2023-2-3


كنت أخبركم. في اليوم الذي بدأ فيه هجومنا، كان أحد أهداف الهجوم هو السيطرة على نهر الكرخي. في هذه المعركة وجهت طائرتان من طائرات الهليكوبتر الخاصة بكم ضربات قوية على مواقعنا وكنا يائسين؛ كنا نتعرض باستمرار للقصف تحت مرمى صواريخهم. وقد استهدفت مدافعنا المضادة للطائرات المروحيتين بقصف مكثف. وفي الهجوم الأخير أصيبت إحدى المروحيتين. كانت المروحية تحترق بين الأرض والسماء، قفز قائدها بمظلة. ثم تحطمت المروحية وتحولت إلى قطع حديد. أما المروحية الثانية فقد زادت من حدة قصفها علينا. مما جعل كتيبتنا تفضل الهروب بدلاً من الهجوم - على الرغم من أنّ الجميع يعلم بأنّ ذخيرة المروحية كانت محدودة وستنفد.

عندما لاحظ طياركم توزعنا، ألغى الهجوم ووجه طائرته المروحية إلى الطيار الآخر الذي كان ينزل بالمظلة - قريبًا جدًا منا، وسط العدو. حلقت المروحية الثانية حول المظلة مثل الفراشة حتى هبط الطيار بسلام. ثم حط على الأرض وقفز الطيار على الفور وأخذه إلى داخل المروحية. قررت أنا ومجموعة أخرى كانوا يراقبون الاندفاع نحو مروحيتك وفعلنا الشيء نفسه. خرجنا من خلف الجسر وركضنا نحو المروحية. عندما وصلنا إليهم قلت لهم: أخرجونا من هذه المعركة. نريد ان نأتي معكم ". صعدنا أنا وعدد قليل وأقلعت المروحية.

كم كانت سعيدا حين الهروب من الجحيم. كان كلا الطيارين سعداء ونحن أكثر سعادة من كليهما. لكي نكون صادقين، كنا خائفين قليلاً في البداية، لكن شجاعة هذين الطيارين جعلتنا نشعر بالتشجيع والتخلي عن خوفنا. قد لا تصدق ذلك. لم يخبرونا بأي شيء. رحبوا بنا بكل سهولة وسلام مثل إخوانهم. كان الأمر وكأن شيئًا لم يحدث.

عندما هبطنا في القاعدة سلمونا للسلطات وغادرونا.

" إنّ الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص".

كنت في المقدمة لفترة قصيرة. خلال هذه الفترة التي لم تتجاوز العشرة أيام، اتضحت لي أمور كثيرة.

وصلت وحدتنا إلى منطقة الشوش 9/5/2003. بعد أيام قليلة عندما بدأت الحالة النفسية للناس في التزلزل. تشير وجوههم الصفراء والشاحبة إلى حالة من اللامبالاة والارتباك الشديد. كنت أعلم أنّ هذا الأمر لا يقتصر على المرؤوسين وأنّ القادة رفيعي المستوى يتأثرون به أيضًا. في ذلك الوقت، بقينا في المسعكر. كنت أزور الخطوط الأمامية كل يوم.

ذات ليلة اضطررت للبقاء في الخطوط الأمامية. في تلك الليلة، كانوا يطلقون النار بشكل محموم على محاربيكم بسبب الرعب الذي أصابهم. لم يتوقف صوت إطلاق النار والانفجارات لحظة لكن لم يكن ردّ منكم. كانت قواتنا تطلق النار بلا هدف، ويبدو أنّها كانت وظيفتهم كل ليلة.

في 16/6/2003 صدر الأمر بالتقدم إلى جبل ميشداغ. تم إيقاف بعض الوحدات المدرعة في طريقها إلى هذه المنطقة. كما تم إيقاف وحدتنا. ويبدو أنّ رئيس الأركان العقيد عبد الجبار شنشل كان يزور الوحدات. زار وحدتنا أيضًا.

في المنطقة عقدنا لقاء قصير مع ضابط التوجيه السياسي الذي تحدث إلينا قليلا. كان فحوى حديثه أنّ عليكم القتال وأنّ الكسل والإهمال لا يغفر لهما؛ ومن أجل الحصول على أدلة كافية، قال: "لقد أعدمنا أربعة من جنودنا بسبب الخوف والجبن". بعد كلام مسؤول التوجيه السياسي، عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، تسلقنا جبل ميشداغ وعززنا مواقعنا. في الساعة السادسة صباحا، بدأ هجوم مثاتلي الاسلام في هذه المنطقة.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 1665


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة