هلتي ـ 3

مذكرات الشهيد قائد فرقة الأمير المؤمنين 11

الشهيد مرتضي ساده ميري
ترجمة: حسن حيدري

2021-07-27


قتل سبعة عراقيين ـ 24/10/1985م

 

مقاتلو الفيلق، وخاصة الباسيج منهم، يعرفون جيدا التل 230 في منطقة "جنكوله" الواقعة في الجنوب الشرقي. كم استشهد من ابطال منطقة ايلام في مقارعة اعداء الاسلام على هذه المرتفعات. لم يسمح قناصة العدو المحترفون لأحد بالخروج من القناة والخنادق لقربهم من هدف خطوطنا الدفاعية.

تقرر توجيه ضربة مفاجئة للعدو في هذه المرحلة من قبل قيادة الفيلق، بطريقة تضعف معنوياتهم. كُلفت أنا ومحسن كريمي بمهمة تنفيذ هذا العمل. ووضعنا خطة لاختراق قوات الأمن العراقية. وكانت قوات استخبارات العمليات والكتيبة، بعدد من مجموعتين تقريباً، على استعداد لدعم حركة التسلل.

عبرنا الحواجز الدفاعية للعدو، دخلنا إلى معقل لم يتم حراسته بعد. كان هناك اثنان منا. انتظرنا نقطة الحراسة حتى الساعة 9 مساءً. في الساعة التاسعة، اتصلنا بالقيادة وقلنا لن يأتي أحد إلى الخندق لحراسته. أمرونا أن نكون هناك الساعة 30/9. بعد بضع دقائق حدثت ضوضاء عالية قادمة من أماكن استراحتهم. كان هناك سبعة أفراد. وصلوا إلى المعقل الذي كنا نترصد فيه. وقمنا حينها. عندما رأونا، صُدموا لدرجة كأنهم صعقوا بالكهرباء وسقطوا جميعاً على الأرض في نفس الوقت الذي أصابهم وابل من الرصاص. ولم تفكر قوات الخندق بمثل هذا الحادث بسبب الاشتباكات المستمرة وإطلاق النار بيننا وبين القوات العراقية، ولم يظهروا أي رد فعل. لم ينتبهوا لهذا حتى اليوم التالي الساعة العاشرة صباحاً. رأت قواتنا جثث العراقيين من خطها الدفاعي.

وخوفاً من هذا العمل، وضع العراقيون  مرتفعات 230 تحت نيران مستمرة ليومين كاملين، تماماً مثل النيران التي تم إعدادها قبل العملية. بعد فترة من الزمن، ذهبنا للتعرف على نفس الخندق لنرى ما إذا كان هناك حارس في الليل. ومع اقترابنا لاحظنا أنّ الخندق كان خالياً وأنّ هناك تصريحات نصها "سننتقم لأرواح شهدائنا".

إستشهاد الحاج يادكار 28/11/1985م

ذات ليلة كنا نجلس في قاعة الصلاة في المعسكر ونشاهد فيلماً عندما دخل "ولي عباسي" [1] و "رضا بازي" [2] إلى المصلى. كان من الواضح أنّ لديهم رسالة لي. قالوا "الإخوة في القيادة في انتظاركم". "يبدو الأمر كما لو كان لديك مراسيم استعراض ليوم غد."

بحلول الوقت الذي تم فيه تسمية العرض، كنت أعلم أنه سيكون لدينا عملية استطلاع في المستقبل.

دخلت مقر اللواء. كان الشباب جالسين. كما في السابق، تم الترحيب بي باسم "هلتي". في هذا الاجتماع تم الإعلان عن المهمة وتقرر أن نذهب إلى منطقة العمليات مع الحاج يادكار  القائد البطولي لمخابرات العملية وقادة الكتيبة والسرية. وكانت منطقة المناورة هي مرتفعات الكيسكة والهاشمية على الحدود العراقية بالقرب من مدينة "بدرة".

في اليوم التالي، بدأنا عمليتنا مع الشقيق الحاج يادكغار وأبناء المخابرات العشرة ك، وسرنا على الطرق الطويلة والجبال الوعرة في "كولك" السالكة مع الرفيق جملزاده وشباب المخابرات. وفجأة، لاحظ أحد الإخوة، الذي كان يفحص الطريق بكاميرته، مجموعة من 14 "مقاتل" المعروفين باسم "قطاعوا الأذن" في المنطقة.

توقفنا حينها. قال الحاج يادكار: "إن شاء الله سنحقق أمراً جيداً".

وعُقد اجتماع طارئ على الفور بحضور جميع المقاتلين بنية القيام بمناورة حرب عصابات ضد هذا الهدف. كان حماس الأطفال لأدائها لايوصف علي الإطلاق. إنّ الأمل في الانتقام الدموي يخيم على أعين كل القوى. كان تنفيذ هذا القرار أولوية في تحديد قاعدتي الكيسكة والهاشمية، والتي كانت مهمتنا الأساسية.

يُتبع...

هلتي ـ 2

------------------------------------

[1] كلاهما استشهد في وقت لاحق.

[2] كلاهما استشهد في وقت لاحق.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 1997



http://oral-history.ir/?page=post&id=9997