فوق سماء ميمك ـ 5

مذكرات الملازم ثاني الطيار أحمد كروندي

إعداد: حجة شاه محمدي
ترجمة: هادي سالمي

2021-03-08


كنت غارقا في العرق وشعرت بنزلة برد شديدة بداخلي. وسمع صوت هادئ في الراديو: "فماذا حدث؟ "لماذا تعودون؟"

كنت ابكي. لم أكن أعرف ما يجب القيام به. أمضوا الوقت على أمل إطلاق صاروخ من قبلنا. مرة أخرى سمعت القائم مقام يقول، "ماذا حدث يا أخي؟"،  "إذن إلى إين إنتم ذاهبون؟"

لم تنته عهملية تحليق المروحيات بعد، لذا عدت إلى رشدي وركزت أفكاري على الخطوات الفنية لإطلاق صاروخ. نظرت إلى كل من المفاتيح والأزرة، ووقعت عيني على أحد المفاتيح المغلقة. صرخت بسعادة : "عُد يا يحيي" تم إيقاف تشغيل أحد المفاتيح."  وبقولي هذا، أعدت المفتاح إلى موقعه الأصلي وتتبعت مرة أخرى مباني دائرة الطرق بواسطة مروحية تحلق علي مرتفعات شمشي.

ولم تتوقف النيران الكثيفة للقوات العراقية لحظة، وكنا نطير باتجاه قمة شمشي وسط القصف. تتبعت المبنى بين المبنيين الآخرين وضغطت بإصبعي على الزناد. في اللحظة التالية، تحرك الصاروخ - أمام عيني - باتجاه المبنى. لقد اهتزت شمشي بشدة. هزة لن ​​أنساها أبداً. ألقد أعادت لنا الهزة الروح إلي جسدي البارد وأظهر لي الابتسامة السعيدة علي شفتي القائم مقام.

ـ فديتكم بنفسي، لا شُلّت يمينكم. يمكن سماع صوت قائم مقام باوه بسهولة عبر الراديو. المبنى الأوسط لدائرة الطرق، الذي بدا أنه مستودع للذخيرة، ازدهر فوق مرتفعات شمشي، وتضرر مبنيان آخران في أعقاب الانفجار. كان بإمكاننا بسهولة استخدام ارتباك القوات العراقية لتدمير المبنيين الآخرين. في أقصر وقت ممكن، قصفناهم وغادرنا منطقة العمليات بأمان. رفعت يديّ إلى السماء وشكرت الله وبكيت.

تم الانتهاء من جميع مراحل عمليتنا في حوالي 10 دقائق، وعادت الطائرات الثلاث - بأمان - إلى باوه. حلقنا أقل من 7 دقائق بين نودشه وباوه وهبطنا في أماكننا السابقة. لم نكن قد قمنا بإيقاف تشغيل المحركات حتى الآن عندما طلبوا منا العودة إلى نودشه بسرعة. عندما سألنا عن السبب، تفاجئنا بما سمعناه منهم.

أبلغ رئيس العمليات في باوهفيه أنّ شمشي قد تمت السيطرة عليها وأنّ السيد كاظمي بحاجة إلى مساعدتنا لتقدم قواته. كان من غير المتوقع بالنسبة لي أنه في أقل من 7 دقائق، كانت قمة بهذا الحجم، ومع ذلك، يمكن لجميع القوات العراقية أن تنحني بسهولة أمام قوة صغيرة من الجيش وأفراد الباسيج - أقل من 1500 شخص. كان الأهم هو إرادة وعزم القوات على المضي قدماً. حتى تلك اللحظة، لم نكن نعرف النقطة التي ينوي السيد كاظمي مهاجمتها. لكن عندما وصلنا إلى قمة شمشي، سمعنا أنّ لديه خطة لمهاجمة نوسو. استرخيت قليلاً وسألت نفسي إذا كان الهجوم التالي سينجح. هجوم ليس له خطط وتصاميم مسبقة!

من أعلى قمة شمشي، كنت أرى حركة المقاتلين باتجاه نوسود بسرعة فائقة. على الجانب الآخر من تلك القمة، حاولت القوات العراقية - المذعورة - التحرك وتنظيم قواتها.

كانت المدافع والدبابات تتحرك من نقاط أخرى. لكن حتى ذلك الحين، لم تتح لهم فرصة إطلاق النار. الشهيد كاظمي بقيادته وخطته المدروسة وخططه الدقيقة - في الليلة التي سبقت العملية - دفع كل قواته إلى حوالي 100 متر من أبنية دائرة الطرق. في الساعة 2 صباحاً، استقروا جميعاً هناك حتى الساعة 5 صباحاً، و خلال عشر دقائق فقط من العملية - عن طريق تحريك صغيرـ  تمكنوا من تثبيت علم إيران الإسلامية باعتزاز على قمة شمشي. كان الأمر كما لو أنّ كل هذه الجهود تتطلب فقط نفس العشر دقائق من عمليتنا. لقد استطاعت قوى الإسلام أن تسيطر على القمة دون أدنى جريح أو حتي بإعطاء شهيد واحد، والآن هم يبحثون عن هجمات جديدة لتحرير نوسود.

لقد أعطانا صوت الشهيد كاظمي في الراديو نقطتين إضافيتين لهذا الغرض، ودمرناها دون إضاعة الوقت. وبعد أن عجزت القوات العراقية عن الصمود أمام هذا الجيش الصغير، هربت تاركة وراءها كل أسلحتها وذخائرها إلى مرتفعات نوسود الغربية. تمكنت قوات الإسلام - التي كانت تحمل طاقة جديدة ولم تشهد اشتباكات حتى ذلك الحين - من الدخول بسهولة إلى مدينة نوسود والسيطرة عليها بالكامل. لكن يبدو أنّ هذا الانتصار العظيم لم يرضي عدداً من الموظفين.

ونتيجة لذلك، قامت مجموعة منهم بملاحقة العراقيين وتسللوا إلى أراضيهم، واستولوا على أحد مخافر العدو.

ظهر ذلك اليوم، وبينما كانت يدا الشهيد كاظمي حول رقبتي ويحيى، كنا نشاهد المسيرة العسكرية ونستمع للأخبار عبر الراديو، وقال المتحدث بصوت عال: "أعزائي المستمعين! المستمعون الأعزاء! "يرجى الانتباه، لقد تم تحرير مدينة نوسود".

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2015



http://oral-history.ir/?page=post&id=9791