نبلاء التاريخ الخالدون

إستخراج: فائزة ساساني خواه
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2021-02-08


 

قبل أيام جاء السفير البريطاني وقال: إلى متى تريدون احتجاز هؤلاء الرهائن؟ قلت: كم مرة سألت عن مهمة هؤلاء التي بيناها لكم من قبل؟ قضيتهم ترتبط بممثلي الأمة والشعب في مجلس الشورى. هل يمكن أن يكون أفضل من هذا؟ وهل يمرون الآن بأوقات صعبة هنا؟. قتلت شبابنا في سجون امريكية لكنهم يعيشون في فندق السفارة ما خطبكم؟ خلال هذه الفترة، حاولوا معاملتهم وفقاً للأخلاق الإسلامية. لكنها أيضاً مأساة حقيقية أنّ أفضل أبناء هذه الأمة أُجبروا على أن يكونوا حراس على خمسين أمريكياً لمدة خمسة أو ستة أشهر، وقد أخبرت هؤلاء الشباب الأعزاء، الذين يبلغ عددهم أحياناً ثلاثمائة وأربعمائة، صدقوني، إنه من المؤسف أن يكون حتي ولو إثنين منكم يضيعون وقتهم بالحراسة علي هؤلاء. الشعب يحتاجكم في خارج. لقد أخبرتهم بذلك مرات عديدة. الآن، على أي حال، فإنّ جريمة الشاه وخيانة وجريمة الولايات المتحدة قد تسببت في قيام طلابنا الأشاوس بالاستيلاء على السفارة الأمريكية واعتقال عدد من الأمريكيين، مما أدى إلى خلق ملاحم جديدة، ولكن انشغل الشباب بالحراسة علي هؤلاء لبضعة أشهر، كما أنّ هؤلاء يطالبون بتواجد الجرائد الأمريكية اليومية.

كما قال السفير البريطاني: لايمكن أن تصبر الولايات المتحدة الأمريكية لشهرين آخرين.

فقلت له: يمكنهم الانتظار أو لا يمكنهم الانتظار، لكن أمتنا قالت إننا سنتخذ القرار بأنفسهم وهم يتخذونه بأنفسهم. وقال: أنت تتعامل مع القضايا السياسية بشكل غير واقعي للغاية. قلت له: هذا هو ما سنفعله، سوف نتعامل مع القضايا بطريقة مثالية. إنّ ثورتنا ثورة مُثُل وليست ثورة استسلام للحقائق. لقد قمنا بثورة لتغيير الحقائق، لا لقبول الحقائق كما هي. في حديثه عن الحصار الاقتصادي، قلت له: منذ البداية قررنا بأنّ الثورة ستستمر وأن نأكل نفس الخبز والجبن الذي نحصل عليه في هذا البلد. حيث أنعم الله علينا بنعمه الوافرة طيلة السنتين الماضيتين. بشرى سارة للإمام، حتى الآن أصبح محصول القمح في إيران أفضل بكثير من العام الماضي، إن شاء الله، سياستنا هي أنه حتى لو تقرر ذلك، في يوم من الأيام سيأكل كل الناس خبزاً فارغاً لكنهم سيقاتلون الولايات المتحدة. في المرة الأخيرة التي شعر فيها السفير البريطاني بالمرارة والدهشة، قال: أمريكا ستتدخل عسكرياً (ما فعله كان كل الحب الذي فعله السفير البريطاني، لأنه لم يعد لديهم سفيراً أخراً داخل أراضينا). قلت: نحن جاهزون للتدخل العسكري الأمريكي منذ فترة طويلة. ليس ضد توقعاتنا ولكن كل جندي أمريكي يدخل حدود إيران لم يعد له مكان في إيران بين الناس ومكانهم الوحيد هو مقابر تحت الأرض. بالطبع، كان أمر الله متوقعاً لهم بالفعل، وكان من المقرر أن يحرقوا. وقال: يمكن أن يتحول إلى حرب شاملة. قلت: ستكون حرب أمة مخلصة بالإيمان بأقل سلاح ضد عدو مجهز بآخر الأسلحة المتطورة. لم أشأ أن أقول له هل نسيت أمريكا تجربة فيتنام بهذه السرعة ؟! إذا كانت إيران هي الإسلام الحقيقي، فإيران أفضل من فيتنام. لن ننحني تحت وطأة المصاعب والمشاكل والصعوبات، سنبقى شامخين إلى الأبد في التاريخ، ولن ننحني أو نسقط أرضاً إلا عندما نُجرح أو نُقتل، ولاقوة يمكنها أن تثني إرادتنا من الآن فصاعداً. نقلت هذا إلى أصدقائي عدة مرات.[1]

----------------------------------

[1] محاضرة الشهيد المظلوم (آية الله بهشتي) في مسجد أبو الفضل، شارع ستار خان طهران، 30أبريل 1980، جريدة الجمهورية الإسلامية، العدد 802، تاريخ 10/3/1982م

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 3045



http://oral-history.ir/?page=post&id=9747