تملقات علمية

ذكرى أسد الله علم عن كتابة الكتب المخصصة لثناء ومدح الأعمال الملكية

جعفر كلشن روغني
ترمة: هادي سالمي

2021-02-08


يذكر أسد الله علم، وزير ديوان محمد رضا بهلوي، كتب في مذكراته، العمل التملقي الذي قام به عبد العظيم وليان، أحد وزراء هويدا. في الواقع، في تاريخ حكم الملوك، كانت كتابة العديد من الكتب في المديح ووصف الأعمال الملكية شائعة وشاملة. خاصة وأنّ الملوك كانوا مسرورين جداً برؤية مثل هذه الكتابات. ازدهرت الببليوغرافيا المخصصة أيضاً في فترة البهلوي. مذكرات السفر التي تركها رضا شاه هي دليل على هذا الادعاء. الشاه الذي لم يكن علي مستوي عالٍ من العلم، ترك وراءه العديد من كتب الرحلات مثل  الرحلة إلي خوزستان ومازندران وما إلى ذلك. في الفترة البهلوية الثانية، نرى أيضاً مثل هذه الببليوغرافيات. يُقال إنّ شجاع الدين شفا ربما كان أحد الشخصيات التي لعبت دوراً في كتابة كتب الشاه، لكن في هذه المذكرات يتحدث أسد الله علم عن جهود رجل رفيع المستوى يعتزم مدح وتمجيد الأعمال الملكية. وخاصة الإصلاح الزراعي، بدأ في أوائل الأربعينيات وكان على وشك الانتهاء. أي، تأليف كتاب لدعم الإصلاح الزراعي من قبل أستاذ في جامعة أوروبية وأمريكية لتبرير ووصف تصرفات الشاه علمياً وأكاديمياً بناءً عليه، كورشة للدعاية الحكومية. ولتحقيق ذلك، ذهب وزير الإصلاح الزراعي آنذاك إلى "آن كاثرين لامبتون"، وهي جاسوسة ومسؤولة رفيعة المستوى في وزارة الخارجية البريطانية منذ عام 1941م، وباحثة في التاريخ والسياسة والمجتمع الإيراني، حتى تتمكن من تأليف كتاب  لها. كانت هذه المحاولة في المديح والثناء لدرجة أنّ الملك نفسه كان مستاءً منها. ومع ذلك، بعد أربع سنوات، في عام 1973 ، أقنع وليان أستاذاً أمريكياً آخر في جامعة كامبريدج، الدكتور دينمان(Denman)، الذي كان مستشاراً لوزارة الإصلاح الزراعي لبعض الوقت، لكتابة كتاب مديح حول الملك وإصلاح الأراضي بعنوان The King's Vista . ومن المثير للاهتمام أنّ الملك هذه المرة لم يتفاعل بشكل سلبي مع كتابة هذا الكتاب الذي لا قيمة له. كتب علم في 1 نوفمبر 1969م:

السيدة لامبتون، التي لها تاريخ طويل في إيران وسبق لها تأليف كتاب عن حيازة الأراضي في إيران، كتبت مؤخرًا كتاباً عن إصلاح الأراضي وصفت فيه بعضاً من الراحل أرسنجاني وأميني. لقد طلب مني وزير الإصلاح الزراعي، عبد العظيم وليان أن أجمع الكتاب بأكمله، وأن أطلب من لامبتون تأليف كتاباً آخر بدون أي وجود من أميني وأرسنجاني. قالوا: [...] قدم مثل هذا العرض. لقد سررت للغاية بمدى براعة وذكاء الشاه في معرفة أنّ هذا العرض مجرد خدعة  وإطراء فقط، وإلا كيف يمكنك جمع كتاب نشرته جامعة أكسفورد؟

جدير بالذكر أنّ حسن أرسنجاني كان وزير الزراعة آنذاك والمنفذ الرئيسي لإصلاح الأراضي في الأعوام 1962-1961 وأنّ علي أميني كان رئيس وزراء الشاه في تلك الأيام، وقد غضب الشاه وكرههما فيما بعد. منذ عام 1962م، حل عبد العظيم وليان محل أرسنجاني وكان مسؤولاً عن تنفيذ برنامج الإصلاح الزراعي في إيران لمدة عشر سنوات. تم ترجمة كتابين من كتاب لامبتون في إيران بالمواصفات التالية:

المالك والمزارع في إيران، ترجمة منوجهر أميري، منشورات بنكاه ترجمة ونشر الكتاب، 1960م.

النصّ الفارسي 



 
عدد الزوار: 3140



http://oral-history.ir/?page=post&id=9743