انتصار الإيمان – 20

شهره أبري
محسن مطلق
ترجمة: هادي سالمي

2021-01-31


1 سبتمبر 1987م، 7 محرم الحرام 1407

شهر الحب والدم

يا صامداً في هجمة العواصف

أصبحت انتفاضتك أسوة إلى الأبد للبشر

كشفاه أحبائك يحترق البستان من العطش

لقد تفتحت أزهر الساحات من دمك المبارك

دعوة الضيوف، لتجري دمائه كالنهر المتدفق

يا لهؤلاء المسلمين ويل لهؤلاء المسلمين

جاء شهر الحب والدم، وجاء موسم الجنون

بكت الدموع دماً، وتغيرت الألوان

كهذه المصيبة الكبري، ستبقي خالدة

رثاء العندليب، وذبلت البساتين

2 سبتمبر 1987م ـ 8 محرم الحرام 1407 ـ قاعدة درة زيارة

بسم رب الشهداء

السلام عليك يا أبا عبدالله

10/10/1987م ـ قاعدة درة زيارة بائين للعمليات

يا الله يا رحمن

إلهي تقبلني، وادعوني، واهديني ووفقني... إلهي ومولاي، دعني أخشي هيبتك وعظمتك وأن يزداد أملي برحمتك يا أرحم الراحمين. هبني إيماناً بعظمة الجبال وحب لايوصف.

إلهي، إذا تركتني لوحدي ولو للحظة، سيضلني الشيطان ولا أخشي ارتكاب المعاصي أبداً. ويل لي، الإهمال، الذنب، الشقاء والجحيم. النار الأبدية، يا ويلنا...

إلهي، يا رحمن. التوبة، التوبة، هبني توبة نصوحة. توبة تجعلني طاهراً ونقياً. كالينابيع والبحر.

إلهي، لا أستطيع أن أصبر أكثر. لهذا أدعوك وأنتظر لحظات الفرج في كل ثانية. أذرف الدموع وأرفع يديّ للدعاء: يا الله، يا الله، يا رحمن، يا رحمن وأهمس قائلاً: آمين يا رب العالمين.

17/12/1987م قاعدة درة بائين، ليلاً،الساعة 12.

مع القافلة...

أصبحت وردية الأعشاب من دم شقائق النعمان

أصبح قلبي دامياً في حزن الأكفان الدموية

انقسم جدار الليل وازدهرت الشمس

 وداعاً لمعركتكم، أيها المتسللون

أتذكر تلك الفراشات المشتعلة

مثل الشموع نبكي في زوايا الجمعيات

ذهب البحارة مع قافلة النهر

أنا وحيد في هذه الصحراء

2/1/1988م ـ قاعدة درة زيارة بائين

الأيام الأخرى ليست كأيام الماضي. الجبال وفي كل مكان مغمورة بالثلج، وأينما نظرت، فهي بيضاء وبيضاء. مثل قلوب المتقين ...

كنت في خندق المراقبة. جئت إلي هناك، لأنّ الشباب أعدوا الشاي لي.  أنا آكل الطعام و أشرب الشاي.

أين أنتم يا شهداء الله؟

 يا لثارات سهل كربلاء

كأنما توقفت عقارب الساعة... لا ... لا ... مرت الثواني، مرت الأيام . لم أكن أعلم. مرت القوافل. هذا مصيري. ماذا علينا ان نفعل؟ ابق واحترق.

إلهي ليس لدي طاقة البقاء.

17/2/1988م

بسم الله الرحمن الرحيم

أشعر وكأنني منغمس في اللون الأزرق اللامتناهي من رحمة البارئ عز وجل.

لقد استوعبني. لقد وجدني. منذ البداية ، منذ الأبد، عندما نظر إلي خلقتي، للأسف، هذا أنا ... هذا أنا الذي لم يفهمه بعد. يقول: تعال، لماذا تهرب؟

ـ لا، لا، لن أهرب. لدي سلاسل حول رقبتي. السلسلة، التي يقع أحد طرفيها في يد الروح الشيطانية، هي النفس الأمارة. لن اهرب ابداً. "لا يمكنني الهروب من حكومتك." هل تستطيع الهروب؟ أينما أنظر أجد رحمتك.

يا حبيبي، أطلق سراحي، أطلق سراحي من السجن الذي أنا فيه. امنحني ريش وأجنحة، حتي أحلق بها إلي الأعلي.

يا دموع أذرفي وأزيلي غبار الصدأ عن وجه مرآتي، دعيني أشاهد مظهره لأقطف زهرة الوصال من بستانه... افتحوا الطريق، أريد أن أذهب ...

21/2/1988م

بسم الله الرحمن الرحيم

كما نقل أحد الأصدقاء، فإنّ هذا المثنوي القصير ألّف لأخوين الشهيدين حسن حسني وحسين حسني، من أبناء الشمال:

يا حسن، يا من كفنه تخضب بالدم

يا من دافع عن حرمة الدين والوطن

يا حسين، من أجنحة طائر الحب

يا شهيد محور العاطفة والحب

هنيئاً لكم التحليق بأجنحة دامية

هنيئاً يا من حب اعجازكم

بالرغم من رحيلكم من غربتنا

لم ننساكم أبداً أبداً

عندما تركت دائرتنا

عشعش الحزن الساخن في قلوبنا

الصدور هي مرآتك الساخنة

النواظر هي غيوم تطل علي بساتينكم

يا شهداء أحيائنا الصديقة

انملأ من معين الكوثر الصافي

سيبقي إسمكم خالد للأبد.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2939



http://oral-history.ir/?page=post&id=9731