تعريف كتاب

أين أنت يا رجل الإغاثة؟

ميناء كمايي
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2021-01-23


كتاب أين أنت يا رجل الإغاثة؟ مذكرات "علي عجرش" إغاثي في سنوات الدفاع المقدس في منطقة خوزستان، والتي كتبتها معصومة رامهرمزي عام 2018م بغلاف ورقي وفي 375 صفحة، صدر عن إصدارات مركز التوثيق والأبحاث للدفاع المقدس بسعر 30 ألف تومان.

يعرف الراوي في مقدمة الكتاب مصطلح "الإغاثي" على النحو التالي: "إلي جانب كل محارب يمسك سلاح بيده ويقاتل، يوجد هناك إغاثي بحقيبة إغاثية حتي يضمد الجريح في الوقت المناسب، يحمله علي ظهره مبتعدا عن ساحة الحرب والصراع. كما أنّ سائق سيارة الإسعاف رجل إغاثة أيضاً. إذا لم يتمكن من نقل المصاب الى المركز الطبي في اقصر وقت ممكن ستكون حياته في خطر".

من وجهة نظر مؤلفة الكتاب، وهي أيضاً إغاثية في زمن الحرب، فإنّ تعريف الراوي للإغاثي هو تعريف تجريبي وملموس لدور المنقذ وسائق سيارة الإسعاف في خضم الحرب. دور يكمل قتال المحاربين ولا يقل أهمية عن قتال العدو، تعتبر رامهرمزي أنّ السبب الأول لاختيار علي عجرش للمقابلة هو المعلومات الشاملة والمستمرة التي يمتلكها حول دور رجال الإغاثة وسائقي سيارات الإسعاف. اهتمامه بأعمال الإغاثة ووجوده المستمر في مؤسسات مثل الهلال الأحمر، ومقر الإغاثة الطبية، ومقر إغاثة الحرب، ومؤسسة مهجري الحرب المفروضة، ولجنة الحج الطبية، ومقر دعم الجبهة والحرب حيث تعتبرمن الأسباب الأخرى لاختياره.

إنّ اهتمام المؤلفة وحساسيتها بتوثيق المذكرات، وجمع المعلومات من المصادر المتاحة، وإجراء البحوث، فضلاً عن إجراء المقابلات وجهاً لوجه، يضاعف شفافية التاريخ الشفوي للكتاب.

من خلال إجراء أكثر من 60 ساعة من المقابلات على مدى عدة سنوات، تنهي رامهرمزي ذكريات "علي عجرش". على الرغم من أنّ الموضوع الرئيسي لهذا الكتاب هو العلاج الإغاثي للحرب على أساس أنشطة المنظمات الشعبية والتطوعية والمتعلقة بالهلال الأحمر والموظفين الطبيين، ولكن تم التركيز أيضاً على موضوعات مثل: "أنثروبولوجيا آبادان، ثقافتهم، اهتماماتهم وأسلوب حياتهم، ونظرة على حياة "العشائر العربية في آبادان"، مأساة حريق سينما ريكس آبادان، الزواج البسيط وغير المكلف للشباب أثناء الحرب، ومعلومات اللجنة الطبية للحج".

كتاب "أين أنت يا رجل الإغاثة؟" يتكون من ثمانية فصول، يرتبط كل منها بجزء من حياة الراوي. الفصل الأول بعنوان "أيام بعيدة"، ويتناول حس الفضول لدي علي عجرش أيام طفولته وسن مراهقته، والذي يسميه المؤلف "الحاج علي".

يقول الحاج علي في جزء من الفصل الأول عن ترفيه أطفال آبادان: "كان ترفيهنا في أيام الصيف الحارة السباحة في شط (نهر بهمنشير). نتنافس مع الأطفال ونسبح في الشط، وعلى الجانب الآخر من الشط نصل إلى جزيرة خضراء مليئة بأشجار النخيل والعنب، حيث نأكل ما نريد منها، ونغفو حينها في ظلال النخيل." لم نكن على علم بالقضايا الاجتماعية، لم نكن نعرف ما يدور حولنا، وكانت لدينا حياة بسيطة وكنا راضين بحياتنا".

"أيام اليقظة" تتناول أحداث ما قبل الثورة، حريق سينما ريكس آبادان، عودة الإمام الخميني الراحل (رحمه الله) إلى إيران، انتصار الثورة، و..إلخ، في إطار الفصل الثاني يتحدث الحاج علي عن مأساة سينما ريكس: "أهل آبادان لن ينسوا أبداً ليلة 20 أغسطس 1978. لم ينم أحد في تلك الليلة. كان الناس مرعوبين وقلقين. ولم تسمح الشرطة لمن حزنوا برؤية جثث أبنائهم. في منتصف الليل، تم نقل جثث الضحايا إلى المقبرة وطُلب من الناس الذهاب إلى المقبرة في الصباح للتعرف على الضحايا ودفنهم. في الصباح الباكر احتشد الناس على طريق المقبرة، وكان شهر رمضان والناس صائمين والطقس حار جداً. تم تكديس الجثث المحترقة لتتمكن العائلات من التعرف عليها. ولم يتسن التعرف على جثث كثيرة بسبب الحروق الشديدة ".

"وفي جزء آخر من الكتاب يقول: "كنا أناساً عاديين عشنا بلا هموم حتى شهور قليلة قبل الثورة ولا علاقة لنا بالآخرين. جعلنا الإمام على وعي بالمجتمع وأخرجنا من اللامبالاة. في صباح يوم 10 من فبراير، تظاهر أهالي آبادان أمام ساحة التمثال للإطاحة بتمثال الشاه. وصلنا أنا وأخي مجيد، وأخيراً سقط التمثال على الأرض بسبب جهود الناس.

هذه الأحداث تجعل راوي كتاب "علي عجرش" يشعر بالفخر والعزة، ويسمى الفصل الثالث "أيام النمو." التعاون مع الحرس الثوري الإيراني والهلال الأحمر، وقضية خلق عرب، ومحكمة سينما ريكس، إلخ. هي موضوعات هذا الفصل.

"أيام المقاومة والهجرة وأيام الحرب والحياة" هي عناوين الفصول الرابعة والخامسة والسادسة من كتاب "أين رجل الإغاثة؟" والتي تركز علي أنشطة الراوي. الأنشطة التي جعلته في نهاية المطاف رئيساً للهلال الأحمر في مدينة ماهشهر ودور الحاج علي في الإغاثة واضح للجميع.

يقول الحاج علي عن قصة توليه رئاسة الهلال الأحمر: "في نهاية عام 1981 أمر الدكتور فيروز آبادي بتأسيس الهلال الأحمر في ماهشهر. ونظراً لقرب مهام مقر الهلال الأحمر للإغاثة والعلاج، طلب مني مسئولو المدينة تولي مسؤولية الهلال الأحمر بالإضافة إلى أنشطة المقر. في الواقع، ما كنا نفعله بشكل عفوي وثوري حتى ذلك الحين أصبح رسمياً وقانونياً. كنا مستعدين تماما لعملية "الفتح المبين" في ماهشهر. طلبت من جنكيز عبدي الاهتمام بالوضع في غيابي وإبقاء الجميع على أهبة الإستعداد. أخذت إحدى سيارات الإسعاف وذهبت إلى الشوش وعملت في مستشفى شهيد كلانتري. نقلت الجرحى من غرفة الطوارئ خلف خطوط الجبهة إلى المستشفى والجرحى من المستشفى إلى قاعدة وحدتي في دزفول. "بعد العودة إلى ماهشهر، انزعج الشباب لأنني ذهبت بمفردي".

يتناول الجزءان الخامس والسادس من الكتاب قضية الزواج البسيط في زمن الحرب. مراسيم الزواج التي كانت جميلة جداً ومفيدة في نفس الوقت. قصة زواج الراوي من زوجته شيقة جداً وفي النهاية هي بسيطة." حفل الزفاف عبارة عن خاتم ذهبي وزوج بسيط من الأحذية. على الرغم من أنّ والدي كان لديه موارد مالية جيدة، قرر كلانا أن نقف على قدمينا منذ اليوم الأول ."كان حلمنا أن نبدأ حياتنا علي نمط حياة الإمام علي (عليه السلام) والسيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها).

 

استمرار نشاط الراوي في الفصلين السابع والثامن من كتاب أين رجل الإغاثة؟ إنه أكثر ارتباطاً بمسألة الإغاثة. أيام الحج والإغاثة، الأيام الأخيرة، هي عناوين الفصلين الأخيرين. موضوعات مثل: "رحلة الحج الأولى عام 1983، عيادات منا وعرفات، قوات الإغاثة في الحج، عملية والفجر، بيكان الهلال الأحمر في الفاو، المسؤولية عن جبهة الأهواز، قبول القرار، وإلخ. هذان الفصلان مثيران للغاية وممتعان.

في الصفحة 319 من الكتاب، رويت قصة "بيكان الهلال الأحمر في الفاو: "قررت منذ وقت أن أذهب إلى الفاو وكنت أبحث عن فرصة للقيام بذلك. ذات يوم ركبت سيارة بيكان تابعة للهلال الأحمر وذهبت إلى الفاو. وكانت القوات الفنية والهندسية قد شيدت جسراً متحركاً يسمى "جسر الخضر" على نهر أروند لنقل القوات والمعدات إلى الفاو. ذهبت إلى الجانب الآخر من أروند مع مقطورة عبر جسر الخضر. عندما رأى المقاتلون البيكان ضحكوا وأشاروا إليه بإصبعهم، ولا بد أنهم قالوا لأنفسهم: من أتى إلى الجبهة بسيارة بيكان."

في الصفحات الأخيرة من كتاب "أين أنت يا رجل الإغاثة؟" تم عرض قائمة بالمصادر والوثائق والصور.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2212



http://oral-history.ir/?page=post&id=9720