تسويق مؤلفات التاريخ الشفوي، فرصة أم تهديد

مليحة كمال الدين
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2020-12-13


يعتبر تسويق جميع السلع، بما في ذلك السلع الثقافية، أحد مكونات الاقتصاد الثقافي، والذي، بالنظر إلى احتياجات الجمهور والحاجة إلى بيع المزيد من الأعمال الثقافية وتسليم السلع للمستهلك، يؤثر على العديد من المجالات الثقافية والمنافسة في هذا المجال.

"يشير إدخال مفاهيم مثل الصناعات الثقافية والسلع الثقافية والسوق الثقافي في أدبيات العلوم الاجتماعية إلى ظاهرة نتجت عن التقارب والتداخل بين عوالم الاقتصاد والثقافة." كما توضح دراسة آثار العولمة على تجارة السلع الثقافية بأنّ ظاهرة الثقافة كيف تتغير تحت ضغط التطورات الاقتصادية، بما في ذلك ضغوط الأسوق العالمية". (خوارزمي، شهين دخت، عولمة سوق الثقافة، جريدة همشهري، الثلاثاء12/8/2008م)

في السنوات الأخيرة، لم تكن الأعمال المنشورة في مجال التاريخ الشفوي في مأمن من هذا النهج وتم وضع عدة طرق لأعمال التسويق على جدول الأعمال.

من الواضح أنّ أساس جمع المعلومات في التاريخ الشفوي هو إجراء المقابلات. يعتقد البعض أنّ التاريخ الشفوي يتشكل حرفياً في عملية "محادثة" و أنّ وجهي المقابلة لهما هدف في شكل التحدث والاستماع، مما يمكن أن يخلق عملاً تاريخياً قائماً على الذاكرة وينتج نصاً واضحاً كوثيقة تاريخية للإنتاج.

في الوقت نفسه، ومع تقدم التقنيات في مختلف المجالات وزيادة الأعمال الثقافية، أصبح شعار ضرورة "تسويق" البضائع، بما في ذلك أعمال التاريخ الشفوي، مسموعاً أكثر من أي وقت مضى. أدى هذا التسويق والأعمال التجارية إلى قيام البعض بنشر وتسويق جميع أنواع مقابلات الأسئلة والأجوبة من خلال إعادة قراءة بسيطة وتحرير موجز، والذي نرى في كثير من الحالات ضعفا فيها. وتجدر الإشارة إلى أنّ الشجاعة في الكتابة شيء، والجهد لإنتاج عمل جيد شيء آخر. بالطبع، نظراً لعدم وجود توافق في الآراء بين الخبراء والمحللين حول التاريخ الشفوي وكيفية تجميعه، فإننا نواجه أنواعًا مختلفة من التجميع. على سبيل المثال، يعتقد البعض أنّ جميع الأشخاص الذين تتم مقابلتهم، يجب ذكر وتجميع جميع الحالات، مثل السعال والضحك والانطباع وما إلى ذلك، في التجميع النهائي. يحذف آخرون الأسئلة ويجمعون المذكرات بفصول وعناوين ومؤلفات جديدة. يقوم البعض أيضاً بكتابة الأسئلة والإجابات طالما أنها لا تضر بأسلوب خطاب الراوي وتكون قريبة من اللغة الفارسية القياسية، ولكن يمكن القول أنه من بين كل هذه الأعمال التي يتم إنتاجها لتفعيل عملية التسويق، ربما في مرحلة ما تعمل علي هذا المنوال، لكن بعد فترة من الزمن، ومع تشبع السوق وتلبية احتياجات الجمهور،ستفقد هذه الفعالية حدتها. في هذه الحالة، ستصبح الأعمال التي لها مبادئ وقواعد مهنية مصدراً ومرجعاً في مسار طبيعي بعيداً عن الإعلانات الإعلامية والعواطف الزائفة.

وأخيراً أؤكد أنّ ما كتب ليس رفضاً أو انتهاكاً لبعض الأعمال المنشورة، بل منذ بداية اختيار الموضوع والراوي، يجب النظرفي الجودة لخلق عمل مقبول يعتبره المؤرخون وليس فقط لجذب العملاء وبيع المزيد منها.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2094



http://oral-history.ir/?page=post&id=9625