انتصار الإيمان ـ 9

شهره أبري
محسن مطلق
ترجمة: هادي سالمي

2020-11-23


أنا والدة المفقود "علي حجابي".

كان سيد قاسم وعلي صديقين مقربين.

 

عندما استشهد علي، شغل السيد قاسم مكانه الشاغر. عندما كان في طهران، لم يمر يوم لم يزرنا فيه. شعر أنه في غياب ويجب أن يكون معنا ويؤازرنا. لقد أصبح فرداً من عائلتنا، وكلما جاء إلينا متأخراً، كنا نفتقده جميعاً.

عندما يدخل المنزل، يأخذ أولاً القرآن من الرف ويبدأ في تلاوته. ثم تحدث إلى الوالد ويلعب أحياناً مع محسن، شقيق علي الأصغر. كان شهر رمضان، حيث السيد يتواجد في طهران، في الغالب يتواجد عندنا قبل صلاة الفجر والإفطار. في الفجر، وقبل الأذان، كان يقف في ركن من الغرفة التي كانت محجوزة بالفعل للسيد، وكما قال الوالد، تمتلئ مساحة المنزل برائحة صلاة ليل السيد.

التقطت صورة للسيد في دوكوهه. عندما كان مع علي في الجبهة، قمنا بتأطير هذه الصورة ووضعناها على الرف حتى إذا لم يزرنا، فسنرى صورته على الأقل. لكن في كل مرة يأتي ويرى الصورة على الرف، كان يقول ارفعوا الصورة من علي الرف ونحن نقوم بوضعها في مكان آخر أثناء تواجده في بيتنا. ولكن بمجرد أن يغادر السيد المنزل، تعود صورته إلى ركن الغرفة لتزين المنزل مرة أخرى. بعد استشهاد علي، قام السيد بتحرير ألبوم الصور الخاص به وقام بتدوين ملاحظة لكل صفحة من الألبوم، والتي ما زلنا نحتفظ بها كتذكار.

كان يقول لي: "لماذا لا تذهبين إلى مقبرة (بهشت ​​زهراء) كل خميس لتغيير الجو والخروج من النفسية المرهقة؟" كنت أقول له، " يا ولدي!  ليس لعلي قبر لأذهب وأجلس عنده . عندما أدخل إلي المقبرة، أشعر أنه ليس لدي وجهة معينة، أشعر أنني تائهة بين القبور، "إلى أي قبر يجب أن أذهب؟"

فجأة رأيت السيد قاسم يبكي وقال لي إنني إذا رأيت علي - أي إذا رأيت علي في ذلك العالم بعد استشهادي – فسأقول له على الأقل تعال  لزيارة منزلك أو المجيء إلى حلم والدتك.

كان السيد يحب الحلاوة الطحينية كثيراً. كلما كان في طريقه إلى الجبهة، كنت أضع له حلاوة طحينية ليأخذها معه. ولما يودعنا، كان يقول: "أدعو من أجلي لتحقيق حلمي"كما كنت أقول له:

ـ إذا أملك أن ترجع بالصحة والسلامة ثانية، سندعو الله أن يحقق ذلك. لكن إذا ....

يوم استشهاد السيد رغم أنّ خبر استشهاده لم يأت بعد، قال محسن ابني الأصغر الذي كان صغيراً في ذلك الوقت: "رأيت السيد في السحاب"  بعد ذلك علمنا أنّ السيد استشهد.

أنا سيد محسن ذبيحي فر، شقيق سيد قاسم.

أعتقد أنه حتى الأخ المقرب لا يمكنه الإدلاء بتصريح صحيح وكامل عن أمثال سيد قاسم.

كانت هناك أيام عندما كنا أنا وأبي وسيد قاسم في الجبهة معاً، وكما يقول المثل الشهير، ذهبنا إلى المقدمة كعائلة، لكن حتى في تلك اللحظات، لم أستطع فهم أخي. بدأ نشاطه من الباسيج والمسجد. يسمى مكتبه المرصوص مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) الذي ما زالت موجوداً، والطلاب الذين نشأوا على يد السيد ما زالوا نشطين فيها.

كانت ملاحظاته الغامضة وصمته وكل ما يدور في قلبه من بين الأشياء التي تميزه عن باقي المقاتلين هناك.

كان لاستشهاد علي حجابي أثر كبير على روحه وحياته. وحتى بعد استشهاد علي لم يقطع علاقته بأسرة الشهيد حجابي.  حتى أنه أراد تغيير اسم عائلته من ذبيحي فر إلى حجابي. أعتقد أنّ الذكريات التي كانت لدى السيد في منزل الشهيد حجابي هي أكثر من ذكريات بيتنا.

أنا محمد داوود أبادي. أحد أصدقاء سيد قاسم وليسوا قدامى.

إنّ معرفتي بالسيد قد بدأت من الجمعية الإسلامية للمدرسة عام 1983م. في ذلك الوقت لم ينتبه إلينا السيد قاسم كثيراً، لأنه كان مشغولاً للغاية، وكما يقول المثل، كان يجول ويصول مع الكبار"، من ناحية أخرى، برؤية تحركات السيد وسلوكياته، أصبحت أكثر حرصاً على جعل علاقتي معه أكثر حميمية. في عام 1984م عندما أتيحت لنا الفرصة بمشيئة الله تعالي للذهاب إلى المنطقة مع سيد وعدد قليل من أصدقائنا المقربين، أصبحنا أصدقاء منذ ذلك الوقت.

 

تم إرسالنا إلى لواء 20 من رمضان، الذي كان جزءاً من المعسكر في ذلك الوقت  وكنا معاً، وكما يقول المثل، أمضينا النهار والليل تحت خيمة واحدة. كانت بداية التعارف والعصر الذهبي لصداقتنا مع السيد لقد بدأت منذ ذلك الوقت.

لطالما كان السيد يزرع الأمل فينا من خلال موقفه وكلامه وأفعاله، وكان مبتسماً، على عكس العقلية التي كانت لدى بعض الناس مثل الأشخاص الجادين جداً. كانت إحدى نكاته الجديرة بالذكرهي إيقاظنا في منتصف الليل.

بعد الاستيقاظ والصلاة في منتصف الليل، كان يوقظنا جميعاً ونستيقظ بصخب. ثم يقول:

ـ استيقظوا، حتي لاتقيمون الصلاة بتأخير.

 لكنه لم يعد يقول أي الصلاة. نهضنا جميعاً وعدنا إلى الخيمة بعد الوضوء. وبينما كان يقوم للصلاة،  كان يقول: "الآن سنقيم مع بعض صلاة الليل".

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 1974



http://oral-history.ir/?page=post&id=9584