مختارات من مذكرات ولي الله جه بور

انفجار في مكتب رئيس الوزراء

ترجمة: أحمد حيدري مجد

2020-09-01


في اليوم الذي انفجر فيه مكتب رئاسة الوزارة في ميدان باستور واستشهد رئيس المجمهورية محمد علي رجائي ورئيس الوزاراء حجة الاسلام باهنر، كنتُ مع أشرف اسلامي الذي كان مساعد وممثل رئيس الوزراء في القانون، كنا في الطابق الأرضي داخل المطعم نتغدى  وفجأة سمعنا صوت انفجار مهيب من الطابق العلوي حيث صالة انعقاد الجلسات. رافقه دخان كثيف. في نفس الطبقة الأرضية رأيت المساعد التنفيذي لرئيس الوزاء السيد بهزاد نبوي وسألته وأنا غاضب: "ما الذي حدث؟" فقال: "صوت انفجار من صالة المؤتمرات". وصل فريق الاطفاء وبدؤوا باخماد النيران. وبعد اخماد النار صعدت إلى الطابق العلوي. كانت صالة المؤتمرات محترقة بالكامل وليس واضحا من كان في الصالة. بحثتُ عن جثتي السيد رجائي وباهنر. مع رؤية جسدهما والوضع الذي لا يمكن وصفه، فقدت الاحساس بنفسي؛ جلس جسد الشهيد رجائي على الكرسي وتراجع كرسيه اثر الانفجار للخلف. وكذلك كان حال الدكتور باهنر. كانت الحروق لا تسمح لأحد بالتعرف عليهما. بمساعدة أشخاص كانوا هناك، أخرجنا الجثث وانزلناها للأسفل ثمّ وضعناها في ثلاجة الموتى في مبنى الجاهد الواقع أمام مجمعنا حتى تتضح القضية. من شدة غضبي قلت لبهزاد نبوي صارخا فيه: "من هو مسؤل الأمن هنا؟" فمسؤل الأمن الذي لا يمكنه تأمن أمن رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزاء، يجب سجنه فورا؟! من سبب هذه الكارثة؟" قال السيد نبوي: "مسؤلية أمن الشخصيات والرئاسة مع رئاسة الأمن". صؤرخت: "الشخص الذي يكون بهذا الضعف ولا يمكنه حراسة جلسة حكومة، هل يسلم رئاسة أمن كل البلاد!" من شدة غضبي أوشكت على تبادل اللكمات على بهزاد نبوي وكانت السيد رجائي حاضرة ومنعتني.

أخذت مفتاح الثلاجة من مسؤل الأمن وأبقيته عندي. قي اليوم الثاني، صباحا حيث كنتُ في مكتب التنسيق الذي سلمني إياه السيد هاشمي رفسنجاني أن أنقل الجثامين لتشيعيها أمام مجلس الشورى الاسلامي الواقع في شارع الإمام الخميني، فتحت باب الثلاجة ولكن لا يمكن التعرف على ملامح الجثامين. من حسن الحظ لقد تعرفت السيدة رجائي على زوجها من أسنانه وعلى هذا حلت المشكلة، لأنّ الجسد الثاني للشهيد باهنر. وضعنا الجسدين في تابوتين ونقلناهما أمام المجلس. في هذه الأثناء ظهر أمامي شخص طويل حاملا كيسا وقال هذا جثمان الشهيد كشميري، أرجوك ضعه مع بقية الأجساد لأخذه معهم. عبر رؤية ما يحتويه الكيس ليس سوى أشياء محروقة وفحم ولا يتجاوز وزنها الكيلوين غرام. تعجبت وشككت في الامر؛ كيف يمكن لجسد أن يتحول إلى هذا الصغر ولا يشبه الجثمانين! لذلك لم أرسل الكيس مع الجثمانين حتى أتحقق من الأمر؟ لا أعرف من أوصل الخبر إلى السيد مرتضائي فر (المعروف بوزير الشعار) بأنّ كشميري قد استشهد. كان مرتضائي فر يطلق صيحاته "كشميري شهادتك مباركة" وبعد نهاية التشييع، جلست فوق الباص الذي حمل الجثامين ورافقتهم حتى مقبرة جنة الزهراء. ترجلت وأنا منشغل بالشخص الذي سلمني الكيس. لم أر ذلك الشخص سابقا ولا أعلم من أين ظهر، هل قال الحقيقة أم لا؟ اتضح أنّ كشميري هو مسبب الانفجار وهرب. كان عنصرا مهما في مجموعة المنافقين وأظهر نفسه على أنه من أوفياء الثورة وأوصل نفسه بدهاء بين المسؤلين واطئنوا به؛ بصورة أنه استطاع الوصول إلى أكثر الاماكن حساسية أي مكتب رئيس الوزراء وارتكب جريمته في الوقت المناسب. حذرت الشهيد رجائي مرات وكرات أنّ بعض أعضاء فريقه كانوا من التوابين، وألا يطمئن بهم وأخبرته أني أشكّ بهم، ولكنه كان يعتمد عليهم والنتيجة كانت هو ما حدث على يد الكشميري.

كان الشخص طويل القامة الذي سلمني الكيس يريد خداعي ليسمح لكشميري بالفرار.

مرت فترة على الحادث حين سمعت بأنه تمّ تسليم الملف لأسد الله لاجوردي. ذهبت لزيارته وقصصت عليه قصة الرجل والكيس. سأل لاجوردي: "إذا رأيته هل ستتعرف عليه؟" قلت: "أذكره بالكلم وساعرفه!" فطلب مني أن أذهب معه. ذهب إلى سجن أوين وتحدثنا في الطريق عما حدث. طلب مني قائلا: "إذا رأيته لا تظهر أنك تعرفه وأخبرني إذا كان هو". ثم طلب أخذي إلى غرفة أجلس فيها انتظر. بعد دقائق أحضروا لي سجينا معصب العينين. عرفته فورا وتأكدت أنه هو. وأشرت للاجوردي على أنه هو نفس الشخص! فأمر بفتح عينيه. ثمّ سأله هل تعرف هذا الشخص (وأشار لي). ولكن المجرم ليس مستعد ليفتح عينيه ولم ننجح في فتح عينيه. كان المجرم داهية في ردة فعله. وامر لاجوردي بإعادته للسجن. يحتمل أنه رآني وفهم بأنه قضي عليه لذلك يتهرب من فتح عينيه.

ولا أعرف ما حدث له ومع شهادة أسد الله لاجوردي لم أعرف مصيره. (1)

 

  1. جه بور، ولي الله، مع الشيخ الطاهر (مذكرات ولي الله جه بور)، طهران، مركز وثائق الثورة، 2011، ص 174.

النصّ الفارسي 



 
عدد الزوار: 2166



http://oral-history.ir/?page=post&id=9422