في ليالي الذكريات 21 آذربايجان الشرقية:

حين أصدر صدام أمر التراجع من خرمشهر

مريم أسدي جعفري
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2020-06-13


خاص موقع التاريخ الشفوي، أقيم برنامج ليالي الذكريات الحادي والعشرين يوم السبت 32-5- 2020برعاية الحوزة الفنية لمحافظة آذربايجان الشرقية عبر الانترنت. وتطرق كلّ من أمير فريور جعفري والعقيد يوسف رامجو لعمليات بيت المقدس وتحرير خرمشهر.

وبدأ أمير فريور جعفري بشرح أنّ فتح خرمشهر، ليس فتحا للتراب؛ بل فتح للقيم الانسانية والاسلامية العاليتين ثمّ تطرق إلى بداية هجوم العراق على إيران وأضاف: شعر العراق بسبب الظروف الحاصلة في بداية الثورة الإسلامية أنّ هناك تزلزل في القوات المسلحة. وأكمل: أراد العراق استغلال نقطة الضعف هذه عبر عمليات شملت الحدود كلها وكان قراره فتح خرمشهر؛ لأنّ خرمشهر هي مفتاح محافظة خوزستان.

وقال أمير جعفري: بعد 34 يوما من المواجهات بين أهالي خرمشهر والوحدات المستقرة هناك، أجبرت القوات الموجودة في المدينة أن تعلق خبر سقوط المدينة للإمام رضوان الله عليه ومنذ ذلك اليوم، أطلقوا على خرمشهر مدينة الدم والانتفاضة.وأجبرت الجمهورية الإسلامية على تحديد موقفها إذ أولا أوقفت ماكنة حرب العراق ثم بدأت في دعم الدفاعات وكسب الوقت لشنّ هجمات على العدوّ وفي النهاية القيام بعمليات متقابلة لتحطيم قوات العدوّ.

وأكمل جعفري: إحدى أفضل استراتيجيات الجمهورية الإسلامية الإيرانية، عمليات الفتح المبين إذ يمكن القول إنها فتح الفتوح. ومباشرة بعد عمليات الفتح المبين، وبينما كانت القوات العراقية مرتكبة مما يحدث لها وأجبر على الهروب من الحدود، أُتخذ القرار لعمليات تحرير خرمشهر بعد 566 يوما. وظهرت بعض النقص في المعلومات المكتسبة. وبالنظر للمشاكل المحيطة بخرمشهر، أتخذ القادة قرارا أن تلتقط صورة جوية من كلّ خرمشهر. ومن الحواجز التي كانت المنطقة العمياء في الكرخة، كاورن، والثالثة نهر أروند والرابعة هور العظيم أو هور الحويزة.

وأضاف أمير فريور: وبعد 566 يوما من احتلال القوات العراقية المدججة بالسلاح لخرمشهر، حفرنا خنادق قوية باالجهزة الموجودة في بنادر وجمارك  خرمشهر. حتى أنهم غطوا الاعمدة الحديدة خوفا من رؤية العدو لهم. والمعلومات تحكي عن أنّ هناك أسلاك شائكة محيطة بالمدينة وموصولة بالكهرباء والخنادق مملوءة بالقير والألغام. وهذا من الأمور التي سببت في تأخر العمليات؛ لذلك قام الطيارون وحسب التصميمات المتخذة، بالتقاط الصور وتوصلنا بعد معاية الصور إلى كلّ المعلومات ما هي إلا مجرد اعلانات كاذبة.

وأضاف: بين كلّ ثلاث كيلومترات كانت قنوات مرصوفة بالاسلاك الشائكة والألغام. وبدات العمليات في قالب أربع مقرات فتح وفجر ونصر والقدس، وبتركيب من قوات الجيش والتعبئة والحرس الثوري. ويمكن القول إنها من أكثر العمليات تنضيما تشكلت من ثلاث قوات شعبية. وقال أمير جعفري: كنا ضمن الوحدة المدفعية تستهدف أي هدف تطلبه القيادة العليا ومن حسن الحظّ لم يكن عندنا نقص في المعدات، وقصفنا كلّ الاهداف المسلمة لنا. وقد وصلنا إلى الأيام الثلاث الاخيرة وكنا متعبين جدا. ولأنّ المنطقة كانت مسطحة، كنا نرى الحركة جيدا. وقال المراقب إنه يرى بين 700 إلى 800 شخص من قوتنا تلتحق بنا. وترحكنا معهم لنقص أماكن تفتح لهم الطريق. وحين كنا نقصف وصلت مكاملة وفي نفس الوقت قال المراقب: "ماذا نفعل؟" تفاجأت. خفت من الوصول إلى طريق مغلق! قلت لهم: "أوضحوا لي! ماذا تريدون بالتحديد؟" قال: "الحقيقة هي أن مروحيتهم فوقنا وانزلت فوق رؤوسنا بعض المعدات. وقمنا باستهدافها وفرت هاربة. ولكن ماذا نفعل بالبقية؟" قلت: "ولكن ما الذي حدث؟" قال: "يا سيدي ما أراه رفع أكثر من 10 آلاف شخص أياديهم ويوقولون: دخيل الخميني. ماذا نفعل؟ عددنا قليل. كيف نسيطر عليهم؟" كنا مشدوهين قليلا، كنا نطير من فرط السعادة.

ولأكمل أمير فريور جعفري: وبعد مرور الوقت على هذا الحدث وفتح خرمشهر، وصل الخبر إلى الإمام (ره) بأنّ قواتنا دخلت خرمشهر. قال الإمام (ره) "حرّر الله خرمشهر"  وهنا تسجد قول الإمام (ره) للقدرة الإلهية كيف انتصر 800 شخص على 35 ألف شخص. ومع وجود مراقبة صوتية سمعنا صدام يأمر بالتراجع. بينما كان صدام يصرّ طوال 25 يوما أو 30 يوم، على قتل كل من يتراجع. رغم ذلك أصدر امر التراجع. وأمرنا بأن تغلق جميع طرق العودة. أسرنا ما يبلغ 19 ألف و500 أسير. وما هو عدد الجرحى والقتلى، عرفنا فيما بعد. وكان آخر أمر أصدره صدام {بطل القادسية على حدّ تعبيره} هو "البطل هو من يتراجع".

وتحدث العقيد يوسف رامجو عن الاعزاء الذين شاركوا في عمليات إلى بيت المقدس وبدأ من عمليات بيت المقدس وقال: لم يمر شهر على عمليات الفتح المبين حين بدأت عمليات بيت المقدس  وكنت في كتيبة الشهيد مدني في مدينة سوسنكرد مع أبناء تبريز وفي كامل استعدادنا. وحين وصل الموعد، تحركنا إلى روفيّة. ولأسباب، لم تبدأ العمليات من هناك وعدنا أدراجنا واتجهنا إلى الاهواز. وبدأت العمليات في 11 أرديبهشت.

وأضاف: توحدنا مع الاعزاء في الجيش وانتجهنا إلى خرمشهر. كانت المهمة المخولة لنا تقع في طريق الشلمجه حيث بنى العراقيون هناك قلعة محكمة. كانت محاولات العدو كسر ما هو آتٍ لهم. فجأة انتبهنا إلى جيش العراق المدجج بالسلاح الحديث يتجه لنا مثل النمل والجراد. وقام مقاتل منا (لا أذكر اسمه) باستهداف دباباتهم بالآر بي جي. وسرنا مساء متجهين إلى الشلمجه ومخفر كوت سواري.

وقال: في كتيبتنا، اعزاء نكرّم أسماءهم: الشهيد ناصر دستكيره والشهيد السيد حسن شكوري ومكانهما خالي. قائد كتيبتنا الشهيد السيد حسن شكوري، هو من قادنا إلى الشلمجه. المكان الذي استقرينا فيه يقع بالتحديد أمام مخفر كوس سواري العراق. فجأة شعرنا برصاص يطلق علينا من خلفنا. هنا عرفنا بأننا محاصرون. وقام قائد كتيبتنا بسرعة بارجاعنا إلى مكان جديد كان قد قصف مسبقا. بقينا في المكان لعدة أيام، وبعد أيام سمعنا خبر اعلان تحرير خرمشهر.

وأضاف العقيد رامجو: لم يكن عمري يتجاوز 20 عاما حين شاركت في هذه العمليات. كانت الشلمجخ طريقا لكتيبة الشهيد مدني حتى انهاء عمليات بين المقدس وعلى يمينها تقع خرمشهر، التي فتحت على يد أبطال الاسلام وتطهرت من لوث الوجود العراقي. ونظرا للعدد الكبير من الأسرى العراقيين، كنا مستقرين في الشلمجه حتى تحضر القوات كاملة.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2591



http://oral-history.ir/?page=post&id=9276