بجهود المركز الفني في آذربايجان الشرقية

حكاية من غواصي كربلاء 5 في "ليالي الذكريات

مريم أسدي جعفري
ترجمة: حسن حيدري

2020-05-16


 

أقيمت الليلة العشرون من ليالي الذكريا للدفاع المقدس من قبل المركز الفني في محافظة آذربايجان الشرقية، دارت حول توثيق صورة عن غواصي عمليات كربلاء 5 وقائد طائرة حربية.

خاص موقع التاريخ الشفوي، أقيمت الأمسية على محورية الفنّ والفنانين في الدفاع المقدس والثورة، عصر السبت 2 مايو 2020على الانترنت.

وتحدث المصور بهزاد بروين قدس عن قصة صور من غواصي عمليات كربلاء 5 وقال: "لا أحد يؤيد فطرة الحرب، ولكن من نِعم سنوات الدفاع الثمان شهدناهـ ويجب الحديث عنه والكتابة عنه لسنوات. ومن حسن الحظّ كنت من الرواد متعبوي، عبر أعمالي الفنية منها الرسم والكتابة في الخنادق. في فترة الحرب، كنت أكتب المذكرات وأصور عبر كاميرا سوبر 8، ولكن أفضلها هي الصور. في كلّ عملية ننطلق فيها للجبهة، كنتُ أحمل معي كاميرا. في عمليات والفجر 8 في منطقة الفاو، كنت موظف في الاذاعة والتلفزيون. ولكن لم أستطع الذهاب. وأحزنني ذلك؟. وأخذت من الشهيد الكبير "أحمد مقيمي" عهدا إذا ذهبوا للغوص هذه المرة أن يأخذوني معهم. وكان هو يصرّ على مجيئي لتوثيق عمل الغواصين. ووضعنا كلمة سرّ إذا حصلت عملية الغوص، وذلك من أجل الأمن. وحين يتصلون عليّ، لم يكن معي أية عدّة للتصوير، لا فيلم ولا كاميرا جيدة ولا مال. اشتريتُ كاميرا ويزن 2 وثلاث أفلام تصوير وذهبت. كان المكان سري. حتى الجيش نفسه لا يعلم أين تذهب الكتيبتان. كانوا من الغواصين المدربين قبل عمليات كربلاء 5، وبدأت بالتصوير. ولأنّ الأفلام قليلة صورت الشباب انفسهم. قال الشهيد الحاج حسين داريان أو احمد مقيمي: "هل تراهم كيف يغوصون هم يتمرنون؟ لن يبقى أحد نهم غدا. صوّرهم ما استطعت". وكنتُ أصوّرهم كلهم. وكنت أبحث عن لقطة مميزة. ويطلبون مني: "صوّر من هذا الشخص أو ذاك". أي أنهم لم يكونوا راضين بالتصوير. لقد كانت معاملتهم مع الله ولا يبحثون عن مِنة. على أية حال، وكنت أصور بروحية مصور دون مجاملة. في الأيام الأخيرة من كربلاء 4، أي ما يقارب 14 يوما عن كربلاء 5. وأصروا عليّ لتسليم النغانيف لهم لأنه يدخل ضمن القضايا الأمنية. قال لي السيد أحمد: "دعهم لي". قلت: "يا سيدي التقطت هذه الصور من أجل اللواء ولا علاقة لها بكم". دفنت النغاتيف تحت التراب. وذهبت إلى الاهواز دون علم أحد. أحضرت أفلام جديدة، وقلت لهم هذه هي. ورميتها قبل تسليمها في الطين وقلت: "لقد وقعت في الماء. دعوني وشأني". قال أحد: "أنت حساس جدا بالموضوع. دعهم. ليس لديهم ما يقدمونه. وهكذا يريدون تبرير عملهم". ووجدت اقتراب موعد العمليات. وأرسل أحد الشباب في مهمة إلى تبريز. أرادوا ابعاده عن المنطقة. لقد استشهد اثنان من إخوته. الشهيدان سروري. قالوا من الصعب استشهاد ثلاثتهم. ووجدتها فرصة فقلت له لديّ أمانة تاخذها معك، سلمها لعائلتي. وأخبرهم إذا استشهدت فليفتحوها. وإذا لم استشهد فأنا من سيفتحها. وأخذها متصورا أنها وصيتي الاخيرة. وكان يعرف عنوان بيتي، لأنه كان يأتي إلى هيئة الأنصار. وذهبنا إلى العمليات. لم يحصل شيء لنا. ولكن وقع الكثير من الشهداء. مثل احمد مقيمي وحميد هاتف وغواصون آخرون. كان الجميع يبحث عني! اعطني الصور. كنت أبحث عن سروري لشهر كامل الذي أخذ الفيلم. وطلبت منه أن يصارحني أين أخذ الفيلم فقال: "لا أعلم أنها أفلام... ظننت أنها وصيتك". وفي نهاية الأمر وفي يوم ذهبت إلى مسجد الانصار الواقع في شارع شريعتي ترصدته. وقبل دخول المسجد صفعته بقوة. قال الحاج مهدي خادم آذري (حفظه الله): "يا حاج بهزاد! ما الذي تفعله!". قلت: "يا حاج! لا يسلمني أفلامي منذ شهر. يعلب عليّ منذ شهر. كل عوائل الشهداء يبحثون عنه".  قال وهو يبكي: "لا يا سيدي. القضية أمر آخر". قلت: "ماذا! أخبرني". أخبرني بأمر. قلت له: "لا تذكب عليّ". قال: "قسما بالله قسما بروح أخي الشهيدين هذا كلّ ما في الأمر. حين استلمتها منك ذهبت إلى طهران. اتصلت على عمتي لأخبرها أننا في طهران ثم سنقصد تبريز. فقالت إنها مريضة. ترجلنا من التويوتا وذهبت لأرى عمتي. عادت تويوتا الجيش إلى الخط الأمامي بعد ان أوصلتني إلى تبريز وقد أصيبت. وطوال هذا الشهر ذهبت للمنطقة الحربية ثلاث مرات. سيارات التويوتا التي أصيبت في عمليات كربلاء 5 إثر القصف ذهبت لرؤيتها. ولكني عدت خالي الوفاض. وكنت محتارا كيف أخبرك أنها ضاعت. واليوم أرسلوا رسالة عبر اللاسلكي اليوم وقالوا إنهم وجدوا تويوتا مدمرة إثر قصف. ولو كان فيها شيء لاحترق. والآن لنذهب ونرى هل هي السيارة التي نبحث عنها". وذهب إلى منطقة عمليات الشلمجه كربلاء 5. وكانوا قد أحضروا السيارة المدمرة إلى الاهواز. وكنت أتحدث معه عبر الهاتف وأصرخ فيه: "إذهب وجدْ السيارة. حتة لو وجدت فيلم واحد يكفي". مزقوا السيارة حتى يصلوا إلى درج القفازات ووجدوها هناك وكأنها لم تمس. اتصل بي وقال: "لقد وجدناه، ولكن لا أعلم هل أثرت عليه الحرارة أم لا. هل أرسلها لك عبر البريد؟ ماذا أفعل به؟" قلت: "من بجانبك؟" قال: "علي حاج بابايي". كان انسانا جادا جدا.  اتصلت على علي: "يا علي أرجوك. لفه بكوفية على بطنك وتعال إلى تبريز". قال: "وما هو؟" قلت: "لا تسأل تعال إلى تبريز. إنها نغاتيف. ولا تعطيها لأحد". أحضره وضربنا موعدا في شارع طالقاني واستلمتها. حمضتها سريعا والحمد لله كانت كلها دون أضرار. وهذه هي الصور التي تشاهدونها الآن".

ثم تحدثت معصومة جعفر زادة، كاتبة كتاب "سراي الثورة" وتطرقت إلى كتابها وقالت: "هذه الذكرى، قسم من ذكريات السيدة مرضية زنوزي أخت الشهيد محمد تطلا، من شهداء أحداث 29 بهمن في تبريز. ويتطرق الكتاب إلى دور التجارز والبازار التبريزي في انتصار الثورة الاسلامية والقسم الأول منه عن جغرافية بازار تبريز، بينما القسم الثاني عن التاريخ الشفوي وحوارات مع شهود عيان. القسم الثالث عن شهداء المحراب، قاضي طباطبائي ومدني وسيرتهم. القسم الرابع عن شهداء 29 بهمن والقسم الخامس اختص بالوثائق".

وكان المتحدث الثالث الطيار يوسف سمندريان، راوي كتاب "ست وثلاثين دقيقة عصرا" وتحدث باللغة الآذرية.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2474



http://oral-history.ir/?page=post&id=9215