اختتام جائزة جلال آل أحمد الأدبية الثانية عشرة

بقيت موضوعات في قلب التاريخ أو في النطاق الجغرافي

مريم رجبي
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2019-12-30


موقع الثورة الإسلامية الإعلامي، أقيم الحفل الختامي للجائزة جلال آل أحمد الأدبية الثانية عشرة في قاعة القلم  بالمكتبة الوطنية الإيرانية يوم السبت الموافق 14 ديسمبر 2019. وتعتبر الجائزة أهم جائزة وطنية في الأدب القصصي الإيراني. عقدت الندوة الأولى من جائزة جلال في عام 2008 بموافقة المجلس الأعلى للثورة الثقافية وذلك بالتزامن مع ذكري ميلاد الروائي والقاص جلال آل أحمد.

في الدورة الثانية عشرة من جائزة جلال آل أحمد الأدبية، وبأمر من السيد عباس صاحي، وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، تم تعيين كل من محمد رضى شرفي خبوشان(كاتب)، منيجه آرمين (ناقدة أدبية)، ومحمد سرور مولايي (أستاذ جامعي وباحث أدبي)، حميد رضا شاه آبادي (كاتب ومدرس في مجال كتابة القصص)، ومريم برادران (عضو هيئة التدريس ومؤلفة وثائقية)، وشهريار عباسي (كاتب ومدرس في مجال كتابة القصص)، ومحمد علي مهدوي راد (أستاذ في الحوزة والجامعة)، مجيد قيصري (كاتب ومدرس في مجال القصص)، ومهدي قزلي (مؤلف ومدون وثائقي)، حيث تم إختيارهم كأعضاء هيئة التدريس وأيضاً أختير محمد رضا شرفي خبوشان سكرتير علمي ومهدي قزلي كمدير تنفيذي.

لا يكتب جلال عن ردود الأفعال

وقال حجة الإسلام سيد هادي خسروشاهي، الكاتب الوثائقي: " تعود معرفتي بجلال آل أحمد إلى ذروة الحركة الوطنية الإيرانية. كنت مراهقاً في تبريز في ذلك الوقت، وكنت مهتماً جداً بقراءة الصحف اليمينية واليسارية. لم يكن لدينا نقود لشراء الصحف. حيث كنّا نذهب إلى شارع (تربيت).

في ذلك الشارع، كان بائع جرائد ينتمي لحزب توده  يدعى السيد ملازاده، كان يضع الصحف على لوحة إعلانية، بحيث إذا أراد أي شخص قراءتها، فيمكنه استخدامها، وبالطبع كان هدفه هو معظم الصحف التي تتعلق بحزب توده. كنت مهتماً أيضاً بقراءة جريدة شاهد. يبدو أنّ المرحوم جلال كان مديرها الداخلي، لكن لو لم يكن كذلك، فهو قد نشر مقالات لافتة في الصحيفة.

ذهبت إلى مدينة قم في العام 1954م ثم إلى طهران لألتقي أصدقاء لي في مسجد هدايت، وعلى رأسهم الراحل آية الله طالقاني. سألت من سألتقيه في طهران؟ أحد الأشخاص الذين قدمهم لي كان جلال آل أحمد، إلى جانب الأخوة الناشطين في المسجد.. كان من السهل العثور على جلال في تلك الأيام. اتصلت به وتحدثت معه ثم ذهبت لرؤيته. لقد كان متواضعاً جداً وكان معتاداً على العيش كطالب حوزوي، رحب بنا واستقبلنا في بيته. كانت زوجته، سيمين دانشور، حاضرة أيضاً. تعرفنا عليه أدت إلى صداقة وثيقة. سألته في اجتماع عن أطروحة آية الله سيد محمد أمين آملي المعنونة "الحداد غير القانوني" التي نُشرت وأجاب بأنني قمت بترجمة الرسالة في عام 1943م من قبل جمعية الإصلاح، والتي كانت كلفتها ريالين فقط. لقد أسس جلال هذه الجمعية الإصلاحية مع عدد من أصدقائه المثقفين. قال جلال فجأة أصبحت جميع المخطوطات نادرة وكنت سعيداً لأنّ الناس قرأوها وأصبحوا على علم بها، لكن اتضح بعد ذلك أنّ بعض التجار المؤمنين اشتروها جميعاً قربة إلي الله وأحرقوها كلّها، لأنّ السيد محمد أمين آملي في تلك الرسالة قد حرّم الحداد على نوع من التطبير وما إلى ذلك. بقيت هذه الرسالة معي حتى أعلن آية الله السيد علي الخامنئي، بشجاعة وشهامة حسينية، لأول مرة أنّ هذه الأعمال محظورة. لقد صرحوا بصراحة أنها بدعة وغير مسموح بها. لقد وجدت أيضاً عذراً للعثور على هذه الرسالة من كومة من الأوراق والكتب، وحيث أنّ كل شيء كان مطبوعاً، كتبت مقدمة للرسالة، والتي نشرتها صحيفة (اطلاعات)، ثم نشرتها بشكل مستقل.

كنت في تبريز العام 1967م. حين ترتفع حرارة الجو في مدينة قم، كنا نذهب إلى تبريز. لم تكن لدينا مروحية. حيث كنّا نستعمل المراوح الحصيرية. سمعت أنّ دورية تسمّي (جُنگ هنر امروز) تصدر في تبريز. ذهبت لألتقي بالسيد ملازاده. سألته عن المجلة، فأجاب بأنها لم تصل إلى تبريز وتم جمعها من أسواق طهران. سألته لماذا، فقال إنّ السيد جلال كتب مقالاً ضد إسرائيل والصهيونية. عدت إلى طهران واتصلت بجلال وقلت إنني كنت أبحث عن مثل هذا المنشور ولم أجده. قال إنّ مجلة (عصر جديد) للدكتور سيروس طاهباز، و كنت أنشر مقالي في ملحقها، تم حظرها إلى الأبد. قلت أريد نسخة منها. قال سأرسلها لك. قلت لا! قلت إذا قمت بارسالها إلي قم، فقد يأخذونها إلى المطبعة أو دار الخلافة في قم ويقرأونها ويأخذونها لأنفسهم ولا تصل لي. قلت له سآتي اليوم وأستلمها منك. جئت إلى خدمته وكان لطيفاً للغاية. قال إنّ هذه هي النسخة الوحيدة التي أملكها وأخذتها واحتفظت بها بين جبل من الأوراق والوثائق. قبل بضعة أشهر من الثورة قالوا إنّ هناك حرية للتعبير وحرية للنشر، انتهزت الفرصة وحولت مقالتي إلى رسالة بعنوان "إسرائيل، عميل الإمبريالية" لقد نشرت هذه الرسالة في قم  عن طريق دار نذير للنشر. ولكن لم يكون لدار نذير للنشر أي وجود خارجي حتي يتم العثور عليها. صدرت الطبعة الأولى حوالي خمسة الآف نسخة في طهران. بعد أسبوعين أو ثلاثة قالوا إنّ النسخ قد نفدت وأخبرتهم أن يعيدوا طبعها. الطبعة الثانية كانت خمسين ألف نسخة، وباتت نادرة. في الوقت الذي كان فيه عدد السكان إيران نصف عدد السكان الحاليين، كانت الكتب تُطبع بكميات كبيرة، لكن الآن إذا حصلنا على الورق اللازم، فسنطبع كتبنا بألف نسخة، وذلك بعد اجتياز عمليات التدقيق. من هذا العدد، يتم بيع خمسمائة نسخة وتبقى خمسمائة. لدى أحد الفرنسيين مثال يقول إنّ الكتب التي نقوم بطباعتها، لايتم توزيع نصفها، كما أنّ النصف الذي يتم توزيعه، لا تتم قرائته، كما لا يفهم النصف الذي تم شرائه وقرائته. على الرغم من أنّ الوضع الاقتصادي للناس لم يكن جيداً، فقد تم نشر بعض الكتب من مئة وثمانين إلى مئتي نسخة، ولكن الآن يتم طباعة كتب صديقنا العزيز السيد رسول جعفريان في 10 نسخ فقط، وعدم طباعتها أفضل بكثير لأنه يعتقد بأنها ستصبح كتبه رقمية. أخيرًا، نشر السيد سيد محمود دعائي كتاب "إسرائيل، عميل الإمبريالية" و "الحداد غير الشرعي" وذلك بهمة وجهود مؤسسة (اطلاعات).

في أعقاب نشر كتاب التغريب، كتب رجل يدعى داريوش عاشوري، مقالات بعنوان التعريب، والتي كانت في الواقع تعارض تغريب جلال آل أحمد، متهماً إياه بالتعريب. أخبرت جلال آل أحمد عن سبب عدم رده علي هذه المقالات. قال إنه ليس لدي أي علم بهذه المقالات وأحضرها صديقاً ورأيتها، هل تقول أنني يجب أن أردعليها؟ قلت إنه يريد في النهاية إجابة. قال إنني أجيب عليه حالياً وأنا في حالة كتابة كتاب "في خدمة وخيانة المثقفين" هؤلاء الأصدقاء يريدون إجباري على الرد عليهم ومنعي من أداء وظيفتي الرئيسية".

كان آل أحمد قدوتنا

قال أشرف بروجردي، رئيس منظمة المكتبات والوثائق الوطنية الإيرانية: "مما لاشك فيه إنّ الإشادة بالمفكرين وإحياء ذكرياتهم بوضوح هو محاولة وسعي إلى خلود البشر وأفكارهم. حيث يعتبر جلال آل أحمد رائداً في التفكير. لقد كان روح المجتمع المضطربة في عصره ووكتب في شتى مجالات الثقافة والأدب والمجتمع والسياسة. خطى آل أحمد الخطوات الأولى من الطريق إلى شتي الحقول أينما شاء عقله. اختبر مختلف المنافذ والأفكار. التقى الكثيرين، لصالح الطبيعة وضدها على السواء، وتذوق السياسة وممارستها. في عملية الشدائد والازدهار في عصره، استغرق موكب الأوقات الجيدة له عدة ساعات. على عكس التعليم التقليدي والسكان الأصليين، فكر وتحدث في الحياة ، سعى دائماً لإيجاد مكان قوي وموثوق يعتمد عليه للتفكير والتعليق. تم حفظ العديد من التجارب والخبرات التي مرّ بها. لقد تحدث عن المعاناة التي كان يعاني منها الناس في زمنه، وقصص النحل، ومدير المدرسة، و عن سكان حي الزهراء المتهالك وأيتام فارس وأورازان. كانت القصص، والسفر، والدراسات، والمخطوطات، والمذكرات، والترجمات، قد اختبرها ومارسها بشغف مواهبه وزرعها وجعلها مثمرة ودائمة. ما يسمى في الوقت الحاضر الدراسات متعددة التخصصات وما يجري حولها، كانت لديه نظرة نقدية ثاقبة. من أعظم الموضوعات الاجتماعية والثقافية والسياسية والأدبية إلى أكثر الكلمات وأسرارها. لم يخف من أحكام الآخرون. عندما مات الشاعر الكبير نيما، الشاعر المعاصر، كتب أحمد في حداده: "كان الرجل العجوز قدوتنا"  هذا التفسير المجازي  من قبل آل أحمد حول نيما، اليوم يتحدث عن واقع ملموس أكثر بكثير من حقيقة أحمد في وقتنا الراهن. اليوم يجب أن يقال أن "أحمد كان قدوتنا". لقد شاهدت أجيال عديدة القصص المريرة والحلوّة لمعاناة هذا الشعب من خلال عيني جلال آل أحمد. قادته تجربته الشخصية ونضجه الفكري إلى البحث عن مخرج من الغموض حينها في مجالات الدين والمعرفة الشخصية. كان يشعر بقلق عميق إزاء الذاتية مع المظاهر الخادعة للغرب حتى أشار إليها على أنها تغريب وتأخير في كتاب التغريب، وفي النهاية وصل إلى عصر التدهور. حيث أن المجتمعات الغربية تعاني من مشاكل عديدة وفارغة من الداخل. واعتبر أن نكران الذات من قبل المفكرين واستيعابهم الذاتي يواجهون مثل هذه الظاهرة المبهرجة. في رحلاته إلى البلدان الغربية، سعى إلى إيلاء اهتمام وثيق للجوانب الثقافية والاجتماعية للمجتمع الغربي، والعودة إلى أصالة الهويات الثقافية والدينية الأصيلة، وإلى احتضان الروحانية الشرقية والإيرانية، وكذلك إزالة كل ما يتعلق بالأنانيات من وجود الإنسان. إنجازات آل أحمد الفكرية والهجرة الفكرية كانت لنفسه وللمجتمع الإيراني، وما يحتاجه مجتمعنا اليوم هو العودة إلى إدراك الذات والهوية الوطنية والثقافية والانتماء إلى هذه الأرض. سيبقي اسمه خالداً علي أصقاع هذه البقعة الجغرافية المباركة".

في هذا الجزء من البرنامج، تم تقديم لجنة الحكّام والمرشحين لقسم النقد الأدبي.  وتتشكل لجنة قسم النقد الأدبي لجائزة جلال آل أحمد الأدبية الثانية عشرة من: مريم حسيني (أستاذة جامعية وناقدة وباحثة أدبية)، محمد رضا سنكري (أستاذ جامعي، كاتب وناقد أدبي)، وأبوالفضل حري (عضو هيئة التدريس وناقد أدبي). وكان المرشحون لقسم النقد الأدبي لجائزة جلال آل أحمد الأدبية هم كالتالي:" توطين الواقعية السحرية في إيران" ل محمد حنيف ومحسن حنيف من المنشورات العلمية والثقافية." تحليل الموضوع في الأدب القصصي الإيراني ما بعد الحداثي » ل فرزاد كريمي دار روزنة للنشر."حول مانايي وميرايي: مجموعة نقدية أدبية قصصية حول الثورة الإسلامية والدفاع المقدس" ل أحمد شاكري صدرت عن معهد الثقافة والفكر الإسلامي، و" دورات في التاريخ الأدبي" ل ناصر قلي سارلي دار (خاموش) للنشر. رواية أسطورية، «نقد وتحليل تدفق الأساطير في الرواية الفارسية » ل سيد علي قاسم زاده وسعيد بزرك بيكدلي دار نشر جشمه. «النظرية و النقد الأدبي، كتاب متعدد التخصصات» ل حسين بايندة منشورات سمت.

العمل الذي حظي بالتقدير كتاب "حول مانايي وميرايي" للكاتب أحمد شاكري. قال أحمد شاكري بعد استلامه للجائزة: "قُل اِنَّما اَعِظُكُم بِواحِدَة اَن تَقوموا لِلّهِ مَثني و فُرادي ثُمَّ تَتَفَكَّروا وقال تعالي في آية كريمة أخري: اِنَّما يَخشَي اللّه مِن عِبادِهِ العُلَماء.الإنتفاضة من أجلال لله تتطلب معرفة الباري عز وجل ومثالها البارز والكامل الإجتماعي للإنتفاضة من أجل الله، يتجلي في ثورة جمهورية إيران الإسلامية. الجمهورية الإسلامية وإرشادات الإمام الخميني (رحمه الله)، وتلك المعرفة التي أنشأها الإمام في هذه الأمة، كانت مصداقاً واضحاً للآية الكريمة: يُخرِجُهُم مِنَ الظُلُماتِ اِلي النّور. لقد وصلنا إلى هذا المستوى بالمعرفة، لذا فإنّ كل الكرامة التي نتمتع بها، والكرامة التي نمتلكها، هي نتيجة الثورة الإسلامية ونتيجة حركة الإمام الخميني (رحمه الله). هذه المعرفة، تعتبر معرفة ثورية ومباركة. في بعض الأحيان يسمع في البيئة الأدبية أنّ بعض المعايير والأطر لاختيار الكتب في الإدارة الثقافية تعتبر موطن. إذا لم يكن الأمر يتعلق بالثورة الإسلامية، وإذا لم يكن الأمر يتعلق بالجمهورية الإسلامية، فلن يكون حتي لإيران مكانة وشرف نفخر به، لذا فإنّ مجال المعرفة يشمل جميع أعمالنا. إذا كنا نشير الآن إلى الجائزة الأدبية لجلال آل أحمد، فإنّ الجائزة الأدبية لجلال الأحمد هي الجائزة الأدبية للجمهورية الإسلامية والثورة الإسلامية. جائزة جلال ليست جائزة من جلال ولا جائزة لجلال، بل هي جائزة باسم جلال، لأنه كان إنساناً حراً واعترف بخطئه وعاد إلى الإسلام، ضع في اعتبارك يجب ألا نحصر جائزة الجمهورية الإسلامية إلى شخصية واحدة.

ولكني أود أن أعرب عن امتناني، وأود أن أعرب عن امتناني وشكري بهذه الجملة، لأنّ المعرفة التي قدمتها لنا الثورة الإسلامية تعمل في مجالات مختلفة. عندما نشير إلى الجمهورية الإسلامية، فإننا نشير إلى إطار يحدد مسار عملنا. والسؤال هو، ما هو المفهوم الذي عبر عنه الإمام الراحل بناءً على هذه  الآية الكريمة والإعتقاد الراسخ حينما قال: إنا لله وإنا إليه راجعون؟ لا شرقية ولاغربية جمهورية إسلامية. بمعنى أنّ هذه القيود هو رؤية هذا الحد في منهجية جلال وآرائه، وهو ما يتضح في كتابه عن التغريب. والسؤال هو، ما هو هذا الحد، وما هي جائزة جلال آل أحمد التي تحدد الإختيارات؟ هل يمكن أن يؤدي كتاب قائم على الحتمية إلى المعرفة بالله؟ هل يمكن للكتاب الذي يقوم على  فكر فرويد أن ينتهي بالإعتقد بالله؟ هل يمكن أن ينتهي الكتاب الذي يحتوي على معرفة باليه أن يعتقد بالله عز وجل؟ هل يمكن للكتاب الذي يحل محل الشك أن يكون قادراً على الإنتفاضة في سبيل الله؟ يبدو أنّ هذين المسارين مختلفان تماماً. لكن أود أن أشكر السيد خبوشان وأصدقائي في مؤسسة الأدب القصصي من ناحيتين: أولاً، موقفي من الأساس مع جائزة جلال واضح، ورأي بعض أفضل كتّاب الثورة يتماشي مع رأيي أيضاً. كما تأذينا من بعض المرشحين في هذه الدورة. كنت ومازلت منتقداً، لكن أشكركم من ناحيتين، لأنه عندما يُتفق على كتاب ما، فهذه شرارة من الضوء وشرارة أمل يمكن أن نتحدث عنها. أي أنّ هناك كلمة مشتركة بيننا وبين الجانب الآخر، وهذا ثمين للغاية. النقطة الثانية التي أود أن أشكر السيد خبوشان والسيد قزلي هي أنني كنت ناقداً لجائزة جلال طوال هذه السنوات، لكنني لست ناقداً من منطلق شخصي، هذا ما كنا ندرسه منذ ثلاثين عاماً تقريباً في الحوزة العلمية. كما أشكرالسيد شرفي خبوشان لهذا السبب لأنني أعلم أنّ مشاهدة إعطاء الجائزة و تقدير الطرف الآخر، ليس بالعمل الذي يتمكن أي شخص من فعله حيث أن هذا العمل يتطلب روحاً كبيرة والتي رأيتها في هذه المجموعة متمثلة بالسيد شرفي خبوشان والسيد قزلي و لجنة الحّكام الموقرين".

الفائزان المشتركان في هذا القسم، هما كتاب"كتاب النظرية والنقد الأدبي، كتاب متعدد التخصصات" للكاتب حسين باينده و" توطين الواقعية السحرية في إيران" للمؤلفين السيد محمد حنيف ومحسن حنيف.

يمكن رؤية كل من يكتب كتاباً جيداً هنا

قال السيد مهدي القزلي، السكرتير التنفيذي لجائزة جلال آل أحمد: "أكتب تقريراً عن ما حدث في هذه الدورة وفي الماضي. نفكر في اسم وإحياء ذكرى مؤلف نشر أكثر من 200 عملا خلال العام الماضي. يظهر أنّ اسم وذاكرة جلال وكتبه حية. في هذا التقرير، أود أن أقول مدى اتساعها وتنوعها ومدى اتساع مظلة جلال. في الجولات الست الأخيرة من جائزة جلال، من الدورة السابعة إلى الثانية عشرة، كان هناك 53 من أعضاء هيئة التدريس، منهم 35 كانوا حاضرين. أي حوالي 66 بالمئة من المشاركين لم يكن لهم حضور من قبل، بمعني أنه وبشكل نسبي من بين كل ثلاثة أشخاص في هيئة التدريس، إثنان يشاركان لأول مرة. ومع ذلك، في الدورات الابتدائية الستة، تم دعوة 16 فقط للحضور علي مقصورة هيئة التدريس وهو 29 ٪. في هذه الفترات الست، حصل 25 ناشراً على جائزة جلال. دار جشمه للنشر خمس مرات، وأيضاً فازت دار نيماج وسورة مهر ثلاث مرات حيث تعتبر أعلي نسبة من النجاح والفوز بهذه الجائزة. في هذه الجولات الست، كان 72 منهم يتمتعون بالقدرة على العمل في هيئة التحكيم، منهم 52 تم اختيارهم من قبل هيئة التدريس للعمل كحكام، وهذا يعني أنّ 72 في المئة من حكامنا جدد. اسمحوا لي أن أناقش أيضا الفترة الثانية عشرة. يبلغ متوسط عمر الكُتّاب المرشحين لهذه الجائزة 45 عاماً. وهذا مثير للغاية. من وجهة نظر حكام جائزة جلال آل أحمد، يمكن لأي شخص من أي فئة عمرية، ومع أي رصيد، كتابة كتاب جيد. والسبب في ذلك هو أنه في الفترة الثانية عشرة، أي في نفس الفترة، قدّم اثنان من الفائزين عملهما الاول، إنه لشرف لنا وفخرنا. أود أن أشير أيضاً إلى أن أربعة من منشورات يوشا وهيلا وكلكشت وقدياني يشاركون لأول مرة. واسمحوا لي أن أذكر أمرين عن مؤسسة الشعر والأدب القصصي التي تحدثنا عنها في العام الماضي في نفس البرنامج وفي نفس المكان، وأعلنا رسمياً، ويشرفني أن أعلن أنّ الدكتور حسيني سوركي هو أحد العلماء الشباب في بلدنا. النقطة الثانية التي يجب عليّ ذكرها هي أنّ عدد أعضاء قاعدة مراجعة القصة لدينا وصل إلى ما يقرب ألفي عضو، وسنكشف النقاب عن كتابهم المختار هنا اليوم. من أجل أن يتم توجيه هؤلاء الشباب في بداية مسار حياتهم المهنية ومن ثم نأمل في متابعة حياتهم المهنية. منظمو هذه الجائزة هم محبو الوطن والثورة الإسلامية وأهل الأدب. يوجد أكثر من مائة عنوان منشور في المجموعة والتي يمكن أن تؤمّن مكتبة قارئ كتب احترافية مدتها عام واحد. ندعو الله أن يتقبل عملي وأعمال زملائي المثابرين".

وكشف النقاب في الدورة الحادية عشرة لجائزة جلال عن " الموسوعة الالكترونية للشعر والقصة الإيرانية". كما يوجد هناك حوالي 250 مقالاً في هذا الموقع.

لنقرأ كتّابنا لقراءة أنفسنا

وقال محمد رضى شرفي خبوشان، السكرتير العلمي في الدورة الثانية عشر من جائزة جلال آل أحمد  الأدبية: "لقد مر أكثر من أربعة عقود علي الثورة الإسلامية في إيران، أربعة عقود، أي نصف قرن". منذ ما يقرب نصف قرن، سعى الإيراني إلى الحفاظ على ما قام به والترويج له، وفي هذا المسعى عانى من الحرب والمواجهة والعقوبات. لقد دخل الدين والثقافة والمعتقدات في الحياة وأصبحت قوية. أصبح الإيراني في هذه العقود الهائلة هو نفسه إنساناً مذهلاً. إنسان يريد أن يكون هو نفسه وأن يكون فخوراً بنفسه وذاته وموطنه. في أرض، على مر التاريخ، اعتبر الكثيرون النعم التي وهبها الله ضرورة لبقائهم، وحاولوا إخضاع الإيراني واعتبروه بوابة الفتح والهيمنة عليه وعلي ممتلكاته. في هذا الصدد، يعتبر الكاتب الإيراني أيضاً إنساناً لا مثيل له، إنه شاهد ومراقب وعامل للتاريخ، وهو راوي وحاضر وحامل للمعاناة والملحمة والمحبة والمعاناة. لقد وجد الكاتب الإيراني أنّ الحفاظ على المثل العليا والأهداف النبيلة للانتفاضة وتنظيمها،عن الاهتمام بنفسه وشعبه وتعزيز التعاطف والرحمة والتعاطف والانسجام. من يتعاطف في هذا المجال؟ من هو الإنسان الحنون؟ من يتعاطف مع جيرانه ومواطنيه؟ من يعتبر الفضيلة والانسجام مع جموع السكان؟ لقد فهم المؤلف الإيراني إجابة هذا السؤال ويعرف أنّ الرأفة والرحمة وأصحاب الأرض هم أولئك الذين يعرفون تلك الأرض ولديهم إحساس بالملكية. إنها التضحية بالنفس والشعور بالملكية التي تعهدت والالتزام بالإيمان في إنجاز مهمة لصالح الآخر. إذا لم يكن الآخرون، فإنّ الفضائل لا معنى لها. اللطف، والرحمة، و الألفة والانسجام هي كلمات لا معنى لها وخالية من المحتوى دون وجود الآخر، وإذا تم حساب هذه الكلمات بخلافنا نحن، فإنّ الأساس والالتزام لا يزالان فارغان، وتصبح الفضائل ملوثة، ونفاقية. لقد أدرك المؤلف الإيراني أننا، وما زلنا، في مبدأ الشفاء المتمثل في دفع الآخرين إلى الفراغ وأن نصبح وحدة في مجال إرضائنا. الآن، الكاتب الإيراني الذي كان عمره نصف قرن وراء هذه الانتفاضة، مشكلته في قبول الآخرين والجلوس والتخلص منهم ومطالبتهم فقط. نحن نرفض السكون لنكتفي بالوداع! إنّ الجلوس دون تحركي ساكن يسمح للديمقراطية المستوردة بالدخول. تلوح في الأفق رائحة العدوى الفاسدة التي هي بداية لاستعادة المعاني المميزة دستورياً بين كلمات الدولة والأمة والناس. بداية انفصالنا عنّا وافتراض انفصالنا عن الآخرين وتنازلنا عن الملكية، بمعنى فصل أنفسنا عن واجب المهمة وصعوبتها، وترك الأمر بمفرده للحكومة والبنية التي تم إنشاؤها لإدارة الأرض التي نعيش عليها. الآن، وبعد ما يقرب من نصف قرن من الثورة الإسلامية وانتفاضة عامة، حاول الكاتب الإيراني، أكثر من أي وقت مضى، أن يمحو إحساسنا بالانفصال عن شعورنا، وأن نولي اهتمامنا بكلماتنا الدستورية للحكومة. ويستعيد الأشخاص والناس معنىً وحيداً وبناءاً ومأمولاً، وينتبهون إلى أفعالنا من خلال أعمالنا، إلى الدور الذي اضطلعنا به، والمهمة التي يتعين علينا القيام بها، ومواصلة تذكير أنفسنا بأننا لسنا وحدنا لنطلب من الآخرين. في الدورة الثانية عشرة من جائزة جلال آل أحمد  وفي الأقسام الأربعة من هذه الجائزة الأدبية، نلاحظ جهود مؤلفينا. في الفيلم الوثائقي، اعتنى بنا كتابنا بتسجيل ما كنا وما زلنا عليه. في النقد الأدبي، أخذ الكُتّاب الإيرانيون علماً بممتلكاتنا. في العالم الغني للغة والأدب الفارسي، نحن مدعوون لتحليل ما اكتسبناه، ولإيلاء الاهتمام لما تعلمناه من الأدب القصصي للدفاع الثوري المقدس، إلى أساطير الحكاية الفارسية، والبناء على عوالم النقد المعرفي القائم على المعرفة. في الرواية والقصة الطويلة والقصة القصيرة، أظهر لنا كتّابنا تأثير سلوكنا في العالم الذي نعيش فيه، والحضور الجريء للأحداث المؤثرة والتاريخية مثل الثورة الإسلامية والحرب المفروضة على مصيرنا. لقد كتب إلينا كتّابنا عن المكان الذي يقف فيه الرجل الإيراني الآن، وما يتخيله وما ينبغي أن يكون عليه وكيف تمكن من الحفاظ على علاقته بالجذور العميقة وجوهر المعتقدات والثقافة، وكيف أصبح إنساناً لا مثيل له. لقد كتب كتّابنا إلينا في قصص كيف نريد أن نبني سلم الحب والعطف والرحمة والانسجام لتحقيق تطلعاتنا. الطموحات التي انتفضنا من أجلها وحاربنا لتحقيق غايتنا، وحتى يومنا هذا تحملنا الكثير منها. دعونا نقرأ كتّابنا لقراءة أنفسنا. في كل فيلم وثائقي، وفي كل نقد، وفي كل رواية وقصة قصيرة، نأتي إلى حيز الوجود ونمتلك ما هو مكتوب. أولاً، دعونا نتعاطف مع ما لدينا، ودعونا نتعاطف مع الفهم والإقبال الدافئ. ثم نتساءل ما الذي نطلبه من أنفسنا، وعندما ندعي بشكل تعاطفي ومتناسق ما نزرعه ونمتلكه، نسأل أنفسنا عما نطلبه لنا، و نحصده بشكل لا مثيل له. شكراً للصحافة ووسائل الإعلام، الذين دعوا بتعاطف وتكرم إلى فصل هذه الجائزة الوطنية عن الأهداف السياسية والجماعية والمصالح الشخصية والجماعية، في حين أنّ آخرين لم يروا أي احترام للمكان الذي ينتمون إليه هم أنفسهم ،ودعوا الجميع إلى الاهتمام، وأولئك الذين كانوا منفتحون على النقد. أشكرهم على تعاطفهم وشفقتهم، لأني أعتبرهم متعاطفين ومهتمين مع إيران الإسلامية، ونقدهم مبني على الالتزام والإيمان والواجب. بعد ذلك، من المستحسن أيضاً أن تكون النافذة المفتوحة للأعمال المعروضة مفتوحة وليس لإنهاء معنى إنهاء الكلمة. لأنّ النقاد ووسائل الإعلام يمكن أن تحول انتباهنا إلى كتّابنا، سواء في حالة إنكار أو لدعم العمل المعني. آمل أن يكونوا محبوبين وممجدين، وأن يكونوا لنا مرآة مخلصة، متفائلة ومتواضعة".

حكّام قسم القصة القصيرة بالجائزة الأدبية الثانية عشرة لجلال آل أحمد هم: خسرو باباخاني (كاتب ومدرس في مجال القصة)،علي أصغرعزتي باك و(كاتب ومدرس في مجال القصة)،وإحسان عباسلو (كاتب،مترجم وناقد أبي)،ومرشحو هذا القسم هم:"(سقطنا في وادي حيران) لكاتب حسين لعل بذري عن دار نيماج للنشر، (أحبي ميدنة قم أكثر يا نيوورك) راضية مهدي زاده عن دار هيلا للنشر، (حلويات ادوارد)، للكاتب آرش صادق بيكي عن دار المركز للنشر، و(گرنوشته)، مسعود سلطاني عن  دار سورة للنشر، و(مشت خالي،گل يا پوچ) ماندانا جعفري عن دار يوشا للنشر،و(القبب السبع) للكاتب محمد طلوعي عن دار أفق للنشر.

لم يتم اختيار فائزاً لقسم القصة القصيرة لجائزة جلال  آل أحمد الثانية عشرة، بل منحت جائزة تقديرية لمجموعة قصصية (سقطنا في وادي حيران)) حسين لعل بذري عن دار نيماج للنشر.

حضر جائزة جلال آل أحمد الأدبية، كل من سيد عباس صالحي، وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، إحسان رضائي، المحرر السابق لمؤسسة نقد القصة، يزدان صلحشور، المحرر الحالي لمؤسسة نقد القصة، وسيد ميثم سيد صالحي.  وتم من خلالها كشف النقاب عن كتاب "بطاقة دعوة

تقترب جائزة جلال الأدبية من الثقة النسبية

وقال الدكتور صالحي، وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي: "نحتفل بذكرى جائزة جلال آل أحمد  بعد مرور خمسين عاماً علي رحيله. وصلت جائزة جلال للأدب إلى خطوتها الثانية عشرة. طوال عملية جائزة جلال، بذلت جهود لتعزيز الثقة مع الشفافية. إنّ الإعلان عن أسماء أعضاء هيئة التدريس وهيئة الحكام والمرشحين أمر تم التأكيد عليه في الجائزة خلال هذه الفترات. أيضاً، يجب ألا تكون هيئة الحكام وأعضاء هيئة التدريس في حلقة مغلقة وذلك من أجل تسهيل إدخال مجموعة متنوعة من الأذواق والإبداعات. من الممكن أيضاً أعمالا لكتاب جدد مع كتاب أقدم. يجب اتخاذ خطوات أقوى وأقوى بطبيعة الحال. جائزة جلال للأدب هي فرصة لمراقبة الأدب الإيراني والبحث فيه ومناقشته بخلاف الشعر. تتم مراقبة وتحليل القصص القصيرة والقصص الطويلة والروايات والأفلام الوثائقية والنقد الأدبي في جائزة جلال للأدب. يبدو أننا عندما ننظر إلى فترات الجائزة الأخيرة، بما في ذلك الدورة الثانية عشرة، نرى بعض الأحداث بمثابة طفرة في تطور الثقافة والأدب الإيراني. هناك شيئان جيدان حدثا للكُتّاب. والكتّاب الشباب الذين يصنعون إبداعاتهم كل يوم. الجيل الصاعد في إيران هو منجم الاحتياطيات المستقبلية لإيران، وهذا الجيل الشاب في مجال الأدب، مجال يمثل  نفسه أكثر من أي مكان آخر. كما زادت حصة النساء الإيرانيات في العقد الماضي وكل عام أكثر من العام الماضي من حيث الكم والجودة في مجال الأدب الإيراني. من وجهة نظر الأعمال، نجد أنّ كلا الموضوعين متنوعان وأن المواضيع أصبحت أكثر تعددية وأن الموضوعات أصبحت أكثر أهمية في مجال القصة.

أصبحت مجالات مختلفة من الحياة اليومية، والأرستقراطية، والترف، والاختلاس، والحياة الحضرية، والفساد، والعشرات من القضايا الاجتماعية مواضيعنا القصصية. في مجال الأفلام الوثائقية نرى هذا التنوع أيضاً أكثر من أي وقت مضى. لقد جاء تدفق العمل الوثائقي الإيراني خطوة بخطوة. إنّ التجربة الناجحة لصناعة الأفلام الوثائقية في مجال الدفاع المقدس، تتمتع اليوم في مجالات أخرى من الحياة الشخصية والاجتماعية. موضوعات في مجالات الرياضة والأمن والصناعة والاقتصاد. اليوم، يمكن العثور على أنماط مختلفة في القصص المكتوبة، سواء في القصص القصيرة أو في القصص الطويلة والروايات. في الأفلام الوثائقية بالإضافة إلى التقرير الوثائقي، أصبحت الوثائق العلمية والوثائقية اليوم أكثر جديّة. الأفلام الوثائقية التي عملت لسنوات لإنتاج أعمالهم البحثية والوثائقية. كما أنه في النقد الأدبي، توجد مجموعة متنوعة من الأساليب والمناهج الملموسة تماماً. فيما يتعلق بالجودة، كان تقرير لجنة الحكام لدينا في الفترة الثانية عشرة، على الأقل في بعض الأجزاء، أنه على الرغم من أنّ المشكلات في مجال النشر والورق وغيره من هذه القضايا تعتبر مدمرة ومؤسفة، ينبغي للمسؤولين من وجهة نظرنا أن يسعون لتصبح أقل في السنوات القادمة، ولكن يقال إن هذه الظروف القاسية جعلت الناشرين والكتاب أكثر دقة في عملهم. على الأقل في بعض المجالات. أصبح تسامح الناشرين والكتّاب أقل فأقل و هذه القضية بإمكانها أن تكون نعمة في قلب المصيبة. في مساحة العمل التي نراها، وبالإضافة إلى التباين في الأسلوب والسياق، نرى التنوع في الخلفيات. الخلفيات مهمة مثل الأنماط والسمات. كل من الخلفيات الجديدة والمثيرة أصبحت الآن وفيرة في كل من الأفلام الوثائقية والقصص القصيرة. أصبحت الكتابة المحلية أكثر وأكثر شعبية. أن نقول عن أرضنا الخاصة، وأن نكتب عن أرضنا الخاصة بنا، ونتنفس هواءنا. ضع في اعتبارك أيضاً الارتباطات والتخصصات التي ينطوي عليها العمل مع الحياة الاجتماعية والسياسية، والهواجس التي تدفعنا إلى الخلفية، وغيرها من الميزات التي يمكن رؤيتها في خلفيات العمل. كل هذه الأشياء قد طويناها، مدعاة للبهجة والشكران، ولكن لا يزال هناك الكثير من الطرق للمضي قدماً.

النقطة الأولى التي أثيرها في هذه الفرصة هي أنّ ثقافة وحضارة إيران لها الكثير من الموضوعات، تاريخياً وعمقاً وحضارة، أنّ كل ما يتم القيام به، بين ما تم القيام به وما يجب القيام به هناك مسافة شاسعة. هذه المواضيع التي لا تزال في قلب التاريخ أو في النطاق الجغرافي لإيران في انتظارك. يجب كشفها وتقديمها للآخرين. سواء على شكل قصة أو فيلم وثائقي. بسبب كثرت المدن التي سافرت إليها، وصلت إلى كل ركن من أركان إيران، وألمني مقدار الموضوعات الكثيرة الموجودة وقلة ما حكي عنه. خلال اليومين الماضيين، كنت في  المحافظة المركزية ورأيت مدناً مختلفة. يوم أمس كنت أيضاً في مدينة خُمين. وجد بالقرب من مدينة خُمين حصن  يدعى نوشيجان يعود تاريخه  إلى أحد منازل عصر القاجار. في ضوء الخلفية الثقافية والخلفية التاريخية، كيف شوهدت الخلفيات الخالصة التي يمكن أن تكون مواضيع رائعة للروايات العظيمة، وكمثال على من أعاد بناء المجموعة، قال إننا وصلنا إلى نقطة إعادة بنائها. هناك عظام ويبدو وكأنه خندق. عندما وصلت إلى هناك، أعطاني شعور تاريخي. هناك مثل هذه المواضيع في إيران، وليس لدينا سوى القليل من المعرفة بالمواضيع، والقليل مما نعرفه.

النقطة الثانية التي يبدو أنها مصدر قلق هي أنّ الفن موضوعه هو المعرفة والحكمة، وتقنية ومهارة. هناك خطر أن نفقد عمق المعرفة والحكمة ونضيف إلى التقنية والمهارة. إنّ الأعمال الدائمة  في بلدنا إيران، فننا الأدبي، الشاهنامه، كانت حتى العصر الحديث، حيث كانت الحكمة هي المهارة، ولا تخضع أمام المهارة والفن. إنّ التلميحات والنصائح، وهذا المظهر المتعمق، إن لم يكن مدعوماً بالفن والأدب وعرض العمل، هي بالتأكيد أقل فاعلية وغير خالدة.

الفن والأدب الناطقين باللغة الفارسية كان حارس الأخلاق وحارس اللغة الفارسية. كان أدب اللغة الفارسية هو حراسة هذين الجناحين للهوية الإيرانية، من ناحية الأخلاق ومن ناحية اللغة الفارسية. يجب أن يظل فننا وأدبنا اليوم الوصي على هذين الجناحين إذا كان يريد مواصلة تاريخه. خشية أن يكون لدينا انقطاع أو مسافة أو احتكاك على هذين الجناحين. يمكن للفضاء المجازي الحاد أن يجعل الناس غير مهتمين باللغة الفارسية وأن ينسخلوا عن هويتهم. أولئك الذين يعملون في مجال الأدب يجب ألا يهملوا هذه القضية أبداً. تقدمهم مهم جداً في حماية اللغة الفارسية. إذا انتقلوا إلى التسامح، فإنّ الآخرين سوف يدفعون هذا التسامح أكثر مما هو عليه الآن، ومن ناحية أخرى. من المتوقع أن يستمر هذان الجناحان، جناحان للفن والأدب الإيراني، بهذه الطريقة كما هو عليه اليوم".

وكُرم كتاب نظراً لجهود المؤلف في تسليط الضوء على الهوية الوطنية والدينية في القصة، أوصت لجنة التحكيم بتكريمه، الكتاب المعنون  "بعد عشرين عاماً" للكاتب سلمان كديور وهو حكاية درامية لجزء من التاريخ الإسلامي.

كان حكّام قسم الرواية والقصص الطويلة في الدورة الثانية عشر لجائزة جلال آل أحمد الأدبية هم كالتالي:شهريار عباسي (كاتب ومدرس كتابة القصة)،وهادي خورشاهيان (كاتب وناقد أدبي)،وإحسان رضائي (كاتب وناقد أدبي)،و مرشحو قسم القصة الطويلة والرواية هم:(بي كرانگي) للكاتب مهدي إبراهيمي لامع عن دار نيماج للنشر،(دور زدن در خيابان يك طرفه) بقلم محمد رضا مرزوقي عن دار ثالث للنشر،(روزها ورؤياها) بقلم بيام يزدان جو عن دار جشمه للنشر،(ما را با برف نوشته اند) بقلم نسيم توسلي عن دار آكه للنشر،(وضعيت بي عاري)،بقلم حامد جلالي عن دار مدينة ادب للنشر.

الكتاب الذي حظي بالتقدير والإهتمام في قسم الرواية والقصص الطويلة في الدورة الثانية عشر لجائزة جلال آل أحمد هي رواية (المشي في طريق ذي جهة واحدة) محمد رضا مرزوقي. كما تم تقدير رواية أخري للكاتب حامد جلالي تحت عنوان (وضعيت بي عاري).

كما تم في هذه الدورة أيضاً تكريم بطل المصارعة السابق،علي رضى حيدري، على نشاطه الثقافي والأدبي. كتب حيدري مع صديق له كتاب تحت عنوان (نادر) تطرقا فيه لسيرتهما. أحيل هذا الكتب لمجموعة وثائقية.

كما كان حكام قسم الوثاقيات في الدورة الثانية عشرة لجائزة جلال آل أحمد الأدبية هم كالتالي: مرتضي سرهنكي (كاتب وموثّق وباحث)، وميثم أميري (كاتب وموثّق)، وساسان ناطق (كاتب وموثّق)، ومرشحو قسم التوثيق هم: (معسكر الأطفال) أحمد يوسف زاده عن دار سورة مهر للنشر، (نادر) عليرضا حيدري وطه صفري عن دار كلكشت للنشر، (أرض خارج الخارطة)، علي نورآبادي عن دار قدياني للنشر، (لعبة قطار لحدث طريق) احسان نوروزي عن دار جشمه للنشر، (رسوم مقهى مذكرات كاظم دارابي متهم محكمة ميكونوس) محسن كاظمي عن دار سورة مهر للنشر.

الجائزة التي مُنحت في مجال قسم التوثيق في جائزة جلال آل أحمد الأدبية في دورتها الثانية عشرة كانت لكتاب (لعبة قطار لحدث طريق) إحسان نوروزي كما منحت جائزة للكتاب المنتخب في قسم التوثيق لكتاب (رسوم مقهى مذكرات كاظم دارابي متهم محكمة ميكونوس) محسن كاظمي. قال السيد محسن كاظمي بعد حصوله علي الجائزة :"كتاب (نقاشي قهوه خانه) بدأت الكتابة بشكل معقد وصعب للغاية في عام 2008م حتي وصل إلي هذه المرحلة. كما ساعدتني مجموعة من المترجمين وبعض الباحثين، لكن علينا أن نشكر مكتب أدب الثورة الإسلامية، السيد بهبودي ، والسيد سرهنكي، والسيد مؤمني، الذين أنشأوا هذا القسم من البحث حتى نتمكن من معالجة واحدة من أهم الأحداث السياسة الخارجية للبلاد، أشكرهم جزيل الشكر. كما أشكر السيد بردباري علي تحمله لي لعشر سنوات، أشكر زوجته السيدة خديجة أياد وفي قلب هذه المجموعة، أتقدم بجزيل الشكر وفائق العرفان لزوجتي الدكتورة سهيلا شكوه. كما أهديها هذه الجائزة".

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2415



http://oral-history.ir/?page=post&id=8982