مجموعة فرقان من وجهة نظر مصدر خارجي

ترجمة: محمد أيوبي
ترجمة: حسن حيدري

2019-12-03


 

* شرح قسم الترجمة والبحث في المصادر الخارجية لمكتب أدب الثورة الإسلامية: الأحداث التي أعقبت انتصار الثورة الإسلامية عديدة ومتتالية. أحد الأحداث الكبرى التي أعقبت انتصار الثورة كانت اغتيالات مجموعة تعرف باسم فرقان" التي أزاحت أو ألحقت أضراراً بارزة بشخصيات مهمة في إدارة البلاد. على الرغم من محدودية البحوث حول تاريخ هذه المجموعة الإرهابية وأفكارها، لا تزال جوانب أنشطة أعضائها وزعيمها غير معروفة إلي حدّ كبير. كتاب "الثورة تحت الهجوم: مجموعة فرقان إيران" قد يكون الكتاب الوحيد عن هذه المجموعة الذي كتبه باحث أجنبي. النص التالي عبارة عن نقد موجز لهذا الكتاب يستعرض بشكل نقدي نقاط القوة والضعف في هذا البحث. على الرغم من كونه على دراية بالتطورات الإيرانية المعاصرة، إلا أنّ الناقد ارتكب أخطاء تاريخية وادعاءات غير موثقة تم تناولها في قسم هامش هذا المقال.

"الثورة تحت الهجوم: مجموعة فرقان إيران"[1]

دراسة ونقد: إريك لاب، قسم السياسة والعلاقات الدولية، جامعة فلوريدا الدولية، ميامي [2]

بعد مرور سبعة وثلاثين عاماً على الثورة الإيرانية، قد يرغب المرء في أن يستنتج بطريقة نهائية أنّ الثورة نقلت السلطة من محمد رضا شاه بهلوي إلى آية الله روح الله الخميني، دون انقطاع. لكن صعود الامام الخميني إلى السلطة كان مصحوباً بعدم الاستقرار وعدم اليقين. تطلب تثبيت الجمهورية الإسلامية الناشئة حرباً من أربع إلى خمس سنوات [...] تحدت الإمام الخميني ودائرة رجال الدين الثوريين من حوله ضد معارضة محلية وأجنبية لا حصر لها. وكان أقوى هؤلاء الأعداء الداخليين هم جماعات حرب العصابات الماركسية ـ الإسلامية، مجاهدي خلق وفدائي خلق.

كما يظهر عنوان الكتاب، فإنّ كتاب روني كوهين الجديد يفوق عدواً آخر، وهو أقل شهرة، لكنه يشكل تهديداً خطيراً: مجموعة فرقان. بعد فترة وجيزة من عودة الإمام الخميني المنتصر إلى إيران في 2 فبراير 1979، استهدفت مجموعة فرقان واغتالت بعض كبار القادة والمهندسين المعماريين والمنظرين للجمهورية الإسلامية، بما في ذلك: اللواء محمد ولي قرني، رئيس الأركان المشتركة للجيش  23) أبريل 1979)، آية الله مرتضى مطهري، رئيس المجلس الثوري (1 مايو 1979) وآية الله محمد مفتح، أستاذ الفقه والإلهيات الإسلامية في جامعة طهران (18 ديسمبر 1979). وبعد أقل من سنة، وتحديداً في عام 1980، تم إعتقال أكبر كودرزي، قائد مجموعة فرقان والعديد من أنصاره البالغ عددهم سبعين أو ثمانين شخصاً حيث زُج ببعضهم في السجون و أعدم عدد منهم و إنتهي عمرهم القصير بهذا الشكل. في حال أنّ فترة نشاط مجموعة فرقان لاتقارن بمنافسيها الشيوعيين، تم إغتيال قادة الجمهورية الإسلامية علي يد هذه المجموعة حيث استطاعت أن تلفت الأنظار أكثر من غيرها في هذه الفترة و أن يذيع صيتها. بالإضافة إلي ذلك، الإغتيالات التي قامت بها مجموعة فرقان، من المحتمل أنها أصبحت ملهمة للمجاهدين وسائر مناوئي ومخالفي الجمهورية الإسلامية طيلة صيف عام 1980 [2] الساخن بالأحداث وسهّل الطريق للقيام بحملات مشابهة علي يدهم آنذاك. في ذلك الصيف، في مقرّ [...] حزب الجمهورية الإسلامية تمت بعد التفجيرات وقُتل عدد من القادة والمسؤولين البارزين من أمثال، آية الله محمد بهشتي، الأمين العام لحزب الجمهورية الإسلامية، ومحمد جواد باهنر، رئيس الوزراء ومحمد علي رجائي، رئيس الجمهورية [3].

بسبب الغموض والضبابية التي كانت تحيط بمجموعة فرقان [...]، اتخذ هذا الكتاب طابع الغموض وما يقدمه مبني علي الظن والتخمين أكثر من أي شيء آخر. في هذه العملية، يطرح هذا الكتاب حول فترة تاريخ الجمهورية الإسلامية المليء بالأحداث، أسئلة محيّرة، لكن دون الإجابة عليها. علي سبيل المثال، هل كانت الدقة والمهنية المتخذة في عمليات الإغتيال من قبل مجموعة فرقان تجاه قادة الجمهورية الإسلامية، هل يدل علي دعمهم من قبل الموساد، وأجهزة المخابرات الأمريكية أو السافاك، وهل حظيت أعمالهم بدعم هذه الجهات من أجل تغيير النظام؟ أو هذه التوقعات، بدورها، كانت حافزاً أو توجيهاً للقادة، لتلقي الأوامر أو التحفيز أو التشجيع لاقتحام السفارة الأمريكية في 4 من نوفمبر لعام 1979م؟ حيث يعتبر سؤالاً جديراً بالإهتمام حول الدوافع الفردية والجماعية التي وقفت وراء إغتيالات مجموعة فرقان. هل كانت هذه الإغتيالات تنمّ عن عدم رضا كودرزي الشخصية، الإيدئولوجية أو كلاهما؟ يُشير لنا الكتاب قبل الثورة، كان كودرزي في حسينية إرشاد، مؤسسة دينية معروفة في شمال طهران، كان يستشكل علي بيانات [آية الله] مطهري. إتضح الصراع بينهما [...] من خلال كتابة الرسائل ونشر الكتب والمقالات في نقد العقائد الدينية والتفاسير الأخري أيضاً. في الكتاب بصورة عامة، يدّعي كوهن أنّ الحافز من وراء هذه الإغتيالات هي فكرية فقط وليست سياسية أو شخصية. (ص 51-56،-80-79)، لكن يزعم هذا الكتاب في الأخير أنه من الممكن أيضاً وجود دافع شخصي كان وراء الإغتيالات وأنّ مخالفة ومقاومة كودرزي أمام الأجهزة السياسية بقيادة رجال الدين، كانت متجذرة في تهميشه وإزالته من هذا النظام. (ص139) في حال أنه من خلال النظرة الأولي، وبالنظر إلي أنّ كودرزي كان رجل دين أيضاً، يبدو أنّ هذه النتائج متباينة إلي حد كبير، لكن عدم معرفته والحالة النفسية المريرة التي مرّ بها إثر طرده من فئته والضرر الذي لحق به، لاشك أنه ساهم في إيجاد هذا الغليان في داخله.

كودرزي وأتباعه، وبسبب هذا التهميش والعداء، قاموا بتقديم ايدلوجية وتوسيعها في نفس الوقت حيث كانت علي أساس عدم قبول فئة رجال الدين والعزف عن تفكرهم الأساسي، وهو ولاية الفقيه، وأطلقوا عليها طابع [...] التحريف [...] والعزوف عن الإسلام الشيعي والقرآن حيث إنّ أحد معاني القرآن الكريم، كلمة "الفرقان".[4] (ص3) وعلي ما يبدو أنّ مجموعة فرقان كانت مبتنية علي البدعة وقيام الساعة وحداثوية تنفي عصمة الأئمة (عليهم السلام) وتؤكدّ علي تاريخ، يوم القيامة والتوحيد والإجتهاد المباشر أو المستقل من القرآن الكريم حيث لايمت بصلة برجال الدين أو العزوف عنهم.(ص 50-47) يحاول هذا الكتاب من خلال دراسة جذور وتشريح الإيدولوجية الإبداعية والإلتقاطية لهذه المجموعة، أن تعتمد علي عدد من أعمال كودرزي و أن تقوم بمقارنة عقائده وتفاسيره مع منظّري الثورة الإسلامية البارزين من أمثال آية الله مطهري وعلي شريعتي. مع وجود فرضية أنّ كوهن، لديه كافة المصادر الموجودة في الفهرس، كان بإمكان هذا الكتاب أن يقوم ببحث أكثر دقة وعمق من خلال دراسة الأعمال العديدة والمقالات والميثاق والرسائل والكراسات والمنشورات في فكر كودرزي ومجموعة فرقان.(ص 76-73) كما كان لهذا الكتاب ومن خلال مراجعة الأعمال الرئيسية في مجال التاريخ الفكري للجمهورية الإسلامية، أن يعكس مدي تمايزات وتباينات كودرزي، مطهري،شريعتي والآخرين بشكل أكثر شفافية ووضوحاً.

يعتمد هذا الكتاب وبالإضافة إلي أعمال كودرزي، علي نصوص ومقابلات وإعترافات قادة ومسؤولين إيرانيين أيضاً.[...] في نفس الوقت، يعطي هذا الكتاب رؤية علي كيفية قيام قادة ومسؤولين مثل [آية الله] خميني ومطهري، أن يعملوا بجدّ لتفنيد وتفتيت هذه المجموعة ورد ايدئولوجيتهم كتابعين للشيوعيين و الماديون والمحتالين والمنافقين.(ص 74-72)[...] يشير الكتاب إلى أنّ الجمهورية الإسلامية بنفس المستوي الذي تري فيه هذه المجموعة خطيرة من حيث الإيدئولوجية، خطيرة من جانب أخري أيضاً.[...].

الكتاب وعلاوة علي المعارضة الداخلية، يرفع الستار عن فئات كانت موجودة في عمل الجمهورية الإسلامية. [آية الله] الخميني والمتضامنين معه من رجال الدين، لم يقوموا بمواجهة مجموعة فرقان وسائر مخالفيهم فحسب، بل قام بإسكات المتشددين داخل مجموعته [...].كان محمد، نجل آية الله حسين علي منتظري، من ضمنهم، حيث قام بتأسيس منظمة خلق الثورية لجمهورية إيران الإسلامية [5]. كانت هذه المنظمة تعمل بالتزامن مع معمر القذافي رئيس جمهورية ليبيا آنذاك وبعد إستقرار قوات إيران غير المنتظمة في إيران وسورية وذلك من أجل الإلتحاق بالفلسطينيين في حربهم ضد إسرائيل. بالرغم من بيانات [آية الله] الخميني حول وحدة المسلمين وعدائهم مع الصهاينة، لكن بسبب الإختلافات التي حصلت مع القذافي إثر إختفاء الإمام موسي صدر وأيضاً التعامل بشكل حقيقي مع تلك المغامرات الخارجية وتجنب تحريك إسرائيل في مرحلة تكوين وتأسيس الجمهورية الإسلامية المتشنجة، قام بالسيطرة علي هذا التنظيم. بعد إستقرار النظام في أوائل عام 1980م، قام [آية الله] الخميني وبشكل آمن ومطمئن، بتصدير الثورة عن طريق آلية دقيقة ومعتمدة، مثل الحرس الثوري والملحقات الثقافية إلي لبنان ومناطق أخري.[...].

في التحليل النهائي، الأسئلة المثيرة التي يطرحها هذا الكتاب، بإمكانها أن تكون قائمة لدراسات مستقبلية وأن تتضح قضايا مختلفة من خلالها وأن تلفت وجهة نظر الباحثين من أسباب الثورة الإيرانية ونتائجها. من أجل الوصول إلي هذا الهدف، بإمكان الباحثين أن يساهموا بإيجاد معارضة وفئات داخلية حيث تسبت ببعض المشاكل لرجال الدين وأيضاً مضمون وخطط ايدئولوجية [...] استخدموها من أجل التغلب علي هذا العداء، وأيضاً الإستمرارية والديمومة. مثل هذه الدراسة بإمكانها أن تلقي المزيد من الضوء علي طريقة إستقرار الجمهورية الإسلامية [...].

الهوامش

---------------------------

[1] RONEN A. COHEN, Revolution under Attack: The Forqan Group of Iran (New York: Palgrave Macmillan, 2015). Pp. 208. $90.00 cloth, $90.00 paper. ISBNs: 9781137502490, 9781349699520

[2] ERIC LOB, Department of Politics and International Relations, Florida International University, Miami, Fl.; e-mail: elob@fiu.edu

doi: 10.1017/S00207438160000611

[3] teleological

إنهاء أو دراسة الحكمة المطلقة (Teleology) هو التفسير أو السبب وراء عمل كل شيء وفقاً للغرض أو الهدف النهائي. إنّ الغرض الذي تم إنشاؤه بواسطة فعل بشري، علي سبيل المثال، الهدف هو المخلب، إن كان داخلياً أو لديه أصل خارجي، يسمي (Extrinsic). تشير المصطلحات الطبيعية إلى أن الكائنات الطبيعية لها أهداف جوهرية، بغض النظر عن منظور الإنسان أو استخدامه. على سبيل المثال، ادعى أرسطو أن الهدف النهائي من البلوط هو أن تصبح شجرة بلوط ناضجة وبالغة. المترجم

---------------------------------------

[1]ـ عاد الإمام الخميني رحمه الله في أول فبراير (12 بهمن) عام 1979 إلي إيران.م

[2]ـ عام 1981(1360) صحيح.م

[3]ـ خلافًا لرأي المؤلف، استشهد حجة الإسلام والمسلمين الدكتور محمد جواد باهنر ومحمد علي رجائي في التفجيرات بعد شهرين في مكتب رئيس الوزراء في 30 أغسطس عام 1981.م

[4]ـ ليس من الواضح ما هي الأدلة التي يستدل عليها  المؤلف ليربط عمل مجموعة فرقان الإرهابي بمفهوم ولاية الفقيه. وقعت الاغتيالات الأولى لهذه المجموعة في مايو 1979، عندما لم تتم صياغة الدستور بعد، وفي الأجواء الثورية بعد النصر، حيث كانت كل المجموعات تعبّر عن آرائها آنذاك.م

[5]ـ يبدو أنّ المؤلف كان يعني تشكيل وحدة داخل الحرس الثوري أنشأها حجة الإسلام محمد منتظري. تم دمج الوحدة بالكامل في قيادتها حوالي عام 1984م، أي بعد ثلاث سنوات من وفاة محمد منتظري، وأثناء إعادة بناء الحرس الثوري.م

النصّ الفارسي 



 
عدد الزوار: 2646



http://oral-history.ir/?page=post&id=8925