التاريخ الشفوي والمراهقين

مرتضي نورائي
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2019-06-08


أساس التاريخ الشفوي والفهم التاريخي هو طرح الأسئلة. يتطلب طرح الأسئلة في المجتمع الممارسة ويجب أن يبدأ هذا التمرين من الفئات العمرية المناسبة، مثل مرحلة المراهقة . بُذل بالكثير حتى الآن لتدريب وتعليم المؤرخين الشفهيين، لكن لم يركز على تدريب اختصاصي ونظري لبقيّة الفئات العمرية. في الوقت الحاضر، ومن خلال القيام  بإجراء سلسلة من التدابير الأولية واستنادا إلى الأطر النظرية، يمكن اتخاذ الخطوات الأولية لفتح الطريق لمشاركة المراهقين حتى يتمكنوا من النظر إلى ماضيهم والمنظور الذي هم على استعداد للاعتراف به وأهدافهم الاجتماعية والفنية والمتخصصة. الغرض من هذا النصّ هو تصميم الضروريات والاستراتيجيات لاسترداد كنوز الأسئلة الجديدة التي لا يمكن التنبؤ بها لهذه الفئة العمرية، والتي يمكن أن تكون حتما مسألة جيلهم، سؤال يحتاج باستمرار إلى اتخاذ قرار واستجابة جديدة.

من أجل تدريس وتعليم التاريخ الشفهي للمراهقين، والمشار إليها أيضاً باسم "أسئلة الشباب"، يمكن اقتراح محورين أساسيين في هذه المرحلة.

  1. يعتمد الهدف الأول على الأفكار الفنية المتخصصة التي تشرك الشباب في ظاهرة التاريخ الشفهي. في الواقع، لقد طرح كل جيل باستمرار أسئلته عن الماضي، وهذا الاتجاه هو بالتأكيد يتأتى من خلال أسس الأذواق الخطابية. لذلك ، ينبغي أن تستند الأهداف إلى الاحتياجات التي ستنشأ في المستقبل لتلبية مطالب ومطالب هذا الجيل. ما نذكره (كالجيل المعني بهذا الأمر) هو عنوان الماضي الذي ننتمي إليه، لذلك في أفضل الظروف سيكون قارئنا من جيلنا وجنسنا. ستكون هذه العناوين في المستقبل خارطة طريق سيتم التخلي عنها حتما في جغرافيا. بمعنى آخر، فإنّ نصوص الإنتاج التاريخية لها جماهير أقل في سن المراهقة، نظراً لحقيقة أنّ مسألة النصوص المنتجة لا تهم الشباب أو الجيل الآتي. منذ زمن بعيد، إنتهي زمن إستخدام القضايا العامة في التاريخ. من المؤكد أنّ الجنس والزاوية في الماضي، وفي المستقبل ستتم متابعتها من خلال لغة المراهقين هم بحاجة لها اليوم. تحقيقا لهذه الغاية، ينبغي أن يكون التركيز على الأسئلة التي طرحها هذا الجيل كافياً. مما لا شكّ فيه، يحتاج المؤرخون المحترفون إلى اكتشاف أسئلة خطابهم بشكل دقيق.

من ناحية أخرى، مع القليل من الاهتمام في التاريخ ، سنرى أنّ نسبة الأشخاص المهتمين بالتاريخ الكلاسيكي آخذة في الانخفاض، لأنّ الفئة التي تتجه إلى الكتب التاريخية لا يجدون ضرورات وقتهم بين المصادر التاريخية. لهذا السبب، نعتقد أنه من بين جيل الشباب، يتعين عليه تطوير تفكير المؤرخين بطريقة طرح الأسئلة، وهو موضوع أقل رسمية في الدروس الرسمية، ولكن في نهاية المطاف يجب أن يصل هذا الفن إلى الجيل القادم بشكل حداثوي وتقدمي.

  1. الهدف الثاني في نتيجة هذه المناقشة هو أهمية الجانب الاجتماعي للتاريخ الشفهي. واحدة من الروابط المفقودة في المجتمع الإيراني المعاصر هو "الحوار بين الأجيال الراهنة والأجيال المعاصرة لهم". وهذا يعني أنّ المراهقين لا يحاورون أجيالهم السابقة، مما سيخلق نوعًا من الفجوات والتفاوتات والاحتجاجات الاجتماعية. لذلك، واحدة من أهم الآليات في هذا الصدد هي تشجيع المراهقين على ممارسة المقابلات، ومساءلة ما سبقهم، لاستكشاف الموضوعات التي تهمهم.

بعد التركيز على هذه التوقعات، يبدو أنّ تعليم التاريخ الشفهي وتنفيذ آلياته أمر مهم للمراهقين. يمكن تصميم هذه الدروس وتنفيذها بأي شكل من الأشكال. ويجب الاهتمام على شكل الدرس،  من خلال قالب أطروحي وموضوعات لم تُطرح. لأنّ هذا النموذج هو في الواقع نوع من المبادئ التوجيهية للعقل وذوق الجمهور الذي سيظهر نوعاً من "أسئلة منشطة" ولن تؤدي إلي نتائج تذكر. الغرض من المنهج هو، في الواقع ، البحث عن فك التشفير: "أين تختفي هذه الأسئلة؟"

وبهذه الطريقة، في البداية، لا توجد فرضية للتنبؤ بالأسئلة الموجودة في أذهان المراهقين، لكن يمكن تخمينها وفقًا لظروفهم العمرية والقضايا الموجودة في مؤسستهم وفي حياتهم اليومية. في الوقت نفسه، لا يمكن القول بأنها فرضية. لأنه إذا طرحنا التخمينات في شكل فرضيات، فقد سعينا لإثبات افتراضاتنا فقط. في الواقع، علينا أن نطالب بتكوين تجربة الحوار التجادلي.

في الغالب، ومن خلال إعطاء أداة تحليل السبب والنتيجة، أدت الحكاية والمناقشة إلى النتائج المتوقعة. على سبيل المثال، في العالم الافتراضي، سيتأثر الجميع بلا شك بخبر ما، أين كان هذا الخبر؟ كيف كان هذا الخبر؟ هل توجد شواهد علي وجود ذلك الخبر؟ و ... إنّها حزمة الأسئلة هي التي يمكنها أن توفر وسيلة لعقلانية الأجيال في التمارين. في الواقع، يمارس هذا الجيل طرح الأسئلة في ذهنه وبمساعدة مكونات مقابلة التاريخ الشفهي من خلال المشاركة في هذا الفضاء الافتراضي الشاسع والتطور العقلي المتزامن. في الواقع، من المتوقع أنه من خلال تدريبهم على هذا النحو، ومع تعزيز قواهم العقلية، قاموا بتطوير أحد أساليب التنشئة الاجتماعية بينهم. في هذا الصدد، وفي الواقع (‌process‌)، المقصود من هذه العملية هو مسار التاريخ الشفوي وليس النتيجة بعينها.

باختصار ، يمكن تصنيف أهداف المشاركة في الاستجواب الاجتماعي للأحداث على النحو التالي ووضعها في أعلى ورش العمل:

1. تطوير الفهم الثقافي والتعليمي لفهم أكبر التحولات الاجتماعية والتقاليد والنظام السببي.

2. خلق مهارات التعاطف مع الأجيال على أساس الفرضية الرئيسية لنظرية التاريخ الشفوي في التعليم التحادثي.

3. خلق مهارات فكرية وتفكير وفحص واختيار الأدلة الصحيحة لاختيار وانتقاد المصادر وأنلا يقبل أي "كلام يُقال".

4. الاختيار الصحيح للقضايا والمعايير كأحد طرق التدريب.

5. فهم عناصر وقيمة الأدلة التاريخية، وخاصة مسألة التحيز والعناصر المثيرة للجدل والمتناقضة.

6. خلق القدرة على تسجيل الروايات ووجهات النظر المختلفة.[1]

إصفهان

25 مي عام 2019م

------------------------------------

[1] مذكرة الدكتور مرتضى نورائي، أستاذ التاريخ في جامعة إصفهان، ورئيس جمعية التاريخ المحلي الإيراني، الذي يحمل عنوان "التاريخ الشفهي والمراهقة" حيث أرسلت لجمعية إيران للتاريخ الشفهي.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 3003



http://oral-history.ir/?page=post&id=8589