المؤتمر الوطني الثاني للتاريخ الشفوي للدقاع المقدس-1

الهدف هو تبيين الأحداث والحدّ من تشويهها

مريم رجبي
ترجمة: حسن حيدري

2019-04-27


خاص موقع تاريخ إيران الشفوي، بدأ المؤتمر الوطني الثاني للتاريخ الشفوي للدفاع المقدس في صباح يوم الأحد الموافق 3 مارس لعام 2019م في قاعة أهل القلم  التابعة لمؤسسة الوثائق والمكتبة الوطنية لجمهورية إيران الإسلامية.

إحصائيات من عملية المؤتمر

قال العميد غلام رضا علاماتي، رئيس منظمة الوثائق ومستندات الدفاع المقدس وسكرتير المؤتمر في بداية هذا المؤتمر: إنّ التاريخ الشفوي للدفاع المقدس يعني جمع الذكريات والتجارب الشخصية لأولئك الذين كانوا في هذا الحدث العظيم والتي يمكن استخدامها كوثيقة تاريخية. حتى يتسنى لنا تسجيل وتوثيق هذا الحدث، مثل الحرب المقدسة، حيث سيكون من الضروري لجميع المنظمات والمؤسسات المعنية أن تشارك مجتمعة في هذه العملية. يعدّ المؤتمر الوطني للتاريخ الشفهي أحد الخطوات المتخذة لشرح تلك الحوادث ومنعها من التشويه والإندثار.

تمت برمجة المؤتمر في خمسة محاور: الأسس النظرية، والتاريخ الشفوي للضروريات والفرص، والسياسات المنشودة ودور المنظمات العسكرية والمدنية التي لكل منها مواضيع فرعية، و دراسة القضايا والحواجز التي تقف أمام مشروع التاريخ الشفهي وغيرها من الشؤون المتعلقة بالدفاع المقدس. حاولت المنظمتان الرئيسيتان، إحداهما منظمة وثائق ومستندات الدفاع المقدس والأخري منظمة الوثائق والمكتبة الوطنية للجمهورية الإسلامية، بمشاركة عشرين منظمة أخري أن تقوم بهذه الخطوة العظيمة سوية. تم اختيار ثمانية أشخاص للعضوية في اللجنة العلمية لهذه المؤتمر، وتم استلام 141 مقالة في المؤتمر الذي تمت مناقشتها. أعطي كل مقال إلى اثنين من الحكام، وعندما يختلف الحكمان عليها، يتم تقديم المقال إلى حكم ثالث من أجل الحصول على تقييم جيد ومناسب للمقالات. 25 حكماً قام بإنجاز هذه المهمة. أخيرًا، تم اختيار 20 مقالا سيتم تنفيذها في ثلاث لوحات. من أجل القيام بذلك، تم عقد 38 جلسة تنسيق وتم فهرسة المستوى الوطني للمؤتمر في قاعدة بيانات الأدب الإسلامي العالمي ونشرت مقالات بحثية رئيسية في المجلة الفصلية.

من أجل الجودة العلمية للمؤتمر، تم التنسيق للتأكد من أنّ إدارات مؤسسة الحفاظ علي ميراث ونشر قيم الدفاع المقدس في المحافظات وكذلك المنظمات المشاركة في المؤتمر تنتج نتاجاتها المختصة بالتاريخ الشفوي وتقوم بتقديمها، والتي تصل إلى أكثر من 120 عنواناً من المكاتب العامة للمؤسسة وعشرين عنوانًا من المنظمات الأخرى، سنعلن 100عن  عنوان اليوم. نأمل أن نتمكن من تحقيق أهداف هذا المؤتمر، وهو شرح الأحداث وتبيينها ".

لقد رأينا الدفاع المقدس وطنياً

وقال العميد بهمن كاركر، رئيس مؤسسة الميراث ونشر قيم الدفاع المقدس: " قال سماحة المرشد الأعلى، في بيان له في السنوات السابقة، إنّ أولئك الذين ذهبوا إلى ساحة المعركة، حيث خلقوا الملحمة لمدة ثماني سنوات، سواء كانوا شهداءهم، أو أسراهم، أو محاربيهم. بعد القيام بتلك الأعمال، سيبدأ عمل عظيم آخر. حيث أنه لا يتمثل بتلك السنوات الثمانية التي مضت، إذا ما استمر لثمانين عام، هناك فسحة للعمل أيضاً. في عام (2017م) ، عندما جئنا لخدمة المرشد الأعلى، في  حضور رئيس أركان القوات المسلحة، قدمنا تقريراً عن حالة المؤسسة والطريق إلى نور، وقال إنه إذا استمر لمدة ثلاثمائة سنة أخرى، فعلينا العمل بجدية. في العام الماضي (1396)، عندما التقينا بسماحته  بمؤتمر الشهداء، قال إنه يمكن العمل لثلاثمئة عام آخر في مجال الدفاع المقدس. لذلك كانت إحدى الأعمال المهمة هي الاحتفاظ بالمستندات. لم تكن وثائق الدفاع المقدس في جميع أنحاء البلاد في وضع جيد. على مدى السنوات الأربع الماضية، وبموافقة رئيس القوات المسلحة، تم تشكيل منظمة تسمى منظمة وثائق الدفاع المقدس، حيث من أجل تنظيم هذه الوثائق وبموافقة المنظمة الوطنية للوثائق، وكان من المقرر أن تستقر منظمة وثائق الدفاع المقدس في تلك المنظمة وفي الواقع قدّمت منظمة الوثائق الوطنية قدراً كبيراً من المساعدة لمجموعة هذه المنظمة.

كانت عملية إعداد صيانة الوثائق مسألة مهمة للغاية وتمت الموافقة عليها من قبل مجلس أمناء مؤسسة الحفاظ علي الآثار ونُشرت في الجريدة الرسمية. في المجلس المعني بالوثائق، يمثل ثمانية عشر مندوباً منظمات عسكرية ومدنية. حتى الآن، تمكنا من جمع وثائق مكتوبة وغير مكتوبة من حوالي عشرة ملايين وثيقة و 9600 ساعة من الفيديو والصوت. لقد تم القيام بعمل كبير في مسح (اسكنة الوثائق) للباسيج وجمعية هلال الأحمر. كان هناك أرشيف في الدول الأجنبية حول الدفاع المقدس الذي تمكنّا والحمد الله من الحصول على أكثر من 30 ألف ورقة من المستندات هناك وقمنا بتنظيمها داخل البلاد بالنسبة للتاريخ الشفهي، تم الانتهاء من نشر 50ألف  و 600 ساعة من المقابلات ونشرها، وتم أيضاً  نشر 180 عنواناً من الكتب حتى الآن، حيث سنكشف الستار اليوم عن تقديم 100 عنوان كتاب. توجد أيضاً اجتماعات وورش عمل في دائرة التدريب. فيما يتعلق بالمؤتمر الذي نقوم به نحن الآن، فقد بدأت مهمة جهادية، ونأمل أن تساعد جميع الأجهزة في هذا الصدد، سواء في القوات المسلحة أو في القوات غير المسلحة. لا يقتصر الدفاع المقدس على المستوى الوطني على القوات المسلحة فقط، بل يجب على جميع المنظمات العسكرية والمدنية مواكبة هذا الحدث لتقديم الدفاع المقدس والمساهمة في هذه الحركة الوطنية العظيمة. أحد الأشياء التي قمنا بها في مؤسسة الحفاظ علي الآثار ونشر القيم الإسلامية للدفاع المقدس هي أننا رأينا الدفاع المقدس وطنياً ومنعنا تدخل القضايا السياسية والحزبية في قضية الدفاع المقدس، لكن هذا كان مكلفاً للغاية، لكنه ناجح وهذا ما أكده القائد الأعلى للقوات المسلحة. آمل أن نتمكن من جمع وثائق الدفاع المقدس دون تحريف وإظهار صحة الدفاع المقدس من خلال الوثائق  والأفلام والصوتيات".

الحفاظ علي ما نمتلكه من قضايا مكتوبة وسماعية

في ما يلي، قال رئيس المحفوظات والمكتبة الوطنية لجمهورية إيران الإسلامية، أشرف بروجردي: "كما تعلمون، وعلى حد تعبير الأستاذ شريعتي، كل ثورة لها وجهان: الدم والرسالة أو قول مأثور يقول: "لبقيت كربلاء في كربلاء لو لا وجود السيدة زينب (س)". لذلك، فإنّ أي تحركات وإجراءات، خاصة في ساحة المعركة، إذا لم يكن لديها من يسردها للمجتمع، سيتم نسيانها إذا لم يكن لحاملها أي حقائق تُذكر. اليوم، ما تتطلبه سياستنا ومسؤوليتنا نحن كجيل دول للثورة الإسلامية، أو الجيل الذي قدم ما قدم للذود عن حياض وكينونة البلاد، هو محاولة الحفاظ على آثار ووقائع حدثت في ذلك الوقت وينبغي الحفاظ عليها كتراث لمجتمعنا. تقع هذه المهمة علي عاتقنا وترتكز على المكتبة والمحفوظات الوطنية لجمهورية إيران الإسلامية، كما أنها تستند إلى القانون، وعلى أساس الواجبات والقدرات  الموجودة هنا، حتى نتمكن من تكوين ما نمتلكه في مجتمعنا بشكل مكتوب ومسموع. كما تعلمون، هناك العديد من اللجان هنا، لكي تقوم بمناقشة النتائج السمعية والبصرية، ومناقشة الكتاب المطروحة، والمصادر الأدبية والمناقشات النقابية، يمكن أن تكون رصيداً جوهرياً لمجتمعنا، وبالطبع يمكننا الاستفادة منها.

لماذا الحفاظ علي هذا الموضوع أمر ضروري؟ لأنّ جيل اليوم والأجيال القادمة سوف تسألنا لماذا كنتم تدافعون عن أرضنا؟ أو ماذا حاولت أن تعلمنا كيف يمكننا مواجهة أعدائنا، ضد مناوئي النظام، وأمام اولئك الذين يريدون مهاجمة أرضنا وكياننا؟ هذه هي التجارب التي تحتاج إلى أن تنتقل. إنه واجب علينا جميعاً والجميع وفقاً لموقفهم ومكانتهم في المجتمع، ولكن الشيء المهم هو أن تكون  ذو مصداقية، أي ما تتلقونه من الذكريات يجب أن تكون ذو مصداقية وحقيقية، إذا كانت هذه مكتوبة في ذلك الوقت، فمن الطبيعي أنّ نفس الشيء كان يمكن حفظه كوثيقة. إذا كان هناك مَن كانوا يسجلون في الوقت الحالي مع المحاربين، فربما كان من الممكن الحفاظ عليهم كوثيقة قيمة ، لكن إن  كان هنالك  اشخاص حاضرين في ساحة المعركة ويقومن بتسجيل ما يحدث للمقاتلين، كان بالإمكان أن تصبح وثائقاً قيمة وذو مكانة عالية، كانت اللحظات مختلفة في ساحات الحرب، كانت اللحظة، لحظة موت وحياة، وهذا الموقف وهذه الشروط تتطلب من الجميع السعي لحماية هذه الأرض من غزو الآخرين. لأنّ لغتي العربية كانت جيدة، فإن هؤلاء الذين كانوا  يسعون للحفاظ علي مواريث الثورة خلال الحرب، أعطوني دفتر للذكريات وقالوا عليك أن تقوم بترجمته. مذكرات الجندي العراقي الذي كتب كل لحظة من أيامه. كان لديه دفتر ملاحظات وكتب ما كان يحدث كل يوم لاتخاذ الإجراءات اللازمة. تم القبض على هذا الشخص وأصبح ذلك الدفتر بيد مقاتلي جمهورية إيران الإسلامية حيث قاموا بقرائته لإستخراج واستنتاج ما هو مفيد لهم.

إذا فعلنا ذلك في ذلك الوقت، فكان جيداً جداً، ولكن الآن بما أنّ هذا لم يحدث بطريقة شاملة وكاملة، فهل يجب أن ننسى وأن نكون غير مبالين؟ لا ينبغي لنا أن نعيد قرائتها ثانية؟ ألا ينبغي لنا أن نعيدها إلى الذاكرة؟ قد يتم نسيان العديد من ذكرياتنا التاريخية، وهذه في الواقع مدخراً عظيماً سيضيع إذا ما قمنا بواجبنا بشكل صحيح. سواء كان ذلك في شكل فيلم، سواء في شكل كتاب أو في شكل شعر، يجب أن يتم الحديث عن هذا المخزون الهائل بأي شكل من الأشكال، هو جزء من التاريخ الشفوي. القائم علي  مشروع التاريخ الشفوي مؤسسة ما، وهي منظمة الوثائق والمكتبة الوطنية، لكن هذا لا يعني أنّ جميعها موجودة في تلك المنظمة أو المكتبة الوطنية. في عام (2017م) ، أصدرت حكومة جمهورية إيران الإسلامية قراراً ينص على أنّ جميع المنظمات مطالبة بعرض تاريخها الشفهي، وأنّ كتابة هذه الوثائق لا تعني أنها يجب أن تحافظ عليها مسبقاً. لذلك، نطلب أن ينظر إلى هذا على أنه الحفاظ على هذا المخزون والحفاظ على كنز هذه الأرض، لا سيما مناقشة الحرب والأحداث التي وقعت، والأحداث والقرارات التي اتخذها القادة آنذاك. كان مصير هذه الأرض محل للنقاش، واليوم أنت فخور بنفسك، على الرغم من حقيقة أنّ العالم كله كان ضدك وضد هذه الأرض، لكن وبعد ثماني سنوات من الحرب المفروضة، لم تمنح العدو ولو شبراً واحداً من هذه الأرض. الكل اتفق واتحد علي أن لا تكون الجمهورية الإسلامية، لكن هناك رجال ضحوا بالغالي والنفيس، مقاتلون لم يظهر لهم إسماً وليسوا اليوم إلي جانبنا، لكن خلقوا ملحمة عظيمة نفخر ونعتز بها اليوم. آمل أن تكون هذه الخطوة وهذه الخطوات الإيجابية دائمة ومستمرة، حيث سيحاول أحبتنا، الذين يعملون في هذا المجال، مرافقة المجموعة بدعمهم المخلص ".

يُتبع...

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2625



http://oral-history.ir/?page=post&id=8508