التدريب الإحترافي

التاريخ الشفهي مع نهج الثقافة الشعبية

مريم أسدي جعفري
ترجمة: حسن حيدري

2018-11-01


تحدث المجتمعون في الإجتماع الأول من الدورة التدريبية المهنية الأولى «التاريخ الشفهي مع نهج الثقافة الشعبية» عن تأثير التاريخ الشفهي على تسجيل وحفظ عادات وتقاليد البلد، بعد طرح رأيهم في اختلافات الثقافة الشعبية والتاريخ الشفهي.

خاص موقع تاريخ إيران الشفهي، عقد أول اجتماع في الدورة الأولى من «التاريخ الشفهي مع نهج الثقافة الشعبية» يوم الخميس 18 من أكتوبر لعام 2018م، من قبل مركز دراسات إصفهان ومؤسسة الأمم، مع محاضرات الدكتور مرتضى نورايي والدكتور ولي الله مسيبي في قاعة الاجتماعات التابع لهذا المركز.

التاريخ الشفهي وعلاقته بالوقت المعاصر

واعتبر الدكتور مرتضى نورايي، في البداية، التاريخ الشفهي نتاجاً للحكمة الجماعية، وقال «المقابلة هي العمود الفقري للتاريخ الشفهي. المقابلة من اختصاصنا وعلينا الاستعداد لها. يتم إجراء مقابلات من قبل علماء النفس والصحفيين والأعمال التجارية ذات الصلة من خلال اكتساب المعلومات من الناس. لكن مقابلة التاريخ الشفهي هي نوع من المقابلات النشطة.

يقول البروفيسور إي اتش كار: « إنّ التاريخ هو محادثة دائمة من الحاضر والماضي». هذا هو التعريف الأكثر تقنيّة الذي وسّع التّاريخ والمناقشات التاريخية بحيث أصبح الجميع  جزء لايتجزأ من التاريخ. كل نظام يجب أن يكون له مؤرخ. لأنهم يحتاجون باستمرار إلى تحليل خبرات ذلك النظام وطرحها . لذلك التاريخ، والتحدث إلى الماضي لجلب ظاهرة حتى الوقت الحاضر. التاريخ الشفهي له نفس البحوث وهو أحد زوايا التاريخ المرتبطة بالوقت الراهن. التاريخ الشفوي يصل بشكل مستمر إلى 180 عاماً .عندما تقابل شخصاً يبلغ من العمر 60 عاماً، يقتبس من والده وجده . لذلك فهو يغطي ما يقرب من ثلاثة أجيال. ربما، سألقي نظرة على ما حدث لكشف الحجاب، الذي سمعته من والدي وهو أيضاً قد سمعه من والده. لذلك فإن رواية الأجيال الثلاثة ذات مقبولية للشفهيين».

التاريخ الشفهي الموضوعي

وأضاف الدكتور نورايي أنّ التقليد الشفهي هو توأم للتاريخ الشفهي، مضيفا: «في التاريخ الشفهي، يجب على المرء أن يشرف على الحدث أو يشرف عليه أو يكون له واسطة. أي أنه يسمع من الشهود . التاريخ يعني أن نعرف بداية هذا الحدث ونهايته. في التاريخ، نشير إلى الماضي عن الفعل أو السلوك. في بعض الأحيان، وقعت سلسلة من الأحداث وفقا لإرادة الناس في المجتمع. في بعض الأحيان كانت هناك سلسلة من الأحداث التي أصبحت سلوكاً.على سبيل المثال، كان تدشين المدارس الجديدة في إيران صعباً للغاية. لقد عانينا كثيراً لإنشاء مدارس للبنات. ولكن في الوقت الراهن، أصبح تعليم الفتيات والفتيان في الجامعة سلوكاً طبيعياً. لكننا دفعنا الثمن حتي أصبح الأمر إعتيادياً. التحديث هو ظاهرة عقلية يجب أن يدفع لها الثمن باستمرار. كما يجب علي التاريخ الشفهي فعل ذلك علي غرار ما فعله التاريخ. أي وفقاً للقاعدة، يجب أن يدرس التاريخ الشفهي العمل أو السلوك. إن بحثنا موضوعي المنحى أو فردي المنحى ، بالطبع، ينبغي أن يستند كلاهما على تجربة جماعية. على سبيل المثال، تم إنشاء أول مصنع لصناعة الدراجات الهوائية في أصفهان وتم إصدار الشهادات الأولى في هذه المدينة كذلك. هذه الحالة تعتبر موضوعية.

أجرى باحث ياباني في إيران دراسة حول أدب الطلاب والمفردات الجديدة في اللغة الفارسية. وكان ولعدة شهور يركب علي متن الحافلة في تماملاالساعة 11 ظهراً و يذهب من ساحة الإمام الحسين (عليه السلام) حتي ساحة آزادي ومن ثم ينطلق من ساحة (السكك الحديدة) حتي ساحة تجريش. كان يقوم بتشغيل آلة الستجيل ويسجّل ما يقوله التلاميذ. وأخيراً، قام باستخراج كلمات ويقول أن الجيل الماضي، لايفهم هذه الكلمات وتعتبر هذه رموزاً واسراراً بين هؤلاء الأطفال. هذه ليست مقابلة، لكن نوعًا ما من الأبحاث موضوعي المنحى. لكن يجب إجراء مقابلة في التاريخ الشفهي. من المعروف للشخص أنه يشهد الحدث أو يكون وسيط للسرد».

علاقة التقاليد الشفهية والتاريخ الشفهي

وواصل الدكتور مرتضى نورايي في أول إجتماع له في الدورة التدريبية المهنية الأولى بعنوان «التاريخ الشفهي مع نهج الثقافة الشعبية»  قائلاً:« كان علم التاريخ حتي القرن التاسع عشر والقرن الجديد ـ كما هو معروف بأم العلوم ـ مكاناً للأسس الأخلاقية. أي يقرأون التاريخ لكي يعلمون الأخلاق. إذا ما نظرتم إلي كتاب سعدي أو الشاهنامه، جميع أمثلتهم مستقاة من التاريخ. نحن جزء لايتجزأ من التاريخ. إذا لم نعرف شيء من التاريخ، نجبر علي إعادته. للتاريخ درجات. البعض مثل التاريخ الشفهي، تاريخ دون وساطة. نحن نستمتع به ونتعلم الدروس. في مدارس بقيّة البلدان، يوجد درس يساهم بعلاقة الشباب بشكل منطقي مع المتفوقين. في الوقت الراهن الشباب لا يقبلون القدماء، لأنه لا يوجد حوار بينهما. هذا الحوار هو أحد النتائج المهمة التي ستساعدها جميع الأنظمة الوطنية.  نقول إنّ التاريخ هو محادثة دائمة للحاضر والماضي، أي أننا لسنا أبداً بغنيً عنه. التاريخ الشفوي هو مقابلة نشطة وليس مجرد مذكرات شفهية. عندما نجري مقابلة مع شخص واحد، فإننا لن نكتفي بتجربته الشخصية. هنا تظهرمكونات الفرق بين الذكريات الشخصية والتاريخ الشفهي».

وواصل شرح العلاقة بين التقليد الشفهي والتاريخ الشفهي قائلاً:« المؤرخون الشفويون عادة لا يدخلون التقليد الشفهي. التقليد الشفهي لا يعني الأحداث. لكنه يؤثر على الأحداث و الوقائع. من غير الواضح ما إذا كان التقليد الشفهي - مثل التقاليد والعادات – متي قد حدثت. نحن لا نعرف من هوالمبدع ولا يمكن وصفه بشكل جيد. التقاليد الشفوية تنتقل من شخص إلي آخر. دراسة التقاليد الشفهية هي عمل علماء الأنثروبولوجيا.على سبيل المثال، عندما يتعلق الأمر بالبحث في عادات وتقاليد ولغة أهالي اصفهان،  فإن الطريقة الأكثر أهمية هي إجراء المقابلات. لذلك فإن علماء الأنثروبولوجيا، أكثر تقدماً علي التاريخ الشفهي، بدأوا المقابلات منذ أواخر القرن التاسع عشر. حتي بداية القرن العشرين، هنري فيلد، أول عالم تقني في مجال الأنثروبولوجيا جاء إلى إيران، ومن أجل التعرف علي القبائل والناس والسلوكيات والتقاليد والآداب، قام بإجراء مقابلات معهم آنذاك.

لديّ مقولة تقول إنّ المؤرخين الشفويين يجب ألا يدخلوا مجال التقليد الشفهي. ولكن بسبب هذا، فإننا ندخل التقليد الشفهي لأن تقاليدنا جزء من التاريخ.  أولا  لأنّ التقاليد تتجدد، وثانياً إنّ فلسفة العمل على الفولكلور والثقافة الشعبية تخلق التضامن الوطني. وهذا يعني أنه يعزز المعنويات الوطنية.

ولهذا السبب، دخل المؤرخون الشفويون التقاليد الشفهية منذ عدة سنوات - مثل العادات واللغات واللهجات والطقوس والعلوم التقليدية مثل الطب أو الخرافات.

بما أنّ التقاليد الشفهية تخلق العمل الاجتماعي وتؤثر على مصير المجتمع في المستقبل، سواء كان إيجابيا أو سلبيا، يمكننا أن ندخله كمحاور عن طريق التاريخ الشفوي.  جزء كبير من تراثنا العام يكمن في الثقافة الشعبية . بطبيعة الحال، فإنّ مبدع كل حدث في الثقافة الشعبية غير واضح. تتأثّر العديد من العادات والاحتفالات والاحتفالات بالفولكلور والثقافة الشعبية. الثقافة الشعبية، تتوالد باستمرار ووفقاً للظروف اليومية، تصبح كبيرة أو صغيرة. تعتبر ثقافة المجتمع الإيراني شفهية للغاية. المجموعة المكونة من 10 مجلدات لمذكرات عين السلطانة هي أهم كتاب مذكرات في إيران. هي نفسها كانت أميرة، ورسمت مسار الملوك الخمسة ـ من ناصر الدين شاه إلى نهاية فترة البهلوي الأولى ـ  دون أي خوف. انتقلنا من الدستور إلى الذاكرة ومنذ الثمانينات من السنة الشمسية فصاعدا ذهبنا إلى التاريخ الشفهي. لكن التاريخ الشفهي للثقافة الشعبية لا يخضع للموضوع ولا للفرد. الثقافة الشعبية تركز على مواضيع مثل الآداب والتقاليد».

وطلب الدكتور نورايي في ختام حديثه مع المتدربين إجراء مقابلات مع بعض مكونات الثقافة العامة في إصفهان، التي لديها القدرة على التأريخ الشفهي للاجتماع القادم.

ربيع التاريخ الشفهي في إيران

وكان الدكتورولي الله مسيبي، خريج مرحلة الدكتوراه في فرع التاريخ المحلي في جامعة أصفهان، المتحدث الثاني في الدورة التدريبية المهنية الأولى «التاريخ الشفهي مع نهج الثقافة الشعبية». وقد عرّف التاريخ الشفهي كأداة وتقنية وطريقة في أيدي المؤرخين، وقال: «للأسف ، لم يتم العمل علي أي كتاب للتاريخ الشفهي بمعاييره المطلوبة في إيران . لقد قام الجميع بمقابلة ما ونشر ها تحت هذا الإطار. وبطبيعة الحال، يتم القيام بأعمال مختلفة في مجال التاريخ الشفهي مع رؤى مختلفة، ولكن إذا لم تكن في مجال التاريخ الشفهي، فلن نقوم بإلغائها وأرشفته. فجأة، بدأ ربيع التاريخ الشفهي في إيران، ولا يزال أمام الأشخاص الذين يتسمون بالعمل الشفهي طريقا طويلا. أساس التاريخ الشفهي هو هادف وواعٍ ونشط، لكن الثقافة الشفهية تبدأ بالأساطير. لا يوجد وقت ولا مكان فيها، لكن التاريخ الشفهي ليس كذلك. التقاليد الشفهية هي قدر كبير من التاريخ البشري، لكن التاريخ الشفهي ليس كذلك. التاريخ الشفهي هو مقابلة مع التحديات والتحقق».

في النهاية، قام بتسمية أمثلة من الأعمال المنشورة باسم التاريخ الشفهي في إيران، وأضاف قائلاً: «يعتمد التاريخ الشفهي على المستندات المكتوبة.  في الواقع، إنّ المقابلات الشخصية عن طريق التاريخ الشفهي هي في طور استكمال أحداث مكتوبة، بحيث يتم تحديد الحقائق أو الأكاذيب الخاصة بهم أو الانتهاء منها».

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 3130



http://oral-history.ir/?page=post&id=8161