كلعلي بابايي :

لا ينبغي أن يواجه التاريخ الشفوي للدفاع المقدس الرقابة الشخصية

شيما دنيادار رستمي
ترجمة: حسن حيدري

2018-10-12


كلعلي بابايي، كاتب مجال الدفاع المقدس وينشط في تسجيل أحداث هذا العصر على أساس التاريخ الشفهي. أصدر الكتاب «غضب الغبار» (غوغاي غبار)،«الضربة المتبادلة» (ضربت متقابل)،«إلي جانب الصاعقة» (همپاي صاعقه)،«السواترالترابية ـ المكتب الأول»(كالك هاي خاكي ـ دفتر يكم) ون«نقطة التحرر» (نقطه رهايي). تحدث مراسل موقع التاريخ الشفهي الإيراني مع كلعلي بابايي عن الأعمال المنشورة في إطار التاريخ الشفهي.

كيف تقيّم تسجيل التاريخ الشفهي للدفاع المقدس من وجهة نظرك ككاتب ؟

في الوضع الحالي، يعد واحد من أكثر المجالات الواعدة وربما الأكثر انتشاراً في أدبيات الدفاع المقدس هو إطار التاريخ الشفوي . لكن التاريخ الشفهي له قواعده الخاصة. عادةً ما يرحب الجمهور بالأعمال التي هي روايات يتم سردها من قبل الراوي نفسه شفهياً لمختلف الأشخاص والأعمال المكتوبة بدون طرح الأسئلة ويتم استماعها من لسان الراوي نفسه (من خلال الشخص الراوي) حول المغامرات والأحداث التي وقعت إبان سنوات الحرب المفروضة علي إيران الإسلامية.

وبطبيعة الحال، فإن أعمال التاريخ الشفهي للدفاع المقدس تُكتب بطريقة أخرى، والتي يؤكد عليها أساتذة هذا الفن وتسجيل التاريخ الشفهي في شكل أسئلة وأجوبة. على الرغم من أن هذا الأمر أسهل ، إلا أنه عادة ما ينفذ في المراكز العسكرية التي تسجل الذكريات ، لكن هذا الأسلوب أقل جاذبية لعامة الناس. أعتقد أن الأعمال المسجلة في المراكز العسكرية دون مراعاة قواعد التاريخ الشفهي ليست مرغوبة من الناحية النوعية وعادة ما تتوقف عند نفس الطباعة الأولي.

كان «إلي جانب الصاعقة» أول عمل لك، تم كتابته ونشره على أساس التاريخ الشفهي للدفاع المقدس. اشرح لنا هذا العمل وكيفية كتابته.

لا أعرف ما إذا كان هذا الكتاب يمكن اعتباره عملًا تاريخياً شفهياً أم لا. لكن «إلي جانب الصاعقة» في الحقيقة يعتبر شهادة عمليات فيلق 27 محمد رسول الله (ص) حيث أكثر من 100 راوٍ شاركوا في كتابة هذا الكتاب من خلال ذكرياتهم الشفهية. تتركز هذه الذكريات حول موضوع محدد (تشكيل وحدة للعمليات ووجودها في عمليات مختلفة) يتم تجميعها بالتوازي مع بعضها البعض. لا يتم تسليط الضوء على دور الأفراد بل يتم تسليط الضوء على دور الوحدة في هذا الكتاب. إذا أردنا أن نضع هذه الأعمال في إطار التاريخ الشفهي ، فإن أول عمل في هذا المجال هو «إلي جانب الصاعقة» و بعد ذلك أعمال مثل «الضربة المتبادلة» «ربيع 2003م» و «من ألوند حتي قراويز» و آخرها «مشاعل الشمس».

ما هو أسلوبك في استخدام التاريخ الشفهي لبيان سجل شهادة الفيلق في العمليات؟ هل سبق لك أن درست عملاً في هذا الإطار أو هل كان ذلك هو أسلوب الخاص بك؟

لم يكن لديّ أسلوب في الكتابة. كانت الخطة الأولية هي كتابة كتاب عن عدد من الشهداء في تلك الوحدة. مع عمليات البحث التي قمنا بها، وجدنا أن هناك الكثير ممن استشهدوا في هذه الوحدة أثناء العمليات المختلفة. على سبيل المثال، كان أكثر من 200 شهيدعلي صعيد قادة في الكتيبة إلى مناصب أعلى. بما في ذلك قائد الكتيبة، مساعد الكتيبة، قائد اللواء، القائد العام، قائد الفرقة، رئيس الأركان، قائد العمليات وقائد وحدة المعلومات. كما تعلمون، بالنسبة لكل هؤلاء الأفراد، لا يمكنك كتابة كتاب مستقل.  لقد اخترنا التركيز على المحور كوحدة بدلا من التركيز على شخص واحد من أجل تقديم وتعريف الشهداء وكذلك مناقشة كيفية بناء وحدة قتالية ودورها في العمليات. علي سبيل المثال في كتاب «إلي جانب الصاعقة» يرافقنا السيد أحمد متوسليان من كردستان حتي تشكيل اللواء 27، عمليات فتح المبين،عمليات بيت المقدس و ذهابه إلي لبنان حتي فترة أسره في الحرب. في كتاب «الضربة المتبادلة» أيضاً نكون مع الشهيد إبراهيم همت. بالطبع، إلى جانب هؤلاء الأفراد، هناك أشخاص يُعرفون أيضاً باسم زملاء القادة الذين ربما أردنا في الأساس كتابة كتاب حولهم، لكنهم بهذه الطريقة لعبوا دوراً أساسياً أثناء تعريف القادة. لذلك لم يكن لدينا نمط محدد في كتابة هذه الأعمال. هذه الكتب كانت مجرد تجربة عمل قصيرة.  بالطبع، كانت لدينا ابتكارات أخرى. بما في ذلك التعامل مع المحادثات اللاسلكية واجتماعات القادة وغيرها من المكالمات التي يتم تبادلها بين القادة والقوات والمقر. لقد جمعنا هذه الموارد كمجموعة موازية مع رواية الأشخاص الذين هم الآن بيننا أو الذين سبق لهم إجراء مقابلات معهم وفي أرشيف مركز وثائق الدفاع المقدس. يمكن القول أن النص قد كتب على أساس التاريخ الشفوي ، الذي ، عندما يدرسه القراء، لا يعتقد أنه موجود في الشكل الجاف للجيش. إنه كتاب مدهش ورائع يتعرف من خلاله علي أناس مختلفين.

لقد أشرت إلى نقاط الضعف في الأعمال المنشورة في التاريخ الشفوي .كم كانت التدريبات كافية في هذا المجال و كم استطعت تنمية أسلوبك في كتب مثل «إلي جانب الصاعقة» إلي محبّي هذا المجال التعليمي؟

يتم التدريب على التاريخ الشفهي في ورشات عمل علي صعيد المحافظات وعادة ما يتم تلخيصه في يوم واحد. بالتأكيد، خلال هذه الفترة، لا يمكن نقل جميع فهم ومعرفة تسجيل المذكرات الشفهية والتاريخ الشفوي للجمهور في جلسة واحدة فقط. من ناحية أخرى، بما أن هذه الصفوف لم تكن متماسكة ومستمرة أبداً، فإنها لم تحصل على نتائج جيدة، ويمكن أن يُنظر إلى النتائج في العديد من الأعمال المنشورة في المراكز العسكرية. تنشر الأعمال التي لم تكتب وفقا لقواعد التاريخ الشفهي، وحتى الأسئلة المطروحة ليست مناسبة. أتذكر أن الأستاذ علي رضا كمري قد أجرى العديد من الصفوف في التاريخ الشفهي في العديد من المحافظات، ولكن بما أن المحاورين يتم التخلي عنهم بعد التدريب، فلا يوجد تعليم مستمرفي هذا المجال بشكل منتظم. إنهم ينسون المبادئ التي يتعلمونها ويعملون علي التاريخ الشفهي بأسلوبهم التقليدي. والآن بعد أن وصلتني أعمال عديدة من المحافظات والمدن، أرى أنها عملت بالطريقة التقليدية نفسها وأنماطها المحلية، وبالتالي فإن أعمال العديد من المدن لا تحظي بقبول الكثير من الجمهور.

ما هو مقترحك في هذا الموضوع؟

أؤكد على التدريب والإشراف على مراكز التدريب . يجب ألا تسعى المراكز فقط إلى جمع الإحصاءات، وعلى سبيل المثال،من أجلعقد مؤتمرما ، فسوف يسجلون المئات من أعمال التاريخ الشفهي. هذا العمل يعتبر آفة ويضر بالتاريخ الشفهي. لأن تسجيل التاريخ الشفهي يتطلب دقة وحساسية عاليتين.علي الإطلاق أن لا نضحي بالكيفية من أجل الكمية. إذا يتم إعطاء الإمكانيات والتعليمات اللازمة و يتم تقليل القيود، سيكون لدينا تسجيلاً لتاريخ الدفاع المقدس الشفهي ناجحاً بشكل كبير.

ما هي القيود الموجودة في هذا المجال؟

هذه القيود أقل في طهران وأكثر في المدن. أولئك الذين يكتب تاريخهم الشفهي من فترة الدفاع المقدسة عادة ما يكونون معروفين وبارزين. علي سبيل المثال، القادة والمدراء وقائم مقام و.... أعتقد أن هؤلاء الأشخاص (الرواة) يجب أن يضعوا أنفسهم في إطار الحرب المفروضة، ولأنهم للأسف ليسوا بهذا الشكل ويريدون الحديث عن الدفاع المقدس من منطلق مكانتهم في الوقت الراهن، فإنهم سيقوضون السرد في شكل التاريخ الشفهي.

أي أنّ تسجيل التاريخ الشفهي للدفاع المقدس يخضع للرقابة في بعض الأحيان؟

نعم. أحيانا تكون الرقابة الشخصية موجودة في هذا المجال. على سبيل المثال، في كتاب «السواتر الترابية»، الذي كتبت فيه ذكريات السيد جعفري ، يقول:« عندما وصلت إلى أهواز في اليوم الأول من الحرب وأردت الذهاب إلى مدينة سوسنجرد، جلست في شاحنة الشهيد دقائقي وشهدت هروب سكان المدينة التي مزقتها الحرب. كنت أذهب للحرب، لكنني ما زلت لا أعرف كيف أمسك السلاح بيدي. ولا أدري كيف أقوم باطلاق الرصاص».اجتذبت صراحة الراوي، الذي أصبح لاحقاً مخططاً للعملية، الجمهور هنا. في وقت لاحق، أشار المرشد الأعلى إلي هذا الكتاب في مناسبات عديدة و ذكر هذه العملية تحت عنوان نمو الأفراد في الحرب. إذا كانت هذه البصيرة موجودة في قادتنا ويمكنهم أن يروا أنفسهم في ذلك الإطار، أي يرون أنفسهم  كقوات في التعبئة كانوا مقاتلين وقناصين، ثم نموا و بعد ذلك أصبحوا قادة في الحرب، ستزال حينها الكثير من الأضرار التي يتعرض إليها التاريخ الشفهي للدفاع المقدس من تلقاء نفسها.

لقد ذكرت في إحدى ملاحظاتك أهمية اختيار الراوي بدقة. اشرح المزيد عن هذا . من الذي يمكن اعتباره الراوي في تسجيل التاريخ الشفهي للدفاع المقدس؟

هناك وقت تريد فيه فقط تسجيل التاريخ ولا تنوي حتى طباعة تلك الذكريات، يمكنك التحدث مع جميع الأفراد المتواجدين في ساحات الحرب.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2912



http://oral-history.ir/?page=post&id=8107