ورشة «التفاصيل الدقيقة و التقنيات، من المقابلة حتي التأليف»

كتابة الذكريات،قريبة لمجريات الحياة

أحمد رضا أمير ساماني
ترجمة: حسين حيدري

2018-09-14


 خاص موقع تاريخ إيران الشفهي، أقيم في يوم الأربعاء الأربعاء 13 سبتمبر من عام 2018م ، من قبل وحدة التربية الفنية والأبحاث في محافظة إصفهان وبحضور مرتضى سرهنكي، مؤسس مكتب الأدب وفن المقاومة ، و المؤلف ساسان ناطق ، ورشة عمل ليوم واحد حول «التفاصيل الدقيقة والتقنيات من المقابلات إلى التأليف» في بيت الفنانين التابع لمؤسسة الفن بإصفهان.

في الجلسة الأولى من ورشة العمل التي استمرت من الساعة 9:00 حتى 10:30 ، استعرض مرتضى سرهنكي مبادئ وتفاصيل المقابلة في أدبيات الالتزام. في اللقاء الذي حضره بعض الكتاب و عدد من الذين تمت مقابلتهم و رواة الدفاع المقدس في إصفهان قال السيد سرهنكي في إشارة إلى حقيقة أن لدي إصفهان ثلاثة جيوش شاركت وساهمت في الدفاع المقدس، حيث تمتلك إمكانات كبيرة في كتابة المذكّرات، طالب ناشطو أدب الإستدامة ، بإقامة ورش عمل صغيرة وكبيرة تطرح هذه الذكريات إلى الواجهة.

كان تركيز السيد سرهنكي في هذا الاجتماع، علي أنّ العمل سوف ينتقل من الحالة النظرية إلى مرحلة الورشة. وفقا لما قاله،أن الجندي يروي ذكريات الحرب، ومن واجبنا تحويل هذه الذكريات بمهارة من لغة الجندي الراوي إلى أدب سلس وجذاب.

في الخطوة التالية، حدد السيد سرهنكي ثلاث هياكل عامة تسمى «الكتل» لتسجيل الذكريات: كتل قبل المقابلة، كتل خلال المقابلة وكتل بعد المقابلة .كما تحدّث حول التفاصيل قبل المقابلة والتي تشمل قضايا مثل التعاطف مع المحاور وجمع المعلومات قبل المقابلة، والتفاصيل وتقنياتها أيضاً. كما أشار السيد سرهنكي إلي التفاصيل والمهارات الدقيقة أثناء المقابلة، وأيضاً عن الاختلافات في أنواع المقابلة وكيفية التعاطف مع من تتم المقابلة معهم.

و ذكّر الباحثون أيضاً بالأخطاء التي يرتكبها المحاورون حيث تتسبب بملل و تعب الراوي.

كان الجزء الأخير من هذا الموضوع متعلقاً بالإبداع في طريقة صياغة المقابلة، بالإضافة إلى أخطاء المؤلف في التأليف. كما أكد السيد سرهنكي على نضوج كتابة المؤلف والإبداع في تجميع الذكريات. حيث أحضر الكثير من الأمثلة في هذا الصدد وطلب من الكتاب أن يكتبوها بطريقة تجعل المذكرات قريبة من مجريات الحياة. وأضاف السيد سرهنكي قائلاً: كلما كانت هذه الرواية أقرب إلى الحياة الموضوعية، كلما كانت القراءة أكثر سهولة..

خُصصت الجلسة الثانية من هذه الورشة لأسئلة وأجوبة الحضور و المدرسين واستمرت حتى الساعة 12:00. واحدة من أهم القضايا التي أثيرت في جلسة الأسئلة والأجوبة هي كيفية التدخل في لحن الراوي واستخدام العناصر السردية في الكتابة وسرد الأعمال كذلك.هذا و سلّط مرتضى سرهنكي الضوء على العناصر الأساسية اللازمة لاستخدام النغمات المختلفة في الظروف المختلفة للمشاركين في الورشة التخصصية التي استغرقت يوماً واحداً حول « المفردات والتقنيات من المقابلات إلى التأليف».

في الجلسة الثالثة من ورشة العمل التي بدأت في الساعة الثانية بعد الظهر، استعرض ساسان ناطق نقاط الضعف والمشاكل المتعلقة بإعداد وإنتاج الأعمال التاريخية الشفهية، لا سيما في مجال أدبيات الاستدامة. عدم الإبداع، وعدم استخدام تقنيات موثوقة وخيالية مثل التعليق والتوصيف وخلق الأجواء، وعدم وجود تعاطف من قبل المحاور مع الراوي، وعدم الدراية بأساليب وتقنيات البحث، وإهمال المشاركين في الزوايا العقلية في الآراء والمذكرات، و أيضاً مجرد التركيز على عدد المقابلات بدلاً من جودتها، وعدم النظر إلى القيم الإنسانية للحرب، وعدم دراسة النصوص التاريخية والأدبية، وإهمال الذكريات والتذبذب في الذكريات التي تخلق في نهاية المطاف رتابة مُملة. عدم الإستماع و النظرة الجيدة  أثناء المقابلات و أيضاً عدم الإهتمام بالحالات النفسية  و لغة الجسد للشخص الذي يقابله، وعدم وجود سياسات وخطط لإجراء المقابلات وعدم فهم محاورهم للراوي، وقلة إلمام من يجري المقابلة في مجال فن الإعداد و كتابة الوقائع تصويرياً...من ضمن الهواجس والمشاكل التي أكد عليها السيد ساسان ناطق. تكونت الجلسة الأخيرة للورشة من جزئين، في الجزء الأول، شارك المشاركون تجاربهم مع السيد مرتضي سرهنكي والسيد ساسان ناطق، واستمعوا إلى آراء المدرسين حول أعمالهم. في الجزء الثاني قدّم السيد سرهنكي موضوع تجميع وتأليف الذكريات عند إنهاء هذه الورشة . كما أن من وجهة نظره، أهم عمل في هذا القسم هو تصنيف و تقسيم العمل. إذا ما تم تصنيف أعمال المقابلات وتجميعها على نطاق واسع منذ البداية، يتم اكتشاف نقاط القوة والضعف في العمل بسرعة أكبر، ويمكن إعادة تصنيفها لاحقاً حسب قوتها و ضعفها.كما سيكون هذا العمل في التفكير  بنهاية أو بداية جيدة وممتعة وخلق إبداع في العمل، مفيد و مثمر للغاية.

المهمة الأخرى لمن يقوم بالمقابلة، هي إعطاء مكانة ثمينة للعمل في مجال التاريخ الشفهي و كتابة المذكرات،والبحث عن ذكريات ممتعة و عاطفية  في هذا التصنيف من أجل تقدير تأثير التاريخ والذاكرة الشفهية. النقطة التي وصفها السيد مرتضي سرهنكي تحت عنوان «المعادن المضيئة». يجب ألا يبدأ الكتاب بميلاد الراوي وينتهي بموته أو استشهاده، يستطيع المحرر، بمساعدة هذه المعادن المضيئة، أن يبدأ أو ينهي كتاباً جيداً ويغيّر مكان فصول الكتاب كذلك. هذه هي الإبداعات التي تجعل العمل أكثر دقة وقابلية للقراءة.

وأشار أيضا إلى أن الفرق بين الأدب السردي والتقريري يستند إلى نفس النصائح و النقاط الدقيقة. تخبرنا ذكريات الحرب بثمنه، وهو ثمن ظل كامنا في ظل المصاعب التي لا توصف من حالات المقاتلين خلال الدفاع المقدس، والأسر والشهادة، وهي ثمن كامن في القيم العاطفية والأخلاقية للدفاع والحرب، إذا كانت هذه القيم موجهة بشكل جيد إلى الناس ، فلن يتعرض أي شخص للقمع والخيانة من قبل بلد تم الحفاظ عليه بهذه الصعوبات. هذا هو نفس الفرق بين التسجيل الخام لتقارير الحرب وتسجيلاتها الأدبية والعاطفية.

من وجهة نظر السيد سرهنكي وناطق، مدرسا الورشة، وتتمثل أهم خطوة في تطوير الأقلام وتدريب الكتّاب في مجال كتابة الذكريات والتاريخ الشفهي ،هو إنشاء ورش عمل لتأليف و تحرير الذكريات تستمر بعملها و نشاطها، وكنتيجة لذلك، يتم تدريب جيل من الكتّاب النشطين والفنيين في هذا المجال.

و أختتمت ورشة العمل المهنية التي استمرت ليوم واحد فقط تحت عنوان «التفاصيل الدقيقة والتقنيات، من مقابلة حتي التأليف» والتي تم تشكيلها في بيت الفنانين في منطقة الفن في أصفهان، في تمام الساعة 5:30 في يوم 14 من سبتمبر لعام 2018.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2765



http://oral-history.ir/?page=post&id=8054