التاريخ الشفهي والمزيد من الإهتمام بالتفاصيل

أكرم دشتبان
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2018-08-10


يتشكّل النص التالي على أساس قضية وتركيز وهما: ما هي الأعمال التي تدخل ضمن التاريخ الشفوي تأتي كنموذج لبقية الاعمال؟ لماذا تحتوي هذه الكتب على أنماط وما هي خصائصها؟

قال الكاتب والباحث في مجال التاريخ السيد قاسم ياحسيني معالجاً هذا الموضوع: لحسن الحظ ، إذا ما أردنا أن نتحدث عنه بدقة أكثر، يجب أن أقول إنّ الذكريات الشفهية نمت بشكل كبير في مختلف المجالات. لذلك الآن، و في أنواع مختلفة، يمكن توضيح الذكريات الشفهية بأمثلة متعددة. قبل بضعة أيام، قمت بتصنيف الذكريات الشفهية التي نُشرت في إيران و تصنيف حوالي 20 نوع من الذكريات الشفهية.

كما أضاف قائلاً: ربما من أهم أنواع الذكريات الشفهية والتاريخ الشفهي في إيران، كتب ركزت على الحرب العراقية المفروضة على إيران، والثورة الإسلامية ، ورجال الدين والمشاهير، والكتاب والفنانين  والسياسيين والمفكرين  وأصحاب الأعمال التجارية، والنساء والرياضيين. بالطبع، يمكن إضافة الكثير إلى هذه القائمة. حالياً ، أشهر  أنواع التاريخ الشفهي هي حرب العراق المفروضة على إيران والثورة الإسلامية ، ومعظم المصادر المنتجة في المذكرات الشفهية،  بلا شك تختص بالحرب  المفروضة.

وقد أوضح الحسيني، في إشارة إلى حقيقة أنه لم تكن هناك دراسة محددة حول عدد المذكرات الشفهية المنشورة في مجال الحرب قائلاً: بالطبع، يمكن ذكر ألف كتاب من كتب التاريخ الشفهي، حيث معظمها منشورة في المراكز الحكومية. كما أنه في سياق الذكريات الشفهية، هناك أنماط مختلفة يمكن تقييمها بأشكال عديدة .وكأمثلة في سياق الحرب المفروضة، فإنّ بعض العناوين المطبوعة في دار سورة مهر للنشر، قابلة للقراءة و تعتبرأنماط جذابة من الذكريات الشفهية في إيران.

وأضاف قائلاً: لحسن الحظ، إن الكاتبات دخلن هذا المجال في السنوات الأخيرة، وبالإضافة إلى ذكرياتهن الشفهية عن الحرب، قام بعضهن بإنتاج مذكرات في التاريخ الشفهي ونشاطات في التاريخ الشفهي للنساء والرجال. لقد أصبحت الذكريات الشفوية للحرب هذه الأيام مهمة للغاية لدرجة أنّ معظم دور النشر الحكومية قد خصصت فروعًا لهذا العمل. هذه علامة على الديناميات المتنامية للذكريات الشفهية في إيران.

وقال السيد ياحسيني: أعتقد أنّ هذا النوع من التاريخ الشفهي والذكريات الشفهية سيتغلغل قريباً في مجالات أخرى في القضايا الثقافية والسياسية والاجتماعية في إيران، وسيغطّي مختلف الأعمال المعيارية في جميع الجوانب وأنماط الحياة والتطورات الاجتماعية والثقافية والسياسية في إيران.

وإذا ما سألتموني أي نوعية قصصية هي السرد الأكثر ديناميكية في إيران ؟ سأجيب بالتأكيد أنها المذكرات الشفهية والتاريخ الشفهي.  بطبيعة الحال، ينبغي أولاً توضيح أن تعريف المذكرات الشفهية والتاريخ الشفهي هو أمر متميز للغاية. للأسف الشديد، في المقابلات والكتابات ، حتى الأساتذة اللامعين، لا يفرقون بين التاريخ الشفهي والمذكرات الشفوية، ويعتبرونها سهواً و من باب الإهمال علي نمط واحد.. ومع ذلك ، تعتبر الذكريات الشفهية جزءاً من التاريخ الشفهي . لذلك فإن التاريخ الشفهي ليس تاريخًا شفهياً ، ولكن التاريخ الشفوي يجب أن يستخدم الذكريات الشفهية.

وأضاف السيد حسيني في توضيحاته المتضمنة للأعمال التي يمكنها أن تكون نموذجاً للأعمال الأخري قائلاً: في المجال النظري، كتاب الدكتور نورايي [ التاريخ الشفهي و مكانته في كتابة التأريخ المعاصر 1979م ـ 2006م] حيث أنه يطرح أنماط كتابة عن قضايا التاريخ الشفهي  ويعتبرعملاً قيّماً في هذا الصدد. لكن عدد هذه الأعمال قليلة جداً، ولم نقم بالكثير من العمل حول نظرية التاريخ الشفي والأبحاث المتعلقة بها كذلك.  لكن في مجال تحرير أعمال التاريخ الشفهي، لدينا مجموعة متنوعة من الأعمال في هذا المجال ، كمثال على الكتب، يمكن الإشارة إلي  مجموعة الكتب التي كتبها السيد محسن كاظمي في مجال الذكريات والتاريخ الشفهي المتعلق بها. لهذا الرجل نمطاً خاصاً في عمله أو السيدة راحلة صبوري التي لديها نثر نسائي ومن أبرز أعمالها تحت عنوان «زقاق الرسامين».

كما قال إنّ السبب في نموذجية أعمال السيد محسن كاظمي هي دقته في عمله والجهود الحثيثة في تحرير الذكريات و إستخدام المصادر و المرفقات المطلوبة في نهاية كتبه والمعرفة المقنعة لدي الكاتب علي فلسفة التاريخ الشفهي و قال أيضاً: وهو واحد من القلائل الذين على دراية بفلسفة التاريخ الشفهي ويعرف طرق البحث في التاريخ الشفهي ويعرف ما يفعله كذلك. تعتبر أعمالها رائعة و رائدة . يمتلك مؤلفو مجال التاريخ الشفهي أساليب وأذواق مختلفة، ويملك محسن كاظمي أسلوباً خاصاً في مجال تاريخ الثورة والحرب وتاريخ الدبلوماسية.

كما قال هذا المؤلف عن أعمال راحلة صبوري: عمل هذه المؤلفة يحتوي علي أعمال في مجال النثر النسائي. وهو يركز على العمل وعلى الفضاء ، وينظر في التفاصيل. في التاريخ الشفهي ، كلما ازداد الاهتمام بالتفاصيل ، أصبح العمل أكثر جاذبية وقابلية للقراءة . وبالإشارة إلى التفاصيل المذكورة، فإنه يشير أيضاً إلى مسألة أخرى، ويمكن أن يشرح المؤلف عمله بالتفصيل حول عادات وتقاليد الفترة المعنية. ينبغي أن يأخذ في الاعتبار أنّ إنتاج النص لا ينبغي أن يكون للحرب وحدها. من خلال مراجعة تفاصيل روايات الراوي ، يمكننا وصف تاريخ الطبقات الاجتماعية والمدن والأحياء. كما أعمل أنا في ما أقدمه من أعمال، حيث أنتبه جيداً إلى موقع الأحياء، حتى إلى الفضاءات للأحياء ونوع العمارة من المنازل والأزقة، في الواقع، يجب ألا تكون الذكريات رمادية، بل ينبغي أن تكون ملونة بحيث يمكن للجمهور أن يصور ذاكرتهم في أذهانه.

ينشر موقع التاريخ الشفهي لإيران أسئلة شفهية بعد طرحها علي الخبراء وتتعلق بالموضوع المعني  ويطرح في نفس الوقت أجوبتهم على الجمهور. سيكون لإجمالي الإجابات نتائج مهمة.  إذا كان لديك أي أسئلة ، فلا تتردد في إرسالها عبر هذه الصفحة لقراءة تعليقات خبراء التاريخ الشفهي علي ذلك.

 

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 3742



http://oral-history.ir/?page=post&id=7980