مذكّرات خرمشهر ـ 2

الشهيد بهروز مرادي
ترجمة: حسين حيدري

2018-07-13


 

10-4-1982

في صباح اليوم إنفجرت قذيفة هاون 120 أمام بريشين و لله الحمد مرّت بخير. كما أن طائرات العدو قامت بقصف المناطق المحاذية لجبهة كوت الشيخ.

هذا ولقد عُقد إجتماعاً في حوالي الساعة الـ 4 ظهراً في مكتبة الحرس الثوري حيث قدّم الأخوة في العلاقات العامة تقريراً عن نشاطاتهم. بعد ذلك قال السيد أصغر وحيدي :« كما لايخفي عليكم أننا ننوي مهاجمة مدينة خرمشهر.  لهذا ذهب العديد من المقاتلين إلي الإجازة و تكاثر العمل عليكم. يجب أن نقوم بإعداد لافتات فتح خرمشهر، كما يجب توفير عدد من الأعلام الخضراء حيث من الممكن استشهاد عدد من المقاتلين، يجب أن يكون الجميع علي أتمّ الإستعداد، كما لو اسشتهد أحد منكم، يجب أن تقوموا بمهامه أنتم في العلاقات العامة .»

اليوم تم القضاء علي خطة إنقلابية، كان من المقرر اغتيال الإمام و أعضاء المجلس الأعلى للدفاع المقدس، تم إعتقال صادق قطب زاده علي إثر هذه القضية.

.. كّنا في غرفة الفيديو في الليل. «لقد جاء كلّ من السيد «باقري» و أحد مذيعي راديو آبادان. قال لي السيد باقري: «أريد أن أسجّل شريط فيديو من جميع أبناء مدينة خرمشهر».(يبدو الكل ينتظر رحيلنا!). في هذه الأيام، كل شيء يدل علي نصر عظيم. إلهي! ساعدنا كي نستعيد خرمشهر ثانية...إلهي! إذا كان من المقرر أن يستشهد أبنائنا، إجعلهم ينالون الشهادة بعد فتح خرمشهر. لأنهم جميعاً يتمنون تقبيل ترابها.

 

 

11-4-1982

يهتف الناس في مسجد الأقصي : الله أكبر ....الله أكبر...يا أيها المسلمون إتحدوا إتحدوا . عندما سمع المسلمون هذه النداءات، ذهبوا داخل باحة المسجد و هتفوا بصوت عالٍ: سندافع بدمائنا عن المسجد الأقصي.

قامت طائرات الجيش العراقي بقصف جزيرة مينو و مستودع ثلاجة الشهداء. السيد «جواد علامة» الذي كان يسكن معي في غرفة واحدة، عندما خرج من الباب في الساعة الـ 2، قبل أن يصل قال: «هناك قوة قوامها ألف جندي وقوة قوامها 5000 جندي في طريقها إلينا ». لا أعلم من أين له هذه المعلومات. كما تم إستدعاء الجنود الذين ذهبوا إلي إجازة عن طريق الهاتف لكي يعود إلي مراكزهم، الله وحده يعلم أنها حالة طوارئ أم لا.

كان كل من الأخوة «خليل معطوفي» و«منوجهر صميمي» و«جعفر كازروني» والسيد «نابينا» و«أحمد شليليان» و«أحمد دلسوز» برفقتنا. لقد وصلنا مدينة شوشتر في تمام الساعة 11 ليلاً.  نمنا في تلك الليلة بمقر الحرس الثوري. جاءت مجموعتنا لمدينة شوشتر لتقديم واجب العزاء إلي أسرة «السيد محمد ضياء الدين كلانتر».

12- 4- 1982

ذهبنا اليوم إلي زيارة أسرة الشهيد كلانتر. السيد كلانتر حاله كحال باقي أبناء مدينة خرمشهر الآخرين، ينحدر من طبقة متوسطة. قالت لنا والدته :« كان يتمني المشاركة في فتح مدينة خرمشهر». كانت تقول :«كان متشوقاً للذهاب نحو الجبهة.» تقول أيضاً:« لماذا أسمح للعراقيين بإحتلال وطننا». بالرغم من أن السيد كلانتر كان متألماً و كانت ورقة الإجازة بيده، لكنه ذهب إلي سحات القتال و أصيب بشظايا وهو يقود السيارة. نقل لنا شقيق ضياء الدين عنه:« لا يمكنني أن أتحمل استشهاد أبنائنا، وهنالك مجموعة جالسة في طهران تلعب علي ذقون الشعب». لكن الكلام الذي آلمنا كثيراً هو كلام ضياء الدين عندما قال:«لقد جئتنا مبارك عليك يا ضياء».

قال ضياء الدين لأمّه :« بعد آخر إجازة لي، سنحرر مدينة خرمشهر». كما أقمنا صلاة الظهر في مسجد معكون (طيّب) في شوشتر. كانوا يصنعون تابوتاً، حيث قمنا بمشاهدة التوابيت هناك.  كانت هذه التوابيت قد أعدّت لشهداء الحرب.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ  وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ  الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ  يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ  كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ  وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ  نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ  الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ  إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ  فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ.

إنطلقنا في تمام الساعة 7 و 30 دقيقة مساءاً من مدينة شوشتر نحو مقر الحرس الثوري في خرمشهر.

13- 4- 1982

عندما جئنا يوم أمس عن طريق الأهواز إلي آبادان. كانت عدداً من الدبابات وطاقهما تسير نحو مدينة آبادان. كما وصلت قوات جديدة أيضاً من مدينة دارخوين نحو مدينة آبادان. كما أن هنالك في المحطة 12 من وحدات الجيش مستقرة كذلك حيث وصلت المنطقة توّاً. كما جاءت حافلتان من القوات إلي مقر الحرس الثوري في خرمشهر و سبق لهذه القوات المشاركة في عمليات الفتح المبين( هجوم الشوش ودزفول).كل شيء ينبئ عن إنطلاق هجوم ما.  معظم حديث المقاتلين كان يدور حول هجوم خرمشهر.

تم طلاء عدد من اليافطات التي أعدّت لفتح خرمشهر. تم إكمال خطة الهجوم، لواء خرمشهر الذي سيشارك في الهجوم، «بدر».  طلب السيد نوراني لافتة و قال:« اكتب عليها: قاعدة لواء الـ 22 بدر خرمشهر». وعدته غداً أن أنجز هذا العمل. كان المقاتون يتمتعون بنفسيات إيجابية و مرتفعة. تحدّث السيد «كنابادي» وزير الإسكان بعد إقامة صلاة الظهر.

أخيراً و بعد مضييّ سنة وسبعة أشهر من الإنتظار، وصل اليوم الموعود، لربما عمر العديد من أبناء خرمشهر قد شارف علي النهاية. لا أحد يعلم شيئا؟  لكن هنيئاً لمن يقوم بزيارة مدينة خرمشهر و بعدها ينال الشهادة.

كما انفجرت قذيفة هاون أثناء الليل قرب الفندق. لكن لم يحدث أي مكروه ولله الحمد.

14- 4- 1982

مساء اليوم، دخلت ثماني حافلات إلي المنطقة. كما هو معلوم، أن هنالك قوات كبيرة ستلتحق بنا. أصبح الحراك و النشاط أكثر مما سبق. حيث يقومون بتوزيع و تقسيم القوات في الخطوط الأمامية. كما كانت بعض القوات محكنة، ولقد شاركت في هجمات سابقة كهجوم آبادان - بستان – الشوش ودزفول أيضاً.

 

15- 4- 1982

في الصباح كنّا منهمكين في إعداد لافتات خرمشهر. بعد الظهر مارسنا اطلاق النار الهجومي.كما التقطت العديد من الصور.

16- 4- 1982

شاهدنا اليوم خطّة تقسيم القوات في غرفة عمليات الحرس الثوري بخرمشهر. كما تم تشكيل أربعة كتائب حيث كان قادتها ومساعدوها من مدينة خرمشهر. حيث تم تحديد محل استقرار القاذفات و أيضاً عدد من راجمات 106 و السائقين، كما تم تحديد محل باقي الوحدات العسكرية كذلك.

في ظهر ذلك اليوم تناولنا سمك البني. حيث أكلنا أنا و السيد «علي نعمة زاده» و جواد علامة سمكة كبيرة. كما قام السيد علي بتعريف السمكة اللتي قام بشرائها. قلت له:«سأفع 50 تومان من سعر السمكة».قال :«عليك أن تأخذ 50 توماناً لكن لاتخبر أحد بالموضوع».

في تمام الساعة 3 و 30 دقيقة ظهراً، انطلقنا برفقة طاقم العلاقات العامة نحو شوشتر. وصلنا شوشتر في الساعة الـ 10 ليلاً. قضينا الليل في ابتعاث قوات الشوش.

يتبع...

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 3148



http://oral-history.ir/?page=post&id=7913