الخطّة التي نُفّذت في دامغان

ليلة عرض الذاكرة

محمد مهدي عبدالله زاده
ترجمة: حسين حيدري

2018-05-10


إنّ قول و كتابة مذكرات الدفاع المقدس هو مقدمة لتسجيل التاريخ الشفهي من نقطة مهمة في تاريخ بلادنا. وبما أنّ هنالك عددا كبيرا من المقاتلين والمناضلين ومن ساهموا بطريقة و أخري في تلك الواقعة، ليؤدوا مهامهم، يبدو لاينبغي أن تترك القضايا والمشاكل اليومية تأثيراً عليها. واحدة من أفضل الطرق لتحقيق هذا الهدف هي عقد ليالي المذكرات.

تحتوي ليالي المذكرات على العديد من الوظائف الواضحة وغير الواضحة، كل منها لها قيمتها المعينة. إن المهام الواضحة لعقد هذه الاجتماعات هي توثيق وتسجيل الذكريات الشفهية للأشخاص الذين لديهم ذكريات عن الآخرين، وقبل وبعد الاجتماعات، هناك فرصة للأصدقاء الذين كانوا في الجبهات و سوح الحرب لتبادل حديث ودي. إن المهام غير الواضحة الاجتماعات هي الرسالة الضمنية مفادها أن هذه الاجتماعات بالنسبة للبعض، أن يعلموا أن الطريق الذي إنفتح في الدفاع عن الثورة و القيم، لايزال له مناصرون باقون علي ذلك العهد.

مع هذه الافتراضات الرئيسية، تمت صياغة مشروع عقد «ليلة عرض الذاكرة» وعرضه : جلب الراوي و الذي تتم معه المقابلة و الجمهور إلي فضاء متناسب ومشابه لما يحدث في المذكرة، حيث يمكن أن يكون إعادة بناء أكثر اكتمالا في التعبير عن الذكريات و مساعدة للجمهور في فهم أفضل لما يجري هناك. كما يجب أن يكون المكان بطريقة يمكن لتجمع مختلف فئات الناس و الوصول إليه بسهولة.

من أجل تنفيذ البرنامج المقترح في أسبوع الفن للثورة الإسلامية، تم طرح موضوع المشروع مع مكتب الأدب المستدام في المركز الفني بسمنان، وبعد التنسيق بين ليالي المذكرات في دامغان وآزادكان، تمت مناقشة موضوع برنامج الخطة المذكورة أعلاه وهو «الفن في الأسر». و يؤيّد سيناريو جلسة عرض المذكرات هذا المحتوى للتاريخ المطلوب: مقطع يعرض مشاهد من أسري مدينة دامغان، ودخول ما لايقل عن 10 من الأسري بملابس الأسر الصفراء تحتوي علي ملصقات حيث كتب عليها  p.w.، وعبور الأسري من قناة الرّعب و ضربهم و شتمهم بالهروات من قبل الجنود الذين يرتدون زي الشرطة العراقية، مع إستخدام جمل غير لائقة، علي سبيل المثال «حرّك و...»،عندما تم  طي المسافة التي تبعد ثلاثين متراً من قبل الأسري للوصول إلي المكان، وقف حينها الحراس في الصف على الجانبين. استقر ثلاثة من الأسري علي المنصة، لعب أحدهم دور المقدم و المتحدث و إثنين من الأسري قاما بدور الراوي، وجلس سبعة من الأسري في أسفل المنصة باتجاه الجالسين، في حين أن هناك بطانية متعددة الطبقات خصصت لكل شخص، ويتم تثبيت الأكياس الفردية الخاصة بالأسر فوق رؤوسهم. عرض بعض الأعمال الفنية بواسطة الأخ الأسير علي رضا مجيد زاده و تقييم الاجتماع بطريقة المسح، مدّة الإجتماع:90 دقيقة، الزمان يوم الثلاثاء الموافق الـ 28 من شهر فروردين بعد صلاة العشاء.مكان عرض المذكرات، تم إقتراح صالة حسينية أبي الفضل (عليه السلام)، حتي يتسع لعدد أكبر من الوافدين و ليحظي باحترام الناس أيضاً.

كما تحدث في هذا الإجتماع كل من الأسري،علي أكبر أمير أحمدي وكمال رضيان وعباس درباني عن الفن في الأسر. دار حديثهم حول فنون مثل قراءة النشيد و تعليم الخطّ وصنع الأدوات و الأعمال اليدوية المتنوعة، النحت علي الحجر والمسرح في الأسر. ودارت القصة الرئيسية لهؤلاء الأسري حول المسرح في الأسر. قال علي أكبر أمير أحمدي، عن المسرح في الأسر: من الناحية العملية، أدركنا أن أداء المسرح الناجح كان له تأثيراً مثيراً وعميقاً على نفسية الأسري. إذ لايوجد أي خبر في تلك المدينة، وكان الصمت و الهدوء مهيمنين عليها بشكل كبير و يجب علينا أن نزعزع الركود الموجود لدي العدو وليس هناك طريقة أفضل من المسرح لتحقيق هذه الغاية. كان المسرح حلاً تم استخدامه من قبل الأحرار للقضاء على الاكتئاب وللهروب من الضغوط النفسية. يتسبب فن المسرح في الضحك للحظة ما على شفاه الآسري القابعون في سجون العىو. لهذا السبب، كان أحد البرامج الثابتة في الاحتفالات، مثل احتفال بهمن22، هو المسرح .لهذا السبب كان أصدقائنا المسرحيين قبل عشرة الفجر المباركة في السنة الواحدة، يقومون بإعداد ثمانية مسارح لتقديم ثمانية مسرحيات. حيث قدمها السيد مسلم بهوند  للحاج أبوترابي و شرح مضمون و محتوي كل منهما بإسهاب. ووافق الحاج أبوترابي علي أربعة من المسرحيات التي كانت تتضمن السخرية حيث بشكل و آخر تشير إلي سلوكيات البعثيين، لم يضحك الجميع لساعة واحدة فحسب، بل لمدة أسبوع أو أسبوعين ،كانت محتويات المسرح موضوعًا للنقاش وتبادل الآراء بين الأصدقاء. من ضمن أخواتنا في مجال المسرح، السيد عادل و هو من أهالي مدينة تبريز حيث يقوم بإيفاء دور السخرية و الفكاهة بشكل مميز. كما تم الترحيب بمسرح حاجي فيروز في أيام العيد بشكل كبير. كما لمع نجم الأخ علي مظفري أيضاً في تقديم مسرحية «إبتعدوا، ولكن أعمي» و الذي ظهر باسم (جارجي» علي خشبة المسرح. في إحدي المرات كانت مسرحية لم يتقبل أحد  دور الشيطان فيها، قبلتُ هذا الدور لأنني كنت مسؤل المنام، وأديتُ دور الشيطان مرتين .ذات مرة و بالقرب من أيام عشرة الفجر المباركة كنّا ننوي تقديم برنامج. قبل حلول عشرة الفجر المباركة بشهر أو شهرين، خططنا لبرنامج المسرح. كانت إحدى مشاكلنا توفير الأدوات اللازمة. كان فريقاً من الإخوة مسؤولًا عن تصميمها وتصنيعها. يجب إخفاء جميع مراحل عرض المسرحية من مرحلة ما قبل العرض إلى حين عرضها من عيون العدو. نقوم بقطع علب الزيت من الأعلي والأسفل و نضع أنبوب كرات القدم وكرة الطائرة في جهة منها ونستعمل هذه الأدوات كمكبرات الصوت و القيام بالملاحم العسكرية و الحماسية. المشكلة الأخرى كانت إخفاء هذه الأجهزة عن عيون البعثيين. نقوم بتجفيف الخضروات و الباذنجان الذي قمنا بزراعته في حديقتنا و نضعه في أكياس فوق رؤوسنا للشتاء.  فتشوا الحقائب عدة مرات، وتأكدوا من عدم وجود شيء آخر بداخلها سوي الخضروات والباذنجان المجفف .بعناء كبير صنعنا سيفا وفانوسا بالقصدير لتلمع. لم نكتشف أي جاسوس  قبل بضعة أيام من حلول عشرة الفجر المباركة ، أبلغهم عن مكان معداتنا وأدواتنا حيث قاموا بأخذها و مصادرتها. من أجل القضاء علي حساسيتهم تجاهنا، قلنا لهم أننا ننوي إجراء اللعبة السوداء، و لكونهم لم يكونوا حساسين عليها، قالوا يجب القيام بها أمام أنظارنا و نحن قبلنا بذلك.

قال السيد رضيان: لمدة عام، لم يرسل الصليب الأحمر الدولي رسائل إلى العديد من الأسرى. قمنا بإعداد مسرحية فكاهية في المنام رقم 11 حيث تتطلب وجود حمار يدخل دون خلفية مسبقة إلي ذلك المكان و يقوم بإجراء بعض الحركات. قام الإخوة من خلال إستعمال إسفنج الوسادة و الكرتون بصنع رأس حمار و جعلوا له أذنين. كما صمموا عيون و فم الحيوان برماد السجائر. في ليلة العرض اختار المخرج شخصين يمتلكان أرجل شعثاء. وضع الشخص الثاني يده على ظهر الشخص الأول، ورفع الشخص الأول  بيده ، رأس الحمار إلى الخشبة ، وغطاه بالبطانيات. خلال الأداء، تم إعداد كل شيء وراء الكواليس ، في حين كان هناك عدد قليل من الممثلين والمخرجين. تم ترتيب إعداد الحمار فنياً لدرجة أنه عندما دخل المشهد،  نسي الحارس مهمته التي كانت تتمثل بمراقبة الحارس البعثي و نتيجة لذلك، كان حارس المخيم يشاهد مشهد المسرحية. الحمار المسحور! لقد مرّ من المكان الفارغ الذي كان يجلس فيه الأسراء و هو يركل بأرجله الخلفية الأسري الجالسين خلفه  وينهق باستمرار. حالما طرق الجندي العراقي النافذة، صاح حارس النافذة بصوت عال:«أحمر!» كان الشخصان اللذان صنعا الهيكل العظمي للحمار،استلقا علي الأرض بسرعة و وضعا البطانيات علي رؤوسهم لكي يصبح لهما غطاءاً يخفيهما. كما تم تدمير رأس الحمار بسرعة، وأصبحت الحالة طبيعية في المصحة. وكان الجندي المسكين الذي يشاهد المشهد من خلف النافذة، يعتقد أن الأسرى قاموا بجلب حمار للمصحة و يمتطونه ليلاً. لهذا صرخ من خلف النافذة قائلاً :«أين مسؤول القاعة؟» ذهبت إلي النافذة وقلت له : تفضل سيدي. قالها بجدّ وبوجه عبوس: أين الحمار؟ قلت له مستنكراً و مستغرباً عن مايقوله و كأني لا أعرف عن الموضوع شيئاً: ما هو الحمار؟ الجندي الذي كان متحمساً جداً صرخ بصوت عال: أنا رأيت الحمار!

بعد أداء البرنامج و تقديم الضيافة للجمهور الذي يقدرۀ بـ 650 شخصاً، طُلب من الحضور الذين لديهم رأي عن كمية وكيفية البرنامج، أن يجتمعوا في زاوية من الصالة بشكل دائرة و يفصحون عن وجهات نظرهم. جلس أكثر من ثلاثين شخص في ذلك المكان. في البداية، تحدث رئيس قسم الفن بمدينة سمنان السيد داود يار أحمدي، عن فوائد عقد مثل هذه الاجتماعات بأسلوب جديد. ثم قدم السيد ميرعلي أكبري، رئيس مؤسسة الشهداء و شؤون الأسري شكره للقائمين علي هذا البرنامج و أكد عن إستعداده لتقديم المساعدات المتعلقة بإجراء هذا النوع من البرامج. كما تحدّث السيد أبوالفضل تقوي، رئيس مجلس مؤتمر الشهداء و الرئيس التنفيذي لليالي المذكرات في المدينة عن عقد هذه الإجتماعات. كانت التعليقات إيجابية في الغالب وركزت على معلومات أكثر شمولاً واستمرارًا للبرنامج على أساس شهري ومستمر.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 3073



http://oral-history.ir/?page=post&id=7793