الطلقة التي لم تنتصر بعد على الحياة

مرتضى سرهنكي- مدير موقع التاريخ الشفوي الإيراني
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2018-04-19


لم تُصنع بعد طلقة تنتصر على الحياة. حبّ الحياة هذا يُصغّر نار الحرب. يحقرها. وإن كانت الحربُ تأخذ اليفاعة من النساء، الأرواح من الرجال والطفولة من الأطفال، ولكن يبقى مصباح الحياة مضيئا حتى تحت الأسقف المنهدمة وتبقي الضوء أمام الانسان.

إرادة الانسان لاستكمال الحياة بأي شكل كان هي اعلان رسمي من البشر لأصحاب الطلقات. تأتي الحرب لتأخذ الحياة، ولكن البشر هم ليس فقط لا يرضخون، بل يرتبطون بالحياة في أصعب الظروف ويتقدمون بها. حتى وإن كان كل ما يملكونه على دراجة هوائية ويتنقلون من مدينة لمدينة أخرى.

بالنسبة لنا نحن البعيدين آلاف الكيلو مترات عن جبهات الحرب، هي الصور التي تحكي لنا ما الذي حدث للبشر. تلعب الصور في الحرب دوراً اعلاميا وبعد الحرب تتبدل إلى وثيقة قويّة لا يمكن مقاومتها. لا تتعاطف صور الحرب إلا مع الانسان، بالتحديد مثل أدب الحرب فهو الأكثر شعبية عالميا في الوقت الراهن. يريد العالم أنّ يعرف مَن هم مثله كيف عاشوا في قلب نار الحرب بل وكيف احتسوا طعم الأسر في المعتقلات المخيفة. يقحك الانسان في الحرب والمشكلة هنا البشر يحبون الحياة، حتى وإنا كانت حياتهم عسيرة وقد تكون الطلقات والصواريخ فوق رؤوسهم. لا يضعون الحياة على الأرض ليتوقفوا ويشاهدون.

علينا تقديم التبريك للمجتمع البشري لعجز عالم قوي في صناعة طلقة لا تستطيع التغلب على الحياة. هذا كرنفال، كرنفال تلين فيه إرادة الانسان الفولاذ، يعبر منها ليكمل حياته، الهدية الإلهية.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 3889



http://oral-history.ir/?page=post&id=7747