الكتاب الأول من مشروع «التاريخ الشفوي لزوجات القادة» من وجهة نظر المؤلف

الجمع بين الذكريات والتاريخ الاجتماعي للحرب

مريم أسدي جعفري
ترجمة: حسن حيدري

2018-02-22


عندما تندلع الحرب، ستشعر جميع شرائح المجتمع بنتائج ذلك الصراع. حيث يتحمل كبار قادة الحرب وأسرهم معظم المصاعب. إنّ حرب العراق التي دامت ثماني سنوات ضد إيران ليست مستثناة من هذه القاعدة. فيما ينبغي علي الشابات اللواتي تزوجن حديثاً أن ينتظرن ليل نهار لتلقي إتصال من أزواجهن وتحمل عبء إدارة الحياة وتنشئة أطفالهن بمفردهن أيضاً. كما لم يكن لدى أزواجهن الكثير من الوقت لزيارة أسرهم بسبب تواجدهم في جبهات الحرب.

وعلى الرغم من أننا شهدنا في السنوات الأخيرة نشر عدة أعمال عن دور المرأة في الحرب، لكن باستثناء مركز الدراسات و بحوث الدفاع المقدس، لم يتفقد أحد زوجات كبار قادة الحرب. حيث قامت إدارة الدراسات الاجتماعية بالمركز بتسجيل وتوثيق مذكراتهن تحت عنوان مشروع «التاريخ الشفوي لزوجات القادة». كتاب «رفيق» [1] السرد الذي لم ينقل من الدكتورة مهرشاد شبابي برفقته للجنرال الدكتور سعيد يحيى (رحيم) صفوي، و الذي يعد المجلد الأول من هذا المشروع. إن رواية الدكتور شبابي لحياتها المشتركة مع الجنرال صفوي مثيرة جدا للاهتمام وقابلة للقراءة وتُصور زاوية جديدة لحياة هذا القائد خلال الحرب. زهراء أردستاني، هي خريجة فرع الفلسفة الإسلامية من جامعة قم و تعمل في مركز أبحاث الدفاع المقدس والتوثيق منذ حوالي خمس سنوات، و أخذت علي عاتقها تأليف الكتاب وإجراء المقابلات. ستقرأون فيما يلي مقابلة السيدة زهراء اردستاني في موقع التاريخ الشفوي الإيراني حول كتاب «الرفيق».

*

أنتِ ابنة شقيق الدكتور الراحل  حسين أردستاني، رئيس مركز الدراسات و أبحاث الدفاع المقدس. تحدثي لنا عن دور و تأثير الدكتور أردستاني لدخولك في مجال التاريخ الشفوي للحرب.

لم يقم عمي الراحل بدور مباشر في تشجيعي أو دعوتي إلي هذا العمل. بداية نشاطي في مجال الدفاع المقدس، كان اقتراحي وهوايتي الخاصة. طفولتي وشبابي في الحرب السابقة، كما كان عقلي وقلبي مربوطين ببيئته الروحية، وأنا في هذا المجال مهتم بالدفاع المقدس . كان العم واحداً من أكثر الناس تأثيراً في الأسرة، وكانت أفكاره وملاحظاته مهمة بالنسبة لنا. في الواقع، كانت محادثاته  لها تأثير غير مباشر وجعلني أكثر اهتماماً في هذا المجال. لكن عندما قررت البدء بالعمل، طلبت مساعدة الدكتور أردستاني في هذا المجال. وعرفني علي قسم الدراسات الاجتماعية لمركز الوثائق ودراسات الدفاع المقدس. بعد مضيي فترة من العمل مع هذه المجموعة، دخلت في مجال  العمل على التاريخ الشفوي لأزواج قادة الحرب.

نظرا لعدم وجود معلومات ووثائق عن زوجات قادة الحرب في محفوظات مركز بحوث الدفاع المقدس، ما هي الوثائق والمصادر التي استفدتي منها للتعرف على السيدة شبابي؟ لربما دخلت الحوار دون استعداد سابق.

عندما بدأت مشروع التاريخ الشفوي لأزواج القادة، إتخذت الطريقة الثانية لهذا المشروع. بالطبع، للحصول على معلومات عامة عن التاريخ الشفوي والسيرة الذاتية، درست الكتب والمقالات المتعلقة بالتاريخ الشفوي للتعرف على أهدافهم وميزاتهم. ولكن على وجه الخصوص، قرأت بالتفصيل  حول شخصية السيدة شبابي، كتاب «من جنوب لبنان إلى جنوب إيران: ذكريات الجنرال الدكتور سيد رحيم صفوي» لمعرفة ما قالوه عن زوجاتهم. وبطبيعة الحال، خصص جزء صغير جداً من المذكرات لزوجاتهم في هذا الكتاب. كما تحدثوا بإيجاز عن حياتهم المشتركة في كردستان ومساهمات السيدة شبابي أيضاً. لكن ذهبت إلي هناك دون أي معلومة تسعفني في هذا الصدد و سيكون جل إهتمامي علي أساس هدف مركز الوثائق من تأليف التاريخ الشفوي لزوجات القادة، و أنظر إلي الجوانب التي ينبغي دراستها من حياة السيدة شبابي. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، كنا نبحث عن معلومات وذكريات من شأنها أن توفر للمركز متطلباته، وسألت بعض الأسئلة في هذا الصدد.

في بعض الأحيان لا توجد معلومات علي الإنترنت أو الكتب عن بعض من أجريت معهم المقابلات. لذلك ليس لديك خيار سوى الدخول في المقابلة لمعرفة ما يتم استخراجه و إستنتاجه نتيجة المحادثة ومن ثم استخدام المعلومات من خلال الناس الذين تعرفينهم. قبل أن نتحدث عن الجزء الأول من كتاب «الرفيق»، من الأفضل أن نتحدث عن ذروة الكتاب، أي مرحلة الحرب. أعتقد أن رسائل الحب  بين السيدة شبابي والجنرال صفوي زادت من جاذبية الكتاب. هل تخيلت هذا الموضوع الرائع المخفي بين ذكريات السيدة شبابي؟

أنا حقا لم أتوقع مثل هذه النتيجة، ولا أعرف ما هي الشخصية التي سوف أقابلها.لأنني لم أعرف السيدة شبابي من قبل. كما لم أعرف عن حياة الجنرال صفوي الخاصة. كنت أعرفه كقائد عسكري فقط، ولم يكن لدي أي تكهنات حول العلاقة بين هذين الشخصين ومغامرات حياتهم. في الواقع، أردت فقط أن أرى كيف يمكنني الحصول على ذكرياتهم وقراءتها في شكل نص. بعد أن قابلت السيدة شبابي خلال الجلسات الأولى، أعطتني نوعية التعامل و ترتيب الموضوعات و الكلمات لتقييم شخصيتها لكي أستطيع في الجلسات الأخري إيجاد علاقة مع الراوي للتعرف علي هوايتها و نقاطها الحساسة. حاولت إدارة المقابلات على أساس شخصية الراوي لتحقيق الأهداف المنشودة.

تتحدد خصائص مثل الاستعانة بمصادر خارجية أو سرد الراوي في الجلسات الأولى  حيث تؤثر على عملية مقابلة التاريخ الشفوي. هل رفضت السيدة شبابي التعبير عن الذكريات وتقديم الرسائل؟ هل أعربت صراحة عن ذكرياتها الشخصية؟ ربما بسبب منزلة  الدكتورة شبابي والجنرال صفوي، من الطبيعي أن لا تفصح عن بعض الذكريات المتعلقة بهما.

لحسن الحظ فيما يتعلق بالرسائل، لقد وقع الحدث الثاني. لم نعلم  بوجود رسائل. إذا لم يدليلا بقضية الرسائل و لم يقدموها لنا، لم نجد أي طريقة أخرى للإطلاع عليها. تقديم الرسائل جعلتني سعيدة وكانت مساعدة كبيرة لمجريات عملنا. أما بالنسبة للذكريات الشخصية للسيدة شبابي والجنرال صفوي ودفء حياتهم، لحسن الحظ كانوا مهتمين  بطرحها بشكل كبيرلأسباب داخلية و شخصية . لقد تعاونت السيدة شابي بشكل جيد معنا، ولكن على أي حال، فإنه من غير المحتمل، كما ذكرت، لم تفصح عن بعض الذكريات بسبب منزلتهما الاجتماعية.

هل تعاون الجنرال صفوي معك أيضا بنفس الطريقة للتعبير عن الذكريات؟

لم أجري مقابلة مباشرة معه إلا في مقابلتين مع الجنرال وزوجته . في تلك الجلستين الحواريتين التي كانت بحضور السيد يحيي نيازي، طرح هو معظم الأسئلة و اكتفيت أنا بطرح أسئلة موجزة علي الجنرال صفوي. ولكن خلال المقابلة مع السيدة شبابي، بشكل غير مباشر وعن طريقها، أخذت الأجوبة على أسئلتي من الجنرال. في الواقع، فإن اهتمام الجنرال لطباعة مذكرات السيدة شبابي هي نوع من الشكر للسيدة شبابي لتضحياتها وتحملها صعوبات الحياة خلال الحرب. لهذا السبب، جعلوا وقتا طيبا لهذه المقابلة وأجابوا على أسئلتي من خلال زوجتهم. لم يختلفوا مع مسألة القضايا العاطفية، حيث تعاملا مع هذا الموضوع بإرتياح كبير. في تلك المقابلة المشتركة، رأيت عواطف الجنرال صفوي الجياشة وإهتمامه بالسيدة شبابي عن كثب. ويبدو لي أن المشاعر المختلفة للجنرال  صفوي بشأن العلاقة بين الرجل والمرأة من ناحية والقيام بالواجبات الزوجية إلى جانب المسؤوليات الاجتماعية من ناحية أخرى قد دفعتهم إلى أن تكون علاقتهم الزوجية رصينة و قويمة، وفي هذا العمل، لا يترددون عن أي مؤازرة لبعضهم البعض، ولايخشون عن الإفصاح عن علاقتهم العاطفية  والشخصية في المجتمع. بطبيعة الحال، أشارت السيدة شبابي  و الجنرال صفوي إلى أنه قد يكون هناك بعض الإمتعاض بعد  نشر هذا الكتاب. كان هناك القليل من القلق ينتابهما حول بيئة المجتمع، لكنه لم يكن بشكل كبير. قلت له إنه إذا كنا نكتب كتاباً لعامة الناس ونعرض الجانب المدني للحرب، فإن التعبير عن هذه العلاقات العاطفية والاهتمام بمتعة الحياة الزوجية والاحتياجات الروحية للزوجات والأطفال، بالإضافة إلى وصف الصعوبات في الحياة، سيكون أمراً مهماً جداً. كما أنه إظهار الحياة البسيطة للجنرال وزملائه الآخرين خلال الحرب على الرغم من الدور الهام للقيادة سيحظي بأهمية بالغة أيضاً.

حدثينا عن المقابلتين مع الجنرال صفوي والسيدة شبابي. هل أثرت المقابلات بشكل أفضل؟

كما قلت أنه في مقابلتي مع السيدة شبابي، سألت بعض الأسئلة من خلالها من الجنرال  صفوي  حيث تعاون معنا الجنرال وأجاب عن الأسئلة أيضاً. لذلك لم أسأل أكثر من بضعة أسئلة في تلك الاجتماعات. إذ حصلت علي أجوبة أكثر القضايا غموضاً أثناء مقابلتي مع السيدة شبابي عن طريق الجنرال صفوي. شعرت ربما الجنرال صفوي لديه بعض المواضيع التي لم يفصح عنها لكن لم يكن كذلك و بإستثناء واحدة أو إثنين من الذكريات حول شخصيته، لم تتم إضافة أي معلومات جديدة إلى نص الكتاب. النص الكامل للمقابلات ذُكر في نهاية الكتاب أيضاً.

بطبيعة الحال، فإن دراسة هذه المقابلة جذابة جدا لنا كجمهور، ويعتبر نشرها خطوة ذكية. على الصفحات المتعلقة بالتعارف المبكر للسيدة شبابي والجنرال صفوي، قرأت أسئلة متبادلة فيما بينهما قبل الزواج. وتستند الأسئلة تماماً على العقيدة والمعتقدات وليس هناك أي أسئلة شخصية. ولكن تدريجيا، هذه العلاقة تصل إلى مكان  تظهر فيها الرومانسية والحفاظ علي المعتقدات بشكل متزامن. في بداية معظم الرسائل، يتم استخدام مصطلحي «رفيق الدرب» و «روحي» معا، وربما هذا النوع من العلاقة ليست ملموسة ومفهومة لجيل اليوم. ولكن نشر وتبيين أسلوب حياة شخصيات مثل الجنرال صفوي وزوجته،  مؤثرة في شرح أسباب نجاح ثورة الجيل الأول في حياتهم المشتركة.  ما هو رأيك؟

أنا لا أعرف كم نجحت في نقل هذه المفاهيم. وكانت إدارة الدراسات الاجتماعية في مركز أبحاث الدفاع المقدس تبحث عن عدة أهداف. وقد تكبد كبار قادة الحرب مزيداً من الصراع والضغط بالنسبة  للطبقات الدنيا. لأنهم شاركوا ليل نهار في الحرب لمدة ثماني سنوات و تحملت أزواجهم عبأ الحياة آنذاك. وكان الرجال والنساء الذين تحملوا عبء الحرب هم من فئة الشباب. يدخلن  السيدات في سن السابعة عشرة أو الثامنة عشرة في الحياة الزوجية. كنا نسعي في هذه المقابلات لمعرفة سبب أي نوع من التفكير الذي قاد السيدات للقدرة  على القيام به في هذا العمر للحفاظ و التقدم في حياتهم بالرغم من عدم وجود أزواجهم وكيف نظمن الوضع جنباً إلى جنب مع معاناتهم، ومدى توفيق الرجال بين أنفسهم و المسؤولية عن الحرب والحياة الشخصية، كما حاولنا نقل نمط الحياة في تلك الحقبة للجمهور. إذا كان أمراء الحرب وزوجاتهم في منتصف العمر، هذه النسبة من الصبر و النضوج يبدو طبيعياً من جانبهم، ولكن عندما أظهر الشباب في سن التاسعة عشرة والعشرين من العمر هذا التحمل والتضحية والتعاطف، يتميز حينها ثمن و منزلة ما قاموا به إبان فترة الحرب. أعتقد أنه إذا كانت أنماط حياة هؤلاء الناس، جذورهم وعلاقاتهم الثنائية تُروي بشكل جيد، سوف تترك تأثيراً على الشباب الواقعيين  والعنيين فكريا بشكل كبير.

وهذا هو الحال بالتأكيد. صور السيدة شبابي ورسائلها من فترة الحرب،ما مدي تأثيرها في إستعادة ذكرياتها ؟ هل نسيت السيدة شابي مرحلة ما من تلك الفترة؟

نعم  كل من السيدة شبابي وبقية زوجات القادة يعانين بشدة من نسيان بعض الذكريات. لا بد لي من صرف الكثير من الطاقة، ومراجعة الاشياء الماضية، ووضع نفسي في تلك المساحة والظروف، وبناء على ذلك، أقوم بطرح  بعض الأسئلة لتذكيرهن بتلك الذكريات. لكن هذه الرسائل ساعدتني كثيراً. كنت أقرأ بعض الرسائل، حيث كتب فيها بعض الأقوال التي تبيّن جانباً من الأحداث. إذا تتخطي الدكتورة شبابي ذكري من ذكرياتها أو يتغير مكانها، أقوم بتعديلها من خلال قرائتي للرسائل والروايات. أحياناً كنت أقول للسيدة شبابي أن تقرأ مقتطفات من الرسالة والتي تساعدها علي تذكيرها بالأجزاء التي غابت عنها أو الأخطاء التاريخية وتساعدنا علي إثراء المعلومات.

دعونا نعود إلى الجزء الأول من كتاب «الرفيق» و نضال السيدة شبابي الثوري. في مقدمة الكتاب، ذكرتي المقابلات مع أصدقاء السيدة شبابي خلال الثورة و في كردستان. اشرحي لنا نوعية هذه المقابلات وتأثيرها على طريقة كتابة  كتاب «الرفيق».

وبما أن هدف المركز ليس جمع الذكريات فقط  وإنما السعي لاستخراج التاريخ الاجتماعي للحرب، لذلك، عملنا هو الجمع  بين الذكريات والتاريخ الشفوي، كما نحن بحاجة إلى الحصول على مزيد من الوثائق من كلمات الراوي أيضاً. في القضايا التي تتحدث فيها السيدة شبابي عن علاقتها الشخصية مع شريك حياتها، تعتبر روايتها كافية . ولكن عندما تتحدث عن أنشطتها خلال الثورة و كردستان نشاطها في مكتب شؤون المرأة في الحرس الثوري الإيراني، لم تكفي وجهة نظر وإستنتاج الراوي من تلك الأجواء. على سبيل المثال، عندما تتحدث السيدة شبابي حول إنشاء مكتب شؤون المرأة، و إجراءات هذا المكتب وإنحلاله بعد تغيير قائد الحرس الثوري الإيراني، أنا كمدونة للتاريخ الشفوي، لم أكتف بهذه المقابلات. أي كان بودّي أن أتحرّي الموضوع عن طريق العميد محمد علي جعفري أو الأفراد المطلعين والمؤثرين في إنحلال مكتب شؤون نساء الحرس الثوري وأبحث بشكل جذري عن أسباب إغلاقه ومراحله وأستخرج تاريخاً دقيقاً وموثقاً أيضاً. ورغبتي الشخصية هي أن أشارك مقتطفات من ذكريات السيدة غير الشخصية مع أفراد مرتبطين بها حتي أكتب نص أكثر دقة وتوثيقاً. لكن بسبب بعض القيود، للأسف، لم أكن قد وصلت تماما لهدفي المنشود، واستطعت عن طريق السيدة شبابي نفسها أن أرتبط مع بعض صديقاتها في فترة تواجدها في كردستان وإجراء محادثات قصيرة معهن. من بين صديقاتها كانت صديقة لها  تسكن في مدينة أصفهان  وسافرت إلى هناك للتحدث معها. وكانت هذه المحادثات مرضية نسبيا، واكتملت بعض كلمات السيدة شبابي بناء على ذكريات صديقاتها.

كتابك هو تاريخ شفوي، والأحكام الشخصية والأفكار المعاصرة لا ينبغي أن تؤثر على الرواية. لقد منعتي إدخال أحكام الرواي في نص الكتاب من خلال مقابلات تكميلية. هل النص الذي نقرأه في كتاب «الرفيق» هو النص الدقيق للمقابلات؟ أو هل أضفتيها ميزات أو حالات أخري؟

الحقيقة هي أن مبدأ  الأحداث هو ما قالته السيدة شبابي. وكان هدف  مركز الوثائق هو جعل النص قصصياً بعض الشيء، لكنه لم يذهب بعيدا عن الواقع، والحقيقة لم تضيع في جو الكاتب. وقد تم ذلك لجعل الكتاب أكثر سلاسة وقابلية للقراءة . لأننا أردنا أن نكون مختلفين عن التاريخ الشفوي للقادة و الذي يعتبر رسمياً تماماً و تاريخ الحرب بشكل دقيق. أحياناً قمت بخلق بعض الأجواء لكن بشكل محدود جداً. حاولت أن تكون القصص التي تحدثت بها السيدة شبابي غالبة  علي النص ولم نضف أي شيء آخر. لم يكن لدينا أي سرد قصصي على الإطلاق. عملنا بعض الأجواء المختصرة لقراءة الكتاب بشكل أفضل.

هل لديك كتاب جديد قيد التأليف؟

قام مركز الوثائق و دراسات الدفاع المقدس في حوالي عام 2013 بالعمل علي مشروع إعداد سيرة حياة زوجات القادة الكبار وأجري حينها مقابلات مع عدد من زوجات القادة مثل القائد رشيد و القائد جعفري و القائد رضائي حيث أن كتاب المركز منهمكين في تأليفه، إذا كان هناك تعاون جيد من قبل الزوجات والسماح لهن بنشر مذكراتهن، فإن هذه الكتب سوف تدخل سوق الكتاب عن قريب. أنا أعمل حالياً على تأليف التاريخ الشفوي للسيدة طباطبائي زوجة  الإدميرال علي شمخاني.

هل تبرز الخبرة المكتسبة من كتابة مذكرات السيدة شبابي  في عملك علي تجميع مذكرات السيدة طباطبائي؟

نعم بالتأكيد. كل ما نقوم به اليوم هو استثمار كبير لعمل الغد. أنه ينشط العقل ويزيد من قوة الشخص. لهذا سنعمل ذلك العمل غداً بشكل أفضل. عملت بجد على كتاب «الرفيق» حيث يسهل الآن بالنسبة لي أن أفعل شيئا من هذا القبيل. من جهة، قرأت كتاب «الرفيق» وانتقدت نفسي ومن جهة أخري، تقدمت خطوة إلي الأمام بسبب تجاربي التي اكتسبتها في تاريخ السيدة شبابي الشفوي. بالطبع لعل تلك الذكريات لاتسعفني مئة بالمئة في عملي. لأنه في كل مرة أواجه شخصية جديدة لديها أفكار جديدة، نفسيات ومشاعر و مزاج وحياة مختلفة مع السيدة شبابي. لذلك أنا بحاجة إلى استخدام طرق جديدة للتواصل وتصميم الأسئلة. ولكن على أي حال، لأن الهدف مشترك، فسيبقي الإطار العام واحدا. لذلك أي عمل يعتبر  مساعدة جيدة للقيام بعمل آخر بشكل أفضل.

[1]الرفيق: رواية الدكتورة مهرشاد شبابي من رفقتها مع الجنرال سيد يحيي (رحيم) صفوي أبان فترة الدفاع المقدس، قامت بالمقابلة و التحرير: زهراء اردستاني،طهران: مركز الدراسات و أبحاث الدفاع المقدس، 415،1396 ص

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 3285



http://oral-history.ir/?page=post&id=7663