مرت 36 عاماً...

ذكرى عن شهر تير 1360

فائزة ساسانسي خاه
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2017-07-13


خاص موقع التاريخ الشفوي الإيراني- أقيمت مراسم الذكرى السادسة والثلاثين لمأساة السابع من تير 1360 ( 27 يوليو 1981) وشهادة آية الله السيد محمد حسيني بهشتي وجمع من ثوّار الثورة الإسلامية، عصر يوم الأربعاء 28 يوليو 2017 في النص التذكاري لشهداء السابع من شهر تير  في مؤسسة الشهداء الثقافية للسابع من تير، الواقعة في سرجشه طهران، وحضره جمع من عوائل الشهداء و بعض المسؤلون.

بدأت المراسم بقراءة القرآن الكريم والنشيد الوطني وقراءة شعرية ونشدين من أداء فرقة شابة. ثم وطبق العادة السنوية قرأ أمين درخشان، إبن الشهيد علي درخشان، أسماء الشهداء.

أطبق الساواكُ على منزلنا عدة مرات

ثم جاء دور السيدة إسلامي، إبنة الشهيد الحاج محمد صادق إسلامي، المعروف بحاج صادق إسلامي غيلاني إبن الشيخ باقر إسلامي، متحدثة عن ذكرياتها مع أبيها.  وقالت: "كان عدم الأمن في زمن الشاه ملموسا. ليس هناك أمن لا في المجالس ولا الأزقة ولا الشوارع ولا حتى في المنازل. أطبق عدة مرات الساواكُ على منزلنا وأخلوا الأمن. يطرقون الباب فجأة ويدخل رجالا كبري الجثة والمسلحون لبيتنا. يفتشون كل جحر ويقلبون كل شئ. حتى أنهم في مرة حين كان لدينا ضيوف من أقربائنا دخل أطبق علينا الساواك، وفتش المنزل كله وأخذوا كل رجل موجود معهم."

وأضافت: "في زمن الشاه، سلبوا الحرية من كل المؤمنين. بلطف الله وبقيادة الإمام الخميني (ره) وحضور الشعب الإيراني لتنتصر الثورة الإسلامية، إستقر الأمن. لم يعجب أمريكا وإسرائيل مذاق الحرية والثورة. في كل يوم مؤامرة جديدة وأسلوب إلتفاف يظهر ضدّ الجمهورية الإسلامية. من الهجوم على حدود البلاد حتى حادثة طبس، إنقلابات ونفوذ في عدة مؤسسات، خلق الشائعات وإغتيال الشخصيات وقيادة مجموعات مثل الكوملة وفدائين خلق ومجاهدين خلق. كان عام 1981 عاماً مليئاً بالذكريات والضجيج. يرشّ المنافقون التيزاب والفلفل في وجوه الناس. يطرقون الأبوب ثم يطلقون النار. يغتالون أصحاب المحلات لأنّ لديهم لحية ويغتالون أئمة الجمعة، يفجّرون البابصات بحقائب، بلغمون الممرات، حتى أنهم وضعوا مسجلة صوت لإغتيال القائد آية الله الخامنئي حين كان رئيساً للجمهورية. أرادوا عبر هذه الانفجارات وتفجير السابع من تير في قاعة الحزب الجمهوري الإسلامي أن يسحبوا البساط من تحت رجل الثورة. عملَ محمد رضا كلاهي أشهر بنفاق في الحزب الجهوري الإسلامي حتى ينفذ خطته المشؤمة."

ذلك اليوم...

وأشارت إبنة الشهيد إسلامي حديثها عن السابع من شهر تير قائلة: "كان أبي مستعجلاً في ذلك اليوم، كأنه يريد انهاء أمر مهم في ذلك اليوم. من نافذة الغرفة تحدث مع أخي ممثل النيابة العامة في شورى الأمن عن عزل بني صدر وعملية إغتيال آية الله الخامنئي. أذكر أنّه أخبر أخي: " تابع هذه الإغتيالات والاضطرابات. ونظراً لعزل بني صدر وفضح المنافقين، لم تسحب أمريكا ولا من يدعمها أيادهم عن هذا الشعب. كن حذرا جدا."

ثم أنه كان يعتني بأختي الصغيرة التي كان عمرها ستة أشهر عناية خاصة. ثم خرج من البيت للمشاركة في جلسة الحزب الجمهوري الإسلامي. بعد الجلسة، يخرج الشهيد الدكتور بهشتي للباحة ويؤمّ المصلين لصلاة العشاء والمغرب. ويقف أبي خلف. وكان مشغولا بمستحبات بعد صلاة حين جاءه محمد رضا كلاهي، مسبب التفجير ويقول له: "لماذا تجلس هنا؟ لماذا لا تدخل الصالة؟ ويجيبه أبي: "أنا منشغل بمستحبات الصلاة." فيقول له كلاهي: "أنت مَن دعى الناس، وتتركهم جالسا هنا؟ حضور الجلسة أوجب.  عد بسرعة!" ويعود أبي للصالة. الظاهر أنّ كلاهي إستخدم نفس الأسلوب لإعادة بعض الشخصيات للداخل."

حصلت المأساة الكبيرة

ثم تطرقت إلى لحظة سماع الإنفجار في مقر الحزب الجمهوري الإسلامي وقالت: "كنا منشغلين بتناول العشاء حين دوى فجأة صوت الإنفجار. قلقنا كلنا من صدى الصوت وتساءلنا عن مصدره؟ خرج أخي مسرعاً من البيت. عرف أنّ الصوت من مقر الحزب وحسب معرفته خاف من حصول إنقلاب. إتصل بسرعة بقائده المرحوم قديريان، وحصل على مهمته. قال المرحوم قديريان: "أطلق جميع الكوادر على مستوى المدينة وليستعدوا. راقبوا كل شئ. واتجه لمقر الحزب لتقديم المساعدة لهم." وأخبرنا أخي حين وصل لمقر الحزب رأى حجم المأساة! نظراً لدقة تعبئة المتفجارات وحجم السقف وسماكته نصف متر، سقط كله فوق رؤوس المجتمعين. حجم ما سقط ثقيل جدا إلى درجة أن الرافعات لم تستطع رفعه. تفرع الرافعات السقف وما حوله ثم يسقط مجددا. لا نفع من عمل الرافعات. الناس مجبرون رفعوا بالمعاول الدمار الحاصل والتراب وأخرجوا الشهداء الواحد تلو الآخر. الجيمع أراد إخراج المصابين لأخذهم إلى المشفى."

كنا ندعو ليخرج آية الله بعهشتي سالماً

ثم وصفت السيدة إسلامي الأجواء المسيطرة على البيت: "كنا قلقين جدا في البيت. لأننا نفكّر بالإنقلاب وأخوتنا ليسوا في البيت ومن جانب آخر أعلن المنافقون أنهم سوف يثيرون الرعب في المنازل. لم نجد أمر بقائنا في البيت من صالحنا وذهبنا إلى أحد منازل أقربائنا وبقينا للصباح مستيقظين ندعو الله. طلبنا من الله ألا تمسّ الثورة. ودعونا كثيرا لآية الله بهشتي أن يبقى حيا."

عاد أخوتنا فجرا. سألناهم عمن استشهد؟ سألنا عن آية الله بهشتي وأبي. قالوا لنا: "لا نعرف. لم نستطع التعرف على الوجوه من شدة الانفجار، ولكن كان بين المصابين أحياء ونقلناهم للمشفى."

وأضافت: "أعلن المذياع الساعة السابعة صباحا عن أسماء الشهداء. مع كل اسم يزداد حزننا: الشهيد بهشتي، الشهيد حقاني، الشهيد طباطبائي، الشهيد شاهوي و...كنا نتوقع شهادة أبي قبل الثورة وبعدها. هدّد مجاهدين خلق وفرقة فرقان أبي بالاغتيال، ولكن يوم الحادثة كان صعبا. كنا نبكي ولكن أمي تعرف منذ البداية أنها رفيقة مجاهد وحضرت معه وعن طريقها تحملنا المصيبة. أصاب أعداء الثورة هذه المرة الهدف، عبر قتل ثلاثة وسبعين شهيدا، وتشكّلت جلسة الشورى الإسلامية في ذلك اليوم وبحضور المصابين منهم وأكمل عمله."

وأقيمت مراسم ذكرى السابع من تير بكلمة ممثل النائب السابق في مجلس الشورى الإسلامي لحجة الإسلام والمسلمين محمد حسن أبو ترابي فرد.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 4328



http://oral-history.ir/?page=post&id=7172