حوار مع المسعفة والمدربة الدفاعية في فترة الدفاع المقدس مريم جدلي- القسم الثاني

من الجبهة الغربية إلى جزيرة خارك

فائزة ساساني خاه
ترجمة: احمد حيدري مجد

2017-05-21


 

  • هل بات من الطبيعي ذهابك للجبهات، بالنسبة لمَن حولكِ؟

حصلت على ثقة أبي وأمي. في كل التظاهرات التي شاركتُ فيها رأيا أنّ هاجسنا هي الثورة وليس لنا مطمح آخر، ولكن لم يكن الامر هكذا بالنسبة لبعض الأقارب. أتذكر أنّ احد أقاربنا رآني قرب بيتنا وقال غاضبا: "لماذا تذهبين إلى الجبهة؟ الجبهة ليست مكانا للفتيات!" أجبته: "ولماذا، هناك ضرورة، وإذا لم تكن لما أخبرونا مرة أخرى أنّ القطار يريد الذهاب إلى الجنوب."

  • هل قمتِ بعمل ما حين عدت إلى طهران، بالنسبة للهاربين من الحرب في مدينة ماهشر؟

لم أفعل شيئا لهم، ولكنهم أسكنوا بعض العوائل في بنايات قرب جسر سيد خندان، كنت أساعدهم وآخذ لهم الثياب والمساعدات. كنتُ أجمع الثياب، أعزل ما لا حاجة له وأجمع البقية وآخذها لصديقة اسمها فرزانه شريف، عائلتها متدينة ويسكنون في شارع قلهك. غضب البعض من الأشياء التي أخذناها لهم ويطالبون بمثل ما حصل عليه الآخرون.

في بيت أخت الشهيد فيضا بخض الكبيرة كانت هناك صفوف دراسية وعمل من أجل الهاربين من الحرب. خصصوا قبو البيت لهذا العمل. نجمع الثياب والأحذية وأشياء أخرى يحتاجونها. تجمع هناك، ولكن مسؤلية توزيعها تقع على عاتقنا.

  • حتى متى استمر تعاونك مع الهلال الأحمر؟

إضافة إلى المرة الأولى والثانية اللتان ذهبنا من خلال الهلال الأحمر، كانت أسفارنا عن طريق جهاد التنمية. بالطبع في هذه الفترة، حصلت تغييرات في برنامجي. في العام 1980 احتاج مستوصف يقع خلف مكتب رئيس الوزراء، لمسعفين لنوبة مسائية. وكان البناء في الواقع سابقا أحد قصور ولي العهد البهلوي الثاني. يحضرون له سكان المناطق الحربية الذين لا يمكنهم مداوات انفسهم. صباحا يرسلونهم إلى مستشفيات أخرى ثم يعودون. عملنا انا وتمينة هناك. كنتُ أذهب ليلة وهي ليلة. ننقل للأطباء المشاكل الطبية. لم يكن المرضى كُثر، ولكنهم تعلقوا بنا. كان بحاجة أكثر إلى صحبة. فيما بعد أحضروا جريح وحينها لم نعد نذهب لهم.

  • أكثر الجرحى من أيّ المناطق كانوا؟

من كل المناطق الفقيرة. في أي مكان حين تشعر مؤسسة الإمام الخميني (ره) أنها لا تستطيع دفع تكاليفهم، يرسلونهم إلى طهران. أحيانا آتي بالأطفال إلى بيتي وتعتني بهم أمي. فتاة جاءت من قرية وليس لديها ثياب. أخذتها واشتريتُ لها ثياب من تجريش.

كنتُ دقيقة في رعاية المرضى. في المكان قسمان قسم للرجال وقسم للنساء. عوائل المرضى وهم قرويون اعتمدوا على اسم الجهاد فأرسلوا بناتهم، ولا يمكن السماح لأن يخدش هذا الاسم، لذلك كنا ندقق في عملنا. حتى أني في جلسة قلتُ لا يحقّ للسائق الفلاني أن يتحدث مع مريضة ويقول لها سوف آخذكِ إلى الحديقة الفلانية لتتجدد نفسيتك.

السيد بورنجاتي وطيب نما وكانا في المكتب المركزي للجهاد ويعرفانني، إقترحا عليّ أن أتكفل بمسؤلية التدريب. كنتُ أناقش هناك الوضع الصحي للمناطق الفقيرة وأكتب كراسة تعليمية ليستخدمها من يُرسل إلى هناك.

  • على هذا لم تذهبي مجددا إلى الجبهة؟

ذهبتُ إلى جبهة الغرب في فبراير 1981. ولكننا لم نبق كثيرا. أخبروني في يوم: "نريد السيدة جدلي." حين ذهبتُ قالوا: "عليك الرجوع إلى طهران!" قلت: "لماذا؟ للتو وصلت؟!" قالوا: "عليك الرجوع، يحتاجونك!" قلقتُ. استحضرتُ أخي. قلتُ بالتأكيد أنّ أمير مات ولا يريدون إخباري. قالوا: "إذهبي الى منزل المحافظ." كنتُ قد تعرفت على زوجة المحافظ. لم تكن على علم أننا لا نعرف ما يدور حولنا وسألت دون مقدمة: "أي أخ لم مات؟" بكيتُ أنا وتهمينة وقلنا: "بالتأكيد أنّ أخي مات." في النهاية عرفنا أنه أحمد، أخو تهمينة. عدنا بالطائرة ملئية بالجرحى إلى طهران. في طهران إطمأن قلبي أنه أخو تهمينة. يقع منزلها في مرتفع ولم تعد تهمينة تستطيع المشي. حين دخلت البيت، كان مزدحما وبكت هي كثيرا، لكن أمها كانت هادئة جدا. قالت بكل هدوء لتهمينة: "ما هذه الاعمال؟ لماذا البكاء؟ لقد وعدنا الله!"  رغم أنها لم تكن متعلمة ولا تقرأ.

  • خطر لي سؤال، الكثير من مذكرات النساء حين نقرأها أو نسمع عنها أو نراهن كانن يوجهن الحرب بصورة ما، أي تُستهدف مدينتهن أو المدينة القريبة منهن ويبقين من أجل الدعم. لماذا كنتِ تصيرن على الذهاب للمناطق الحربية، وبالتحديد منذ الأيام الأولى؟

لا تولد هذه القضية دفعة واحدة وعبر صوت المارشات. ترجع هذه الفكرة إلى بداية الثورة. كنا نشعر بالخطورة أن تتلاشى هذه الثورة عبر حرب. كنا نريد الحفاظ على قيم الثورة ومعطياتها. رأينا في بداية الثورة أنّ الجيش كان إلى جانب الشاه وكيف رفع الأسلحة على الشعب. كثرا ما حدث وهجم الجيش علينا في التظاهرات. الوضع إختلف، يرفع السلاح هناك على الشعب وهنا العدو يقصف الناس. ليست انا وحدي، الكثير ذهابهم للحرب كان امتدادا للثورة.

  • كانت حياتك مرفهة، كيف تحملت ظروف الحياة في المناطق الحربية؟

أمي من عائلة تقدم المساعدات للناس ودائما هناك على موائدهم أشخاص ليسوا من عائلتها. تعلمت مساعدة الآخرين من أمي وهي إجتماعية جدا ومحبوبة. ورغم أنها البنت الوحيدة في عائلتها، ولكنها تعلمت مساعدة الآخرين. كانت تذهب أمي إلى ياخجي آباد وحلبي آباد وتساعد المحتاجين. وتأخذني معها. كانت تعيش عائلة في شارع رزغنده وقد فقدوا رب العائلة وتعيش عائلة في شقة عليك قطع 60 درجة لتصلها. الأم شابة ولديها 9 أبناء. أرادت الزواج مرة أخرى. بقيت أمي تساعدهمحتى كبر أصغر طفل في العائلة. كنتُ أرى أمهات ينصحن أبناءهن لا تمشي مع هذا ليس من مقامنا. وقد يكون هذا صحيح إلى حدّ ما. ولكن أمي لا تتقبل ذلك. وكنتُ في تلك الفترة بين رؤيتين أفكر بنفسي ومستقبلي والثاني أفكر بالأخرين.

  • حتى متى استمر ذهابك إلى الجبهة؟

حتى العام 1983 حين تزوجتُ.

  • هل منعك زوجك؟

 

لا. كان فكر زوجي مطابقا لي. كن زوجي طبيبا وعن طريق أخته تزوجني. بالطبع حدث كثيرا أن تقدموا لي طالبين يدي، ولكني لم أكن أفكر بالموضوع. كأنّ الامر كان يجرحنا. أتينا من أجل الجرحى وننظر للسادة كإخوة لنا.

وللخطبة وطبق العادة، كانت هناك زيارات. في الجلسة الأخيرة مع زوجي قلتُ له بصراحة منذ أن جاءت الثورة كنت مرافقة لها واودّ مما تعلمته منها أن يكون معي في الحرب.  قال: "أنا أيضا أريد تقديم خدمة ولا مشكلة لديك في ذلك." شرطه الوحيد هو ألا أذهب إلى الخطّ الامامي. لم يحصل على الإجابة النهائية وقال: "لو تزوجنا، ستكون خطبة العقد على لسان الإمام الخميني (ره)." سألت: "كيف؟" قال: "على أية حال هناك فرصة للذهاب قربه ليعقد قراننا." لم أعد أفكر بشئ، إلا أني سوف أرى الإمام (ره) ويعقد قراننا.

أخذ وقتا من الإمام (ره) وذهبنا إليه. تقرر أن نذهب فقط مع والدينا، ولكن عبر الكلام الذي دار بين بيت الإمام، أصبحنا 9 أشخاص. حمل عدد كبير من أقاربي مصاحف ليوقعها الإمام. حين كنا نصعد شعرنا بالقلق. وحين وصلنا أصبح الإمام (ره) وكيلا عني وشخص آخر وكيل زوجي. ثم سمحوا لنا لنقترب ونقبل يد الإمام (ره) عبر عباءته. كانت المصاحف في يدي لأسلمها إلى الإمام. لكن في تلك اللحظة وددتُ فقط أن أنظر إلى وجهه. حين وصلت لم أستطع النظر في الوجوه، لكني طلبتُ منه نصيحة. قال: "آمل أن توفقين في حياتك ويكون لك حسن خاتمة." هذه الجملة كانت لها أهميتها عندي وساعدتني كثيرا.

وفي البيت كانت المراسم بسيطة جدا. على حد المدعوين والذهب والضيوف والثياب. على أية حال بعد يوم من زواجنا، جاء الى منزلنا يحمل مزهرية فيها وردة وقال: "غدا سأذهب الى المنطقة الحربية." وذهب. الجميع تساءل لماذا سمحتي له بالذهاب؟ لو مات؟ الكثير يود أن يذهب أبناؤهم الى الحب ولكن الأمهات أو الزوجات يمنعونهم. قلتُ تحدثنا عن هذا الموضوع، وقررنا إذا حدث وكانت حاجة نذهب للمناطق الحربية.

  • إذاً هو وفى بوعده وذهبت مرة أخرى للمناطق الحربية؟

نعم. في فترة الخطبة ذهبت مرة الى جبهة الغرب. كان سفري صعبا. كان مقري هذه المرة في مشفى الإمام (ره) في إيلام. ترك الناس المدينة من شدة القصف واستقروا في الجبال. المشفى مملوء بالجرحى. قصفوا أطراف المشفى عدة مرات. كان جرح الناس وموتهم أصعب من العسكريين.

جاءت تهمينة هذه المرة كمراسلة وطبيبة مساعدة. كان عليها إعداد التقارير لذلك كنا نذهب الى المشرحة. رأيتُ في الشرحة جثة امرأة في إحدى رجليها حذاء وفي الآخر لا. كلما أتذكرها أصاب بالتهوع.

في ليلة زادت الانفجارات بصورة نقلنا الجرحى إلى القبو. من القبو وعبر نافذى صغيرة كنت مع تمهينة نراقب أضواء الانفجارات.

  • هل كان كل الجرحى عسكريين؟

لا. قصف العراق قبل يوم عدة مناطق وأحضروا جرحى غير عسكريين. ذهبنا إلى كرمنشاه ومن هناك ذهبنا إلى معسكر أبو ذر مع سائق أعتقد أنّ عمره ثمانين سنة. توقف السائق في الطريق واختبئ هو مع جنود. كان من المقرر أن يوصلنا أنا مع تهمينة إلى الخط الأمامي لتعد تقريرا.ضيّع السائق الطريق. وشعر بنا العراقيون. وقعنا الآن على مرمى المدافع الإيرانية.قلقنا جدا من أسرنا. لم يكن من المقرر أن نصل مساء. وكنتُ أقول لنفسي: "زوجي لم يكن راضيا أن أذهب للخط الامامي! ماذا لو أسرونا؟" كنتُ أكرر دائما أريد لجسدي أن يُطحن، ولا تلمسه يد العراقيين.

أخذنا سائقنا إلى مقر الحرس. بعد الصلاة وتناول العشاء عدنا لسيارة الإسعاف. قلنا للسائق: "يا حاج إقفل أبوب السيارة واذهب." كان الهواء باردا جدا. قبضنا على أيدي بعضنا البعض. كانت السيارة تهتز مثل مهد إثر الانفجارات. قررنا إذا بقينا على قيد الحياة حتى الصباح أن نخبر السائق بعدم اخذنا إلى الأمام ولنعد، ولكن السائق كان قد تقدم حيث رأينا جنديين عراقيين أسريين. سأل السائق أحدهما: "كيف حصلتم عليهما؟" قال: "إقتربا من النهر ليغسلا وجهيهما." زاد خوفنا. كتبت تهمينة بسرعة ما يحدث. بالطبع اعتدت أنا مع تهمينة كتابة الذكريات منذ الأيام الأولى. أتذكر في سفرة بقطار الهلال الأحمر إلى ماهشهر، قصفوا القطار. ترجلنا من القطار. حين عدنا، رأينا كل أغراضنا قد فتشوها. ولم أجد دفتر مذكراتي. حزنا. قدمنا اعتراضنا لإثنين من لجنة الثورة وهم حراس القطار. قالا: "نعم نحن أخذناه. لقد تعرفوا على القطار وقصفوه." في تلك الظروف الحساسة كان الحق إلى جانبهما، كتابة المذكرات مع كل التفاصيل لم يكن أمرا صحيحا. كان في القطار فتاتان وشاب يرتدون ثياب مجاهدين خلق. أشعر أن ما حدث جرائهم ولا أعلم إلى أين وصل الامر معهم.

  • نظرا إلى أنكِ كنت في الجبهة الغربية وكان هناك اعداء للثورة، هل كان هناك من هذه المجموعات وسط الجرحى؟

لا، لم نرَ شيئا، فقط سمعنا عنهم، ولكن كانوا يقولون أنّ العراقيين لديهم طابور خامس بيننا ومن أخبر عنا قريب منا جدا.

  • هل لديك ذكرى عن آخر سفر للجبهة؟

حددوا لنا مناما. في الحقيقة المنام هو روضة أطفال في مدينة إيلام ولا تفصلها عن المشفى مسافة طويلة. هناك صالة كبيرة نستقر فيها. في أحد الأيام أخبروني أنّ هناك من يطلبني. تعجبت. لا أعلم من يسأل عني. حين ذهبت لأرى من كان وجدت زوجي. قبل يوم اتصلت على زوجي وكان في الجنوب. لم يخبرني بشئ. قلت له: "ماذا تفعل هنا؟" قال: "أعلنت إذاعة العراق صباحا أنهم اليوم في الساعة الثالثة سوف يقصفون إيلام، جئت فلو تقرر أن أنال الشهادة، فلنستشهد سويا." تعجبت كيف أوصل نفسه الى هذه المنطقة. قال لي: "لنخرج، لنتناول الغداء سويا." قلت: "ليس هناك مكان في المدينة مفتوح." قال: "ماذا كنتم تفعلون لطعامكم كل هذه الفترة؟" قلت: "لا شئ، نأكل ما يقدمه المشفى من أرز ومرق لوبيا وفاصوليا." قال: "لنذهب الآن لمكان."

دخلنا المدينة. كان هناك مطعم مفتوح يقدم السمك. كان هناك جنود. ولأنّ ليس هناك مكان للجلوس، تناولنا طعامنا ونحن وقوف. كل المحلات مغلقة وكانت مكتبة مفتوحة اشتريتُ منها قرآن صغير وكتبت لزوجي فيه. كتبتُ: أقدمه لزوجي، آملة أن تقرأه، أن تفهمه وتعمل به. كتبت اسمي ووقعت واهديته إياه فإذا استشهدتُ يبقى عنده ذكرى مني.

  • ثم لم تذهبي أبدا للجبهة؟

لا. بعد زواجي لم أذهب، ولكني كنت أمارس نشاطي بصورة أخرى. كان زوجي طالبا في شيراز. ذهبنا سويا إلى هناك. كنت موظفة في جهاد التمنية وانتقلت من طهران إلى شيراز. إقترح علي مدير الدائرة هناك أن أكون مسؤلة لجنة التدريب لكني رفضتُ.

جئنا مرة في فترة الخطوبة الى شيراز. زرنا بعض القرى مع مسؤلين من الجهاد.كانت قرية تشكو من مرض جلدي، اكتشفت أن المشكلة في نهر يشربون منه ويغتسلون ويوردون المواشي فيه. أذكر هنا أن لجنة الصحة كانت وسخة جدا. في أحد الأيام أغلقنا اللجنة وغسلناها. في اليوم الثاني كانت تلمع. إذا لم يراعِ المسؤلين هناك الشؤون الصحية والنظافة فكيف نرجو من الناس رعايتها وتقبل نصائح صحية؟

حتى فترة الحمل كنت في الجهاد ثم خرجت. كان زوجي يشارك في الامتحانات ويذهب إلى الجبهة وأعود انا إلى اهلي في طهران. تحوّل بيتنا في شيراز إلى مقر حربي. خصصت صفا قرآني للسيدات. كان الصفّ يزدحم إلى درجة جلوسهم على الدرج. وكنتُ أتحدث عن ذكرياتي عن الحرب، أجمع الثياب أيضا للجبهة.

  • كم بقيت في شيراز؟

ثلاث أعوام ثم عدنا إلى طهران. لم يبق زوجي كثير في طهران إذ دُعي إلى خارك وهي منطقة حربية. بعد فترة قلت له: "أنا أيضا آتية معك." قال: "المنطقة حربية!" قلت: "أعرف، أليس هناك سكان في الجزيرة؟" قال: "أكثرهم غادر." رغم ذلك سعد زوجي. كنت أفكر في تقديم دورات للإسعافات وتدريب عسكري للناس هناك.

الجزيرة قبل الثورة كانت على قسمين. في قسم الأمريكان والقسم الآخر السكان. فصلت بأسلاك . في القسم الذي كان فيه الأمريكان، هناك منازل خشبية. القسم الذي كنا فيه كانت لموظفي شركة النفط. أكثر المنازل حولنا لا أحد فيها.

إلى جانب كل بيت، هناك سماعة تصدر صوتا عاليا. دورة المياه خارج البيت. كنتُ سعيدة أني أعرف التعامل مع الأسلحة، فلو هجم العراقيون على الجزيرة أعرف كيف أدافع عن نفسي وبلادي. في أحد الأيام ارتفع صوت الانذار. كانت المسافة بين بيتنا والخندق كبيرة. ذهبت متأخرة فرأيت طائرات الميغ العراقية على ارتفاع منخفض. مازال لدي مسافة أقطعها حتى الخندق. وضعتُ طفلي روح الله بسرعة على الأرض ورميت نفسي عليه. ثم بعد رحيلها دخلت الخندق.

بقينا هناك عام كامل ثم عدنا إلى طهران. لم تمضِ فترة طويلة وانتهت الحرب.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 4049



http://oral-history.ir/?page=post&id=7047