عن سيرة وذكريات عبدالله ملكي

"حرب كوهسالان" وكردستان

آوا مجد
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2016-12-18


ذهب كل منهم طوال فترة الدفاع المقدس الى خطّ حدودي للدفاع عن إيران، حاملين ذكرياتهم، حيث تنمحي مع مرور الزمان. وقد تحول هذا الموضوع الى ضرورة التطرق الى هذه الذكريات في الأعوام الأخيرة. "وكُتب كتاب " حرب كوهسالان"* بالتحديد لهذا الهدف متطرقاً الى حياة وذكريات عبدالله ملكي.

كان القائد العسكري ملكي طوال فترة الحرب المفروضة من قبل جيش صدام على إيران، مسؤلاً لعدة مناصب منها قائد حرس سرو آباد وقائد محور جناره ورئيس أركان حرس مريوان. وكان في العام 1996 رئيس حرس مدينة سنندجو في العام 1998 مساعد تنسيقية التعبئة في كردستان. ومديراً منذ العام 2014 لمركز حفظ نتاجات ونشر قيم الدفاع المقدس في محافظة مازندران.

بداية جيدة وحميمة

في كل كتاب، المقدمة أو نص نؤخرة الغلاف، أو البداية قد تكون جذّابة للمتلقي. ويحمل هذا الكتاب مقدمة جيدة وتهزّ القارئ: "أمي تقول الحقيقة لا شهادة الميلاد. وصلت قبل نهاية العام 1339 هجري شمسي بخمسة أيام، ولكنهم كتبوا في شهادة ميلادي أني ولدت في 5 فروردين العام 1340 هجري شمسي. كنتُ أول طفل في العائلة وأول حفيد "الحاج كوجك". ولدت في قرية "مازاروستاق" وقضيتُ طفولتي في حقول خضراء وبكرة." ص9

هذه البداية الجيدة تدعو المتلقي للاستمرار رغم أنّ الصفحات القادمة ليست بقوتها في تقديم الشخصية، ولكن السيرة تدعو المتلقي للاستمرار: "بعد أن نجحتُ في الصف الرابع الإبتدائي، وبناء على توصية الحاج تركتُ القرية واتجهتُ الى المدينة لأكمل دراستي. تملكني شعور غريب. لم أغادر القرية حتى ذلك الوقت. الابتعاد في مكان يفصلني كيلومترات عن عائلتي، يصعب عليّ."

الظروف الخاصة لكردستان

يدور "حرب كوهسالان" عن السيرة الذاتية والذكريات، ويعرض أيضا مقاطع من تاريخ إيران المعاصر. ومنها بداية الحرب المفروضة والشعور الذي اعترى الناس. كان راوي الكتاب في تلك الفترة شاباً ويتطرق الى ما كان يقوم به: "أنا أيضا مثل كل الشباب كنتُ متحمساً ولم أعد أعتنِ بالدراسة. دخلتُ التعبئة وبعد فترة التدريب أعطونا سلاح ( M1) كنتُ أساعد في دوريات التفتيش وأمنع تهريب السمك وأحيانا كنت أساعد في توزيع النفط الأبيض والغذاء والمساعدات الشعبية..." ص 45

ويركز الكتاب على ذكريات و الوضع الحربي في كردستان. برد كردستان خاصة خطر فقد البصر، المحاربون الذين ينتظرون وصول حصة الكيروسين: "رأيت صخرة كبيرة وقعت من الجبل وسط الطريق واغلقته المسير من بسطام الى جناره.. المشكلة لا تنتهي هنا. لم أكن أعرف كيف أوصل المؤن والكيروسين الى مقرات الشباب. إنقطع الطريق المؤدي الى مقرات آكجه وغمجيان وكاني تمرخان ومن جانب آخر الشباب ينتظرون المؤن." ص 171

المواجهات التي حدثت مع أعداء الثورة هي من أجواء محافظة كردستان الخاصة في بداية انتصار الثورة الإسلامية والتي أشار لها الكتاب: "حدثت إحدى هذه المواجهات بقرب قريتي بيساران وتنكه سر. أطلعونا على مواجهة تحدث على محورنا. وذهبتُ مع فريق الصدّ لكامل عدتنا الى بايغلان وصعدتُ على مرتفعات "كر مريم" المقر الصيفي لرؤية ما يحدث بدقة..." ص 265

من الذكريات العامة الى الخاصة

كان عبدالله ملكي، راوي الكتاب، شاهدا لقصف حلبجه الكيميائي: "طوال الطريق كنا نرى بعضهم ينظرون الى الدخان الأبيض بكل هدوء وراحة بال. مثل تلك العجوز التي لم تهتم بالقصف الذي يرسل قذائفه الى جانبها، وهي مشغولة بحلب بقرتها.." ص 307

وبما أنّ الكتاب يعتبر سيرة ذاتية للراوي، فمن الطبيعي أن يضم أقساماً من حياته: "كانت معي في عامي الحرب الأخيرة خطوة بخطوة ورضيت بأدنى حياة. كانت مثلي لا تخاف ومع كل تلك الشجاعة التي تحملها، امتلكت قلباً رقيقا وعطوف..." ص 303 و304

العمليات

ملاحق الكتاب سيكون محل اهتمام لمن يريد متابعة تفاصيل العمليات الحربية. يتطرق هذا القسم الى علميات والفجر 10 التي قام بها القوات الأرضية للحرس وعدة معسكرات وب9 فيالق وتشمل 103 كتيبة والتي تمت في وديان السليمانية والقوات الجوية للجيش وجهاد الاعمار.

الصور

ومثل الكثير من كتب المذكرات، خصص الكتاب قسما للصور. ويبدأ هذا الفصل من صفحة 339 وحتى 395، شاملا صور عائلية ورفقائه. وعدة وثائق ورسائل وصلت للراوي في الجبهات.

من المؤسف أنّ الكتاب يفتقد فهرسا يساعد القارئ على تتبع الموضوعات التي يطرحها الكتاب.

 

*حرب كوهسالان: سيرة وذكريات القائد عبدالله ملكي، حاوره وكتبه: علي رستمي، مكتب الثقافة ودراسات الملتزمة ، المكتب الفني كردستان.مركز حفظ النتاجات ونشر اقيم الدفاع المقدس محافظة كردستان ودار سورة مهر، 1395، 395 صفحة.


النص الفارسي



 
عدد الزوار: 4079



http://oral-history.ir/?page=post&id=6755