حوار مع النائبة السابقة لالة افتخاري

أريد الكتابة عن الحياة بعد شهادة أبي وزوجي

حاورتها: سارة رشادي زادة
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2016-06-19


مازال أزواج وأبناء الشهداء حاملين لذاكرة الشهداء وقيمهم. وتأتي سيرة النائبة في مجلس الشورى الإسلامي التاسع السيدة لالة افتخاري ضمن هذه المجموعة. فرغم مرور الاعوام على فقدها أبيها وزوجها في الحرب المفروضة ما زالت تحتفظ بذكريات لم يكشف عنها الستار.

 

فقدتِ رجلين مهمين في حياتك، أقصد أبوك وزوجك في الحرب. كيف أثر عليك ذلك؟

على حدّ تعبير آية الله جوادي آملي، لقد حصلنا في الحرب على الشهداء، ولم نفقدهم. ذهبت أجسادهم، بيد أن حضورهم المعنوي باقٍ معنا. إستشهد كل من أبي وزوجي في عمليات كربلاء 4 العام 1986. إستشهد زوجي في ساحة المعركة، ولكن أبي جُرح فيها وبعد أيام توفي. بين الخبرين مرّ أسبوع ودفنا الى جانب بعض.

بعد وصول خبر شهادتهما أصابني إحساس خاص.  إحساس مرّ وجميل، لأني كنتُ متعلقة بالاثنين وهما كذلك.  كمثال كان لدى أبي صيدلية، كان يبغ سنه 64، وذهب كثيرا الى الجبهات وهو شخصية علمية ودينية، كان يقبل يدي دائما كإبنة له. وكان لدي ثلاث أطفال وهم متعلقون بأبيهم كثيرا. كان زوجي يحترمني كثيرا، شهادتهما كسر الظهر، ولكن وبما أنهم كان في طريق الله، بتنا مثل شجرة بعد قطع رأسها تعود للحياة مرة أخرى. كنتُ في تلك الفترة أدرس في الثانوية واستطعت اكمال دراستي حتى الدكتوراة وعملتُ.

في تلك الفترة كان الكثير من النساء منشغلات باعداد ما يحتاجه الرجال في الجبهات، هل كانت لديك مثل هذه النشاطات؟

نعم، كنتُ نشطة في المجال الثقافي وكان منزلنا شبيه بمركز تجميع  المساعدات من الجيران لنرسلها الى حسينية أبي. كانت الإدارة على عاتق أمي. إسم الحسينية الشهيد افتخاري وتقع في مدينة شاهرود. الى جانب اعداد الطعام وحياكة الثياب كنا نقوم بعمل ثقافي. كمثال كنّا نكتب موضوعات أو روايات ونضعها مع الطعام أو الثياب ونرسلها للجبهات. إضافة الى ذلك كان لأبي مرزعة فيها فاكهة وخاصة التفاح، نجمعها ونرسلها لهم والى جانب كل ذلك كنا نلتقي مع عوائل الشهداء والمحاربين ونتابع المشاكل التي يواجهونها.

هل حصل وأن وثقت ذكرياتك عن شهدائك أو لديك هذا الحافز؟

كنتُ أمل بعد انهائي الدراسة أن أدوّن مذكراتي وأذكر فيها دور أبي وأمي في مواجهة الطاغوت قبل الثورة ثم عن زوجي وخاصة بعد شهادتهما. ولكن انشغلت بعد انهاء دراستي بالعمل، ثم جاءت 12 عاما انشغلت فيها كنائبة. وإن كان مركز القيم والنتاجات للثورة الإسلامية قد سجّل قسما من هذه الذكريات، ولكنها قسم من المذكرات. وفي الوقت الحالي أميل الى كتابتها.

في ليالي الذكريات التي تختص بالمذكرات عن فترة الدفاع، كنت من المؤسسين، من أين جاءت هذه الفكرة؟

أمرنا القرآن أنه نعّد للأيام الخاصة حتى تبقى حية معنا. وكما قال السيد الخامنئي، إبقاء ذكرى الشهداء لا تقل عن الشهادة وأكد على هذه الثقافة، حتى لا تنسى. وصممت على الفكرة بعد عدة لقاءات جمعتنا به. من جانب آخر برنامج ليالي الذكريات هو برنامج مستمر فمنذ أعوام كنا في صدد إعداد أرضية  لها في مجلس الشورى الإسلامي ولكن لم تتحقق. ولكن استطعنا القيام بالأمر في المجلس التاسع.

هل تتوقعين أن يكون لهذه البرامج ردة فعل؟

حاولنا في هذه البرامج أن يكون حاضرا فيها مسؤلين حكوميين ونواب وأبناء الشهداء. وأدى هذا الى خروج المذكرات التي تقص لتصل الى فضاء الدفاع المقدس. وسيؤدي هذا الى تنمية موضوع ثقافة الايثاؤ والشهادة ومن جانب آخر نستطيع التوصل الى حلّ مشاكل عوائل الشهداء والدفاع عن حقوقهم عبر نصوص موثقة.

النص الفارسي



 
عدد الزوار: 4299



http://oral-history.ir/?page=post&id=6413