في ندوة نقد كتاب " 528، إعادة سرد ذكريات القصف الكيميائي"

ضرورة تدوين التاريخ الشفوي للقصف الكيميائي

تقرير: سارة رشادي زاده
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2015-11-29


تقرير موقع التاريخ الشفوي إيران- أقيمت الندوة النقدية لكتاب " 528، إعادة سرد ذكريات القصف الكيميائي" تأليف أمير محمد عباس نجاد، في يوم الثلاثاء 22 سبتامبر 2015، شارك فيها كل من المؤلف و آذر خزائي سرجشمه و سعيد علاميان و جواد بخشايش في مركز أهل القلم لمؤسسة خانه كتاب.

قال آذر خزائي جشمه مع قراءة نصوص من كتاب " 528" : عرض الكتاب في اليوم الماضي في مركز الإمام الخميني (ره). يعتبر الكتاب من ناحية العمليات العسكرية و الدفاع الجوي في سومار يعتبر نصا غنيا و يأتي الكتاب على ذكر تاريخ و أحداث المستشفيات الميدانية في سومار منها مستشفى 528 سومار و ذكريات سبع ممرضات و أطباء. أستهدف هذا المستشفى في 13 ديسامبر 1986 على يد القوات البعثية العراقية.

و قال علاميان عن محتوى الكتاب: يدل موضوع و عنوان الكتاب على أنه مازال للحرب زوايا خافية كثيرة لم يتطرق لها أحد. الحدث الوحيد الذي اعترف به العالم و اعترفوا بمظلوميتنا هو موضوع مصابي السلاح الكيميائي. كتب في الاعوام الأخيرة عن حلبجة و سردشت و لفتت النصوص أنظار العالم. الى جانب هذا،أصبح متحف هيروشيما منبرا لإيصال صوت مصابي السلاح الكيميائي للعالم. استطعنا عبرهذا الموضوع عرض حقنا للعالم. حتى أني شاهدت مرات الإعلام الموجه يخرج وثائقيا عن هذا الحدث و يشير الى أن إيران طوال أيام الحرب لم تدخل في حمل سلاح كميائي ضد العدو.

و أضاف: بدأ القصف الكيميائي بعد عمليات خيبر في العام 1984، و لكن أكثر الهجمات الكيميائية كانت منذ العام 1987 و بعدها حيث صعد العدو هجماته الكيميائية و هو موضوع بكر قليلا ما عمل عليه أحد. سمعت عن سردشت و حلبجة بعض الأمور، و لكن سمعت أقل عن نودشه و أشنوية و ليس هناك احصائيات أو معلومات عنهما.هناك صور عن حلبجة و جرائم الحرب فيها و أحيانا تصدر مجلات عنها و كتب تحت الطبع. إذا لم تدخل هذه المعلومات في كتاب سوف نفقدها.

قال الكاتب و الباحث في حقل الدفاع المقدس عن أهمية هذا العمل: كتاب "528" دل على أن الوقت حان للذهاب الى موضوعات خاصة و أن نعبر من الكليات للدخول في الجزئيات. كمثال موضوع الطب الميداني من الموضوعات المغفول عنها،و كنت أرى أنه يجب العمل عليها. أعددت في زمن الحرب تقارير عن مستشفى الزهراء (ع) الميداني في اروندكنار، و لكني تألمت لماذا أنهي عمل المستشفى بعد الحرب، إعتقدت أنه سيبقى كمتحف. بالطبع بقي المستشفى لفترة، و لكن في النهاية انهيت أعماله. مستشفى  الجيش 528 من الأسماء التي لم يُسمع بها.

و أكمل قائلا: كل نتاج له ثلاث أركان مهمة " الموضوع" و " تسليط الضوء و التجميع" و " التدوين" هي ثلاث محاور يتشكل عبرها النتاج القيم. حديثي مع الناشر هو أني أعتقد أنه عمل على الكتاب بصورة أقل مما يستحقه و أوصل الحدثية في كتاب 528 الى الشهادة.

أعتقد في مرحلة جمع مواد الكتاب هناك ضعف. نرى في الكتاب شرح وضع سبع حالات، مثلا نرى في مكان شهادة ثلاث أطباء، و استخدام هذا اللفظ خطأ في العمل الإحترافي، لأن الأسماء التي كانت تعمل في المستشفى يجب إعداد فهرست لها و لا نعلم بصورة دقيقة احصائية المستشفى من الجرحى و الشهداء.

و قال كامور بخشايش المشارك في الندوة عن الكتاب: وضع عباس نجاد الكاتب الشاب في حقل الدفاع المقدس يده على موضوع له خصوصيته. ما زلنا قليلي العمل على موضوع مهم مثل القصف و أصحاب الاحتياجات الخاصة إثر القصف الكيميائي و أشير سابقا، صدر عن القصف الكيميائي بضعة صور و كتب و أعتقد أن هناك مساحة للكتابة بنمط التاريخ الشفوي عن 528. يمكن لهذا الكتاب أن يكون تاريخا شفويا لمستشفى 528 من رؤية القصف الكيميائي. سوف يجد القارئ موضوعين أحدهما ولادة مستشفى و الثاني الهجوم الكيميائي عليه.

و أضاف: هناك عملان عن التاريخ الشفوي لقصف حلبجة في طور الإعداد. من جانب التاريخ الشفوي للقصف الكيميائي و من جانب آخر التطرق الى ذكريات المصابين فيها، و هما موضوعان يجب الإهتمام بهما. فمازال مصابي القصف الكيميائي في حالة حرب مع اصابتهم. مازلنا مديونين لمصابي القصف الكيميائي و أعتبر عمل عباس نجاد بداية للدخول في نقاش التاريخ الشفوي للقصف الكيميائي، و المستشفيات التي اصابها السلاح الكيميائي و المستشفيات الميدانية و كذلك المصابين به. لقد اختار حدثا ذكيا و لكني كنت أنتظر منه سرد الأحداث الكاملة لنشاط المستشفى الميداني في تلك الظروف الصعبة الحربية و حدث الكيميائي. يمكن أن يكون عنوان الكتاب مقدمة للدخول في موضوع جاد عن مستشفى الجيش 528 . و الكتاب ناجح لأنه استطاع عرض بصورة سريعة الأحداث المتعلقة بالمستشفى. في حين قراءة الكتاب التفت أن الكتاب واجه عدة صعوبات، و لكني أحسست أيضا أن المؤلف واجه مشكلة مع الرواي الشهيد. لم يبق أحد ليروي الحدث. القصة، قصة مرة. إستهداف المستشفى بالكيميائي هو قمة العمل الجبان للعدو و أعتقد كان على المؤلف في تدقيق النص، أن يتطرق الى هذه الموضوعات بصورة أكثر دقة.

و قال بخشايش عن محتوى الكتاب: بالطبع لكل نتاج هوية يشرح ماضي تدوين الكتاب و لكن لا نرى ذلك في الكتاب. المقدمة، أهم قسم في الكتاب، حتى لو كتبت المقدمة من قبل الناشر. و لكن المقدمة هي في الواقع كلمة شكر و لا يعلم لماذا كتب الكتاب. في المقدمة بدل ذكر مواصفات الكتاب، كان سعيا لتقديم الشكر و عن تأثير الكتاب على المؤلف كانت المقدمة تقريبا عاطفية و كان هناك مجال لشكر حتى من دعي لادخال حواره في الكتاب لكنه رفض.

و أكد على ضرورة التبويب قائلا: لدينا شئ باسم هندسة الكتاب. على القارئ الدخول خطوة بخطوة الى المستشفى 528. يجب الإشارة بداية الى كليات الموضوع لا الى تاريخ الصراع على الحدود. هذا التاريخ، و إن كان صحيحا و لكنه دون مصدر. ينتظر القارئ التاريخ الشفوي الحربي و القصف و أن يعرض الكتاب الموضوعات المرّة و لو اتيح المجال للمؤلف لقاء بعض الضحايا لكان الكتاب هازا للوجدان.

و أكمل كامور بخشايش: لم نستخرج بعد التاريخ الطبي في الحرب. هذه النقطة يجب أن تعرض أن القصف الكيميائي على سومار كان لحد انفعل الأطباء أمام السلاح الكيميائي. نرى قدسية الدفاع في الكتاب. يلتفت رئيس مستشفى 528 الدكتور هجرتي الى الهجمة الكيمائية و لكنه يكمل عمله الجراحي . يشكو الكتاب من ضعف عدم وجود الرسم البياني للمستشفى و احصاءات المصابين و عمال مستشفى 528 فلا أحد يعلم من كانوا و ما هو عدد الشهداء و الجرحى.

و قال: سيرة حياة الراوي لم يكن مكانها في البداية. ليت سيرة الراوي كانت في نهاية الكتاب و في قسم منفصل و موضوعات القصص متداخلة. تتناقض بعض قصص الروات و لكن تقسيم صور الكتاب جيد جدا. أعتبر الكتاب وثيقة جديدة عن حرب إيران و العراق و لكن كان من الأفضل لو كان هناك إهتمام بضرورة تأسيس مستشفيات ميدانية ثم التطرق الى الموضوع الأساس. مثلا ذكريات السيد "شيشه جي ها" جاءت غير متناسبة مع ذكريات البقية و ليت هذه الذكريات جاءت في فصل منعزل و وضع الصور المنتمية اليه في هذا القسم.

و قال مؤلف الكتاب عباس نجاد عن النقد الموجه لكتاب " 528": أحسست بالنقص حول المستشفيات الميدانية. حين طرحت الامر على الناشر، عرض علي صفحة حوارية مع مصاب كيميائي و أحببت الكتابة عن الموضوع. لمدة شهرين تبادلت الرسائل مع أفراد من الجيش لتسليمي قائمة عن موظفي و جرحى هذا المستشفى و لكن مع الأسف ليس هناك وثيقة عنه و كان بالنسبة لي أمر لافت أن أستطيع إيجاد عنوان المستشفى.

و أكمل قائلا: في البداية أردت العمل بصورة بحثية كيفية و لكن لم يكن الأمر متاحا و أتقبل أن الكتاب فيه عدة نواقص و تمكنت فقط من توثيق ذكريات الساعة 10 حتى الساعة 13:20، يعني زمن القصف، إذ بعد ذلك اخلي المستشفى. لأن ليس هناك ملف عن المستشفى. بالطبع حاولت رؤية الشخص الذي أخلى المستشفى بعد القصف و لكنه لم يكن راغبا في ذلك.

و أضاف عباس نجاد: إستشهد 70 بالمائة من عمال و جرحى هذا الحدث و استطعت الوصول فقط الى جان شاه صادقي الشخص الذي أعلن لأول مرة عن الكارثة في لاهاي، و هو أيضا استشهد في العام الماضي. كان سفير متحف السلام و كان في فترة تدوين الكتاب في هيروشيا. السبب الرئيس في نواقص الكتاب هو قلة الوثائق و الروات.

و عن حجم الكتاب الصغير قال عباس نجاد: رأى الناشر أن الكتاب يجب ألا يتجاوز ال 100 صفحة  و جمع الكتاب بهذا الحجم كان صعبا عليّ. لم يكن لدى الناشر مدقق و لذلك جاءت بعض الأخطاء. و كتبت المقدمة العاطفية بسبب أن الموضوع أثار احاسيسي. بعد نشر خبر الكتاب، اتصل موظفون آخرون كانوا يعملون في المستشفى. سوف أحاول في الطبعة القادمة تلافي ما حصل. و جاء اسم الراوي بسبب استخدامنا لذكريات جان شاهي و السيد خبير في الكتاب.

 

المصدر الفارسي



 
عدد الزوار: 3972



http://oral-history.ir/?page=post&id=5987