يدالله

محمود فاضلي
ترجمة: حسين حيدري

2015-10-18


يـد اللّـه

السيد قاسمعلي زارعي

دار سورة مهر للنشر

الطبعة الأولي:  1393

السعر: 16900 تومان

 

يعتبر كتاب يد الله ذكريات العقيد قاسمعلي زارعي، رفيق درب الشهيد الحاج ستار إبراهيمي.كما قام السيد زارعي في كتابه بسرد ذكرياته و ذكريات رفقائه بشكل بارع و بلغة بليغة. يتحدث الكتاب عن تضحيات مقاتلي مدينة أسد آباد في فترة الدفاع المقدس. يروي العقيد قاسمعلي زارعي جزءاً من تاريخ فترة الدفاع المقدس بعد سنوات في كتاب يد الله. و بدأ السيد زارعي ذكرياته من سن المراهقة في قرية ولي آباد من توابع مدينة أسد آباد. كان يرعي الأغنام في القرية و من ثم قَدِمَ إلي طهران للعمل. كان يرتدي البزّة العسكرية في شبابه،  و من أجل تحقيق أهدافه ذهب إلي جبهات القتال. ذكريات من ضيق مرصاد و مخيم (جهار زبر) و مضيق حسن آباد و سربل ذهاب و أماكن أخري ناضل فيها و قضي أيام حلوة و مرّة. يروي في هذه الرواية طبيعة قصر شيرين و البيوت المدمّرة و الجبال الوعرة و معسكر أبوذر و الكتل التي لازالت يمكن مشاهدة شظايا الرصاص علي آثارها المتبقية. فيما تروي مياه نهر الوند العكرة ذكريات السنوات غير البعيدة.

قام الكاتب بكتابة ذكرياته وفقاً لما طلبته منه ابنته: « أبي أكتب لي بصورة تمكنني أن أقوم بروايتها لصديقاتي». تبدأ القصة من مسقط رأسه قرية ولي آباد، حيث بدأت منذ صيف العام 58 و مزرعته و تستمر في ثلاثة أجزاء.يتعلق الجزء الأول بحضور الراوي في الحرب و بصفة تعبوي ساذج،  و الجزء الثاني في فيلق أنصار في عام 63.كما يشير في الجزء الأخير من الكتاب إلي مسؤولياته في مؤسسة الحرس الثوري التعاونية. يعتبر الشهيد ستار إبراهيمي كالقائد المباشر للسيد زارعي في كتيبة155 من فيلق أنصار. حيث يتطرق الكتاب بشكل موسع إلي ذكرياته و لحظة إستشهاده. كما يضع القارئ بالصورة من خلال هذا الكتاب عن ذكريات السيد زارعي حول السيد داريوش كل محمدي في زاوية الخندق و الشهيد جعفر يعقوبي الشاب و الفخ الإنفجاري و الأسلاك الشائكة و حقل الألغام و مدينة خسروي و ذكريات الشهيد حاج ستار إبراهيمي.

يقول السيد قاسمعلي  زارعي حول كتابه: «يرجع حافزي إلي تأليف الكتاب إلي العام 78 و في المناطق التي وقعت فيها عمليات الحرب، حيث شعرت أنه يجب سرد دور الشهداء و المقاتلين الذين بقيت أسمائهم غير معروفة في نصوص الدفاع المقدس. سيشعر القارئ و من خلال قراءة هذا العمل، و في كل جزء من الكتاب بيد الله و مشيئته، في الحقيقة أنا أعتقد أن يد الله كانت معي في كافة لحظات الحرب.حاولت أن أكون صادقاً في بيان الذكريات و أجتنب الغلو و المبالغة، لهذا بينّت الشجاعة و المروءة و حتي الخوف في الحرب بشكل صادق، حيث أعتقد أن القارئ سيجد متعة.لازالت ذكرياتي مستمرة، أتذكر كل تلك اللحظات و أحدّق بنقطة و انتحب و أبكي.كما أصبحت تأملاتي العميقة هذه،  إعتيادية لجميع أعضاء أسرتي حين يروني منهمكاً بها».

كما جاء في جزء من هذا الكتاب: «كان بكاء السيد رضا مثيراً للشفقة إلي حد كبير، حيث لم يتمكن الجميع من النوم، و دعي جميع التعبويين لعبادة الليل بشكل غير مباشر. أردت أن أري خلوته المعبرة عن قريب. كما أردت أن أتعلم رسم حبّه. كان يشبه الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم الأربع أو الخمس سنوات، كأنما قد إرتكب خطأ و الآن و من أجل معاقبته،  يريدون أن يفصلوه عن حضن أمّه، و هو يقاوم ليفدي نفسه لها، كأنما لم ترض معشوقة الله، أن تصل كلمات السيد رضا إلينا.كانت صلاته قد أوشكت عن النهاية، و عند إستماع صوت إذان الفجر،  و حينما كانت عبادة السيد رضا (الصباحية المقدسة) تطرق مسامعنا،  أوصلت نفسي رويداً رويداً إلي الحسينية و كنت مستعداً لإقامة صلاة الفجر.

في الجزء العلوي للقناة،  يمكن مشاهدة حيوية قوات التعبئة في كل الخطوط التي تم تحريرها. كما كان عدد من القوات منهمكين ببناء خندق للحراس و خندق إجتماعي. هذا وكان مسؤول الإمدادات يتفقد الخنادق واحداً تلو الآخر و يقوم بتوزيع البسكويت و العصير علي القوات.

 كانت قناني المياه يتم توزيعها بين القوات و هم يأخذون واحدة منها بإكراه. قمت أنا بأخذ إحدي تلك القناني.كان الماء حاراً جداً و لا يحتمل شربه،  شعرت بتدهور صحتي،  لم أشته تناول الطعام بسبب وجود جثامين العراقيين بالقرب منّا. قمت بتفقد أصدقائي،  وجدت السيد سليمان أسدي و عليرضا عسكري في أول خندق اجتماعي، فرحت كثيراً عند لقائهم و شعرت بالإرتياح».

 جاء في جزء آخر من ذكرياته: « كان من المقرر أن أذهب يوم غد برفقة االسيدة مريم إلي منزل الأقارب، ولكن كان القلق و الحزن ينتاب وجود السيدة مريم بشكل كبير. هذه المرة الأولي ألتي أراها غير مستقرة و مضطربة.مع كل لحظة تتحدث عن أمور ثم تغير الموضوع. في يوم من الأيام تحدثت عن الموضوع ثانية و قالت: عندما لا تكون، ستصبح حياتي عدم و تفتقر للمعني. في تلك اللحظة، أمي و التي يضرب بها المثل الأعلي بالذكاء و الحنكة بين الأصدقاء و الأقارب، لم تستطع أن تمسك نفسها و قالت:  يا قاسم !عليك أن تفكّر بأطفالك. قلت و أنا مندهشاً من كلامها: أطفالي!أنا لدي طفل واحد. أخيراً ضحكت مريم و قالت: كان لديك طفلاً واحداً و الطفل الآخر في الطريق». قلت ثانية: «لكن نسيبة عمرها 4 أشهر فقط! قالت أمّي:  لقد رأي والدك حلما و لا تشك بأنه ولد جميل. قلت سأسميها كميل إن شاء الله».

رُويت شجاعة و بساطة الحاج ستار إبراهيمي في الحياة بشكل جيد في الكتاب. كما ذكر السيد زارعي في الجزء الأخير من الكتاب: «بعد إتمام هذه الفتره الزمنية من الحرب المفروضة في هذا المجلد ـ و الذي تجلي و تبلور من خلال زيارتنا لمناطق قصر شيرين و تكلّل بتأليف كتاب يد الله ـ لا زال قلبي مضطربا و يصر على الحديث عن أمور لم تذكر،  و لازال يتذكر مدينة ماووت و عمليات بيت المقدس 2، عندما كان يمر من جسر الشهداء و يعود لمنعطفات (كرده رش). يضطرب قلبه عندما يصل إلي حلبجة،  و تتوقف أنفاسه في صمت رهيب مهيمناً علي هذه المدينة حيث ينحني أمام طفل مظلوم نام نومة خالدة في حضن أمه،  و عند تضحيات الفتيات المقبلات علي الزواج، يموت علي يدي مرات و مرات.قلب يبحث و لأول مرة عن مرتفعات «دشنام» عن أشلاء عظام شهداء مدينتا الخمسة،  و بعد لحظات من قبول قرار 598، تذكرت الأجساد التي تقطعت إرباً إرباً و يبكي دماً عليها. قلب و بعد سبع سنوات، عندما تطئ قدماي حدود خسروي ثانية و ذلك بإستقبال إبن عمي المحرر من الأسر، مرة أخري مسك الله يد قلبي و جلس ليشاهد ضباط كبار، حيث و في إحدي المرات وقفوا ليروا بضاعتنا بوضع مؤسف و أحذية ممزقة و بحسرة و إلتماس.منذ ذلك اليوم، هذا القلب المضطرب و الذي يبحث عن تعويض تلك الشكوي، يقرر أن يمسك قلمه ليعرض يد الله لجميع الذين يماثلوه و للحظة واحدة، أخرجوا يدهم من يد الله. ولكن اليوم، يجب أن أمسك القلم ثانية و اتحدث عن تلك الأيام و أكتب، حتي و لو كان مرهقا لقلبي المتعب و المضطرب و رشفة مؤثرة علي أرواح كافة أبناء وطني الكرام.

إحدي مزايا هذا العمل،  ذكرت جميع العمليات بتاريخ محدد، حيث سيكون مقبولاً من قبل كافة أطياف المجتمع. كما أن توفير المساحة المناسبة و وصف الذكريات، تسبب بإيجاد إرتباط عميق بين القارئ و نصوص الذكريات. لقد تناول كتاب يد الله نضالات الثورة الإسلامية و رسم حياة أحد رجالات الدفاع المقدس، كما يشير إلي هذه النقطة المهمة و هي حين بدأت الحرب المفروضة،  شعرت كافة الأطياف و القوميات الإيرانية بأن سلامة وحدة أراضيها و الثورة الإسلامية تتعرض إلي مخاطر جدية، و هذا يعتبر بداية لموسم جديد من البطولات و التضحيات في فترة الدفاع المقدس. قام السيد زارعي بكتابة ذكرياته دون أي مبالغة، حيث أعطي هذا الأمر جذابية كبيرة لذكرياته.

يقع كتاب يد الله في 496 صفحة و يتضمن إثنين و ثلاثين فصلاً‌: «أسماء بعض من الفصول كما يلي: المقدمة و الحركات المعادية للثورة و بدء الحرب المفروضه و نبأ إستشهاد الحاج قربان و تشكيل الملف و بدء التدريب و الجنة و مراسم تشييع شهداء قراويز و قصف مدينة همدان في يوم القدس». كما وضع المؤلف في نهاية الكتاب الصور المرتبطة بالحرب المفروضة بين إيران و العراق،  و هي صور ينشر بعضها للمرة الأولى لها دلالة ذكريات فترة الدفاع المقدسة لمن شهد تلك الأيام و سيكون سبباً لإحياء ذكري الشهداء.

المصدرالفارسي



 
عدد الزوار: 4161



http://oral-history.ir/?page=post&id=5801