كمين يوليو 82

محمود فاضلي
ترجمة: حسين حيدري

2015-10-18


«أحمد متوسليان» و «السيد محسن موسوي» و «كاظم أخوان» و «تقي رستكار»، الدبلوماسيين الأيرانيين الأربعة الذين تم إختطافهم في العام 1361 في لبنان و ذلك إبّان الحرب المفروضة من قبل العراق علي بلدنا من قبل عناصر ذات صلة بالكيان الإسرائيلي الغاصب، حيث لا يزال البحث مستمراً عنهم من قبل المؤسسات المسؤولة النتقصية عن أثرهم. كتاب «كمين يوليو 82» من تأليف السيد حميد داود آبادي في 524 صفحة، يتابع مصير الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة المختطفين حيث مضى على أسرهم علي يد الإحتلال الإسرائيلي الغاصب حوالي 32 عاماً. عمل السيد حميد داودآبادي في هذا الكتاب علي إنشاء تقويم للأخبار و ما حدث منذ 14 من تير عام 1361 (1) حتي صيف العام 1384. كما يشتمل الكتاب علي حديث الناشر و ملاحظات الكاتب ، حيث يبدأ نص الكتاب من الصفحة 13 تحت عنوان «تقويم الإختطاف» و يستمر حتي الصفحة 302. كما تبدأ مرفقات الكتاب من الصفحة 303 و إدراج 47 مرفقاً، و التي أشير إليها في نص الكتاب، تستمر حتي الصفحة 467. وخُصصت الصفحة 469 حتي الـصفحة 524 «للصور». حيث جاء في مقدمة الكتاب: « يتم تداول و دراسة لغز دون حل لحد الآن في هذا الكتاب، لغز عمره ما يقارب ربع قرن من الزمن. قصة مواطنيين إيرانيين يشوبها الغموض بشكل كامل، بعد ظهيرة يوم صيفي حار من طريق طرابلس ـ بيروت الساحلي نحو عاصمة لبنان المحتلة».

كما جاء في جزء آخر من الكتاب: «... سمعنا أن إيلي حبيقة و الذي أغتيل في الأسبوع الماضي في بيروت أنه قال في مقابلة له مع جريدة «الحياة» اللندنية قبل إغتياله: «الدبلوماسيون الإيرانيون الأربعة ، من المحتمل أنهم نقلوا إلي إسرائيل بعد إختطافهم من بيروت.» نقلاً عن صحيفة الحياة ، قال إيلي حبيقة، المسؤول عن الأمن في مجموعة القوات اللبنانية المنحلة: «لقد سمعت من سمير جعجع، قائد القوات اللبنانية المنحلة عن الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة، أنه تم نقلهم إلي منطقة بيروت الشرقية و من هناك إلي الخارج».

"كان جعجع يهيمن علي سجون عديدة إبّان الحرب الأهلية، حيث يزجّ بالمشتبه بهم و النشطاء العسكريين في داخلها". و قد كتبت هذه الصحيفة: «بعد ما قامت بنفي تصريحات سمير جعجع، آخر قائد المسلحين المذكورين، و الذي قال من قبل أنه قام بتسليم الدبلوماسيين الأربعة إلي حبيقة إدعي قائلاً: «لم إلتق بالإيرانيين المختطفين أبداً و لم يكونوا في المنطقة التي كانت تحت سيطرتي».

كما جاء في جزء من تصريحات السيد داوود آبادي في أثناء مراسم ذكري إختطاف الدبلوماسيين الأربعة في هذا الكتاب: «في النهاية يجب قص شريط هذا السيناريو في مكان ما، إستشهادهم أو أسرهم، ولكن نلاحظ هنالك قصة جديدة يتم تداولها، و هي لعبة حديثة في كل سنة. كنت اليوم أشاهد التلفاز، كان الامر مثيرا للإهتمام ، يذكر التقرير التلفزيوني أنه لدينا 4 رهائن مختطفين. لقد بث مقابلة مصطفي ديراني في بيروت قال فيها شيء مهم و مثير للإهتمام . يقول ديراني: «عندما كنا في الأسر، جاء أحد المحققين الإسرائيليين و قال لي: وجهك يشبه وجه السيد محسن موسوي بكثير. بالتأكيد أن هذا المحقق إلتقي بالسيد موسوي من قبل، حيث قال لي أن وجهك يشبه وجه السيد محسن موسوي. كان هذا مهماً للغاية. لماذا لايُعكس علي الإطلاق؟. . . قامت أميركا بإنتاج فيلم «الرهائن»، للرهائن الغربيين. أنتجت فيلم «منطقة الحرب». كما بذلت قصاري جهدها لـ «جون مكارثي»، و لصقوا الملصقات و كتبوا الكثير من الكتب. ولكن أنتم، إذا أستطعتم أن تجدوا كتاباً واحداً حول سيرة حياة هؤلاء الدبلوماسيين الأربعة طيلة 24 سنة الماضية. الكتاب يحتوي علي 50 صفحة! و الآن يقولون من وراء مكبرات الصوت أن فاتح بيت المقدس فلان و فلان، و نقوم بطباعة صورته بالزي الرسمي، و عندها نقول دبلوماسينا!...».

كتب الكاتب في جزء آخر من الكتاب: يعتقد «ستار ناصر» مراسل صحيفة «الخليج»، مشيرا إلي ضعف الجهاز الدبلوماسي الإيراني في متابعة ملف الدبلوماسيين الإيرانيين المختطفين قائلاً: «أنا مندهش من صمت و سكوت وسائل الإعلام الإيرانية في متابعتها لهذه القضية. في رأيي كانت متابعة الجهاز الدبلوماسي الإيراني ضعيفة في مجال المتابعة القانونية بحق دبلوماسيها المختطفين . متابعة مصير هؤلاء الأربعة، أصبحت تذكر في إقامة مراسم بالتزامن مع يوم إختطافهم، و يتم نسيانها في بقية العام...».

داوود آبادي في مقابلة له مع وكالة نسيم قال: « قامت وزارة الخارجية بمنع طباعة كتاب «كمين يوليو 82» للمرة الثانية منذ عام 1386. كان من المقرر أن ترسل النسخة الإنكليزية لكافة سفارات البلاد، ولكن لا أظن أن هذا الأمر حدث علي الإطلاق. في ذلك الوقت و بالتزامن مع تشكيل لجنة لتقصّي مصير الرهائن في مجلس الشورى الإسلامي، استفاد كل أعضاء هذه اللجنة و الأفراد الذين كانوا متواجدين في تلك اللجنة، من موضوعات هذا الكتاب. بعبارة أخري، «كمين يوليو 82» ترك تأثيراً كبيراً بين فئات المجتمع. قامت وزارة الخارجية في عام 1386 بتعيين فريق يقوم بدراسة و مراجعة هذا الكتاب، حيث أعلنت بعد ذلك وزارة الخارجية، أن هذا الكتاب يجب ألاّ ينشر منذ البداية، و كان السبب هو تعريف الحاج أحمد متوسليان كعضو في الحرس الثوري و ليس كدبلوماسي. مع الأسف نحن لازلنا ننوي أن نعرّف هؤلاء الرهائن الأربعة بعنوان دبلوماسيين. حيث قام الغرب و منذ حوالي 15 سنة بتعريفهم كأعضاء في الحرس الثوري في كتبهم. مع الأسف، نحن الذين ذهبنا للدفاع عن المظلومين إلي لبنان، نريد أن نقول للعالم أن هؤلاء الرهائن الأربعة الذين تم إختطافهم ليسوا من الحرس الثوري، ولكن تتحدث إسرائيل و بفخر عن هجومها علي لبنان».

كما يدّعي مؤلف الكتاب: «مع الأسف أنه لايوجد حتي ملف واحد حول الرهائن الأربعة ليس في الجهاز القضائي و لا قوات الأمن اللبنانية و لا في السفارة الإيرانية في لبنان، و يجب القول لم يتم أي تحرك قضائي طيلة الـ 32 عام من إختطافهم، في حال أنه تم مصادرة « مبني علوي» التي ترجع ملكيته لإيران في أميركا بسبب قتل جاسوس أميركي قبل 32 عام تقريبا في بيروت. في الحقيقة أنهم يرون من منظارهم أن المسبب الرئيس في قتله هو إيران. مع الأسف و بالرغم من أن جميع العناصر التي تسببت بخطف الدبلوماسين الإيرانيين لازالوا علي قيد الحياة في لبنان ، لكن لم نستطيع و لحد الآن إعتقالهم أو التحقيق معهم عن طريق جهاز الأمن و القضاء . كما إشتكي من وكالة «إيرنا» قائلاً: «مع الأسف لم توضع صفحة لحد الآن في هذه الوكالة بإسم كاظم أخوان، ولكن حدث هذا الأمر في موقع مراسلون بلا حدود، مع الأسف لا نقوم حتي بنشر أي صورة من هذا المراسل، في حال قامت إسرائيل بإنشاء الآف الصفحات لطيارها المجرم الذي فُقد في الحرب. علاوة علي ذلك، قامت الوكالة و لمرة واحدة بنشر بيانا عن المراسل طيلة هذه السنوات. (2)

كما قال الكاتب أنه لم يتم تجديد طباعة هذا الكتاب طيلة هذه السنوات، حيث تسبب هذا الأمر بإعتراض الكاتب. وفقاً لما قاله: « طُبع هذا الكتاب مرة واحدة باللغة الفارسية فقط و لم تتم طباعته ثانية، وفقاً للمتابعات التي أجريت، تمت ترجمة هذا الكتاب باللغة الإنكليزية ، كان من المتوقع أن يتم توزيع هذا الكتاب في السفارات و المكاتب الثقافية في سائر الدول، ولكن حاليا يوجود في المستودع». كما تعتقد السيدة «مريم مجتهد زادة» زوجة السيد محسن موسوي (أحد الرهائن): «منذ سنوات و نحن نتابع وضع الدبلوماسيين، حيث قمنا بمقابلة عدد من الذين إلتقوا بالدبلوماسيين للمرات الأخيرة، ولكن سمعنا أحاديث و أقاويل متباينة، أحدهم يقول: لقد قتل السيد محسن في لحظة وقوع الإشتباكات، كما قال بعدها في خضم حديثه: كان السيد محسن يقرأ دعاء التوسل بشكل جميل بعد أداء فريضة الصلاة. لعدة مرات إستلمنا قطع من العظام من الكيان الصهيوني الغاصب و قال إن هذه عظام الدبلوماسيين. ولكن كل ماقمنا بإجراء فحوصات الـ DNA يثبت خلاف ذلك. وفقاً لهذه التناقضات يثبت لنا أنهم أحياء و لازلنا ننتظر عودتهم.» (3)

بإعتقاد الكاتب: «في الوقت الراهن و بالتزامن مع مرور 10 الآف يوم من أسر الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة، مازالت تلك الأهمية و الحساسية حين حدثت في اليوم الأول في كياننا و كيان عوائلهم »ولكن إذا مضي 100ألف يوم ، سيكون الوضع علي ما هو، و في نهاية الأمر يصدر بيان حكومي و تصدر وزارة الخارجية رسالة ، حيث تقول فيها نحن نتابع القضية و بإهتمام واسع. منذ 10 الف يوم و مصورنا و مراسلنا الذي يقوم بإعداد أخبار عن بطولات شعبنا و يصور شرف و كرامة مقاتلي الإسلام أمام العدو، يصبح اليوم أسيراً بيد أكثر الأعداء وحشية، ناهيك عن أن عدداً من الصحافة قامت بنشر صور كاظم أخوان في زاوية من صفحاتها الرئيسية، مما أدي الي إيجاد موجة صغيرة. الأصدقاء الإعلاميون لا يعيروا إهتماماً لبعضهم البعض ، لأن الكيان الإسرائيلي الغاصب يصدر الإعلانيات لـ روان آراد (4) طيارها المجرم في جميع القنوات الفضائية، فأين وسائل إعلامنا عن كاظم أخوان و أمثاله؟ كان كاظم أخوان، إيرانياً و فناناً و مصوراً و مراسلاً رسمي في وكالة الجمهوري إسلامية، في حال أن هذه الوكالة قامت بإصدار بيانية واحدة طيلة 27 عام.»(5)

وجهة نظر مؤلف الكتاب حول تباطئ إجراءات الجهاز الدبلوماسي حول الرهائن الإيرانيين يتضح في تصريح للسيد علي أكبر صالحي وزير الشؤون الخارجية السابق في الذكري الثلاثين من إختطاف الدبلوماسيين الإيرانيين على يد الكيان الإسرائيلي الغاصب يقول فيها: «كان السيد محسن موسوي القائم بالأعمال في سفارة جمهورية إيران الإسلامية و أحمد متوسليان الملحق العسكري في السفارة و تقي رستكار مقدم، موظف في السفارة و كاظم أخوان مراسل مكتب وكالة الجمهورية الأسلامية الإيرانية في بيروت ، حيث كانوا جميعهم يعملون بجواز سفر دبلوماسي و وفقاً للعرف الدبلوماسي و بشكل رسمي و قانوني. إنهم وبعد دخولهم بسيارة تحمل رقم دبلماسي من شمال لبنان إلي بيروت، تم إختطافهم بواسطة مسلحين ينتمون إلي الكيان الإسرائيلي الغاصب. تشير البيانات الواصلة أن الدبلوماسيين الإيرانيين المذكورين و بعد إعتقال مؤقت بواسطة المسلحين الذين تتم حمايتهم و دعمهم من قبل إسرائيل، تم نقلهم من منطقة جونية لبنان إلي الأراضي الفلسطينية المحتلة».

و أشار إلي بعض الإجراءات وزارة الخارجية و التي تمت علي أساس الواجب الإنساني و المسؤولية القانونية لمتابعة مصير الدبلوماسيين الأربعة و قال: «في تاريخ 13 من سبتمر العام 2008، رفعت دولة لبنان آنذاك و كدولة مستضيفة تتحمل مسؤولية حماية حياة دبلوماسيي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، رفعت رسالة للأمين العام للأمم المتحدة و أكدت علي ضرورة متابعة المنظمات التابعة بشكل جدّي و بالتزامن مع إهتمام و متابعة دولة لبنان من جميع النواحي لإتضاح مصير هؤلاء الأفراد. هذه الوثيقة و التي سجلّت عند المنظمة الدولية، تعتبر تقبل لبنان مسؤولية هذا الملف تحت ظروف إحتلال بيروت الخاصة التي كانت تعيشها العام 1982. لاسيما أن ميشل سليمان رئيس جمهورية لبنان أكد و في مناسبات مختلفة علي إهتمام دولة لبنان في كل النواحي علي إزالة الغموض و ايضاح مصير الدبلوماسيين. كما تم التأكيد في هذا التقرير علي ضرورة متابعة وضع دبلوماسيي الجمهورية الإسلامية الإيرانيه الأربعة في لبنان ، و الترحيب عن إعلان جاهزية المنظمات الدولية في متابعة هذا الموضوع الإنساني . كما قام مندوب إيران في الأمم المتحدة في تموز عام 2008 بإرسال رسالة خاطب فيها السيد بان كي مون ، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، بيّن فيها معلومات حول زمان و طريقة إختطاف الدبلوماسيين و أيضاً مرتكبيها و الأفراد الذين لهم يد في هذه القضية . فيما قمت أنا و منذ «تقبل» المسؤولية في الوزارة الخارجية، و من خلال التشاور مع الجهات الإقليمية و الدولية المختلفة ، بالتأكيد علي ضرورة الإهتمام الخاص و إستخدام كافة إمكانيان المنظمات المعنية لايضاح مصير المختطفين. نظراً لإستعداد الأمين العام للأمم المتحدة في ايضاح وضع الدبلوماسيين الإيرانيين المختطفين، نطلب من السيد بان كي مون ثانية و ذلك من خلال تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق، أن يبذل جهوداً حثيثة في التحقيق و متابعة هذا الأمر بشكل نهائي أيضاً. (6)

 

1ـ الرابع من يوليو عام 1982، يوم إختطاف الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة.

2ـ سيصدر قريباً «تقويم كتاب كمين يوليو 82»، وكالة نسيم، 11/4/1393.

3ـ شكوي مؤلف «كمين يوليو 82» وكالة فارس، 15/4/1393.

4ـ روان آراد (Ron Arad) مساعد الطيار المفقود في قوات سلاح الجو الإسرائيلي في 16 من تشرين الأول لعام 1986 إبّان الحرب الأهلية في لبنان و ذلك بهدف إستهداف منظمة التحرير الفلسطينية في القرب من مدينة صيدا اللبنانية، هبط عن طريق المظلة و بعدها أعتقل بواسطة أشخاص مجهولين.

5ـ «لم يهتم الإعلام كما ينبغي لأسر الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة» . وكالة فارس، 9/9/1388.

6ـ «ذكري مرور ثلاثون عاما علي إختطاف الدبلوماسيين الإيرانيين في لبنان»، وكالة مهر، 21 تير 1391.

المصدرالفارسي



 
عدد الزوار: 5378



http://oral-history.ir/?page=post&id=5793