رضاشاه إضاءة على تاريخ إيران المعاصر؛ من البدء حتى انتهاء السلطة

محمود فاضلي
ترجمة:هادي سالمي

2015-10-18


رضاشاه إضاءة على تاريخ إيران المعاصر: من البدء حتى انتهاء السلطة 

 أصغر برات وند 

 الطبعة الاولى ١٣٩٣

السعر ١٥الف تومان

 

كتاب «رضاشاه إضاءة على تاريخ إيران المعاصر من البدء حتى انتهاء السلطة» من أحدث الكتب التي صدرت عن رضا شاه الذي يسعى لتحليل شخصية و مكانة رضا شاه التاريخية في الساحة السياسية الإيرانية، من خلال مراجعة المصادر المتوفرة.

في جانب من هذا الكتاب الذي جاء تحت عنوان (أصل وجذور رضاه شاه) نجد تلميحاً لما ذكره رجلات عصر رضاخان في تقاريرهم: (إن رضاه خان البهلوي مؤسس الدولة البهلوية هو بن عباس قلي خان سوادكوهي الملقب ب داداش بيك، ولد في سواد كوه سنة ١٢٥٦ه ش. بعدها دخل القزّاقخانة كقزّاق.طيلة تواجده في القزّاقخانه نال عدة مراتب و مناصب عديدة فحولت اليه عدة مهام في بعض المدن، حتى نال منصب رئيس القزّاقخانه في همدان سنة ١٢٩٤.

في هذا الكتاب تم مناقشة معاهدة ١٩١٩من رؤية الموافقين و المخالفين لها. الكتاب يشرح مصاديق (روابط رضاخان مع الانجليز) على النحو التالي: 

في احد الأيام اطلعني شابور جي على كتاب سري مكتوب فيه ان نائب سلطنة هند يريد ان يجد رجلا جديرا بإدارة شؤون ايران وبأمرٍ من أب شابورجي، اردشير جي يجد هذا الرجل متمثلا في رضا شاه ويعرفه على نائب سلطنة هند. و قصد شابورجي أن البهلوية تأسست على يد أبيه.

يشير ايضاً الكتاب الى علاقة رضاخان بالإنجليز في فصول عديدة استناداً الى كتاب «الأحزاب السياسية» لملك الشعراء بهار، الذي اشار في موضوع رضاخان و الإنجليز: إنني لا اشك إنّ القائد سردار سبه، قبل الأنقلاب الذي قام بهِ كان على صلةٍ بالإنجليز. استناداً لهذه الأمر، ان التلغراف في مخيم منجيل القائد الروسي " استار ولسكي " عبّر للمشار إليه عن قلقهِ تجاه المؤامرات الأنجليزية ضده. كان هذا المسؤل يذهب كل ليلة بعد تناول العشاء في المخيم الى مقر الإنجليز و يبقى الى الفجر او الى ساعات متأخرة من الليل.

بعد ما وصل رضاخان الى السلطة كان "استار وليسكي " يسعى بكل جهد أن يبين إنّ الإنجليز لا يدعمون رضاخان ولكن الحقيقة بوجود عنصر كـ رضاخان لا ضرورة لتواجد القوة البريطانية. 

هذه هي الخطة التي رُسمت منذ وصول «ايرونسايد» الى ايران وكان على رضاخان اكمال السيناريو هذا.

بعد مرور ايام بدأ بعض المثقفين في تبريرهم للضغط فأعلنوا حمايتهم من ديكتاتورية رضاخان.

في هذا الوسط لم يسمع احد نداءات مدرس بصورة جدية و لم ينتبهوا الى تحذيرات افراد مثل بهار و مدرس. و هم كانوا من مؤيدي مشروع المشروطة و قد باتوا الآن العمود الأساسي لسلطة رضا خان، و من له ابسط استقلالية في الرأي سيتحول الي ضحية لمؤامرات رضا خان.

في فصل (الأوضاع الحرجة للبلاد، خلقت ارضية الأنقلاب) تم مناقشة ارضيات الأنقلاب والأوضاع غير المستقرة، جاء فيه ؛ انّ الأوضاع الداخلية في الحكومة المركزية بطهران كانت فوضوية جداً.

الشاه و رئيس الوزراء في تلك الأجواء لم يستطيعا ان يتقدما خطوةً واحدة في سبيل تهدئة الأوضاع.

احمد شاه وبسبب مرضه وبتوصيةٍ من الأطباء كان بحاجة الى استراحة كاملة ولم يتمكن أي رئيس وزراء ان يقوم بخطوة ايجابية.

خزانة الدولة خالية ولم يستلم الموظفون والعسكريون رواتبهم منذ اشهر، لايوجد قيادي واحد له رؤيا او طريقة حلٍ لمستقبل البلاد، الحكومة و هيئة الوزراء ليس لديهم عمل سوى حرق الوقت. 

في فصل "مقدمات الإنقلاب كيف حصلت" جاء هكذا ؛ "حسب ما قال الحاج يحيى آبادي في كتاب حياة يحيى" ومؤلفات بعض معاصريه امثال ملك الشعراء بهار و غيرهم من كتب او أبدوا رأيهم في هذا الشأن، بصورة إجمالية، الجميع متفق علي انّ انقلاب يوم ثالث اسفند ١٢٩٩ لم يكن صدفة او مجرد خطة رسمها الجنرال أيرونسايد الأنجليزي و نفذها رضاخان في الوقت المناسب، إنما بدأت أرضية الإنقلاب ومقدماته في أوائل سنة ١٢٩٩ وبعد فشل و انهيار حكومة وثوق الدولة و هذه الخطة كان يتم تتبّعها في طهران و لندن و قزوين في آنٍ واحد.

ذكر الكاتب بما أشار اليه بهار حول (احمد شاه ماذا كان يفعل) إنَّ: ملك الشعراء بهار قال إنه إطّلع حين كان احمد شاه في اسطنبول التركية التقي بوالده محمد علي ميرزا فأعلمه إنه بمساعدة القزّاق المحبين للشاه و الذين ما زالوا يُعتبروا في عداد الحرس الخاص يستطيعون القيام بالإنقلاب علي المطالبين بالثورة الدستورية ويستمر في سلطته و تكوين حكومة ديكتاتورية و لربما لهذا السبب اقترح احمد شاه علي رئيس وزرائه إنه من الواجب أن يكون في طهران خمسمائة فرداً من القزّاق اضافةً للحرس الملكي، فأمر بإستعادتهم بصورة عاجلة من قزوين الي طهران.

في فصل (اللجنة الحديدية و أعضائها) ذكر الكاتب: إن اللجنة الحديدية تم إنشائها في اصفهان برغبة بريطانية و بواسطة كولونيل هيك الإنجليزي بعدها اتّخذت هذه اللجنة في طهران فرعاً لها بإدارة ضياء الدين طباطبائي.اضافة للسيد ضياء، نصرة الدولة فيروز و عدد من أصدقائهم كانوا اعضاء في اللجنة الحديدية علناً و سراً و بطريقة غير مباشرة برعاية الإنجليز. بصورة عامة سعت هذه الجماعة الي أن تكون زمام أمر الدولة بيدها حتي تجد طريقة لتنفيذ معاهدة وثوق الدولة.

في فصل (السعي علي إبقاء سيد ضياء من قبل عملاء بريطانيا) تم تناول مكانة سيد ضياء و جاء فيه: علم احمد شاه إن الإنجليز بعد مرور ثلاثة أشهر من دفاعهم عن السيد ضياء، باتوا غير راغبين في مساندته و تقديم الدعم له لهذا و بذريعة إنه قام بتدخين سيجارة (بشهر رمضان) امام الملك، أحضر ناظم خلوت و أمره أن يأخذ السيجارة من فمه و يرميها بعيداً. لكن هناك مؤشرات تدل علي إن الإنجليز كانوا يسعون لإبقاء و إستمرار قيادة سيد ضياء و لكنه حينما رأوا إن هذا الأمر غير ممكن أخذوا من احمد شاه الضمانات و العهود اللازمة علي أن يترك البلاد بأمان و من غير مضايقات.

من مواضيع الكتاب الأخرى جهود سيد ضياء الدين للنيل و إرضاء القادة الإنجليز، نقل المؤلف إشارةً إلي علاقة الوزير البريطاني المختار و السيد ضياء : إن سيد ضياء بعد حدوث الإنقلاب و بعد مرور ثلاثة أيام من سيناريو التصفيات، ذهب الي نورمن ليستشيره و يأخذ رأيه فأعطاهه نبذة من برامجه التي ينوي طرحها و إجرائها علي الأرض. بعد هذا اللقاء كتب نورمن ليكرزن، بكل سرور و إرتياح : يجب أن نقض النظر عن معاهدة 1919 الناقصة و نمنح سيد ضياء فرصة أن يجري المعاهدة كاملة من غير وجودها.

في فصل (سيد ضياء بين المشاكل الداخلية و السياسة الخارجية، حيرة و ضياع) تم تداول شخصية قائد الإنقلاب السياسية : (بعض المحللين الغربيين اعتبروا سيد ضياء، مفكّراً و عقلانياً. انشغاله بالبلدية غاية في عقلانيته. ايضاً كان مفكراً مخيبا للأمل. كان سيد ضياء الدين قد سمع بالفكر الغربي لكنه لم يتعلمه ابداً. كانت قبعة الحكم أعرض من رأسه.)

(نفي سيد ضياء من البلاد بقلم ملك الشعراء بهار) من المواضيع التي تمت مناقشتها بصورة مستقلة في هذا الكتاب الذي يحتوي علي 504 صفحة : (حكومة و قيادة سيد ضياء الدين طباطبائي كانت حكومة مستعجلة بمعني الكلمة، لأنها انتهت بعد مرور ثلاثة أشهر و بضعة أيام فأرغم سيد ضياء علي ترك البلاد و أن يسكن أوروبا لأكثر من عشرين سنة، العجيب إن السيد إستطاع أن يعود الي البلاد بعد نفي صديقه و رفيقه في الإنقلاب. أطلق على حكومة السيد بالحكومة السوداء.

من بين أسماء الكتاب و الشعراء الذين أثنوا علي حكومته و ذكروها بخير كان منهم عارف و عشقي.

المصدرالفارسي

 



 
عدد الزوار: 5257



http://oral-history.ir/?page=post&id=5788